ويركز البرنامج على العديد من الفرص المتاحة لتنمية الاقتصاد الرقمي منها مراكز البيانات والخدمات السحابية وصناعة الأمن السيبراني وصناعة المحتوى الرقمي واستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تمكين القطاعات الاقتصادية، وجذب الاستثمارات التقنية الأجنبية لسلطنة عمان، ويضع البرنامج مستهدفات طموحة يسعى إلى تحقيقها بما يواكب رؤية «عمان 2040»، منها رفع تصنيف سلطنة عمان في مؤشر جاهزية الشبكات إلى مرتبة بين أفضل 20 دولة في العالم بحلول عام 2030 وبين أفضل 10 دول في العالم بحلول عام 2040، كما يستهدف رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي من نحو 2 بالمائة حاليا إلى 3 بالمائة بنهاية عام 2025 ورفع هذه المساهمة إلى 5 بالمائة في عام 2030 و10 بالمائة في عام 2040.

ويدعم إطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة توجه سلطنة عمان نحو الاستفادة من إمكانيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وسط انتشار كبير يحققه الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات في كافة أنحاء العالم، وتشمل استخداماته حاليا في سلطنة عُمان قطاعات الصحة، والتعليم، والزراعة، والنقل واللوجستيات، وغيرها من القطاعات. وتشير تقديرات وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن حجم استثمارات ومشروعات الذكاء الاصطناعي في القطاعين العام والخاص بلغ أكثر من ٥٠ مليون ريال عماني خلال السنوات الثلاث الماضية، كما دخلت مبادرة «اقتصاديات الذكاء الاصطناعي» التي طرحتها وزارة الاقتصاد حيز التنفيذ خلال العام الجاري وتم تخصيص 10 ملايين ريال عماني لمشروعات الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام ورفع المخصصات إلى 15 مليون ريال عُماني في عام 2025، وتستهدف المبادرة إدماج تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في المشروعات والبرامج الإنمائية بقطاعات التنويع الاقتصادي المحددة الخمسية العاشرة بالإضافة إلى دعم الفرص الاستثمارية القائمة على التقنيات والابتكار بالخطة العاشرة. وخلال الفترة المقبلة، تنفذ سلطنة عمان عددا من البرامج والمبادرات لاستغلال الإمكانيات الضخمة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، حيث يتم العمل على إعداد سياسة وطنية تحدد توجهات وسياسات الذكاء الاصطناعي، وتعزيزا للمشاركة المجتمعية في صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي تم طرح «السياسة الوطنية للذكاء الاصطناعي» للمشورة العامة.

وقامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات خلال الشهر الجاري بطرح مناقصة تصميم وتطوير وتشغيل أستوديو عمان للذكاء الاصطناعي التي سيبدأ تقديم العطاءات الخاصة بها في 15 أكتوبر المقبل، وسيمكن هذا الاستوديو من ابتكار تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتطوير الحلول وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات التشغيلية والعملية، ونشر المعرفة بالذكاء الاصطناعي بين أفراد المجتمع والتعريف باستخداماته وتقديم الاستشارات اللازمة. ومع الفرص الكبيرة التي يتيحها اقتصاد المعرفة لنمو الشركات التقنية والناشئة، يجري تنفيذ عدد من المبادرات لبناء القدرات الوطنية في المجالات التقنية والتشجيع على ابتكار واستخدام التطبيقات التي توسع الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، ويتضمن ذلك برامج تدريبية ضمن مبادرة «مكين» لتأهيل الكفاءات الرقمية في المجالات التقنية، مثل استخدام الطائرات المسيرة المعززة بالذكاء الاصطناعي، والتدريب على برمجة الطائرات المسيرة وتضمينها بمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتأهيل المتدربين للمنافسة في مسابقات إقليمية ودولية، كما تم تنظيم مسابقة «هندسها بالذكاء الاصطناعي» لتطوير مهارات المشاركين، وتزويدهم بالمعرفة التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ومهارات إدارة الأعمال والتسويق لتحويل أفكارهم إلى حلول تقنية مبتكرة. يعد التطور التقني واحدا من أكثر العوامل المؤثرة على حياة البشر ونمو الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين، ويزداد هذا التأثير مع الانتشار الهائل للذكاء الاصطناعي التقليدي والتوليدي، حيث يشهد الذكاء الاصطناعي اندماجا كبيرا في أنشطة القطاعين الحكومي والخاص، كما يستخدمه الأفراد بشكل كبير في أداء مهامهم من خلال تطبيقاته في عديد من المجالات، وتتوجه غالبية الدول للاستفادة من هذا المجال المبتكر ووضع الأطر المنظمة لاستخداماته للحد من مخاطره على الإنسانية ووضعه على مسار يكون فيه مكملا وداعما للإنتاجية والجهد البشري. وأصبح التطور في استغلال الذكاء الاصطناعي أحد المعايير المحددة لتنافسية الدول، حيث طرح صندوق النقد الدولي «مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي» الذي يقيس مدى الاستعدادات في مجالات مثل البنية الأساسية الرقمية، وسياسات رأس المال البشري وسوق العمل، والابتكار والتكامل الاقتصادي، والتنظيم والقواعد الأخلاقية. وحيث يمهد الذكاء الاصطناعي خاصة التوليدي لطفرة في نمو الإنتاجية لدى الأفراد والشركات، تشير توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التوسع الهائل في استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف ما يقرب من 16 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟

على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.

فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of list

وفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.

ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:

كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.

وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.

روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليونات

وتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.

وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.

مشهد جوي لمركبات ذاتية القيادة تابعة لشركات أميركية متوقفة في سان فرانسيسكو (الفرنسية)

كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".

إعلان

وتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".

وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.

 قطاع الرعاية الصحية

تُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.

وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.

وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".

وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.

مراكز البيانات

ويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:

المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية). تقسيم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى ممكّنين ومعزّزين ومستخدمين نهائيين يوفّر إطارا عمليا لإدارة المخاطر وتعظيم العائد (غيتي)

وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.

وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".

أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.

النحاس والطاقة

ترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.

وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.

السلع وعلى رأسها النحاس تظهر كأداة تحوّط إستراتيجية ضد تضخم البنية التحتية الناتج عن توسع مراكز البيانات (رويترز)

وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".

 الحياة اليومية

وتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.

إعلان

غير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.

ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.

مقالات مشابهة

  • أكاديمية "سدايا" تُطلق معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي لتأهيل خريجي التخصصات التقنية
  • سيطرت عليا.. عمرو أديب يتحدث عن تجربته مع أحد برامج الذكاء الاصطناعي
  • «سدايا» تُطلق معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي لتأهيل خريجي التخصصات التقنية بالرياض
  • غادة لبيب: نستهدف تدريب 50 ألف متخصص وتمكين 25% من موظفي الحكومة من أدوات الذكاء الاصطناعي بحلول 2026
  • أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
  • كيف تحمي نفسك من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجمع بياناتك الشخصية (فيديو)
  • مسؤول بالاتحاد الدولي للصحفيين: اختيار مهندسي الذكاء الاصطناعي كشخصية العام اعتراف عالمي بقوة التقنية وتأثيرها المتصاعد
  • الأقصر.. إطلاق برنامج تدريبي في الذكاء الاصطناعي
  • تحسن الموسم المطري يعزز الزراعة والتقنيات الرقمية تصل للمزارعين
  • ناصر الدين: الذكاء الاصطناعي جزء من استراتيجيتنا الشاملة للصحة الرقمية