موقع 24:
2025-06-22@14:20:14 GMT

ما بعد الضربة والرد..حروب بلا حلول

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

ما بعد الضربة والرد..حروب بلا حلول

الضربة موجعة جداً وأبعد من حدود التوحش الإسرائيلي في غزة. ولا مجال لرؤية مثيل لها إلا في أفلام الخيال العلمي شغل هوليوود، محاولة قتل نحو 7 آلاف من أعضاء حزب الله خلال دقيقة بكبسة زر من بعيد عبر تفجير سيبراني لأجهزة الاتصال لديهم.

لكن الحزب أوحى أنه احتوى الضربة الإسرائيلية التي هزته وهزت لبنان، وأفشل أهدافها كما قال أمينه العام حسن نصر الله.

فهو ركز على ثلاثة أهداف مترابطة، الدفع نحو وقف "حرب الإسناد" لحركة حماس في غزة عبر جبهة الجنوب اللبناني، وضرب أو إرباك بنية "المقاومة الإسلامية"، وإضعاف "بيئة المقاومة". وما أكده هو أن "جبهة الإسناد" مستمرة مهما تكن الضغوط والتضحيات، وأن "بنية المقاومة" لم تتأثر ومعها السيطرة والقيادة، وأن "بيئة المقاومة" ازدادت صلابة وتماسكاً وسط تضامن وطني لافت. أما الرد على مجزرة "البيجر" و"التوكي ووكي" فإنه "القصاص العادل من حيث يحتسب العدو ولا يحتسب". وهو منفصل عن حرب الإسناد.
ومعنى ذلك أنه ليس بعد الضربة سوى مزيد مما كان قبلها، بصرف النظر عن القول الشائع بعد كل تطور من أن ما بعده ليس كما قبله. فلا كلام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على "مرحلة جديدة" في الحرب واقعي، ولا ما يراه المتحمسون فرصة لتحرير فلسطين هو على جدول الأعمال حالياً. والضوابط لا تزال فعالة. فليس سهلاً على نتنياهو شن حرب شاملة من دون ضوء أخضر أمريكي هو حالياً أحمر لاعتبارات كثيرة، ولا سيما خلال الأسابيع الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية. ولا طهران في وارد الانخراط في حرب شاملة ولو عبر وكلائها، إذ هي ترفض الوقوع في فخ نتنياهو. أي فخ؟ سيناريو استفزاز حزب الله لدفعه إلى عمل كبير يعطيه فرصة لتوسيع الحرب، بالتالي دفع إيران إلى دعم الحزب بحيث تضطر أمريكا للانخراط في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية بما يهدد أولويات الحفاظ على نظامها ومشروعها الإقليمي وبرنامجها النووي.
أكثر من ذلك، فإن ما تسميه إسرائيل حرب الشمال هي حرب كل الجهات وليست محصورة بالجغرافيا اللبنانية. إذ إن "وحدة الساحات" في إسناد حماس داخل غزة ستعمل لإسناد حزب الله داخل لبنان. وتطورات الحرب قد تدفع إيران إلى دعم مباشر لأهم جماعة أسستها وصارت أقوى الساحات وصاحبة أخطر دور إقليمي ضمن أدوار الحرس الثوري الإيراني. ولا شيء يغري حزب الله بالذهاب إلى حرب إقليمية واسعة، فهو حقق عبر حرب الاستنزاف أهدافاً مهمة في الجليل لا سابق لها في الحروب مع إسرائيل. ولا أحد يجهل أن حرباً في الشمال لا تعيد المستوطنين المهجرين إلى مستوطناتهم بمقدار ما تزيد أعداد المهجرين.
فضلاً عن أن الحرب الواسعة باتت مرتبطة، ليس فقط بأن نتانياهو ويحيى السنوار مستفيدين منها بل أيضاً بتأثيرها في حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. واللعبة معقدة، أمريكا تكرر بالقول والفعل وعبر رحلات المسؤولين فيها أن الدبلوماسية هي التي تضمن عودة المستوطنين إلى الجليل. ونصر الله يعلن بوضوح أن لا وقف لحرب الإسناد عبر جبهة الجنوب إلا بعد وقف النار في غزة. والواقع حتى إشعار آخر، هو أن لا الحرب، ولا الدبلوماسية تفتح باب العودة للمستوطنين.

أولاً لأن الخيار العسكري يقود إلى عكس ما تحتاج إليه إسرائيل. وثانياً لأن الخيار الدبلوماسي مربوط بمسألة عسكرية بامتياز داخل غزة.صحيح أن جبهة الإسناد في لبنان لم تعد جبهة فرعية بل تكاد تصبح الجبهة المركزية بعدما خفت المعارك الكبيرة داخل غزة، إذ الباقي حرب استنزاف وحرب عصابات ضد المحتل. لكن الصحيح أيضاً أن حرب غزة هي "حرب وجود" بالنسبة إلى كل من إسرائيل وحماس، في حين أن الحرب على جبهات الإسناد هي حرب دعم ونفوذ إقليمي. والعقدة التي تعرقل صفقة وقف النار وتبادل الرهائن والأسرى هي إصرار كل طرف على هزيمة الطرف الآخر. فالانسحاب الإسرائيلي الكامل الذي تطلبه حماس يعني إعلان إسرائيل أن حربها في القطاع انتهت بهزيمتها. والبقاء في نتساريم وفيلادلفي الذي يصر عليه نتانياهو يعني أن إسرائيل لن تخرج من غزة حتى تحقق الأهداف التي فشلت في تحقيقها خلال 11 شهراً من حرب الإبادة، بالتالي إعلان هزيمة حماس.

