الحرب في غزة وأوكرانيا وأوضاع السودان أبرز القضايا على طاولة الدورة 79.. تحديات وصراعات دولية تواجه قادة العالم في اجتماع الأمم المتحدة.. جوتيريش يحذر من حرب عالمية ثالثة
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بدءًا من يوم غد الأحد، اجتماعا هاما؛ حيث سيحضر أكثر من 130 رئيس دولة وحكومة هذا الحدث الدولي المهم.
يأتي الاجتماع في وقت حرج يمر به العالم، حيث يتفشى العنف في العديد من المناطق، ولا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن وضع حد للحروب الدائرة في غزة وأوكرانيا والسودان.
وتعتبر الدورة فرصةً للتأكيد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية المُلحة مثل تغير المناخ، والفقر، وعدم المساواة، كما ستسلط الضوء على ضرورة معالجة آثار الصراعات المستمرة والأزمات الصحية العالمية التي تهدد العالم اليوم.
من أبرز فعاليات هذه الدورة، مؤتمر القمة المعنى بالمستقبل، الذي يركز على ضرورة العمل الجماعي لإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه البشرية.
وستقام منطقة إعلامية خاصة بأهداف التنمية المستدامة خلال الأسبوع رفيع المستوى، من 23 إلى 27 سبتمبر، تحت إشراف إدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وتعتبر هذه الدورة فرصةً هامةً للعديد من الدول لتسليط الضوء على إنجازاتها في مجال التنمية، وتقديم خططها المستقبلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قبل أيام من بدء الجمعية العامة، بأن "الطلقات والقنابل تشوه وتقتل، والجثث تتراكم، والشعوب مصابون بصدمات نفسية، والمباني مدمرة، من الشرق الأوسط إلى السودان وأوكرانيا".
وحذّر جوتيريش من خطورة تصعيد النزاع في غزة، أو حدوث حرب نووية مرتبطة بغزو روسيا لأوكرانيا، لكنّه أكد أيضًا على قدرة العالم على تجنّب اندلاع حرب عالمية ثالثة، رغم انقساماته.
من جهتها، أشارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إلى أهمية هذا الاجتماع في الوقت الحالي، مشيرة إلى قائمة طويلة من النزاعات والعنف والأزمات الإنسانية، بما في ذلك غزة وأوكرانيا والسودان وهايتي وبورما.
وقالت "من السهل الشعور بالإحباط وفقدان الأمل ورفض الديمقراطية في مواجهة هذه التحديات، لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك".
ومع ذلك، لا يتوقع أن يؤدي هذا الاجتماع إلى حلول ملموسة لمعاناة ملايين المدنيين الذين يتأثرون بهذه الصراعات.
أحداث مهمةوقال ريتشارد غووان من مجموعة الأزمات الدولية، إن "من الواضح أنّ غزة ستكون من أبرز الصراعات التي سيتم التطرق إليها في خطابات القادة"، نظرًا لحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأضاف "لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث فرقًا حقيقيا على الأرض".
كانت قد اندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم مدنيون، وفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، وتشمل هذه البيانات عددًا من الرهائن الذين قضوا أثناء احتجازهم في قطاع غزة.
وخلال الهجوم، تم اختطاف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بما في ذلك 33 شخصًا أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتلهم.
وردت إسرائيل على الهجوم بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
ووصلت المخاوف من اتساع رقعة الحرب إلى لبنان هذا الأسبوع، عقب تفجيرات منسوبة إلى إسرائيل استهدفت أنظمة اتصال تابعة لحزب الله المدعوم من إيران وحليف حماس.
حضور قادة العالمورغم غياب الرئيسين الروسي والصيني عن هذه المناسبة الدبلوماسية، كما حصل في السنوات الأخيرة، فإن قائمة القادة السياسيين المشاركين في نيويورك طويلة، وتتضمن الرؤساء الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والهندي ناريندرا مودي والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر.
فيما توجه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الخميس 19-9-2024 ، إلى واشنطن للمشاركة في أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
زيلينسكي و الحفاظ على الضوءولمع نجم الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في سبتمبر 2023، لكن أحد الدبلوماسيين يقول إنه يكافح من أجل "البقاء في دائرة الضوء"، بينما من المتوقع أن يُقدّم "خطته لتحقيق النصر" قريبًا إلى الرئيس بايدن.
ولا يتوقع من سلوفينيا، التي ترأس مجلس الأمن في سبتمبر، أن تُحدث أي تغيير كبير، لكنّ من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى للمجلس يوم الثلاثاء بحضور زيلينسكي، بناءً على طلب الأوكرانيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحده السودان أوكرانيا غزة حرب عالمية ثالثة زيلينسكي تغير المناخ التحديات العالمية للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
خبراء: إسرائيل قد تواجه تحديات اقتصادية طويلة بعد ضرب إيران
القدس المحتلة- دخلت إسرائيل في حالة من الترقب الاقتصادي والشعبي في أعقاب الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وسط مخاوف من توسع رقعة التصعيد وامتداد تبعاته داخليا.
فقد شهدت فروع شبكات التسوق والبقالة الإسرائيلية طوابير طويلة وتدافعا واسعا، مع توافد مئات الآلاف من الإسرائيليين لتخزين المواد الأساسية وإمدادات الطوارئ، وتكرر المشهد في تل أبيب الكبرى ومعظم المدن الإسرائيلية، حيث بلغ الإقبال على المتاجر ذروته ظهر الجمعة، وسُجل نقص حاد في منتجات حيوية مثل الحليب والبيض والخضروات وعبوات المياه.
وبالتوازي مع الحركة النشطة في الأسواق الاستهلاكية اتجهت المؤشرات الاقتصادية إلى مسار مقلق، إذ سجل سعر صرف الشيكل انخفاضا حادا أمام الدولار والعملات الأجنبية، وسط قلق المستثمرين من تداعيات أمنية واقتصادية طويلة الأمد.
وتراجعت بورصة تل أبيب بشكل ملحوظ مدفوعة بانخفاض أسهم شركات الطيران والسياحة بعد إعلان عدد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل، وتوقف الحركة بشكل شبه تام في مطار بن غوريون عقب إغلاق المجال الجوي.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بفعل المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع قد تؤثر على إمدادات الطاقة، وهو ما انعكس بدوره على توقعات تكلفة الوقود داخل إسرائيل، مما يزيد الأعباء الاقتصادية المحتملة على المواطنين.
إعلان تهافت على الأسواقوأعلنت شبكة متاجر "كارفور" عن قفزة هائلة في نشاط فروعها بالمدن بلغت 500% مقارنة بالأيام العادية، حيث فضل الزبائن الشراء من الفروع القريبة على التسوق من متاجر الخصومات في الضواحي.
ووفقا للشبكة، سجلت زيادات حادة في الطلب على منتجات مختلفة بنسب متفاوتة بلغت في المياه المعدنية 500%، والأغذية الجافة 400%، ومستلزمات الأطفال والحفاضات 350%، وورق التواليت 300%، ومنتجات الألبان 200% والبطاريات 1000%.
كما شهد تطبيقات طلب الأغذية ارتفاعا بنسبة 150% في عدد الطلبات، وتصدرت قائمة المنتجات المطلوبة الحليب والجبن والمياه المعدنية والطماطم والخيار والخبز والموز.
وإلى جانب الغذاء لوحظ تزايد غير مسبوق في الإقبال على معدات الطوارئ، حيث سجلت شبكة متاجر الكهرباء ارتفاعا بمئات الآلاف في نسبة بيع البطاريات الاحتياطية والمولدات الكهربائية وأجهزة الإضاءة للطوارئ.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة يقول مراسل "دي ماكر" لشؤون التسوق والمواد الغذائية عومر تماري ليون إن "الإسرائيليين يواصلون التهافت على تخزين المواد الأساسية، في حين تستعد المتاجر وموردو السلع لمرحلة قد تطول من الضغط والطلب المرتفع، وسط أجواء أمنية مشحونة وحالة طوارئ".
ويعتقد ليون أن هذه التطورات بين الضغط الشعبي على شبكات التوريد والاستهلاك، والتقلبات الحادة في المؤشرات الاقتصادية والمالية تجتمع لتشكل ملامح أزمة متعددة الأوجه ستكون لها انعكاسات واضحة في الأيام والأسابيع المقبلة، سواء على سلوك المستهلك أو على أداء الاقتصاد الإسرائيلي ككل.
بالمقابل، شهد سوق صرف العملات الأجنبية في إسرائيل يوما مضطربا عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث سجل الشيكل تراجعا ملحوظا أمام العملات الأجنبية، وسط حالة من القلق والترقب في الأوساط الاقتصادية.
إعلانلكن وتيرة التراجع خفت لاحقا مع إعلان بنك إسرائيل دعم الشيكل والبقاء في حالة انعقاد طارئة.
