إيران والأوروبيون يختبرون الدبلوماسية قبل الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
وفي سياق الموقف المعلن، نقلت «رويترز» عن 3 مسؤولين إيرانيين أن بزشكيان، سيُوجه رسالة مفادها أن «طهران منفتحة على الدبلوماسية، في حين يؤكد أن بلاده لن تخضع للضغوط».
ويأمل قادة إيران أن يروا تخفيفاً للعقوبات الأميركية المفروضة بسبب برنامج بلدهم النووي. لكن العلاقات مع الغرب ساءت منذ اتهام إيران بدعم روسيا في الحرب مع أوكرانيا بإرسال طائرات مسيّرة، وتفاقم الوضع مع اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومن غير الواضح ما إذا كان بوسع الأوروبيين والإيرانيين إيجاد مجالات للتسوية في نيويورك، إذ تُسرع إيران برنامجها النووي، في حين تحد من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على مراقبته.
وتضغط بريطانيا وفرنسا وألمانيا، القوى الأوروبية الوحيدة التي وقعت على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، من أجل سياسة أكثر صرامة للضغط على طهران للعودة إلى الحوار، خشية أن يشجع انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات طهران ولا يترك مجالاً يُذكر للدبلوماسية.
عراقجي وإنريكي مورا المنسق الأوروبي للمحادثات النووية خلال مباحثاتهما في طهران 13 يوليو الماضي (إرنا)
وقد يكون لدى بزشكيان مساحة صغيرة للدبلوماسية، لكن القرار النهائي بيد صاحب القول الفصل في سياسة طهران النووية والخارجية، المرشد الإيراني علي خامنئي، وليس الرئيس.
وقال مسؤول إيراني، طلب عدم الكشف عن هويته: «يرى حكام إيران أن المواجهة المتوترة مع الغرب بشأن برنامج إيران النووي يجب أن تنتهي… لكن من خلال مفاوضات من موقع قوة وليس تحت ضغط».
وقالت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في رابطة الحد من التسلح، إنه من المرجح عدم وجود حديث موضوعي قبل الانتخابات الأميركية.
لكن اتخاذ خطوات مؤقتة، مثل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران مقابل توسيع مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية، قد يكون أمراً ممكناً.
وأضافت كيلسي دافنبورت، المؤيدة بشدة للاتفاق النووي: «أن خفض التصعيد أمر معقول. أتصور أنه سيفيد الجانبين».
إيران تلمح إلى استعدادها للحوارألمح خامنئي في خطاب ألقاه في أغسطس (آب) إلى استعداده لاستئناف المفاوضات النووية. كما أرسل تعيين عباس عراقجي وزيراً للخارجية إشارة «إيجابية»، إذ كان أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق النووي لعام 2015 الذي حد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية.
لكن تعيين مندوب إيران السابق في الوكالة الدولية، المتشدد كاظم غريب آبادي، نائباً لوزير الخارجية وكبيراً للمفاوضين النوويين، قد يحمل إشارة أيضاً عن تصلب إيران في المفاوضات.
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من غريب آبادي خلال اجتماع ربع سنوي في فيينا سبتمبر 2020
ولا تزال الشكوك قائمة عند الجانبين بشأن ما يمكن تحقيقه من خلال اجتماعات الأمم المتحدة؛ حيث من المقرر أن يلتقي بزشكيان وعراقجي بمسؤولين أوروبيين. ولم يتضح ما إذا كان كبير المفاوضين سيرافق وفد بلاده إلى نيويورك.
بالنسبة للأوروبيين، الذين ما زالوا طرفاً في الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب في 2018، هناك شعور بأن قيادة طهران لن تغير مسارها، وأن التوصل لأي اتفاق أوسع يشمل البرنامج النووي والدور الجيوسياسي لإيران غير واقعي في الوقت الحالي.
وهذا تحديداً صحيح بالنظر إلى هجوم إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، والتقارير عن نقلها صواريخ باليستية إلى روسيا.
ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي أوروبي: «أعتقد أننا نبحث عن الأقل مقابل الأقل. عليك أن تفعل شيئاً في هذا الشأن، ونحن نفعل شيئاً في ذاك».
وذكر مسؤول إيراني ثانٍ أن طهران ترحب «بفكرة الأقل مقابل الأقل؛ لأن الظروف أسوأ بكثير مما كان عليه الأمر في عام 2015».
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل إيران باستخدام برنامجها النووي غطاءً لمحاولات تطوير القدرة على إنتاج الأسلحة. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
لا يملك الغرب سوى القليل من الأدوات للضغط على طهران وسط مخاوف من أن الإدارة الأمريكية المقبلة، سواء بقيادة ترمب أو نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، ستحتاج إلى الوقت لمراجعة السياسة.
