في يوم ميلاده.. لماذا بكى إسماعيل ياسين عند الحديث عن والده؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
الضاحك الباكي، الذي أحبه الجمهور وارتبط به، واشتهر بتقديم المونولوجات والأفلام الكوميدية والإيفيهات المختلفة، هو الفنان إسماعيل ياسين، ورغم أنه كان يظهر دائمًا على الشاشة بابتسامة، فقد عاش الكثير من لحظات الألم التي رواها في مذكراته، وتجلى هذا الألم بشكل خاص في حديثه عن أبيه، وهو ما جعله يبكي. فما سبب بكائه؟ وماذا حدث؟ نستعرض ذلك تزامنًا مع ذكرى ميلاده اليوم، الذي يوافق 15 سبتمبر.
صفة البكاء والحزن لازمته في بداية حياته، ورغم أنه حاول في الرحلة إسعاد الملايين وبذل فيها مجهود كبير جعلت منه «أبو ضحكة جنان»، إلا أن القصة الحزينة بدأت مع والده، إذ يحكى إسماعيل ياسين عن يسر الحال الذي تبدل بعد إفلاس أبيه، ليبكي بالدموع وهو يتحدث عنه موضحًا أن حياته تأزمت بسببه عندما وصل إلى سن الشباب وتدهورت حالة الأسرة بسبب الإفلاس، فنصح أصدقاء «سمعة» بضرورة ترك موطنه في السويس والانتقال إلى القاهرة، للبحث عن رزق جديد ودخول معهد الموسقى.
وقبل السفر أخذ إسماعيل ياسين من جدته 6 جنيهات وهو يعتقد أنها ثروة لن تنتهِ، وذهب لأولاد خاله في القاهرة الذين كان يستضيفهم والده باستمرار ويكرمهم، لكنه فوجئ بعدم الترحاب من جانبهم، بل نهروه لأنهم لم يحبوا «المغنواتية».
وعن ذلك الموقف ذكر كتاب «مذكرات إسماعيل يس» نقلا عن الفنان الكوميدي: «كنت بنام في السيدة وبعدين رحت جامع مراسينا واحد صحاني وقالي أنا اتسرقت»، مشيرًا إلى أنه التقى بإمام الجامع وأعطاه 35 قرشًا ليسافر بلده لأنه أتهم بالسرقة، وكان يريد الرجوع لأبيه: «كان الركوب بـ32 ونص خدتهم عشان أرجع لبلد سيدي الغريب وأنا عندي أمل ألاقي شغل حتى لآخر دقيقة».
كان إسماعيل يس شديد الحب لوالده رغم أنه نعت نفسه بأنه ضحيته، فيقول: «وصلت السويس لقيت أبويا بقى عنده محل غير وبقى بيشتغل بأيديه ولما شافني عيط وحضني أوي وقالي كده بردو يا بني أكتر من 4 شهور محدش يعرف عنك حاجة كنت اكتب لي كلمتين حتى قولي عملت إيه، لما بعدت روحي فارقت جسمي»، ليرد عليه: «ليه كده يا با، الدنيا بحالها صغرت في عيني لما شوفتك كده كان عندك محل دهب كبير مشغل فيه الناس، لولا سهرك كنت كافحت جمبك لكن المزاج ضيعوا مالك وصحتك وأنا ضحيتك يا با».
ومن بعد الكفاح والجهد أصبح واحدًا من ألمع نجوم الكوميديا في زمنه، حتى لُقب بـ«سمعة» و«أبو صحكة جنان»، وقدم الكثير من الأفلام والمسرحيات والمونولوجيست، حتى توفي في 24 مايو 1972 تاركًا خلفه الكثير من الحب والفن والنجاح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسماعيل ياسين الفنان إسماعيل ياسين إسماعیل یاسین
إقرأ أيضاً:
يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)
تحل اليوم، الثلاثاء 24 يونيو، الذكرى الـ13 لرحيل الفنان القدير يوسف داوود (1933 – 2012)، أحد أعمدة الكوميديا في السينما والمسرح المصري، والذي ودّع الحياة عن عمر ناهز 79 عامًا إثر أزمة صحية، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا ووجهًا لا يُنسى على الشاشة.
لم يكن طريق يوسف داوود نحو الفن تقليديًا، فقد تخرّج من كلية الهندسة – قسم الكهرباء عام 1960، وعمل مهندسًا لسنوات، قبل أن يغيّر مصيره بالكامل عام 1985، بعد مشاركته الناجحة في مسرحية “زقاق المدق”، والتي كانت بداية تحوّله إلى نجم كوميدي لامع نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
كيمياء فنية مع الزعيم
شكّل داوود ثنائيًا محبوبًا مع النجم عادل إمام، من خلال مشاركته في عدد من أبرز أفلامه مثل:
“زوج تحت الطلب”، “كراكون في الشارع”، “سلام يا صاحبي”، و“النمر والأنثى”، بالإضافة إلى تألقه على خشبة المسرح في أعمال مثل “الواد سيد الشغال”، ومنها انتقل إلى الشاشة الصغيرة ليصبح وجهًا مألوفًا في عشرات المسلسلات الدرامية والكوميدية.
رجل متعدد المواهب
رغم صخب الأدوار التي قدمها، إلا أن الحياة الشخصية ليوسف داوود كانت مختلفة تمامًا، فبحسب تصريح سابق لابنته دينا يوسف داوود، كان والدها عاشقًا للقراءة والشعر، ويهوى أعمال النجارة والرسم، كما حرص على إبقاء عائلته بعيدًا عن أضواء التمثيل، رغم نجاحه الكبير فيه.
سنوات في الجيش.. وتجربة إنسانية
مرّ داوود بتجربة إنسانية نادرة خلال فترة خدمته العسكرية، والتي امتدت لسبع سنوات بسبب ظروف الحرب، وهي تجربة صقلت شخصيته ومنحته نضجًا انعكس لاحقًا على أدائه الفني.
وجه صارم.. وقلب طيب
امتاز يوسف داوود بقدرته الفريدة على أداء الأدوار العصبية أو ذات الطابع الحاد، رغم أن طبيعته الحقيقية كانت تميل إلى الهدوء والبساطة، كان يُجيد المزج بين الجدية وخفة الظل، ويؤمن بأن الصدق في الأداء هو المفتاح للوصول إلى قلوب الجمهور.
ورغم مرور أكثر من عقد على رحيله، يبقى يوسف داوود أحد الفنانين القلائل الذين جمعوا بين الحضور الطاغي والموهبة الرفيعة، ليظل حيًا في ذاكرة الفن المصري ووجدان جمهوره، كـ”مهندس” للضحك وأحد أبرز أيقونات الكوميديا الراقية.