حرارة جسم الإنسان كافية لتشغيل المصابيح
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
البلاد ــ وكالات
طُوِّر في واشنطن جهاز مرن، وقابل للارتداء يحول حرارة الجسم إلى طاقة كهربائية لتشغيل أجهزة إلكترونية صغيرة؛ مثل البطاريات والمصابيح المضيئة LED.
وبحسب الباحثين من جامعة واشنطن، سيمكن هذا الجهاز فور وضعه على الجلد، من إضاءة مصباح باستخدام حرارة الجسم فقط، وهو إنجاز لم يكن ممكناً من قبل باستخدام الأجهزة التقليدية.
وصمم الفريق البحثي الجهاز ليتلاءم بشكل مثالي مع شكل ذراع الشخص، ويظل فعالاً حتى بعد تعرضه للثقب أو التمديد المتكرر، كما يتميز الجهاز بمرونته الفائقة مقارنة بالأجهزة التقليدية الصلبة والهشة، التي تعتمد على الحرارة لتوليد الكهرباء.
وليس من الضروري أن يظل الجهاز على أذرع البشر فقط، حيث يمكن أن يستخدم في تطبيقات متنوعة؛ مثل تثبيته على الأجهزة الإلكترونية التي ترتفع حرارتها أثناء التشغيل؛ كخوادم مراكز البيانات، للاستفادة من الحرارة المهدرة في تشغيل مستشعرات لمراقبة درجة الحرارة والرطوبة، ما يساعد على تقليل استهلاك الطاقة. وأشار الباحثون إلى أنه يمكن استخدام هذا الجهاز لتسخين أو تبريد الأسطح، ما قد يفتح الباب لاستخدامه في تقنيات الواقع الافتراضي وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء لخلق إحساس بالحرارة أو البرودة على الجلد، وتعزيز راحة المستخدمين لهذه الأجهزة بطرق جديدة ومبتكرة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!
في اكتشاف علمي جديد قد يغير مفاهيمنا حول التطور البشري، أظهرت دراسة أن جروح البشر تلتئم ببطء يفوق ثلاثة أضعاف سرعة التئام الجروح في بعض الثدييات الأخرى، مثل الشمبانزي، هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول الأسباب التطورية وراء هذا الفارق الملحوظ، مما يثير تساؤلات علمية حول كيف ولماذا يختلف البشر عن باقي الأنواع في هذه العملية الحيوية.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Proceedings of the Royal Society، أن متوسط سرعة التئام الجروح عند البشر بلغ 0.25 ملم يومياً فقط، مقارنة بـ 0.61 ملم يومياً لدى قرود مثل الشمبانزي، والرباح، والمارموسيت أبيض الحلق، وقرود الفرفت.
وأُجريت التجارب عبر تخدير خمسة أفراد على الأقل من كل نوع من الرئيسيات غير البشرية، وحلاقة بقعة صغيرة من فرائها، ثم إحداث جرح دائري بقطر 40 ملم. عُولجت الجروح بمرهم مضاد حيوي وغُطيت بشاش لمدة يوم لمنع العدوى. جرى التقاط صور وقياسات منتظمة على مدى عدة أيام لتقييم سرعة الشفاء.
وفي المقابل، تم تحليل سرعة التئام الجروح لدى 24 مريضًا خضعوا لجراحات استئصال أورام جلدية في مستشفى جامعة ريوكيو اليابانية، حيث لوحظ بطء كبير في عملية الشفاء.
بدورها، قالت البروفيسورة أكيكو ماتسوموتو-أودا، من جامعة ريوكيو، إن بطء شفاء الجروح لدى البشر قد يكون ظاهرة تطورية حدثت بعد الانفصال عن السلف المشترك مع الشمبانزي، مرجّحة أن يكون ذلك ناتجًا عن فقدان الشعر الكثيف من الجسم.
وأوضحت: “قد يكون الشفاء البطيء نتيجة تغيرات تطورية مثل فقدان الفراء، إذ إن وجود شعر كثيف يزيد من عدد الخلايا الجذعية، مما يُعزز سرعة التئام الجروح”.
الدعم الاجتماعي كآلية تعويض
رغم بطء الشفاء الجسدي، رجّحت الدراسة أن الدعم الاجتماعي لدى البشر – مثل تبادل الغذاء، والرعاية، والتقدم الطبي– ساعد في تعويض هذا الضعف الطبيعي في القدرة على التئام الجروح.
وتسهم هذه النتائج في توسيع الفهم العلمي حول الفروقات البيولوجية بين البشر والحيوانات الأخرى، كما تفتح المجال لمزيد من الأبحاث في مجالات الطب التجديدي وعلاج الجروح المزمنة.
يذكر أن التئام الجروح هو عملية بيولوجية معقدة تتضمن سلسلة من التفاعلات بين الأنسجة والخلايا لإصلاح الأضرار التي تحدث بسبب الإصابات أو الجروح. هذه العملية تتكون من عدة مراحل رئيسية تشمل:
المرحلة الالتهابية: تبدأ فورًا بعد الإصابة، حيث يتجمع الدماء لتكوين جلطة توقف النزيف. كما يتم تنشيط الخلايا المناعية لمكافحة أي عدوى وتطهير الجرح. مرحلة النمو (البناء): في هذه المرحلة، تبدأ الخلايا في التوسع والتكاثر لإعادة بناء الأنسجة التالفة. الخلايا الجديدة تشكل الأنسجة الليفية التي تساعد في تعزيز الجرح وإغلاقه. مرحلة النضج (التعافي): تستمر الأنسجة في إعادة تنظيمها وتنضج حتى يستعيد الجرح قوته. قد يستغرق هذا الأمر وقتًا أطول، حيث تستمر الأنسجة الجديدة في تحسين قوتها ومرونتها.وبالنسبة للبشر، عملية التئام الجروح غالبًا ما تكون بطيئة مقارنة بأنواع أخرى من الثدييات مثل الشمبانزي، الذين يمتلكون آليات بيولوجية قد تساعدهم على الشفاء بشكل أسرع. العلماء يبحثون في الأسباب التطورية لهذا التفاوت، ما يفتح المجال لفهم أعمق حول كيفية تطور أنظمة الشفاء لدى مختلف الأنواع.