قد يمنح هذا القليل من الوقت لوضع خطة عمل مشتركة قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2025 عندما ينتهي العمل بقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي وفّر صلاحية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وقال مسؤول أوروبي كبير: «هذا يخاطر بسحب أداة الضغط الرئيسية لدينا على إيران؛ لذا يتعين علينا ممارسة الضغط الآن».
ولم تقرر «الترويكا الأوروبية» بعد ما إذا كانت ستُعيد فرض العقوبات ومتى، لكنها تثير على مدى عدة أشهر احتمال القيام بذلك لمحاولة استعادة بعض النفوذ على إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد في نهاية يناير (كانون الثاني).
وفي إشارة إلى إحباطها من إدارة بايدن، مضت «الترويكا الأوروبية» قدماً في يونيو (حزيران) بقرار يوبخ إيران في «الذرية» على الرغم من التحفظات الأميركية على أن هذا القرار قد يؤدي إلى تفاقم الأجواء الجيوسياسية المتوترة بالفعل.
وقال دبلوماسيون أوروبيون ومسؤول أميركي إن إدارة بايدن حاولت إبعاد ملف إيران عن مهام الرئيس، لإفساح المجال لأولويات أخرى.
وصرح عراقجي للتلفزيون الرسمي في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي بأنه «مع اقتراب موعد الانتخابات، فإن الأميركيين ليسوا مستعدين لمفاوضات جادة… ومع ذلك، إذا لزم الأمر، فسنبادر بالاتصال بالأوروبيين، ولن ننتظر الولايات المتحدة».
صورة التقطها قمر «بلانت لابس» لحفريات تحت جبل قرب منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم وسط إيران في 14 أبريل 2023 (أ.ب)
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة «تنسق عن كثب مع (الترويكا الأوروبية) بشأن نهجنا تجاه إيران، ويشمل ذلك ما يتعلق بالتقدم النووي المثير للقلق الذي تحرزه إيران».
ومات الاتفاق النووي لعام 2015 تقريباً، والوحدة الدولية خلال إبرام ذلك الاتفاق، عندما وقفت روسيا والصين إلى جانب القوى الغربية، لم تعد موجودة.
ومن بين السيناريوهات التي تفكر فيها إيران في حال فوز ترمب، هي ضمان تأييد الأوروبيين للاتفاق النووي، وتجنب تفعيل آلية لإعادة قرارات أممية مجمدة بموجب الاتفاق النووي، والتعويل على الانقسام بين ضفتي الأطلسي.
Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الوکالة الدولیة الاتفاق النووی إیران فی
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يتوحّد خلف اتفاق غزة.. فهل باتت إيران خارج المشهد؟
أشار التقرير إلى أن مخاوف تعرض إيران لضربات إسرائيلية جديدة لا تزال حاضرة بقوة لدى الرأي العام، خاصة بعد تدمير جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية في يونيو. اعلان
قالت وكالة "أسوشيتد برس" في تحليل نشرته، يوم السبت 11 أكتوبر 2025، إن إيران تجد نفسها في واحدة من أضعف لحظاتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وذلك في وقت يرحّب فيه الشرق الأوسط على نطاق واسع بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وأوضح التقرير أن طهران اعتمدت لعقود على ما تسميه "محور المقاومة"، وهو شبكة من الحلفاء والجماعات المسلحة التي دعمتها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
لكن مع قصف إسرائيل لقطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، وسّعت تل أبيب نطاق استهدافها إلى قيادات عليا خارج القطاع في جماعات مثل حماس وحزب الله، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في المؤسسة العسكرية والنووية الإيرانية، مما أدى إلى مقتل العديد منهم وتعطيل قدرتهم على الرد.
وبينما يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجولة شرق أوسطية من المتوقع أن يتلقى خلالها إشادة من إسرائيل والدول العربية، لن تكون إيران ضمن الأطراف المشاركة في هذه المحادثات، بينما لا تزال تحاول التعافي من حرب يونيو التي استمرت 12 يومًا.
ويشير التقرير إلى أن طريقة تعامل القيادة الإيرانية مع هذه المرحلة - سواء عبر التصعيد أو عبر محاولة ترميم اقتصادها الداخلي - ستكون حاسمة في رسم ملامح الفترة المقبلة. وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس": "من دون شك، هذه ليست لحظة فخر لإيران. نظام تحالفاتها في المنطقة بات في حالة خراب، لكن ذلك لا يعني أن محور المقاومة قد انتهى".
طهران تحتفي بالهدنة.. بحذرذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية حاولت تقديم وقف إطلاق النار على أنه "انتصار لحماس"، على الرغم من الدمار الواسع في غزة ومقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين لكنها تقول إن نحو نصف الضحايا من النساء والأطفال. كما نقلت الوكالة عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله إن طهران "دعمت دائمًا أي خطة أو خطوة توقف الجرائم والإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب في غزة".
