شبكة انباء العراق:
2025-06-16@11:35:18 GMT

استراتيجية الانحطاط والتفاهة !

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

يذكر المؤرخون العرب ان بعض الحواضر العربية التي امتازت بالثورات ضد الطغات والسياسات الاستعمارية والاستحمارية دائما ما يسلطون على رقابهم راس نظام مسيطر بعناوين قومية وإسلامية … وبشعارات رنانة يمنح بها السلطات المطلقة على رقاب الناس يفعل بهم ما يشاء بلا نقاش حتى يقرروا اقالته او قتله بدور وإخراج وسيناريو مسرحي متقن فنيا .

.
هذا الواقع المؤلم يحمل الكثير من المضامين والتعاريف والتخاريف والمؤثرات على مسيرة الامة وقواها سيما الروحية قبل المادية .. لذا فان الدول الاستعمارية على طول الخط ومنذ الاف السنين ما زالت تمارس ذات الاجندة لتحقيق أهدافها على حساب امة منهوبة مكبوتة لا تستطيع القول : (ثلث الثلاثة كم) على صعيد القيم والسياسية والاجتماع .. او أي ملف حيوي آخر .. فيما يتاح لهم مطلق حرية الرقص على انغام أي اغنية فصيحة او شعبية مع الضحك حد الذقون على شاهد مشفش حاجة .. كما يحق لهم تشجيع كرستيان وميسي و( حسي ) او أي محسوس آخر .. فان ذلك متاح بل محمي كحق من حقوق الانسان ومدعوم حد الإذعان من قبل مجلس الامن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وكل اللجان .
تحدثت مع صديق عربي خليجي يعيش في اوربا كنا قد تعارفنا عبر نعمة الانترنيت والتواصل فجرى الحديث التالي بيننا ..

:- قلت ( ان الصلاة التي لا تدلني على الحق ولا تمنعني عن الباطل مشكوك فيها .. ) . : فقال ( في اوربا قليلو التحدث عن الدين اذ اغلب أعمالهم الوظيفية والحياتية سيما ما يتعلق منها في الشارع والراي العام والعلن تؤدى على احسن ما يرام باحساس ديني مسؤول ) . ثم ضرب مثلا بان احد اقاربه رجل محترم من اسرة محافظة متدينة جاء يعيش في اوربا لكنه بدا يمارس بعض الاعمال الشاذة والمحرمة والمشينة .. اذ انه دخل سوبر ماركت للتسوق وقد بدل علامات التسعير بطريقة احترافية غيرت أسعار بعض المشتريات بصورة عدها شرعية كونها تلحق الضرر بالاستعمار – حسب تعبيره – فيما كنت أقول له ان ذلك حرام فضلا عن كونه مخالف للنظام ) .
كذا قالت لي زميلة عربية من شمال افريقيا : ( ان ابي رجل دين ومدير مدرسة في السبعينات كان يصر على تربية التلاميذ قبل تعليمهم .. يوصينا دوما : ( خلي يدك بيضاء عالية ولا تجعلها سوداء سفلى .. كما كان يصر على أداء الواجبات الحياتية قبل المدرسية من قبيل النظافة والترتيب واتباع منهج تربوي نظامي مسؤول قبل أي شيء اخر .. لقد غرس فينا حب النظام وممارسته الى الابد ).
هنا تذكرت قصة إسلامية مشهورة لرجل دين كبير دخل آخر أيام حياته المشفى وقد جاءت ممرضة تطلب منه ان يدعوا لها في الصلاة ليغفر الله ذنوبها ويوفقها .. فقال لها (الامام ) : ( يا بنيتي : هل سبق لك ان سهرتي للصباح على صحة احد مرضاك لتامين سلامته ).
فقالت : ( نعم .. فعلت ذلك كثيرا طوال حياتي المهنية ) ..
فقال لها : ( اذا يجب انت من تدعي لنا بصلاتك وليس نحن ) .
ان ضرب القيم المجتمعية وفقا لاستراتيجية بعيدة وقريبة المدى بعمليات بناء اجنداتي مرحلي مختلف العناوين والمسميات والأساليب والملفات يجعل الأمم تفقد قواها الروحية والمادية .. بما يمهد لاشاعة الفساد واختفاء الانموذجية وسيادة الانحطاط والتفاهة التي تؤدي حتما نحو التسليم والاذلال الابدي .. عند ذاك لا حلول الا بمعجزات سماوية !
قال النبيُّ محمد ( ص ): ( إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق)
وقال شاعر العرب الكبير احمد شوقي :
(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..) .. حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: حسين أبو كف

في لحظات بعينها، لا تكون المعركة بينك وبين خصمٍ أمامك، بل بينك وبين نفسك بين ما تعرف أنه صواب، وما تخشاه أن يكون خطأ، بين ما تريده فعلًا، وما تخشى عواقبه.

مؤمن الجندي: "sense" التوقيت مؤمن الجندي يكتب: ظل البقاء

هي لحظات قصيرة لا تُقاس بالثواني، بل تُقاس بما تتركه من أثر.. لحظات يصمت فيها العقل، ويعلو فيها صوت القلب، أو العكس.