لكن المفاجآت تبقى واردة. فما تسمى "الخطوط الحمر" ليست شيئاً ثابتاً، ولا هي التي تمنع تجاوزها. وما يمنع أو يسمح بتجاوز الخطوط الحمر هو حسابات الربح والخسارة، الكلفة والمردود، لدى كل طرف. ومن يتصور أن المردود أهم من الكلفة لا يتوقف عند خطوط حمر. فلو حسبت ألمانيا، والإمبراطورية النمساوية المجرية كلفة الحرب ومردودها لما أقدمت على الحرب العالمية الأولى انتقاماً لاغتيال ولي عهد النمسا والتي انتهت بنهاية الإمبراطورية النمساوية المجرية وإذلال ألمانيا.

يقول الرئيس أبراهام لينكولن "إن وجود قادة لا يريدون حرباً لا يكفي. المشكلة إن كانت هناك أشياء يريدونها أكثر من الحرب، ويرغبون في الحصول عليها ولو بقبول الحرب. والحرب الأهلية حدثت مع أن الكل خاف منها وأكد عدم حصولها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟

تعتمد إسرائيل في صد الصواريخ الإيرانية على منظومة مترابطة ومتعددة الطبقات من الدفاعات الجوية، لكن التفوق التكنولوجي لا يعني بالضرورة توافرا كافيا في ذخائر الاعتراض، مما يمثل مشكلة لها وللولايات المتحدة التي تقوم بمهمة الدفاع عنها وقواعدها التي يمكن استهدافها.

ووفقا لتقرير معلوماتي أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن نظام "آرو" (حيتس) يقع في قلب المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل، وهو الأكثر تعرضا للضغط من حيث الاستخدام كونه قادرا على اعتراض الصواريخ الباليستية.

ويمر نظام "آرو" بدورة إنتاج معقدة وطويلة حيث تصنع نصف مكوناته من قبل عشرات الموردين في الولايات المتحدة ثم يجمع في إسرائيل. وقد بدأت الخشية من انخفاض مخزونه تطفو للسطح.

نقص المخزون

فقد نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن إسرائيل تخاطر بنفاد مخزونها من "آرو-3″، خلال الأسابيع المقبلة، إذا استمرت إيران في إطلاق دفعات من الصواريخ.

ونشرت الولايات المتحدة أنظمة دفاعية متقدمة في إسرائيل من بينها نظام "ثاد"، والذي يعد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في العالم حيث يوفر قدرة إضافية على اعتراض الصواريخ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

وتنتج شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية صواريخ "ثاد" الاعتراضية، ورغم بقاء معدلات الإنتاج سرية فإن تجميع كل بطارية يتطلب عدة أشهر، وفق التقرير.

وتنتشر في إسرائيل أيضا بطاريات "باتريوت" التي طورتها شركة "رايثيون" الأميركية، وتستخدم عادة لاعتراض الطائرات المقاتلة والمسيَّرة والصواريخ الباليستية متوسطة المدى.

وتحت ضغط المواجهة اليومية وخشية تراجع مخزون صواريخ الدفاع الجوي، دفعت واشنطن بالمزيد من مدمراتها إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية.

وتحمل هذه المدمرات عدة أنواع من صواريخ الاعتراض من طرازات "إم إس" من الجيل السادس القادر على اعتراض الصواريخ الباليستية وإسقاطها وغيرها من التهديدات الجوية لاسيما أثناء تحليقها في منتصف المسار فوق الغلاف الجوي.

إعلان

ولا يمكن معرفة حجم المخزون من الصواريخ الاعتراضية الأميركية إلا أنها ستكون أمام تحدي إسقاط الصواريخ المتجهة إلى إسرائيل، وفي حال توسع المواجهة ستقع عليها مهمة حماية المصالح الأميركية ليس في الشرق الأوسط فقط، بل حيث تنتشر القواعد الأميركية في أوروبا وآسيا بشكل خاص.

مقالات مشابهة

  • إيران تجهّز مسرح العمليات .. وقمحة: الهجوم كان متوقعًا والرد جاء سريعًا | فيديو
  • ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • العربي للدراسات: إيران زعزعت استقرار إسرائيل والرد كان مفاجئًا وموجعًا
  • الرئيس اللبناني يعلق على إمكانية دخول بلاده الحرب ضد إسرائيل
  • إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من هو محمد خضر الحسيني؟
  • رئيسة تروكاديرو للدبلوماسية: أوروبا تبحث عن حلول بديلة لأزمة إسرائيل وإيران
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • ما هي صواريخ إيران الفرط صوتية التي ترعب إسرائيل؟
  • عميد متقاعد: حزب الله ينتظر فتوى شرعية من مشغله للانخراط في الحرب بين إسرائيل وإيران