المشاركون: ثورتنا مستمرة حتى ينال اليمن كامل السيادة والاستقلال
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
في يوم ثوري يماني عظيم جاء الثوار إلى ميدان السبعين لإحياء الذكرى العاشرة لثورة الـ ٢١ من سبتمبر المجيدة والتي تأتي وشعبنا يخوض مرحلة استثنائية فريدة في ظل الثورة العتيدة ، يخوض معركة التحرير والاستقرار ويقارع قوى الظلم والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا التي ترتكب وتدعم مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين وغزة المقاومة والجهاد ، وأصبحت قوات ثورة الـ٢١ من سبتمبر تتصدر المشهد العالمي وهي تفرض حصاراً بحرياً مطبقاً على العدو الصهيوني وتلاحق البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية والغربية التي تدعم الكيان الصهيوني المجرم في عدوانه على الأشقاء في فلسطين المحتلة ، ثوار اليمن في الذكرى العاشرة جاءوا من كل حدب وصوب لأحياء هذه المناسبة في عرض عسكري شعبي مهيب لقوات التعبئة العامة من مختلف أطياف الشعب وشرائحه ، كباراً وصغاراً مشائخ ومسؤولين، أطباء وطلاباً ومهندسين ومعلمين وغيرهم ومواطنين ، صحيفة “الثورة” حضرت الحدث والتقت بعدد من المشاركين في العرض الثوري المهيب وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / أحمد المالكي – أحمد السعيدي
بداية التقينا الأخ باسم العريقي – أحد المشاركين في العرض المهيب لقوات التعبئة العامة بميدان السبعين احتفالا وإحياء للذكرى العاشرة لثورة الـ٢١ من سبتمبر، حيث تحدث لـ «الثورة» بهذه المناسبة وقال: الحمد لله أولاً أننا نعيش في ثورة 21 سبتمبر وفي ظل القيادة الربانية لهذه الثورة التي هي معجزة أعادت لليمن هويته وسيادته وعزته وكرامته واستقلاله رغم تكالب الأعداء عليها وهجومهم الوحشي والبربري بأعظم وأقوى ترسانة عسكرية في العالم وبإمكانيات مادية ومالية ضخمة إلا أنها تحطمت كلها على أيدي رجال وشباب ثورة الـ21 من سبتمبر وجميع أبناء اليمن الشرفاء بمختلف أطيافهم وألوانهم الذين وقفوا إلى جانب الوطن دفاعا عن السيادة والعزة والكرامة وأصبح الجيش اليمني اليوم من أقوى جيوش العالم بما يمتلك من قوة بشرية مؤهلة وكفؤة ليس لها نظير وبما وصل إلية من تصنيع حربي في مختلف المجالات العسكرية ، وجعله يمتلك قراره السيادي بتصنيع أقوى الأسلحة كالصواريخ والطائرات التي أصبحت تحاصر العدو الصهيوني بحراً وتضربه في عاصمته «يافا» وتلاحق السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية في أعماق البحار والمحيطات إسناداً لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين ، في موقف عربي وقومي وديني وأخلاقي ليس له مثيل على الإطلاق في التاريخ المعاصر الذي نرى فيه الكثير من أنظمة التطبيع العربية تتفرج بل وتساند العدو في ارتكاب مجازر الإبادة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم وهو يقاوم المحتلين الصهاينة لأرضه ويدنسون مقدسات الأمة بكلها.
الثورة الحقيقية
الأخ أحمد زبارة – صوت الشعب الذي يردد الهتافات والشعارات في المسيرات التقت به الثورة في فعالية العرض الشعبي لقوات التعبئة العامة بميدان السبعين وتحدث بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة ٢١ سبتمبر فقال:
«هذه الثورة هي الثورة الحقيقية التي خرج الشعب اليمني من أجل تحقيق حريته واستقلاله، وشعبنا في ذكرى ثورة ٢١ سبتمبر وبعد عشر سنوات من عمر الثورة يرسل رسالة للعالم بأنه لن يخضع ولن يتراجع عن المضي في تحقيق استقلاليته وحريته وتحرير كل شبر من أرض اليمن العزيز رغماً عن أنف العالم المتكبر أجمع».
حتى النصر والاستقلال
كما التقت «الثورة» بالجريح مرعي علي خضير، وتحدث بهذه المناسبة قائلاً:
«جئنا اليوم إلى ميدان السبعين لمحبي الذكرى العاشرة لثورة الـ ٢١ من سبتمبر لأنها ثورة تمثل الشعب اليمني كاملاً، ونحن ثابتون صامدون حتى تحقيق الاستقلال والنصر على الصهاينة المجرمين، مع فلسطين وغزة ومحور المقاومة بكله حتى النصر الكبير وتحرير فلسطين».
ثورة تحولية
الأخ أحمد صالح الوهدة – شؤون الكتيبة السابعة قوات النجدة، التقت به الثورة في السبعين وتحدث بدوره قائلاً:
«ثورة ٢١ سبتمبر تعتبر ثورة تحولية في واقع الشعب اليمني حيث أخرجت البلد من تحت الوصاية الخارجية الأمريكية، إلى آفاق الحرية والسيادة، وهذه الثورة هي مكملة لما سبقها من الثورات وهي ستصنع المجد لليمن خلال المرحلة القادمة، كما نلاحظ أن اليمن أصبح يتصدر المشهد بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، وضربه البوارج الأمريكية والبريطانية وحصاره الكيان الصهيوني في البحار والمحيطات».
ثورة ضمنت الأمن
كذلك التقينا الرائد خالد حسين عبد الحق – أحد ضباط قولت النجدة، وتحدث بهذه المناسبة قائلاً: «نحن اليوم نحتفل بثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هذه الثورة التي ضمنت لنا أمننا واستقرارنا بعد أن كنا في يوم من الأيام لا نستطيع أن نرتدي الزي العسكري بسبب فلتان الأمن والاستقرار الآمن الذي كانت السفارات تعبث به على أيدي عملاء محليين ، نحن الآن في ظل هذه الثورة ننعم بالحرية والأمن والأمان ، ونتذكر المعاناة التي كنا نعيشها من الاغتيالات والتفجيرات ، واستهداف القوات الجوية والطيران الذي كان يتساقط فوق السكان في أمانة العاصمة وتصفية الكوادر العسكرية والأمنية وغير ذلك من الاختلالات الأمنية التي لا يمكن تصورها كانت تحدث قبل ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ولكنها حصلت ، ولولا هذه الثورة لكانت اليمن من أوائل المطبعين مع إسرائيل، ونحمد الله ونشكره على هذه الثورة العظيمة التي حفظت دماء الناس وأبناء المؤسسة العسكرية والأمنية الذين كانوا قبل الثورة هم أول المستهدفين من قبل عملاء السفارات .
بداية نهضة الأمة
كما التقينا الأخ يحيى عيشان أحد المشاركين في عرض التعبئة العامة بميدان السبعين رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحدث بهذه المناسبة قائلا:
«اليوم جئنا لنحيي الذكرى العاشرة لثورة ٢١ سبتمبر مصداقا لقوله تعالى: « ولا يطأون موطئاً يغيظ الكفار إلا كتب لهم به عمل صالح» وهذه الثورة هي بداية الإطلالة للمشروع القرآني الذي جعلنا نتحرك ونجاهد في سبيل ونصرة المستضعفين، وهي بداية نهضة الأمة من سباتها التي كانت تعيش فيه في غياب هذه الثورة والمسيرة القرآنية التي قادها السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، ونحن على دربه ماضون تحت راية وقيادة سيدي مولاي السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – حتى استقلال كل اليمن وتحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الصهيوني المجرم.
حكم السفارات
أيضاً تحدث العقيد عماد عبد السلام عن أبرز منجزات هذه الثورة قائلاً:
«ثورة 21 سبتمبر كان لا بد لها أن تنتصر، وذلك للتخلص من أدوات التبعية والارتهان من التكفيريين وحكم السفارات الأجنبية والإخوان وعلي محسن وصالح، وينطلق اليمنيون نحو التحرر والاستقلال، وما تبقى هو التخلص من الأحزاب التي كانت تدار بواسطة الأدوات المرتهنة، فكل أداة منهم اليوم هو لاعب أساسي في الثورة المضادة التي استجلبت العالم للحرب على اليمن وحصاره للعام العاشر واستهداف الاقتصاد مما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي لليمنيين».
وحدة الصف
أما الأخ علي عبد القادر المهدي – من اللجان التنظيمية والأمنية للفعالية – فقد أوصل رسائل تهنئة بثورة الواحد والعشرين من سبتمبر:
«بهذه المناسبة نرفع أحر التهاني وأطيب التبريكات لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء وكافة أبناء الشعب اليمني العظيم الصابر ومنتسبي الجيش والأمن المرابطين بمواقــع الشرف والبطولة، فهذه الثورة كانت كفيلة بحماية الحقوق التاريخية لوحدة الجغرافيا والأرض اليمنية، وحماية وحدة الصف الوطني بين جميع أفراد الشعب اليمني، بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية والاجتماعية والطبقية والمذهبية».
الوصاية والهيمنة
بدوره قال الأخ منيف سيلان- أحد المشاركين في العرض الشعبي التعبوي:
«نشارك في هذه الفعالية احتفاءً بالعيد العاشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، واستمراراً لنصرة غزة والشعب الفلسطيني نرفع العلمين اليمني والفلسطيني، ونؤكد أن ثورة الـ 21 من سبتمبر أسقطت الوصاية والهيمنة الخارجية على اليمن، وأنقذت البلد من الاحتلال الأمريكي، الذي فرض سياسات عدائية تتجه باليمن إلى الانهيار التام في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وغيرها».
ثورة التصنيع العسكري
من جانبه عبر الأخ عقيل أبو طالب-مسؤول أفراد – عن عظمة هذه الثورة بهذه الكلمات:
« ثورة 21 سبتمبر الخالدة تستحق منا أن نحتفل بها ونتحمل حرارة الشمس هنا في ميدان السبعين، فالثورة لها منجزات كبيرة أهمها بناء جيش قوي بعقيدة إيمانية راسخة، وتصنيع عسكري وصل مداه إلى قلب العدو الصهيوني، وكذلك حفظت الثورة مؤسسات الدولة من الانهيار، وواجهت كل المؤامرات العالمية، وحررت اليمن من التبعية والارتهان وأصبحنا اليوم مستعدين لخيارات المرحلة الخامسة للتصعيد في مواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي حتى تحقيق النصر، وذلك تنفيذاً لتوجيهات وقرارات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لنصرة غزة والشعب الفلسطيني، وردع العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني».
الهروب من التطبيع
الشاب محمد المروني – أحد المشاركين في الفقرات الفنية، هو الآخر تحدث عن حال اليمن بدون ثورة 21 سبتمبر فيما يخص القضية الفلسطينية حيث قال:
«لولا ثورة 21 سبتمبر لكان موقفنا نفس موقف السعودية والإمارات ومصر والأردن ضد حماس ومع جرائم الإبادة في غزة، ولو لم يكن لثورة 21 سبتمبر من حسنة وميزة إلا قصف إسرائيل فهذا يكفينا لنحبها ونحيا في ظلها بكل حرية واستقلال حيث حملت ثورة 21 سبتمبر قبل ذلك مسؤولية مواجهة قوى العدوان السعوإماراتي، وهذا مبدأ ديني ووطني لا يمكن تجاهله أو تجاوزه دينياً ووطنياً وقومياً وتاريخياً ولا وجه للمقارنة بين من يرتمي في أحضان الغزاة والمحتلين ومن يدافع عن وطنه وعرضه وشرفه».
طموحات الشعب
كما قال الأخ عبد الجبار الصلوي – مسؤول ضمن الفريق الصحي لتغطية الفعالية:
«نستعد للمشاركة في هذه الفعالية قبل ثلاثة أيام ولدينا مئات الأفراد الصحيين وعشرات سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث المعدات الطبية لمعالجة الحالات الطارئة، ولا يهمنا الجهد والتعب لأننا نعتبر أن ثورة ٢١ سبتمبر، عبَّرت بكل وضوح عن طموحات الشعب اليمني، وشكَّلت في ذات الوقت فاتحة لانتصارات عظيمة، يسطرها أبناء اليمن نصرة للشعب الفلسطيني ودعماً لقضيته العادلة ومظلوميته ومقاومته الباسلة، أن هذه المناسبة الوطنية، تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات المرتبطة بحاضر ومستقبل اليمن وسيادته ووحدته، وحققت الكثير من المكاسب بما فيها امتلاك القرار اليمني، متخطية العقبات التي حاولت قوى العدوان وعملاؤها زرعها للنيل من حرية وإرادة الشعب اليمني».