في كرة القدم، كما في الحياة، لا يُخلّد المترددون، ولا تُكتب الأساطير على أبواب الانتظار.. من يملك الفرصة ولا يلتقطها، كمن أغمض عينيه أمام الشمس ثم تساءل: لماذا لم يرَ النور؟

وهكذا، وقف (حسين أبو كف) عفوًا حسين الشحات لاعب الأهلي! عند مفترق اللحظة واختار الصمت في وقت كان يحتاج إلى صيحة هدف.

لقد تذكرت ما فعله الفنان نور الشريف في فيلم "شحاتة أبو كف"، حين دخل إلى الملعب متعثّر الخطى، وكأن العشب غريب عليه، وكأن الكرة كائن هلامي لا يُمسَك ولا يُفهَم، وكأن عينيه لا ترى إلا ظلالًا تتراقص… لا فارق عنده بين المرمى والمدرجات، ولا بين الكرة والهواء.

كأن قدميه تسيران على أرضٍ لا يحبّها، وعيناه تبحثان عن شباكٍ ليست في الملعب، وروحه تلعب مباراةً في عالمٍ آخر لا يشبه كرة القدم.

هكذا شعرتُ وأنا أشاهد حسين أبو كف في آخر مباراة له، وكأن الموهبة هجرت جسده، أو كأن قلبه لم يعد ينبض باسمها.

مؤمن الجندي يكتب: حسين أبو كف

ولعل ما فعله الشحات في آخر ثانية من المباراة الافتتاحية لكأس العالم للأندية بأمريكا 2025، كان غريبًا عليه وعلينا… هجمة مرتدة، كأنها مكتوبة في سيناريو درامي، الكرة بين أقدام لاعبي الأهلي تنساب كالماء، تصل إلى حسين أمام منطقة الجزاء، وبلمسة واحدة كان بإمكانه أن يدوّن اسمه في التاريخ… لكنه قرر ألا يفعل شيئًا.

توقف، كأن قدميه أثقلتهما الذكريات، أو كأن الزمن توقف عند لحظة تردد.. نظر حوله، ثم قرر أن يترك الكرة للخصم! لحظة خرس فيها المعلّق، وصمت فيها المدرج، وابتلعت فيها الكرة كل ما تبقّى من حلم الهدف.

كرة القدم ليست مجرد مهارة، بل لحظة قرار، واختبار شجاعة، واختزال لكل سنوات التدريب في ثانية.. نعم، تعتمد على الموهبة، والتوفيق، وعدم الطمع… لكن حسين، في تلك اللحظة، ضرب بكل هذا عرض الحائط، وكأنه انفصل عن نفسه، أو خانته نفسه.

ربما كان يبحث عن تمريرة أجمل… أو خاف أن يُتهم بالأنانية.. أو لم يرَ المرمى أصلًا. وربما لم يعد يرى نفسه لاعبًا قادرًا على الحسم. اللاعب الذي كان يومًا ما أحد صُنّاع المجد، بات مترددًا، قلقًا، وكأن بينه وبين الكرة خصام لا يُحل.

هذه اللحظة كشفت ما هو أعمق من خطأ في الملعب.. كشفت ارتباكًا داخليًا، أزمة ثقة، أو لحظة صراع بين صوت العقل وصوت الغريزة.. لاعب كبير لا يخطئ في التمرير، لكنه قد يخطئ في فهم نفسه.

في كرة القدم، لا يُغفر التردد أمام المرمى، ولا تُمنح الفرص مرتين.. والجماهير – بطبعها العاطفي – لا تَفهم أن أقدام اللاعبين لا تتحرك دائمًا بأوامر المدرب، بل أحيانًا بأوامر القلب.

ربما سيبقى هذا الموقف في سجل الشحات مع جماهير الأهلي وربما، لو قرأ ما كُتب عنه في اليوم التالي، سيتمنى أن يعود بالزمن ليصوّب الكرة لا القرار.. لكن الحقيقة الأهم، أن كرة القدم، كما الحياة، لا تكتب المجد إلا لمن امتلك الجرأة على الحسم.

في النهاية، ليست كل الهزائم في الملاعب، بعضها يسكن في الداخل.. التردد، الخوف، انتزاع الثقة، كلّها خصوم لا تُرى، لكنها قادرة على إسقاط أعظم الموهوبين، وفي الحياة، كما في كرة القدم، القرار الحاسم في لحظة واحدة، قد يغيّر كل شيء.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • بدء تحليل الوضع الراهن لـ"استراتيجية حقوق الإنسان"
  • تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الاثنين والثلاثاء
  • عاجل | تقييد حركة المسافرين على جسر الملك حسين الاثنين والثلاثاء
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل
  • مؤمن الجندي يكتب: حسين أبو كف
  • غضب أمريكي من تهور نتنياهو: يجرنا الى تكرار خطأ صدام حسين
  • حريق كبير في منشآة استراتيجية في حيفا
  • حريق كبير يطال أحد قصور صدام حسين
  • كاتس يهدد باستهداف مواقع استراتيجية إيرانية: تجاوزوا الخطوط الحمراء
  • أبو عبيدة .. العدو يواصل ارتكاب أخطاءٍ استراتيجية متتالية ستُقربه من زواله المحتوم