وبحسب البيانات المحدثة عند إغلاق البورصة الإسرائيلية ظهر الجمعة، ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 1.2%، ليصل إلى 3.59 شيكلات بعدما كان قد تجاوز 3.65 شيكلات في الصباح، كما ارتفع اليورو بنسبة 0.6% ليبلغ نحو 4.14 شيكلات بعد أن كان قد لامس 4.22، وارتفع الجنيه الإسترليني إلى نحو 4.86 شيكلات، على ما أفاد تقرير لصحيفة "كلكليست".
وشهدت بورصة تل أبيب تراجعا ملحوظا في معظم مؤشراتها الرئيسية على خلفية استمرار التوترات الأمنية والتقارير عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة إضافية وشيكة ضد إيران، فقد انخفض مؤشر تل أبيب 125 بنسبة 1.8%، في حين تراجع مؤشر تل أبيب 35 للأسهم القيادية بنسبة 1.6%، بحسب ما أفادت صحيفة "غلوبس".
وتأثرت القطاعات الحيوية في السوق بانعكاسات الأوضاع الجيوسياسية، حيث سجل مؤشر قطاع النفط والغاز تراجعا بنسبة 2.6% بعد أن كانت أسعار النفط قد ارتفعت الخميس بشكل حاد بفعل التصعيد، قبل أن تشهد اليوم عملية تصحيح وانخفاض في الأسواق العالمية.
وتكبدت أسهم البنوك الإسرائيلية خسائر بنسبة 2.1%، في حين هبطت أسهم شركات التأمين بنسبة 2.8%، مما يعكس حالة القلق لدى المستثمرين من تأثير التوترات على الاستقرار المالي والائتماني في البلاد.
استنفار اقتصاديوفي تعليقه على هذه التحركات، يقول حيزي ستيرنليخت مراسل أسواق رأس المال في صحيفة "غلوبس" إنها تعكس مزيجا من الحذر والتموضع الاستثماري في السوق الإسرائيلية، مع توجه المستثمرين نحو القطاعات الدفاعية وتخفيف التعرض للقطاعات الحساسة للتقلبات الأمنية.
وأوضح أن هذه التحركات تؤكد مجددا مدى هشاشة الأسواق أمام التوترات الجيوسياسية، ومدى سرعة انتقال أثرها إلى العملات والسلع الرئيسية، ورجح أنه ستكون للهجوم تداعيات سلبية على إسرائيل وأسواقها، خاصة فيما يتعلق بسعر صرف الشيكل الذي تراجع بشكل كبير.
إعلانوفي ظل تصاعد التوترات الأمنية أعلن بنك إسرائيل عن عقد اجتماع خاص للجنة الاستقرار المالي، في خطوة تعكس القلق من تداعيات الوضع الحالي.
ويؤكد شلومو تيتلباوم مراسل صحيفة "كلكليست" الاقتصادية أن "اللجنة التي تضم ممثلين عن وزارة المالية والرقابة المصرفية نادرا ما تكشف عن اجتماعاتها، لكن البنك اختار هذه المرة الإعلان صراحة كإشارة للجاهزية، وليس الذعر".
وأوضح تيتلباوم أنه رغم التكتم على تفاصيل الاجتماع فإن البنك أكد أنه "جاهز في جميع المجالات ضمن صلاحياته"، بما يشمل ضمان عمل الأسواق المالية والنظام المصرفي وأنظمة الدفع.
وفي خطوة تعكس قلق السلطات النقدية من تداعيات الوضع الأمني، يضيف تيتلباوم أن وزارة المالية الإسرائيلية أجرت مشاورات عاجلة مع كبار مسؤوليها، وأعلنت جاهزيتها لكافة السيناريوهات.
وقال رونين مناحيم كبير الاقتصاديين في بنك "مزراحي طفاحوت" إن بداية المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران تمثل نقطة تحول واضحة في تقييم الأسواق، متوقعا أن تؤدي إلى "تفضيل الأصول الآمنة على حساب الأصول ذات المخاطر، مما قد يضعف الشيكل في المدى القريب ويزيد تقلبات أسواق رأس المال والائتمان.
ويضيف أنه "بينما تتفاعل الأسواق الإسرائيلية مع التطورات الميدانية بحذر تبدو السلطات النقدية والمالية في حالة استنفار"، مستعدة لاستخدام أدواتها كافة لضمان الاستقرار المالي في مواجهة واحد من أكثر الأيام حساسية منذ اندلاع الحرب الأخيرة.