حركة الاتصالات الحكوميّة مستمرة ومنحى المواجهات يتخذ مساراً خطيراً
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
لفتت في الحركة السياسية زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعين التينة حيث كان له لقاء مع رئيس المجلس نبيه بري لتنسيق المواقف في ما يتعلق بالموقف الرسمي للحكومة وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، علماً بأن التطوّر الأمني الأخير جاء بالتزامن مع استعداد الخارجية اللبنانية لطلب جلسة مشاورات حول الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمدنيين.
وكتبت سابين عويس في" النهار": في الوقت الذي تداعت فيه أكثر من جهة عربية أو دولية لتقديم الدعم والتضامن مع لبنان، وقد وجّه ميقاتي شكره في هذا الإطار إلى كل من مصر والعراق وتركيا وسوريا وإيران، تابع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب من جهته اتصالاته معلناً تلقيه اتصالاً في وقت متأخر من مساء الثلثاء من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، حيث نبّه بو حبيب المسؤول الأوروبي إلى خطورة التصعيد الذي يمكن أن يؤدّي إلى جرّ المنطقة كلها إلى حافة الهاوية. وقد تبلّغ بو حبيب من بوريل عزمه على إجراء مشاورات مع دول الاتحاد للبحث في ما يمكن اتخاذه من خطوات أو مواقف تسهم في لجم التصعيد والانزلاق إلى حرب موسعة.
وهذا الموضوع كان مدار بحث في اللقاء مع المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس-بلاسخارت، حيث جدّد بو حبيب التحذير من دخول المنطقة في دوّامة أكبر من العنف، تنذر بنشوب نزاع أوسع، داعياً الأمم المتحدة الى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل للجمها عن التصعيد ووضع حدّ لاعتداءاتها على لبنان ودفعها الى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها.
وفيما تستمر حركة الاتصالات عبر القنوات غير المعلنة لتبيّن ما يمكن لبنان القيام به تجنباً للذهاب إلى المحظور، أبرزت مؤشرات الأيام القليلة الماضية، على جبهة الجنوب كما بالاستهداف الداخلي أول من أمس، أن منحى المواجهات بدأ يتخذ مساراً خطيراً جداً لا عودة عنه مهما تكن الجهود الديبلوماسية المبذولة، وهي كما ظهر من الحراك الدولي عموماً والأميركي خصوصاً، لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، لا في غزة ولا في لبنان. وجاء امتناع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين عن زيارة بيروت بعد زيارته تل ابيب ليؤكد أن المساعي السياسية وصلت إلى خواتيمها، وتحتاج إلى مزيد من التفعيل إن كانت هناك نيّة دولية جدية للجم التصعيد.
ومع تراجع حظوظ الجهود السياسية، تترقب الأوساط السياسية كلمة نصرالله اليوم لتبيّن السقف الذي سيعتمده في الرد على العملية الإسرائيلية، والذي في رأي الأوساط، لا بدّ من أن يأتي أكبر حجماً من ردّه على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر قبل شهر تقريباً، نظراً إلى حجم الخسائر التي طالت عمق الحزب في بيئته وكوادره وعناصره.
ومهما تكن المفاصل التي سيتناولها نصرالله اليوم، والاستراتيجية التي سيعتمدها، فإن ثمة شبه إجماع لدى الأوساط السياسية المتابعة على أن الأمين العام لن يتجاوز السقوف التي تستدرجه إلى رحاب الحرب الأوسع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بو حبیب
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: نحن على رصدٍ ومواكبةٍ مستمرةٍ للأحداث وفشل العدو أجبره على توقيع الاتفاق
يمانيون |
اعتبر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – أن الاتفاق بشأن غزة يثبت فشلَ العدو الإسرائيلي وفشلَ داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف التي أرادوا أن يحسموها في هذه الجولة.
وأكد في خطاب له اليوم الخميس أن فشلَ العدو أجبره على أن يوقعَ الاتفاق، وما حصل جولةٌ من الصراع المستمر مع العدو الإسرائيلي، منوِّهًا إلى أن الدورَ الأمريكي الهدّام في إطار التوجه الصهيوني مستمر.
وأشار السيد القائد إلى أننا سنبقى في حالةِ انتباهٍ وجَهوزيةٍ تامةٍ ورصدٍ كاملٍ بدقةٍ وعنايةٍ تجاه مرحلةِ تنفيذِ الاتفاق لإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات، متمنِّيًا إيقافَ الإبادةِ الجماعيةِ ضد الشعب الفلسطيني والتزامَ العدو بوقف إطلاق النار، وهذا كان هدفنا أصلاً من الإسناد بحسب قوله.
وشدّد على ضرورة أن يبقى الوعي بأن ما حصل هي جولةٌ، وأن الأعداء مستمرون في مخططاتهم ومؤامراتهم وأطماعهم ولها مساراتٌ متعددة، موضحًا أن المسألة ليست فقط في هذه الجولة من الإبادةِ الجماعية بل كل فلسطين والاستمرار الأمريكي والإسرائيلي في استهداف الأمة.
ونوّه إلى أن العدو الإسرائيلي عقب كل جولةٍ كان يعد لعدوانٍ جديد، ولهذا نحن معنيون دائمًا حتى في حال تحقق وقف إطلاق النار بـالاستعدادِ للجولات الآتية حتمًا في إطار التوجه العدواني لأعداء هذه الأمة، مؤكدًا أننا مستهدفون بضَرِّ الأعداء وفسادهم وإظلالهم وطغيانهم، وبحربهم الناعمة الشيطانية وبحربهم الصلبة، ومستهدفون بحربهم الاقتصادية والدعائية وبكل أشكال الحرب.
وأوضح أن الصراع مع الأعداء مستمرٌّ، والصراع في نطاقه العام مستمر على أشد المستويات، وطموحهم تدميرُ الأمة واستعبادها وطمسُ هويتها، مبينًا أنه في مقابل محاولات الأعداء لفرض القبول بمعادلة الاستباحة الكاملة يجب أن تكون معادلتنا التحررُ منهم ودفعُ شرِّهم وطردُهم من المنطقة.
ولفت إلى أن معادلةَ التحررِ من الأعداء وطردهم من المنطقة تحقق الأمن لأمتنا والاستقلال التام والردع والحماية من الطغيان واستعادة فلسطين والمقدسات، داعيًا لأن نكون في أعلى مستويات الحذر والجهوزية، وأن نستمر في زخمنا الهائل في الالتفاف حول الشعب الفلسطيني.
وأكد السيد القائد أننا سننظر فيما يتعلق بالاتفاق؛ فإن تحققت النتيجة فبها ونعمت، وهو الذي نتمناه، أم نواصل مسارنا في الدعم والإسناد، مشيرًا إلى أننا سنرصد ونرقب الأحداث وسيكون لنا تعليق ومواقف تجاه أي مستجد فيها يتطلب ذلك. ونحن على رصدٍ مستمر خلال هذه الأيام، ومواكبةٍ مستمرة، وتنسيقٍ تام مع إخوتنا الفلسطينيين وعلى مستوى المحور وأحرار العالم.