محمد السقاف
عشرة أعوام مرت على الذكرى الخفاقة ليوم الوفاء بأشهرها وأيامها التي وإن كانت محفوفة بالمعاناة والتضحيات إلا أنها كانت عزيزة على قلوبنا كونها كانت مفعمة بنكهة الحرية ورائحة العزة والكرامة والاستقلال فضلا أنها كانت كافية لكشف المعادن على حقيقتها وإظهار ما كان تحت الطبق المستور وإخراج ما كان يتوارى لهذا الشعب في الظلام من عقارب وحيات وخنافس وحشرات خسيسة.
نعم ذقنا المرار وقدمنا التضحيات الجسام من الفرد حتى الرئيس وصبرنا على غطرسة طغاة العالم وعملائهم من رعاة الغنم وعبيد الأوثان الذين لم يردعهم عن قتلنا أي شيء ولا حتى حق الجوار وعصبية الإسلام والعروبة لكننا كنا برغم غدرهم أقوياء متفائلين واثقين باقتراب العز والتمكين لوطننا وشعبنا وأمتنا ولم نشعر ولو لوهلة بالهوان أو الندم على تحركنا الثوري في 21 سبتمبر وقبله لأننا ونحن نشاهد ما كان يحصل لأقطار عربية طالها ذات السكين الأسود أدركنا أن الفاتورة كانت ستكون أضعافا مضاعفة لو أذعنا ولم نتحرك وتركنا رقابنا تحت رحمة أولئك الأنذال المجرمين والمفسدين في الأرض والطواغيت والمتكبرين. استهدفت ثورتنا بكافة الوسائل وشنت عليها كل الحملات الخبيثة وعلى كافة الأصعدة وتحملنا المؤامرات وتصدينا للغزاة وأخمدنا دسائس الحاقدين وإخوان الشياطين وتحركنا نحو مجد بلادنا وكرامته بخطوات واثقة وواعية استطعنا من خلالها صون هذا المكسب الشعبي الثمين وتعميده بالمسيرات الحاشدة المؤيدة للثورة وخيارات القائد ثم إننا وحين دبر العدو لهدم مؤسسات الدولة ومرافقها العامة من الداخل سارعنا لحمايتها والحفاظ عليها وقهرنا عدونا في حربه الاقتصادية والسياسية وفضحناه في الإعلام ونحن ندوسه بأقدامنا في كل الجبهات التي يقاتلنا فيها فاضطر إلى للمجيء بنفسه ليرجمنا بالصواريخ من آخر نقطة في الفضاء ثم يركض في الجو بأقصى سرعته كالجبناء ومع ذلك لقناه دروسا ونحن نغرس أقدامنا على الأرض من أعطر بلاد على وجه الأرض.
ومضينا في تصعيدنا الثوري ومرت سنوات وحين كنا نحتفل بميلاد خير البشر التف علينا الحليف الأفعى وأراد أن يقدم ثورتنا على طبق من لهب لقريش وأبي لهب لكن الله جعل التفافهم في جيدهم حبلا من مسد.. ثم جاء الطوفان وقال جبريل (لبيه) وكنا في الطليعة وفي الزمان والمكان .. ابتلعنا بارجات وحاملات طائرات وتحركت ايزنهاور مذعورة في عباب البحر وتنحى السعودي برأسه كي لا يصيبه طوفان اليماني الذي أحرق ايلات ويافا وأذاق اليهودي ويلات وبأس هذا الشعب وحرارة المد الثوري ل٢١ من سبتمبر الخالدة.. لم نكن نعلم أننا على ضعفنا نستطيع أن نفعل كل هذا بأعدائنا الذين يمتلكون عدة الحرب وعتادها وكل فتاك ومتطور لكننا كنا على ثقة تامة بأننا بثورتنا أعزاء وبربنا أقوياء وبأن العاقبة – دائما – للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أشرف العشماوي: «زمن الضباع» كانت أول رواياتي بعد محاولات قصصية بدائية وفاشلة
قال الروائي أشرف العشماوي، إن أول عمل أدبي كتبه كان رواية «زمن الضباع»، والتي مثلت البداية الرسمية له في عالم الأدب، مشيرًا إلى أن تلك الرواية ضمت كل ملامح التجربة الأولى من مزايا وعيوب، كما احتوت على معظم الأخطاء التي يقع فيها أي كاتب في عمله الأول.
وأضاف العشماوي، خلال حواره مع الإعلامية منة فاروق، في برنامج «ستوديو إكسترا»، على قناة «إكسترا نيوز»، أنه سبقت تلك الرواية عدة محاولات لكتابة القصص القصيرة، لكنه وصفها بأنها كانت بدائية وفاشلة، لدرجة أنه قام بمسحها نهائيًا من جهاز الكمبيوتر، مؤكدًا أنه لم يكن راضيًا عنها.
وأوضح أن الرواية كنوع أدبي تناسبه أكثر من القصة القصيرة، لأن الأخيرة تتطلب كثافة وتركز على لحظة توهج أو تنوير، بينما يفضل هو النفس الطويل والمساحات السردية الواسعة التي تتيحها الرواية، وهو ما يجعله أكثر ارتياحًا لهذا النوع من الكتابة.
وأشار العشماوي إلى أن الأسلوب الواقعي هو الأقرب إليه، لكنه لا يكتب الواقع كما هو، بل ينطلق من حادث بسيط أو لحظة واقعية ثم ينسج منها عالمًا خياليًا متكاملًا، لافتًا إلى أن بعض كبار الكُتاب الذين قرأوا «زمن الضباع» أخبروه أن بها بوادر موهبة حقيقية، وهو ما منحه الدافع لتقديم أعمال أقوى لاحقًا.