مناسبات عظيمة
وفي ذات السياق اعتبر الأخ عبد الجليل حمزة – أحد المشاركين- هذه الأيام مباركة كونها تحمل ذكرى مناسبات عظيمة:
«نحتفل اليوم بعيد الذكرى العاشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة ، وبعد أيام سوف نشهد الاحتفال بعيد الذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر ، وذلك بعد أن تم الاحتفال الكبير بمولد صاحب أكبر ثورة عرفتها البشرية، المولد النبوي الشريف على صاحبه افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين، ومن الجميل أن الذكرى العاشرة لثورة 21 سبتمبر تتزامن حلولها والشعب اليمني يعيش أفراح الربيع المحمدي بكل أطيافه وفئاته، وجسد ذلك عبر إقامة مختلف الفعاليات والأنشطة والأمسيات والمهرجانات في مختلف المحافظات ومديرياتها وعزلها وقراها».
الهوية الإيمانية
الأخ المجاهد توفيق بحجوج – مسؤول أفراد مشاركين في العرض – تحدث للثورة:
«ثورة الـ٢١ من سبتمبر المباركة عظيمة لأنها أعادت الشعب اليمني إلى التمسك بهويته الإيمانية وأحيت مبادئها في أعماقه وأيقظت دوافعها بقوة في نفوسه فعاد من جديد ليجسد هذه الهوية العظيمة في مواقف صادقة مخلصة تعكس تمسكه بدينه القويم وكتابه العظيم ونبيه الكريم وموروثه الفكري والثقافي السليم، الوعي الشعبي بفضل هذه الثورة يتضاعف ويتعاظم يوما عن يوم يزيده حصانة ومناعة ضد أقوى الاستهدافات وأخطر المؤامرات المحاكة من أعداء الأمة والموجهة عليه منذ عقود زمنية طويلة وها نحن نراها اليوم قد فشلت تحت أقدام هويته الإيمانية ووعيه القرآني وارتباطه القوي بنبيه وعظماء امته».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ثورة 14 أكتوبر .. شرعية شعب انتصرت على امبراطورية
اليوم والشعب اليمني يحتفل بمناسبة العيد الثاني والستينن لثورة 14 أكتوبر المجيدة، يجد اليمنيون أنفسهم بمن فيهم مناضلوا الثورة في فيض من الأحاسيس الممزوجة بالفرح لإنتصار الثورة ضد البغيض المحتل ، يصاحبهم الشعور بالإمتنان والاحساس بالفخر الذي لا يتذوقة أحد غير اليمنيين، وهم يشاهدون البذور الأولى لنضالات المناضلين الذين زرعوها في أحشاء الوطن اليمني ، وقد أينعت ثمارها في سبيل إنتصار الثورة ، وحققت الأهداف في مقاومة الاحتلال البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر 1967.
وإستناداً إلى تلك الحقيقة - حقيقة ثورة 14 أكتوبر 1963 ألتي لم تأتي إعتباطاً ، وإنما كانت ضرورة حتمية تطلبها منطق العصر وتحولاتة حينها.. فكان لأبد من النضال والتضحية لبلوغ تلك الغاية، وهو ماعمل على تحقيقة المناضلون الأبطال على الأرض ، ومن خلال الوقائع ، والأحداث ، ومن الأحاديث التى نقرأها ونسمع بها ، ومنها ألتي تحدث بها عدد من مناضلي الثورة في الفترة 9-11 اكتوبر 2003 ، في " ندوة الثورة اليمنية -الانطلاقة ، التطور ، آفاق المستقبا " في جزئها الثالث.. حيث كرس فيها المشاركون اطروحاتهم وأراءهم من خلال أوراق عمل ومداخلات وكلمات وشهادات وكل ما يتعلق بتاريخ الثورة ومسيرة النضال الوطني..نورد منها أو للننقل منها مقتطفات من الحقائق كما رواها عدد من المناضلين المشاركين في الندوة .
. يقول الشيخ عبدالله مطلق صالح -أحد المناضلين ممن واجهوا الاستعمار البريطاني في مختلف جبهات ومناطق اليمن : " إن الحديث عن الماضي الذي أوجب قيام ثورة 14 من اكتوبر ربما يطول ويتشعب غير أني سأكتفي بذكر بعض تلك المقدمات التي بدأت في فترة الخمسينات ، حيث كانت مليئة بالتحولات والأحداث الثورية ومن أهمها قيام ثورة 23 يوليو في مصر وثورة الجزائر .. وكان لهذه الثورات وغيرها صدى كبير في اليمن، وكان لإنتشار راديو الترانزسيتر دوره البالغ الأهمية في نشر الوعي وإلهاب الحماس الوطني، وكانت عدن المستعمرة حينها أكثر تأثراً وتأثيراً في الأحداث وبها حيث كانت تنتشر الصحف والكتب ووسائل الإعلام الأخرى ومن أهمها الراديو الذي له تاثيره البالغ ف إيقاظ الوعي بضرورة وأهمية الثورة والتغيير .
وعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، اشتعلت عدن بالمسيرات والمظاهرات العمالية والطلابية المنددة بالعدوان .. وارتفعت الشعارات " فلتحيا مصر .. عاش جمال عبد الناصر ".
وكان لذلك الحدث وماتلاه من حركة جماهيرية عفوية ومنظمة دوره في تعميق الحس والوعي الوطني التحرري.
كان الوعي الوطني والقومي في نهوض وتنام مستمر .. وكان الكل يعبر عن حرصه على الوحدة اليمنية التواقة للوحدة العربية الشاملة .. وفي هذه الأثناء وتحديداً عام 1959 تأسست حركة القوميين العرب التي لعبت دوراً سياسياً وكفاحياً كبيراً تجلى في إشاعة الفكر القومي وتنمية مدارك الأعضاء وكل أبناء الشعب اليمني بأهمية الثورة وتحقيق الوحدة اليمنية وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية.
ويضيف بقولة : ويهمني هنا أن أذكر للتاريخ أن حركة القوميين العرب في القطر اليمني كانت سباقة إلى حشد الشباب والمتطوعين للدفاع عن الثورة والجمهورية، وهي أيضاً في نفس الوقت كانت قد تبنت في وقت مبكر فكرة الكفاح المسلح وسيلة لطرد الإحتلال وتحرير الجنوب".
* الأستاذ المناضل أبو بكر شفيق قال : إن المساهمة في الإدلاء بالشهادات التاريخية لثورة 14 اكتوبر المجيدة ، ولجبهة عدن إحدى الجبهات والمساحات لأكتوبر الفداء والتضحيات والبذل والإستشهاد، والمآثر اليمانية الرجولية، والخوارق البطولية، وعن المسارات المتعرجة لتلك الثورة، ولما تعرضت له صبغتها الإلهية المحمدية وفطرتها ومشاربها العقائدية الإيمانية في ظل إنتمائها اليمني والعربي والإسلامي ، وما آل إليه بعد ذلك الحال للشطر الجنوبي من الوطن آنذاك ".. ذلك يتوجب منا أن نورد العديد من الحقائق والشواهد منها :
*
أولاً : إن ثورة 14 أكتوبر المجيدة بكل جبهاتها ، ومن ضمنها جبهة عدن وبكل قيمها المعنوية وموروثاتها وخلفياتها التاريخية إنما هي تتويج لمسلسل من الحركات الجهادية ، والإنتفاضات المسلحة الغاضبة والرافضة الأبية في كل الأرياف في الشطر الجنوبي من اليمن سابقا ً، ونورد ذلك كالتالي :
إنتفاضة بن عبدات في حضرموت من سنة 1938،حتى سنة1945 . إنتفاضة ردفان في السنوات 1936م،1937م ،1946م، 1949م، 1954م.
إنتفاضة الواحدي سنة 1941م.
إنتفاضة حضرموت في السنوات 1944م 1951م ، 1952م ، 1955م 1961م .
