الأوضاع الإقليمية.. في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط واشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حدثت تطورات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، أبرزها سلسلة الانفجارات التي استهدفت أجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله. هذه الهجمات أثارت تساؤلات عديدة حول خطط إسرائيل العسكرية والمخابراتية، ومدى تأثير هذه التفجيرات على الحزب في لبنان وعلى المستوى الإقليمي.

في هذا الحوار.

بين جبهة لبنان وصمود غزة.. هل تقود تفجيرات البيجر الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة؟

وأجرت «الأسبوع» حوارًا خاصًا مع السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تحليلاً شاملاً للأحداث وتداعياتها على الوضع الأمني والسياسي في لبنان وغزة، والدور الإقليمي في احتواء التوترات.. وإليكم نص الحوار:

كيف تفسر سلسلة الانفجارات المتزامنة لأجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله؟

هذه العملية تحمل بصمة مخابراتية بامتياز، ويبدو أن إسرائيل، بالتعاون مع جهات أجنبية، قد وضعت خطة دقيقة منذ عام 2022. يُعتقد أن مصنعًا وهميًا تم إنشاؤه في دول مثل المجر أو بلغاريا، بهدف تصنيع بطاريات تحتوي على مواد متفجرة خفية داخل أجهزة "البيجر". هذه الهجمات لم تستهدف مجموعة صغيرة من القيادات، بل كانت على نطاق واسع، مما يشير إلى خسارة كبيرة لحزب الله، كما وصفها الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

انفجارات ضخمة ما مدى تأثير هذه التفجيرات على قدرة حزب الله على العمل والتواصل؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى تغيير في استراتيجيته؟

التأثير واضح وكبير، خصوصًا مع إصابة آلاف العناصر التي تلعب أدوارًا محورية في العمليات الطارئة للحزب. خسائر بشرية كبيرة وخسارة على المستوى الأمني، لكن الحزب يمتلك وسائل اتصال بديلة أكثر أمانًا يصعب على إسرائيل اختراقها. ومع ذلك، قد يلجأ حزب الله إلى طرق اتصال تقليدية كما تفعل المقاومة في غزة، مثل الاعتماد على الإشارات المباشرة. أما من ناحية الاستراتيجية، فإن الحزب لن يتراجع وفقًا لما أكده نصر الله، الذي أشار إلى أن المقاومة ستستمر رغم كل شيء.

هل يمكن اعتبار هذه الهجمات جزءًا من الحرب الإلكترونية بين إسرائيل وحزب الله؟ وهل يمكن أن تتكرر؟

نعم، هذه الهجمات تندرج تحت الحرب الإلكترونية والتكتيكات المتطورة، لكن تكرارها أمر صعب. الأخطاء التي حدثت تكمن في عدم فحص الأجهزة بشكل كافٍ، والاستهانة بالمخاطر، وهذا ما أدى إلى الخسائر الكبيرة. بالتالي، لا أعتقد أن حزب الله سيقع في نفس الفخ مجددًا.

ما هي الرسائل التي تسعى إسرائيل لإيصالها من خلال هذه العملية؟

إسرائيل ترى هذه الهجمات كفرصة سانحة لتقليص نفوذ حزب الله واستهداف بنيته التحتية، خاصة في ظل التوترات في غزة. تسعى إلى خلق حالة من الفوضى في شمال لبنان، وتحقيق أكبر قدر من الأمان للإسرائيليين في الشمال. الهدف الأساسي هو تحييد حزب الله لأطول فترة ممكنة.

قوات الجيش الإسرائيلي ما تداعيات هذه التفجيرات على الوضع الأمني والسياسي في لبنان؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى تصعيد عسكري مع إسرائيل؟

رغم خطورة الوضع، لا أعتقد أننا نتجه نحو حرب شاملة، لأن الأطراف الداعمة لحزب الله، مثل إيران، ليست مستعدة لخوض صراع شامل الآن. لبنان طلب عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث الهجمات، لكن في النهاية، حزب الله جزء من التركيبة السياسية اللبنانية، وقد يكون التصعيد محدودًا.

هل تعتقد أن إسرائيل اخترقت سلاسل التوريد الخاصة بحزب الله؟ وكيف يمكن للحزب تعزيز أمنه السيبراني؟

من الواضح أن إسرائيل اخترقت سلاسل التوريد من خلال إنشاء مصنع وهمي أو شركة وهمية، وتمكنت من إدخال البطاريات المفخخة إلى أجهزة "البيجر". لتعزيز أمنه السيبراني، يجب على حزب الله فحص الأجهزة بشكل دقيق قبل توزيعها، والاعتماد على مصادر موثوقة لتوريد المعدات الحساسة.

ما هي السيناريوهات المحتملة لرد حزب الله على هذه الهجمات؟ وهل من الممكن أن نشهد تصعيدًا عسكريًا قريبًا؟

حزب الله سيحتاج إلى الرد للحفاظ على مصداقيته، خاصة بعد التصريحات القوية للأمين العام حسن نصر الله. لكن الرد قد يكون محدودًا ويقتصر على هجمات متفرقة، لأن الحزب يدرك أن التصعيد الكامل قد يؤدي إلى خسائر أكبر.

