الجزائر قد تمنح مقاتلاتها من طراز “ميغ-29 إم” للسودان مجانًا
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تشير التحولات الكبيرة في المشهد الدفاعي الأفريقي إلى احتمال تحرك وزارة الدفاع الجزائرية لتزويد القوات الجوية السودانية بطائرات ميغ-29 المقاتلة الزائدة عن حاجتها، المستوردة من روسيا. ومن اللافت للنظر أن هذه الطائرات تشكل بالفعل الطائرات المقاتلة الرئيسية لقواتها.
موقع الدفاع العربي
22 سبتمبر 2024
تشير التحولات الكبيرة في المشهد الدفاعي الأفريقي إلى احتمال تحرك وزارة الدفاع الجزائرية لتزويد القوات الجوية السودانية بطائرات ميغ-29 المقاتلة الزائدة عن حاجتها، المستوردة من روسيا.
إن هذه الأخبار، على الرغم من أنها لم تؤكد رسميًا بعد، تأتي بعد خمس سنوات مضطربة في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. بدأت هذه الفترة بانقلاب في أبريل 2019، والذي أطاح بالرئيس عمر البشير.
أدت السنوات اللاحقة إلى انقسام القوات العسكرية السودانية وزيادة كبيرة في التأثيرات الخارجية، وخاصة من أوروبا. وقد أدى هذا في النهاية إلى اندلاع صراع داخلي بين القوات المسلحة الوطنية وميليشيا الجنجويد، والتي تعمل الآن باسم قوات التدخل السريع.
طلبت وزارة الدفاع الجزائرية شراء 31 مقاتلة من طراز ميغ-29 في عام 1999؛ وتم التسليم في العام التالي بموجب عقد ثلاثي مع روسيا وبيلاروسيا. في البداية، كان من المتوقع أن تتولى هذه الفئة من المقاتلات دوراً أكبر بشكل ملحوظ داخل القوات الجوية الجزائرية. ومع ذلك، تغيرت هذه الرؤية عندما توقف شراء مقاتلات ميغ-29SMT الأكثر تقدماً في عام 2006، مما أدى إلى عودة هذه الطائرات إلى روسيا.
أظهرت القوات الجوية الجزائرية تفضيلاً قوياً للمقاتلة الثقيلة الوزن Su-30MKA. على الرغم من أن هذه الطائرة أكثر تكلفة، إلا أنها تتميز بقدرات أكبر. عند إجراء المقارنات، نجد أن طائرة سو-30 إم كيه إيه، التي تعد حاليًا المقاتلة الأساسية للقوات الجوية الجزائرية والتي يبلغ عدد وحداتها في الخدمة حوالي 72 وحدة، تتفوق على ميغ-29 الأصغر حجمًا.
منذ عام 2020، كثفت الجزائر من إخراج طائرات ميغ-29 القديمة من الخدمة. وفي مكانها، تم تقديم 14 مقاتلة متقدمة من طراز ميغ-29إم و16 مقاتلة إضافية من طراز سو-30 إم كيه إيه.
وعلى النقيض من التصميم السوفييتي الأصلي، تتبنى ميغ-29إم تصميم هيكل طائرة منقح بشكل جذري، مما يوفر بديلاً أكثر فعالية من حيث التكلفة وكفاءة تشغيلية. وبالتالي، أدى شراء هذه النماذج الأحدث إلى فائض من طائرات ميغ-29 القديمة.
ويُقال إن القوات الجوية الجزائرية تضع خططًا لمزيد من التحديث. ومن المتوقع في وقت لاحق من هذا العقد الاستحواذ على مقاتلات الجيل الخامس سو-57 من روسيا.
نقلا عن موقع الدفاع العربي
https://www.defense-arabic.com/2024/09/22/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%82%d8%af-%d8%aa%d9%85%d9%86%d8%ad-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d8%b2-%d9%85%d9%8a%d8%ba-29/
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجویة الجزائریة القوات الجویة من طراز
إقرأ أيضاً:
هل روسيا قادرة على التعافي من الضربة الأوكرانية الكبرى؟
شهدت روسيا هجوما واسع النطاق بالطائرات المسيّرة استهدف قاذفاتها الإستراتيجية، في تصعيد نوعي من جانب أوكرانيا، ورغم الخسائر فإن روسيا على ما يبدو قادرة على استعادة قوتها بسرعة.
ويقول المحلل العسكري الأميركي براندون وايكيرت -في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية- إنه بينما تتفاخر وسائل الإعلام الغربية وتحتفل بـ"هدف الانتصار" في أعقاب الهجوم المفاجئ واللافت الذي شنته أوكرانيا على أسطول القاذفات الإستراتيجية الروسية القادرة على حمل رؤوس نووية بعيدة المدى فإن من المهم الحصول على تقييم أكثر دقة لحجم الأضرار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لبنان وسلاح المخيمات الفلسطينية.. احتواء أم مواجهة؟list 2 of 2هل يُحدث حل حزب العمال الكردستاني تحولا في سياسات تركيا؟end of listوحتى الآن، ركزت معظم التقارير -التي غالبا ما تستند إلى مصادر أوكرانية- على إبراز تراجع القدرة التشغيلية الفعلية لأسطول القاذفات بعيدة المدى لدى روسيا.
ويرى وايكيرت أنه لا شك في أن الضربة ستخلف أضرارا حقيقية ودائمة، ولكن قل من أشار إلى أن ما تبقى لدى روسيا من قدرات في مجال القاذفات الإستراتيجية لا يزال يشكل خطرا بالغا، فضلا عن امتلاك الكرملين قدرات ضاربة بعيدة المدى من البر والبحر تساهم في استكمال عناصر "ثالوثه النووي".
وفيما يتعلق بالهجوم نفسه، تقدّر أوكرانيا أنها ألحقت أضرارا بما يصل إلى 30% من أسطول القاذفات الإستراتيجية النشطة لدى روسيا والقادرة على حمل رؤوس نووية، أما التأثيرات طويلة المدى لتلك الضربة فلا تزال غير واضحة.
إعلان مخزون كبيرومع ذلك، يشار إلى أن روسيا لا تزال تحتفظ بعدد كبير من الأنظمة المماثلة في المخازن الباردة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبالتأكيد، تعد هذه الهياكل الجوية عتيقة وفقا للمعايير الحديثة، لكن، كما هو الحال مع دبابات القتال الرئيسية "تي 72″ و"تي 90" فقد أثبتت موسكو بالفعل قدرتها العالية على تحديث الأنظمة القديمة وتحويلها إلى أدوات فعالة في ميادين المعارك الحديثة، فلماذا يفترض أن الوضع سيكون مختلفا بالنسبة لقاذفاتها الإستراتيجية الموجودة في المخازن وغير المستخدمة حاليا؟
يشار أيضا إلى أن القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية تعمل حاليا بمستويات من الكفاءة لم يشهدها أحد منذ أوج الاتحاد السوفياتي في حقبة الحرب الباردة، وإذا أرادت روسيا إعادة القاذفات المخزنة إلى الخدمة فإنها على الأرجح ستكون قادرة على فعل ذلك خلال فترة قصيرة.
ويقول وايكيرت إنه يجب على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يدرك الواقع الذي يواجهه فيما يخص القدرات الروسية، وإذا تبنى الحلف دون تمحيص كل ما يقوله النظام الأوكراني خلال زمن الحرب فإنه سيكون عرضة لارتكاب أخطاء إستراتيجية جسيمة.
واستهدفت الهجمات المفاجئة بالطائرات المسيّرة الأوكرانية قواعد عسكرية إستراتيجية روسية رئيسية تقع في عمق سيبيريا مركزة على قاذفات "تي يو 95″ و"تي يو 22 إم" بالأساس، وبوضوح تظهر الأدلة المصورة للهجمات وما تلاها وجود عدد من القاذفات وهي مشتعلة على مدارج القاعدتين.
ومقارنة بذروة قوة القوات الجوية السوفياتية خلال الحرب الباردة يعتبر أسطول القاذفات العملياتي الروسي اليوم صغيرا نسبيا، ولذلك فقد ألحقت الهجمات الأوكرانية أضرارا، على الأقل على المدى القريب.
وقبل الهجوم الأوكراني على روسيا كان يعتقد أن لدى الروس ما بين 50 إلى 60 طائرة من طراز "تي يو 95" في الخدمة الفعلية، مع وجود هياكل جوية إضافية في الاحتياط أو المخازن، وخضع أسطول "تي يو 95" لعمليات تحديث على مر السنوات، مثل النسخة "تي يو 95 إم إس إم".
إعلانأما الطرازات الأقدم مثل "تي يو 95 كيه" و"تي يو 95 إم" فمن المرجح أنها محفوظة في المخازن كاحتياطي إستراتيجي.
وتشير بعض التقديرات إلى أن روسيا قد تمتلك ما بين 20 إلى 30 طائرة إضافية من طراز "تي يو 95" في المخازن على الرغم من أن صلاحيتها للطيران تختلف من طائرة إلى أخرى.
وقبل الهجوم الأوكراني في الأول من يونيو/حزيران كان لدى الروس نحو 60 إلى 70 طائرة من طراز "تي يو 22 إم" في الخدمة الفعلية، ويعتقد أن روسيا تمتلك ما بين 50 إلى 100 هيكل طائرة إضافي من هذا الطراز في المخازن.
"مقابر الطائرات"وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن جزءا كبيرا من هذه الطائرات المخزنة غير صالحة للطيران في حالتها الراهنة.
ومع ذلك، ونظرا لكفاءة القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية -كما اعترف بذلك قادة الناتو على مضض- فإن موسكو ستكون قادرة على الأرجح على إعادة عدد كبير من هذه الطائرات إلى حالة قتالية خلال فترة زمنية مضغوطة نسبيا إذا اقتضت الحاجة.
وعلى غرار الولايات المتحدة حافظت القوات المسلحة الروسية على ما تعرف بـ"مقابر الطائرات"، في إشارة إلى ساحات لتخزين الطائرات غير المستخدمة، خصوصا في قواعدها الجوية الداخلية مثل تشيبينكي وإنغلز.
وتضم هذه "المقابر" النماذج التي جرى الحديث عنها من القاذفات، وهي ليست في الخدمة الفعلية، لكن يحتفظ بها في القواعد الجوية باعتبارها احتياطيا إستراتيجيا كإجراء وقائي، تحسبا لتصعيد مفاجئ من النوع الذي تواجهه موسكو حاليا.
ورغم النجاح الذي حققته روسيا في تجهيز قاعدتها الصناعية الدفاعية للصراع بين القوى العظمى في العصر الحديث فإنها تعاني من "عنق زجاجة" في مجال أنظمة الإلكترونيات مزدوجة الاستخدام.
وببساطة، فإن روسيا ليست جيدة في تصنيع الإلكترونيات، خاصة تلك المطلوبة لأنظمة الدفاع قصيرة المدى التي كان من الممكن أن تحمي قواعدها الجوية من هجمات المسيّرات الأوكرانية.
إعلانوعلاوة على ذلك، فإن هذه الأنظمة الإلكترونية مزدوجة الاستخدام تعد ضرورية أيضا لتطوير مكونات الطائرات المقاتلة والقاذفات المطورة.
تأخر إلكترونيومن اللافت أن هذه المعضلة المتعلقة بالإلكترونيات مزدوجة الاستخدام -والتي لا تزال تعقد القدرة الإنتاجية الكثيفة والموثوقة للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية- ليست مشكلة جديدة على الكرملين، بل تعود إلى الحقبة السوفياتية عندما خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة إلى حد كبير بسبب عجزه عن مجاراة الولايات المتحدة في هذا المجال الحاسم.
وفي حين أن الصين بصفتها مركزا عالميا للتصنيع المتقدم تمكنت من تعلم كيفية إنتاج مثل هذه الأنظمة الحيوية لا تزال روسيا متأخرة بشكل كبير عن كل من الولايات المتحدة والصين رغم امتلاكها قاعدة هندسية وعلمية ذات كفاءة.
ومع ذلك، فإن القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية مهيأة بشكل جيد لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد من النوع الذي تخوضه حاليا ضد أوكرانيا.
ويقول وايكيرت إنه لا شك أن أزمة الإلكترونيات مزدوجة الاستخدام ستشكل عامل تعقيد في جهود روسيا لإعادة تأهيل أسطول قاذفاتها.
ومع ذلك، فإن قواتها العسكرية لم تتعرض لضرر بالغ كما يزعم بعض المعلقين المؤيدين لأوكرانيا، بل إن احتمالية تعافيها من هذا الهجوم خلال فترة قصيرة تعد مرتفعة.
ولا تزال الحقائق الأساسية لهذا الصراع تميل ضد أوكرانيا وحلف الناتو، فروسيا أكبر بكثير وتمتلك قاعدة صناعية دفاعية أكثر تطورا، وأي مشكلات واجهها جيشها في الأسابيع الأولى من الصراع تم تجاوزها إلى حد بعيد.
أما الضربة التي استهدفت أسطول قاذفاتها -رغم جرأتها- فهي لا تغير من هذه الحقائق الجوهرية كثيرا.
وخلص المحلل العسكري الأميركي إلى أن الحل التفاوضي يبقى هو المسار الأفضل لإنهاء هذه الحرب، فإن لم يحدث ذلك فإنه من المؤكد تقريبا أن روسيا ستفوز إن عاجلا أو آجلا.
إعلان