إنتفاضة بيحان في السنوات 1946م، 1947م.
إنتفاضة الصبيحة في سنة 1942م .
إنتفاضة الفضلي في السنوات 1945، 1956 ،1957 .
إنتفاضة الحواشب في سنة 1950.
إنتفاضة دثينة في سنة 1958.
إنتفاضة يافع في السنوات 1958 ، 1959.
ثانياً: إن عدن المدينة هي الأخرى ، بالرغم من طبيعتها المدنية وتكوينها البيئي كمساحات سكانية وحضرية صغيرة ومحدودة قابعة بين خلجان بحرية وسلسلة جبال ، إلا أن أعمالاً ومحاولات وفعاليات وملاحم ومآثر ذات صبغة جهادية ووطنية ، ثم سياسية منظمة وفعاليات عمالية وطلابية ونسائية، وتفاعلات تضامنية ومصيرية بفعل التأثر والتأثير يمنياً وعربياً وإسلامياً ، ذلك إلى جانب العمل على التخلص من الإحتلال البريطاني من خلال التواصل مع جهات إسلامية وأخرى دولية ، بدءاً من أول مقاومة ضد نزول القوات البريطانية إلى شاطئ صيرة في عدن المدينة والإلتحام معها.
14 اكتوبر الثورة والمقدمات :
هنا يتناول الدكتور المناضل حسين علي حسن- الأبعاد والعوامل الأساسية ألتي أسهمت في قيامها وهي بلا شك أبعاد وطنية ، وإقليمية ، ودولية ، فوطنياًُ شكلت المقاومة الوطنية ضد الاستعمار ألتي أمتدت على مدى عقود من الزمن ووصلت ذروتها في نهاية الخمسينات وبداية الستينات ألتي كانت تعبر عن رفضها للاستعمار والاحتلال الأجنبي ..وما يمكن قولة أن التجربة الواقعية لنضال الشعب اليمني أثبتت بطلان الإدعاءات بأن الثورة هي تصدير خارجي بل إنها وثيقة الارتباط بالاوضاع الداخلية ، وهي نتاج طبيعي للظروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية ألتي فرضها الاستعمار البريطاني .. فالتشريعات والقوانين التي أصدرها المحتلون لتقييد الحريات السياسية والنقابية ومنع الإضرابات العماليةفي عدن ، كانت تهدف إلى كبح المد الوطني المتنامي في مواجهة الاستعمار ومحاولة فرض الأوضاع القائمة.. ومع ذلك فإن التدابير والإجراءات ألتي وضعها الاستعمار لم تؤثر على مسيرة النضال وقوبلت بتزايد الإضرابات العمالية في عدن في ديسمبر عام 1955 وبلغت ذروتها في مارس عام 1956، وألتي توجت بقيام مؤتمر عدن للنقابات ، وسجلت ولادة الطبقة العمالية اليمنية كقوة سياسية منظمة بدخولها في معترك الحياة السياسية ، واكتسبت الإضرابات اللاحقة طابعاً سياسياً كمظاهرات مايو 1956، إظرابات عام 1958، ضد الإنتخابات التشريعية وماتلاها من إضرابات في الأعوام 59، 60 ، 1961، حيث دفعت الاستعمار حينها إلى إصدار. قانون منع الإضرابات في أغسطس عام 1960، وعلى حد وصف البروفيسور" الفرد هاليداي " : "ان الحركة النقابية العدنية تعتبر أقوى وأشد الحركات النقابية النضالية في العالم العربي".
وارتباطا بدور الحركة النقابية والسياسية في عدن، فأن المناطق الريفية كانت تتوالى فيها الإنتفاضات المسلحة ضد الوجود الاستعماري البريطاني كانتفاضات قبائل حضرموت ، والمهرة في عامي 52 ، 1955، وانتفاضات قبائل الضالع وردفان 56 و 1958، وكذلك انتفاضة الربيزي في العوالق العليا ، والدماني في العواذل وآل غالب بليل ، والمجعلي في دثينة.
وبتسارع تطور الأحداث وبعد اكتساب الآلاف من المقاتلين من أبناء الجنوب العائدين من الشمال" مهارات قتالية، وعسكرية، وسياسية، وإنجاح ما ما يمكن تسميته بمدرسة سياسية للقبائل الذبن قدموا من مناطق الجنوب إلى صنعاء" .
وبنتيجة الحوارات والمشاورات ألتي أجرتها حركة القوميين العرب مع بعض التنظيمات والجيوب السياسية السرية والعلنية لتشكيل جبهة وطنية موحدة تعتمد الكفاح المسلح أسلوبا لها ، أعلن في مايو 1963 في صنعاء عن قيام الجبهة القومية ، وأثناء فترة الإعداد السياسي والعسكري للبدء بالثورة وبعودة مجموعة بقيادة الشهيد الوطني راجح بن غالب لبوزة وتأزم الموقف السياسي مع القوات البريطانية وقع الصدام المسلح مع قبائل ردفان في 14 اكتوبر 1963 ، كبداية للثورة الشعبية المسلحة في جنوب اليمن.. وكان لإندلاع ثورة 14 اكتوبر دوراً بالغ الأهمية في المسار اللاحق لحركة التحرر الوطني في الجنوب حيث أحدثت عملية فرز داخلي بين أحزابها، وتنظيماتها السياسية بين مؤيد ومعارض للثورة المسلحة، الأمر الذي أثر فيما بعد على العلاقات بين اطرافها وفي علاقاتها مع الاستعمار وعلى المستوى الدولي ورغم تعديل بعض التنظيمات لمواقفها في مرحلة لاحقة من الكفاح المسلح إلا أن الهوة ظلت قائمة بينها وانفرد إتحاد الشعب الديمقراطي بقيادة المرحوم عبدالله باذيب بتأييد الكفاح المسلح وقدم دعماً معنوياً وإعلامياً من خلال صحيفة (الأمل) الناطقة بلسان الحزب ولعبت دوراً بارزاً في كشف المخططات الاستعمارية ، وكسر طوق العزلة الإعلامية ألتي حاول الاستعمار فرضها داخلياً على الثورة.
ومع تنامي الكفاح المسلح برهنت الجبهة القومية على صحة الإستنتاجات التي توصلت إليها قبل إندلاع الثورة في اختيار الكفاح المسلح باعتباره الأسلوب الأمثل والوحيد لمواجهة الإستعمار وتحقيق الإستقلال ، ورغم التمزق في صفوف الحركة الوطنية خاضت الجبهة القومية مواجهة شرسة مع قوات الإحتلال منذ البدء وعلى إثر الثورة ورغم القسوة التي اتبعتها قوات الإحتلال نجحت في توسيع رقعة عملياتها العسكرية في الريف ، وفتحت جبهات جديدة في الضالع ، وتلاها الشعيب ، وحالمين ، والحواشب ، والصبيحة ، يافع الفضلي ، دثينة العواذل ، وغيرها من مناطق الجنوب وفي غضون عام واحد استطاعت أن تنقل العمل المسلح إلى قلب القاعدة البريطانية عدن كنقلة نوعية في تطوير النضال الوطني التحرري.
إذاً وبحسب المناضلين الأفاضل ، ومن شارك في النضال من مختلف فئات الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ، فأن الكفاح المسلح ضد الاستعمار أتخذ أشكالاً عديدة ، حتى نال الجزء الجنوبي من اليمن استقلاله في 30 نوفمبر 1967.. وفي هذه المناسبة ينبغي ألا ننسى دور المرأة فهي شاركت بفعالية في إمداد الثوار بالطعام وساعدت بأقصى ما استطاعته في تحرير المناطق اليمنية الريفية وفي المدينة ، وفي حراسة المناطق المحررة ، والبعض حملن السلاح إلى جانب إخوانهن الرجال في المعارك ، وأبرز مثال للمناضلة الردفانية " دعرة سعيد لعضب" وغيرها الكثير من المناضلات
من لعبن دوراً مهما كخلايا قيادية ، وكذلك في التنظيم النسائي السري وفي المظاهرات التي كانت تقام .. وكلها مهام ساعدت في نجاح الكفاح المسلح منذ اللحظات الأولى للثورة ضد قوات الاحتلال البريطاني .
نقلا عن عرب جورنال