كيف ترى التطورات في غزة وما علاقة ذلك بالتوتر في لبنان؟

إسرائيل نجحت في تحقيق أهدافها الرئيسية في غزة، حيث دمرت البنية التحتية وأوقعت خسائر بشرية كبيرة. الهجمات على غزة ولبنان مرتبطتان بشكل كبير، فإسرائيل تحاول الضغط على الأطراف الفلسطينية واللبنانية في نفس الوقت لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

ما هو الدور الذي تلعبه مصر وقطر في السعي لتحقيق تهدئة في غزة؟

مصر تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على أمنها القومي وحماية البوابة الشرقية. تحاول القاهرة بشكل مستمر التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، في حين أن قطر تعمل على دعم المساعدات الإنسانية والوساطة الدبلوماسية. ولكن الحماية الأمريكية لإسرائيل تعرقل هذه الجهود بشكل كبير.

اقرأ أيضاًدبلوماسي سابق لـ«الأسبوع»: مصر تقود جهود التهدئة في غزة وتحافظ على استقرار المنطقة

خاص لـ«الأسبوع» - قصة الموت والخراب في غزة.. دبلوماسي سابق يفضح المخطط الإسرائيلي الشيطاني

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط مساعد وزير الخارجية الأسبق الأمن القومي العربي وقف إطلاق النار في غزة عناصر حزب الله التطورات في غزة أجهزة البيجر السفير رخا أحمد حسن حرب الظل لبنان وغزة هذه الهجمات حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قلصت إيران عدد الصواريخ التي تطلقها على إسرائيل؟

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن تقليل إيران لعدد الصواريخ التي تهاجم بها إسرائيل يثير تساؤلات عما إذا كانت بصدد تغيير إستراتيجيتها العسكرية في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها الحرب.

وبحسب العقيد الفلاحي، فقد استخدمت إيران في ردها على الهجوم لإسرائيلي كميات كبيرة من الصواريخ لغرض الإشباع الجوي وإشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية؛ ففي اليوم الأول أطلقت حوالي 200 صاروخ، ثم بدأ هذا الرقم يتراجع.

وقال إن الصواريخ التي أطلقتها اليوم تختلف عن الصواريخ السابقة من حيث قدرتها على الاختراق والوصول إلى المدن الإسرائيلية، واستبعد في السياق ذاته أن يكون تأخر الإنذارات في إسرائيل له علاقة بتقليص الصواريخ الإيرانية.

وأعلن قائد القوات البرية الإيرانية كيومرث حيدري اليوم بدء موجة من الهجمات القوية باستخدام أسلحة متطورة، موضحا أن القوات الإيرانية استخدمت مسيّرات انقضاضية ذات قدرة تدميرية عالية لتدمير مواقع إسرائيل الإستراتيجية.

كما أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مركز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في هرتسيليا ومركز تخطيط عمليات الاغتيال في تل أبيب.  

وبحسب وكالة تسنيم، فإن الحرس الثوري أطلق موجة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، وذكر التلفزيون الإيراني أن هذه هي الموجة العاشرة من عملية "الوعد الصادق 3".

في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب.

وتستخدم إيران -يضيف العقيد الفلاحي في تحليله العسكري لتطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية- أنواعا مختلفة من الصواريخ، منها الصواريخ التكتيكية التي تضم "فتاح 1″، وفتاح 2″، و"شهاب"، و" أبابيل" و"سجيل"، وهناك صاروخ "عماد" وصاروخ "قاسم" وغيرها من الصواريخ.

مراقبة جوية مستمرة

وقال إن الضربات الإسرائيلية تهدف إلى محاولة تدمير منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، باعتبار أن هذه الصواريخ تضرب مواقع حساسة وتسبب خسائر كبيرة للإسرائيليين، مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية تتركز على المناطق الغربية من إيران، وهناك قصف متواصل على مناطق متعددة، خاصة في ظل المراقبة الجوية الإسرائيلية المستمرة لإيران.

إعلان

وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش دمر نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، لكن طهران لم تعلق على هذه المزاعم.

وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.

مقالات مشابهة

  • في ظل حرب إسرائيل وإيران.. عمرو موسى يدعو لانعقاد مجلس الأمن القومي المصري
  • السفير فوزي العشماوي: عملاء إسرائيل أسقطوا الداخل الأيراني
  • لماذا قلصت إيران عدد الصواريخ التي تطلقها على إسرائيل؟
  • ترامب يجتمع مع فريق الأمن القومي بشأن المواجهة بين إسرائيل وإيران
  • عربي21 تحاور حملة المقاطعة في لبنان حول فلسفة نهجها وسقفها العالي
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: قرار التحرك ضد إيران تاريخي وصعب
  • حسين هريدي: يجب العمل على تطوير قوة الردع للحفاظ على الأمن القومي للعربي
  • دبلوماسي سابق: موجات من الهجمات الإيرانية طالت أهداف مؤثرة في إسرائيل
  • وزير الخارجية الفرنسي: باريس لم تحشد بعد مواردها العسكرية للدفاع عن إسرائيل
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل