قبل اجتماع الفيدرالي.. هل سيخفض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة؟
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
تجتمع لجنة السياسات النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي بعد ساعات من الآن، لبحث آخر المستجدات فيما يخص أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي تنتظره جميع أسواق المال بشغف، غير أنه وخلال اجتماعه السابق في الفترة من 30 إلى 31 يوليو، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة عند نفس معدلات الاجتماع السابق، وهي الخطوة التي كانت متوقعة من قبل، إذ أبقى البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة القياسي للاقتراض قصير الأجل في نطاق مستهدف بين 5.
ينتظر العديد من المستثمرين حول العالم قرار البنك الفيدرالي الذي سيجتمع بداية من الغد وحتى بعد الغد، في الفترة من 17- 18 سبتمبر، بعد أن زادت التوقعات بأن يخفض البنك سعر الفائدة لأول مرة منذ عام 2020، بحسب طارق الرفاعي، الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية من لندن.
وأضاف «الرفاعي» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنَّ أسواق المال والمستثمرين ينتتظروا هذا الأسبوع بفارغ الصبر قرارت البنك الفيدرالي الأمريكي، خاصة مع زيادة التوقعات بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، جيروم باول، في رسالته المباشرة للأسواق خلال خطابه يوم 23 أغسطس الماضي بأنه «حان الوقت ليبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة»، خلال حضوره الندوة الاقتصادية السنوية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، فى ولاية «ميزوري» الأمريكية.
خفض سعر الفائدة سيكون إيجابيا على الأسواق والأسهموتوقع الخبير الاقتصادي بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام 2020، مشيرا إلى أنَّ خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي سيكون إيجابيا للأسواق والأسهم والاقتصاد بشكل عام.
وأوضح أنَ الأسواق اليوم، باتت عند أعلى مستوياتها القياسية بفضل دورة أسعار الفائدة المتزايدة، حيث باتت تميل دورة خفض أسعار الفائدة لأن تكون سلبية بالنسبة لأسواق الأسهم، لأنها إشارة من البنك الفيدرالي بأن الاقتصاد قد تباطأ ودخل في حالة من الركود، وبالرغم مع ذلك، فلا يمكن لأحد التنبؤ بموعد حدوث ذلك.
وأشار إلى أن ما يتوقعه حاليا هو زيادة التقلبات في أسواق الأسهم خلال هذا الأسبوع، لأنَّه ووفقًا لعائد سندات الخزانة الأمريكية، سيخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا الأسبوع، إذ أن دورة أسعار الفائدة المنخفضة هذه تعني بأن أسواق الأسهم في الولايات المتحدة بلغت ذروتها أو تقترب منها، ويجب أن تنخفض أسعار الأسهم من هنا حتى يتوقف النك الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة خفض سعر الفائدة ندوة اقتصادية البنك الفيدرالي الأمريكي الأسواق الأسهم الفیدرالی الأمریکی خفض أسعار الفائدة البنک الفیدرالی سعر الفائدة
إقرأ أيضاً:
الذهب في طريقه لاختراق 5000 دولار بعد خفض الفيدرالي للفائدة
قال جون لوكا، رئيس مجلس إدارة شركة «جولد ايرا» للاستثمار وتجارة الذهب، إن قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل توقعات التضخم المرتفعة والأسواق العالمية المتقلبة.
وتوقع لوكا أن تتجاوز أسعار الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية في 2026، مشيرًا إلى أن المستثمرين سيواصلون اللجوء إلى الذهب لتعزيز محافظهم ضد تقلب الأسواق وتقليل المخاطر.
وأضاف لوكا :انقسام أعضاء الفيدرالي يعكس حالة من عدم اليقين في السياسة النقدية، وهو ما يدعم الطلب على الذهب ويزيد من أهميته في المحافظ الاستثمارية للمستثمرين حول العالم."
وأشار لوكا أيضًا إلى أن برنامج مشتريات أذون الخزانة قصيرة الأجل الذي أعلنه الفيدرالي يمثل عامل دعم مباشر للذهب: "عودة التيسير الكمي تزيد من السيولة في الأسواق وتخفض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك المعدن النفيس، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن أمان رأس المال."
كما أضاف: الخطوة الأخيرة للفيدرالي تمثل أيضًا مؤشرًا على مرونة السياسة النقدية، وهو ما يزيد الثقة لدى المستثمرين في الذهب كأصل يحافظ على القيمة على المدى المتوسط والطويل."
تأثير قرار الفيدرالي على الذهب والأسواق
في اجتماعها الأخير، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.50% – 3.75%، في خطوة كانت مسعّرة بالكامل في الأسواق، وجاء القرار نتيجة تصويت 9 أعضاء مقابل 3، حيث دعا عضو المجلس ستيفن ميران إلى خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما فضل كل من جولسبي وشميد الإبقاء على الفائدة دون تغيير، في أكبر انقسام منذ عام 1988.
وأوضح لوكا أن: مثل هذا الانقسام يعكس حالة من التردد تجاه وتيرة الاقتصاد، وهذا بدوره يزيد من أهمية الذهب كأصل مستقر في ظل بيئة اقتصادية غير متوقعة."
مرونة السياسة النقدية ودعم الذهب
شهد بيان الفيدرالي تعديلًا في صياغة التوجيهات المستقبلية من عبارة "عند النظر في تعديلات إضافية" إلى "عند النظر في مدى وتوقيت التعديلات الإضافية"، وهو ما يعكس مرونة أكبر في الاستجابة للمعطيات الاقتصادية.
وعلق لوكا قائلًا: هذه المرونة تعزز مكانة الذهب كخيار آمن، لأن الأسواق تتوقع أن الفيدرالي سيستجيب بسرعة لأي بيانات اقتصادية مفاجئة، ما يزيد من تقلب الدولار ويؤدي إلى دعم أسعار الذهب."
سوق العمل والتضخم: محفز إضافي للذهب
أظهرت التوقعات الاقتصادية (SEP) استقرارًا نسبيًا في مسار الفائدة، مع وجود انقسامات بين الأعضاء حول الاتجاه المستقبلي.
وأشار لوكا إلى أن: تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع طفيف في البطالة، مع توقعات تضخم أساسية أقل قليلًا من السابق، يخلق بيئة مثالية للذهب ليكون ملاذًا آمنًا، إذ يزيد الطلب عليه مع تراجع الثقة في الأصول الأخرى."
التيسير الكمي: دفعة قوية للذهب
أعلن الفيدرالي عن برنامج مشتريات جديد لأذون الخزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا للحفاظ على مستويات السيولة، مع توجيه لتدرج عمليات الشراء في الأشهر المقبلة.
وعلق لوكا قائلاً: هذا البرنامج يمثل دعمًا مباشرًا للذهب، لأنه يعزز السيولة ويخفض تكلفة الفرصة البديلة، مما يحفز الطلب على المعدن النفيس عالميًا، المستثمرون سيرون في الذهب الحصن الأبرز أمام تقلبات السوق والسياسات النقدية المرنة."
وأضاف:مع استمرار ضعف الدولار الأمريكي وتراجع العوائد الحقيقية، يتوقع أن الذهب يستفيد بشكل مضاعف، ما قد يدفعه إلى تسجيل مستويات قياسية لم نشهدها منذ عقود."
الذهب يتصدر المشهد في 2026
أكد لوكا أن البيانات الاقتصادية المقبلة، وتقارير التضخم والوظائف، ستكون حاسمة لتحديد مسار الذهب في 2026، مضيفًا: جاذبية الذهب لن تتوقف عند المستثمرين التقليديين فقط، بل ستستقطب صناديق التحوط والمستثمرين المؤسسيين الباحثين عن ملاذ آمن، مما يجعل المعدن النفيس في قلب الأحداث الاقتصادية العالمية في العام المقبل."