وفي المقابل، كتب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، على منصة "إكس": "بداية وقف إطلاق النار في غزة قد تكون نهاية وقف إطلاق النار في مكان آخر"، في إشارة إلى حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل العراقية الموالية لإيران.
وأشار التقرير إلى أن مخاوف تعرض إيران لضربات إسرائيلية جديدة لا تزال حاضرة بقوة لدى الرأي العام، خاصة بعد تدمير جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية في يونيو. كما لفت إلى أن خامنئي لم يستأنف خطبه الأسبوعية المعتادة، وأن طهران ألغت استعراضها العسكري السنوي في سبتمبر من دون تفسير رسمي. ونقلت "أسوشيتد برس" عن المحلل السياسي الإيراني سعيد ليلاز قوله: "إيران ركزت دائمًا على مصالحها، لكن مواردنا استُنزفت واقتصادنا أُضعف. دعمنا لحماس كان ردة فعل على الضغوط الأميركية بهدف إبعاد النزاعات عن حدودنا".
Related نتنياهو يؤكد أن قرار ضرب قطر اتُخذ دون إشراك البيت الأبيض..وإسرائيل تجمد محافظ مشفرة مرتبطة بإيران"تقنيات إيرانية و83 قنبلة".. إسرائيل تكشف تفاصيل "جديدة" حول اغتيال نصر اللهمن القدس.. نتنياهو وروبيو يطلقان رسائل "نارية" ضدّ حماس وإيرانوأضافت الوكالة أن بعض الإيرانيين يرون الوضع بصورة أكثر تشاؤمًا. وقال الطالب الجامعي أمير كاظمي: "إيران أشبه بمقامر مفلس ربح بعض المال في الجولات الأولى. عندما هاجمت حماس إسرائيل، كانت طهران سعيدة، أما اليوم، وبعد وقف إطلاق النار، فلا تجد شيئًا في جيبها".
تراجع نفوذ "محور المقاومة"بحسب تحليل "أسوشيتد برس"، فقد سعت طهران بعد الثورة الإسلامية إلى تصدير أيديولوجيتها الشيعية الثورية، قبل أن تتحول بعد حربها مع العراق في الثمانينيات إلى بناء قدرة ردع في مواجهة التسلح العربي الأميركي وانتشار القواعد العسكرية الأميركية في الخليج بعد حرب 1991.
وبلغ "محور المقاومة" ذروته بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وانزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، حين استطاعت إيران الاعتماد على حزب الله، والنظام السوري بقيادة بشار الأسد، والحوثيين، وفصائل عراقية مسلحة، وحتى حركة حماس.
لكن الوكالة تشير إلى أن ملامح المشهد الإقليمي تغيرت اليوم جذريًا: - سقوط نظام الأسد العام الماضي. - مقتل كبار قادة حماس وحزب الله في ضربات إسرائيلية. - تراجع نفوذ الفصائل العراقية. - استهداف الحوثيين بضربات إسرائيلية دقيقة. كما خلّفت حرب يونيو الأخيرة أثرًا بالغًا على البرنامج النووي الإيراني، إذ تشير تقديرات إلى أن طهران لم تعد تخصّب اليورانيوم كما في السابق.
"انهيار النفوذ الإقليمي"أوضحت "أسوشيتد برس" أن إيران، على الرغم من علاقاتها الاقتصادية مع الصين وروسيا، لم تتلق دعمًا ملموسًا من أي منهما، رغم تزويد بكين بالنفط بأسعار مخفضة وموسكو بطائرات مسيّرة تستخدم في حرب أوكرانيا. وأضاف التقرير أن طهران تجنبت مواجهة النساء اللواتي تخلين على نطاق واسع عن الحجاب الإلزامي، لكنها كثفت في المقابل تنفيذ أحكام الإعدام بمعدلات غير مسبوقة منذ عقود.
وقال علي فتح الله نجاد، مدير مركز برلين للشرق الأوسط والنظام العالمي، في تصريحات نقلتها الوكالة: "الهدنة تعكس انهيار النفوذ الإقليمي لطهران بعد تفكك محور مقاومتها منذ 2024. وقف إطلاق النار سيفرغ القدرات العسكرية الإسرائيلية لاستخدامها ضد المصالح الإيرانية، سواء في لبنان ضد حزب الله أو مباشرة داخل إيران".
كما أشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف قبول إيران بالهدنة بأنه "خبر رائع"، في حين لا توجد أي مؤشرات على استئناف المفاوضات النووية مع طهران. وختم علي فايز حديثه للوكالة قائلاً: "الوقت لا يعمل لصالح إيران، لكن مشكلتها أن أحدًا لا يمنحها مخرجًا واضحًا. وحتى إن فُتح هذا المخرج، فلا أحد يعلم ما إذا كانت طهران ستسلكه أم لا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة