وفي سياق الموقف المعلن، نقلت «رويترز» عن 3 مسؤولين إيرانيين أن بزشكيان، سيُوجه رسالة مفادها أن «طهران منفتحة على الدبلوماسية، في حين يؤكد أن بلاده لن تخضع للضغوط».

ويأمل قادة إيران أن يروا تخفيفاً للعقوبات الأميركية المفروضة بسبب برنامج بلدهم النووي. لكن العلاقات مع الغرب ساءت منذ اتهام إيران بدعم روسيا في الحرب مع أوكرانيا بإرسال طائرات مسيّرة، وتفاقم الوضع مع اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومن غير الواضح ما إذا كان بوسع الأوروبيين والإيرانيين إيجاد مجالات للتسوية في نيويورك، إذ تُسرع إيران برنامجها النووي، في حين تحد من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على مراقبته.

وتضغط بريطانيا وفرنسا وألمانيا، القوى الأوروبية الوحيدة التي وقعت على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، من أجل سياسة أكثر صرامة للضغط على طهران للعودة إلى الحوار، خشية أن يشجع انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات طهران ولا يترك مجالاً يُذكر للدبلوماسية.

عراقجي وإنريكي مورا المنسق الأوروبي للمحادثات النووية خلال مباحثاتهما في طهران 13 يوليو الماضي (إرنا)

وقد يكون لدى بزشكيان مساحة صغيرة للدبلوماسية، لكن القرار النهائي بيد صاحب القول الفصل في سياسة طهران النووية والخارجية، المرشد الإيراني علي خامنئي، وليس الرئيس.

وقال مسؤول إيراني، طلب عدم الكشف عن هويته: «يرى حكام إيران أن المواجهة المتوترة مع الغرب بشأن برنامج إيران النووي يجب أن تنتهي… لكن من خلال مفاوضات من موقع قوة وليس تحت ضغط».

وقالت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في رابطة الحد من التسلح، إنه من المرجح عدم وجود حديث موضوعي قبل الانتخابات الأميركية.

لكن اتخاذ خطوات مؤقتة، مثل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران مقابل توسيع مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية، قد يكون أمراً ممكناً.

وأضافت كيلسي دافنبورت، المؤيدة بشدة للاتفاق النووي: «أن خفض التصعيد أمر معقول. أتصور أنه سيفيد الجانبين».

 إيران تلمح إلى استعدادها للحوار

ألمح خامنئي في خطاب ألقاه في أغسطس (آب) إلى استعداده لاستئناف المفاوضات النووية. كما أرسل تعيين عباس عراقجي وزيراً للخارجية إشارة «إيجابية»، إذ كان أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق النووي لعام 2015 الذي حد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية.

لكن تعيين مندوب إيران السابق في الوكالة الدولية، المتشدد كاظم غريب آبادي، نائباً لوزير الخارجية وكبيراً للمفاوضين النوويين، قد يحمل إشارة أيضاً عن تصلب إيران في المفاوضات.

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من غريب آبادي خلال اجتماع ربع سنوي في فيينا سبتمبر 2020

ولا تزال الشكوك قائمة عند الجانبين بشأن ما يمكن تحقيقه من خلال اجتماعات الأمم المتحدة؛ حيث من المقرر أن يلتقي بزشكيان وعراقجي بمسؤولين أوروبيين. ولم يتضح ما إذا كان كبير المفاوضين سيرافق وفد بلاده إلى نيويورك.

بالنسبة للأوروبيين، الذين ما زالوا طرفاً في الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب في 2018، هناك شعور بأن قيادة طهران لن تغير مسارها، وأن التوصل لأي اتفاق أوسع يشمل البرنامج النووي والدور الجيوسياسي لإيران غير واقعي في الوقت الحالي.

وهذا تحديداً صحيح بالنظر إلى هجوم إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، والتقارير عن نقلها صواريخ باليستية إلى روسيا.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي أوروبي: «أعتقد أننا نبحث عن الأقل مقابل الأقل. عليك أن تفعل شيئاً في هذا الشأن، ونحن نفعل شيئاً في ذاك».

وذكر مسؤول إيراني ثانٍ أن طهران ترحب «بفكرة الأقل مقابل الأقل؛ لأن الظروف أسوأ بكثير مما كان عليه الأمر في عام 2015».

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل إيران باستخدام برنامجها النووي غطاءً لمحاولات تطوير القدرة على إنتاج الأسلحة. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

لا يملك الغرب سوى القليل من الأدوات للضغط على طهران وسط مخاوف من أن الإدارة الأمريكية المقبلة، سواء بقيادة ترمب أو نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، ستحتاج إلى الوقت لمراجعة السياسة.

قد يمنح هذا القليل من الوقت لوضع خطة عمل مشتركة قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2025 عندما ينتهي العمل بقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي وفّر صلاحية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

وقال مسؤول أوروبي كبير: «هذا يخاطر بسحب أداة الضغط الرئيسية لدينا على إيران؛ لذا يتعين علينا ممارسة الضغط الآن».

ولم تقرر «الترويكا الأوروبية» بعد ما إذا كانت ستُعيد فرض العقوبات ومتى، لكنها تثير على مدى عدة أشهر احتمال القيام بذلك لمحاولة استعادة بعض النفوذ على إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد في نهاية يناير (كانون الثاني).

وفي إشارة إلى إحباطها من إدارة بايدن، مضت «الترويكا الأوروبية» قدماً في يونيو (حزيران) بقرار يوبخ إيران في «الذرية» على الرغم من التحفظات الأميركية على أن هذا القرار قد يؤدي إلى تفاقم الأجواء الجيوسياسية المتوترة بالفعل.

وقال دبلوماسيون أوروبيون ومسؤول أميركي إن إدارة بايدن حاولت إبعاد ملف إيران عن مهام الرئيس، لإفساح المجال لأولويات أخرى.

وصرح عراقجي للتلفزيون الرسمي في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي بأنه «مع اقتراب موعد الانتخابات، فإن الأميركيين ليسوا مستعدين لمفاوضات جادة… ومع ذلك، إذا لزم الأمر، فسنبادر بالاتصال بالأوروبيين، ولن ننتظر الولايات المتحدة».

صورة التقطها قمر «بلانت لابس» لحفريات تحت جبل قرب منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم وسط إيران في 14 أبريل 2023 (أ.ب)

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة «تنسق عن كثب مع (الترويكا الأوروبية) بشأن نهجنا تجاه إيران، ويشمل ذلك ما يتعلق بالتقدم النووي المثير للقلق الذي تحرزه إيران».

ومات الاتفاق النووي لعام 2015 تقريباً، والوحدة الدولية خلال إبرام ذلك الاتفاق، عندما وقفت روسيا والصين إلى جانب القوى الغربية، لم تعد موجودة.

ومن بين السيناريوهات التي تفكر فيها إيران في حال فوز ترمب، هي ضمان تأييد الأوروبيين للاتفاق النووي، وتجنب تفعيل آلية لإعادة قرارات أممية مجمدة بموجب الاتفاق النووي، والتعويل على الانقسام بين ضفتي الأطلسي.


Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الوکالة الدولیة الاتفاق النووی إیران فی

إقرأ أيضاً:

بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ"ردود تفوق الحسابات التقليدية"

أكد علي شمخاني، المستشار الأمني للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب، رغم الضربات. اعلان

نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصادر مطلعة أن إيران تعتزم تنفيذ "عمليات مفاجئة" ضد إسرائيل، في إطار الرد على الضربات التي استهدفت منشآتها النووية. وبحسب هذه المصادر، فإن طهران تعتبر إسرائيل "القاعدة الأم للولايات المتحدة في المنطقة"، وترى أن أي تدخل أميركي لن يثنيها عن تنفيذ خططها ضد "الكيان الصهيوني".

وفي تصريحات لافتة، قال القائد الجديد للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، إن الضربات الإيرانية على إسرائيل "لن تتوقف"، مؤكداً أن قواته "تقض مضجع النظام الإسرائيلي"، رغم ما وصفه بـ"الظرف الدقيق والحساس" الذي تمر به البلاد.

وفي السياق نفسه، قال العقيد إيمان تاجيك، المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3"، إن "الاعتداء الأميركي سيدفع إيران إلى استخدام خيارات تتجاوز فهم المعتدين"، مشدداً على أن العملية ستستمر رداً على "جرائم العدو"، وأن على من وصفهم بـ"المعتدين" أن يستعدوا لـ"رد موجع".

وأضاف تاجيك أن إيران رصدت مواقع إقلاع الطائرات المشاركة في الهجوم، ووضعتها تحت المراقبة، معتبراً أن الهجوم الأميركي تم بتنسيق كامل مع إسرائيل، ووصفه بـ"جريمة غير مسبوقة".

وفي بيان بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، توعّد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة بـ"ردود تجعلها تندم"، واصفاً الهجوم بأنه "عدوان عسكري غير قانوني" وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واتفاقية عدم الانتشار النووي.

وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة اختارت أن تضع نفسها في مقدّمة الجبهة الهجومية ضد إيران، عبر استهداف منشآت نووية سلمية"، محذراً من أن الرد الإيراني سيعتمد على خيارات "تفوق حسابات المعسكر المعتدي". وأشار إلى أن انتشار القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة لا يمثل قوة، بل "يزيد من هشاشتها".

Relatedالصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة مبانٍ في إسرائيلبعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتحذّر رعاياها

الهجوم الأميركي الذي وقع فجر الأحد استهدف ثلاث منشآت نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان. واعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ناجحاً". وفي المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني رفيع أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في منشأة فوردو قد نُقل إلى موقع غير معلن قبل الضربة.

من جهته، أكد علي شمخاني، المستشار الأمني للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب، رغم الضربات. وكتب على منصة "إكس": "حتى لو دُمرت المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنته. المواد المخصبة، والمعرفة المحلية، والإرادة السياسية باقية". وأضاف أن "المبادرة السياسية والعملياتية الآن بيد من يتصرف بذكاء ويتجنب الضربات العشوائية"، مؤكداً أن "المفاجآت مستمرة".

ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل سلسلة ضربات استهدفت منشآت نووية، وقواعد عسكرية، وقادة في الحرس الثوري وعلماء نوويين داخل إيران، في أكبر مواجهة مباشرة بين الطرفين. وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • نيوزويك: 7 خيارات للرد الإيراني بعد الهجمات الأميركية
  • ترامب: حققنا نجاحًا عسكريًا في إيران ومنعناها من امتلاك السلاح النووي
  • الأمم المتحدة: الوضع الحالي يتطلب تغليب الدبلوماسية ولغة الحوار
  • بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ"ردود تفوق الحسابات التقليدية"
  • روبيو: العالم بات أكثر أمانا بعد الضربة الأميركية على إيران
  • وزير الدفاع الأميركية: دمرنا البرنامج النووي الإيراني
  • مدير مركز جنيف للدراسات السياسية: واشنطن وتل أبيب نسفتا الجهود الدبلوماسية
  • الوكالة الذرية الدولية تعقد اجتماعًا طارئًا بعد الضربات الأميركية على إيران
  • اللجنة المتابعة الدولية لليبيا تؤكد دعمها لخارطة طريق الانتخابات وتوحيد المؤسسات
  • تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"