ازمة التخطيط و اندثار الجهد الوطني ؟؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بقلم المهندس الإستشاري :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
بعد كل ما مرّ به الوطن من فساد ودمار في مجالات التعليم و الصناعة و الزراعة والاقتصاد و الفكر والابتكار و اندثار الجهد الوطني نجد أنفسنا أمام واقع محزن .
بلدي الذي كان مهداً للحضارة والعلم أصبح اليوم يواجه تحديات جسيمة تهدد وجوده ومستقبله.
لقد طال الفساد كافة نواحي الحياة وضرب عمق المؤسسات ليقوّض أي أمل حقيقي في بناء نهضة حقيقية.
الصناعة التي كانت جزءاً حيوياً من الاقتصاد تعرضت للدمار جراء سنوات من الاهمال والقرارات الاقتصادية السيئة.
و تدهورت الزراعة التي كانت تسد احتياجات البلاد مما جعلنا نعتمد بشكل متزايد على استيراد المواد الغذائية وهو وضع كارثي بالنسبة لدولة تمتلك إمكانيات زراعية هائلة.
وبالنسبة للاقتصاد فإن الفساد المتغلغل في المؤسسات أدى إلى تدمير بنيته التحتية وتعطيل أي فرصة حقيقية للتنمية.
ما نراه اليوم هو سيطرة للشركات الأجنبية التي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة فقط.
حيث مصالح هذه الشركات تكمن في تحقيق أكبر قدر من الأرباح دون الاهتمام بما يحتاجه الشعب أو ما يفيد البلاد على المدى البعيد.
إن الاعتماد على الشركات الأجنبية لتنفيذ المشاريع يحمل خطراً كبيراً حيث تسعى تلك الشركات لتحقيق مصالحها دون النظر إلى التنمية المستدامة و البعد الوطني و تتجاهل البيئة الاجتماعية والاقتصادية و الصحية ؟؟
لا يمكن لدولة أن تعتمد على الخارج في التخطيط والتنفيذ دون أن تدفع ثمناً باهظاً.
الحل الحقيقي في استثمار العقول الوطنية ودعم الابتكار .
ان الاقتصاد الهش لا علاقة لهُ بالموارد الطبيعية و نحن مثال حي لهذه المعادلة نحن نملك ثروات طبيعية هائلة ولكن نفتقر إلى التخطيط السليم واستغلال العقول الوطنية.
حيث ان الموارد المادية لا يمكن أن تبني اقتصاداً قوياً و لن تخلق مجتمعاً متقدماً إذا ما غابت العقول القادرة على تطوير تلك الموارد بشكل مستدام.
إننا بحاجة ماسة إلى إحياء الجهد الوطني واستعادة الثقة في العقول القادرة من خلال إعادة بناء النظام التعليمي وتحفيز الشباب على الإبداع .
باختصار ان الوطن بحاجة إلى ثورة في الفكر والتخطيط بالاعتماد على أبنائه.
الوقت قد حان لتطوير رؤية وطنية حقيقية تستند إلى مصلحة الوطن و اهله بعيداً عن أي تدخل خارجي.
حيدر عبد الجبار البطاطالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
جريمة طفل المنشار.. النيابة: تركنا أبناءنا أسرى لشاشات تملأ العيون وتفرغ العقول
قالت النيابة العامة خلال مرافعتها فى محاكمة المتهم بقتل طفل الاسماعيلية وتحويل جثته إلى أشلاء بمنشار كهربائى: نقف اليوم أمام مأساة تجاوزت حدود الجريمة إلى حدود الضمير الإنساني ذاته، نحن أمام واقعة لم يكتبها شيطان في ظلمة ليل، بل صنعها فى وضح النهار وفى غفلة من الرقباء.. حين تركنا أبناءنا أسرى لشاشات تملأ العيون وتفرغ العقول.
في مرافعة اتسمت ببلاغة الصدمة وقوة الاستدعاء الأخلاقي، وقفت النيابة العامة أمام هيئة المحكمة لتصف واقعة ليست كغيرها؛ واقعة خرجت من إطار الجريمة التقليدية إلى فضاء مظلم تمزج فيه التكنولوجيا بالانحراف، والشاشة بالقتل، والذكاء الاصطناعي بالتخطيط لجريمة مكتملة الأركان.
واقعة طفل الإسماعيلية مرآة لانهيار دور الأسرة
أكد وكيل النائب العام في مرافعة صادمة أن واقعة طفل الإسماعيلية ليست مجرد جريمة، بل مرآة لانهيار دور الأسرة أمام الشاشات. وقال إن الخطر لم يعد يأتي من الخارج، بل أصبح يسكن البيوت في صورة محتوى بلا رقابة يغوي الصغار ويقودهم إلى الإنحراف. وأضاف: "ما أشد خطر الشاشة إذا لم يُحسن الكبار مراقبتها، وما أفظع أثرها حين تصبح معلماً بلا خلق."