يتابعها الملايين عبر الإنترنت.. مباريات الصفع تعرّض المشاركين لارتجاج الدماغ
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن مسابقات "قتال الصفعات" ترتبط بحدوث ارتجاج في المخ لدى المشاركين.
وأجرى الدراسة خبراء كلية الطب بجامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة، ونشرت في ورقة بحثية في مجلة جاما سيرجري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وقام الباحثون بتحليل العلامات المرئية لارتجاج المخ لدى الأفراد المشاركين في مسابقات قتال الصفعات.
وتعد هذه أول دراسة أكاديمية تقدم تقييما كميا للمخاطر المحتملة المرتبطة بهذا النشاط.
وقال المؤلف الدكتور راج سواروب لافادي إن "مبارزة الصفعات قد تكون مسلية للمشاهدة للمشاهد العادي، ولكن بصفتنا متخصصين في المجال الطبي، وجدنا أن بعض جوانب المسابقات مثيرة للقلق".
وقام الباحثون بتحليل فيديوهات لمباريات صفع لتحديد علامات الارتجاج.
تعد مباريات الصفع نشاطا حديثا ويتابعها الملايين عبر الإنترنت، وفي هذه المباريات تفصل بين المتنافسين منصة على مستوى الخصر، ويكون المتنافسان في مقابل بعضهما بعضا، حيث يتناوب الخصمان على توجيه ضربات ساحقة بيد مفتوحة على وجه كل منهما. وفقا للقواعد الرسمية، تكون لدى المشارك بضع لحظات للتعافي، وتستمر المعركة حتى يسقط أحد المشاركين، أو حتى يقرر الحكام الفائز.
من ناحيته، أعرب المجتمع الطبي عن مخاوف جدية بشأن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها المشاركون نتيجة لإصابات الرأس وصدمات الدماغ، ولكن حتى الآن لم تحاول أي دراسة تمت مراجعتها من قبل الأقران تسجيل المخاطر وقياسها.
لتقييم مدى خطورة القتال بالصفعات، شاهد المراجعون مقاطع فيديو لمسابقات القتال بالصفعات وقاموا بتحليل 333 صفعة. وسجلوا علامات مرئية لارتجاج في المخ -تتراوح من انخفاض الوعي بالبيئة إلى فقدان كامل للاستجابة- وقاموا بتحليل مدى تكرار حدوث هذه الأحداث.
وفقا للتحليل، أسفرت أكثر من نصف الصفعات عن ظهور علامات مرئية لارتجاج في المخ على المشاركين. وبحلول نهاية مبارياتهم، أسفرت ما يقرب من 40% من الصفعات عن علامات ضعف التنسيق الحركي، وأسفرت حوالي ثلث الصفعات عن ظهور المشاركين بنظرة فارغة وخالية، وظهر في ربع الصفعات مشاركون كانوا بطيئين في النهوض بعد أن أسقطتهم ضربة. أظهر ما يقرب من 80% من المقاتلين علامة مرئية لارتجاج في المخ مرة واحدة على الأقل في سلسلة المباريات.
وترسم النتائج صورة مقلقة لرفاهية المشاركين على المدى الطويل.
وقال الباحث الدكتور نيتين أجراوال، أستاذ مشارك في جراحة الأعصاب في جامعة بيتسبرغ، "من الناحية السريرية، يمكن أن تظهر الارتجاجات بطرق مختلفة، ولكن كلا منها يمكن أن تؤدي إلى إعاقة قصيرة أو طويلة الأمد.. وبصفتي طبيبا لديه معرفة بفنون الدفاع عن النفس وشغوفا بالرياضات القتالية، ما زلت أشعر بالقلق بشأن تكرار العلامات الواضحة للارتجاجات بين المقاتلين الذين يوجهون الصفعات".
وارتجاج الدماغ هو إصابة دماغية مؤقتة ناجمة إما عن اصطدام مباشر بالرأس أو بالجسم مما يؤدي إلى اهتزاز رأسك ذهابا وإيابا. يتسبب هذا في تحرك دماغك قليلا داخل الجمجمة ويسبب بعض الإصابات، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ارتجاج الدماغ إصابة شائعة جدا يتعرض لها ما يقرب من واحد من كل 4 أشخاص. سيشعر معظم الأشخاص بتحسن في غضون أسبوعين.
من الضروري مراقبة الشخص بعد التعرض لارتجاج الدماغ، لأنه قد يسبب لدى بعض الأشخاص مشاكل مستقبلية في الذاكرة والكلام والتركيز والتنسيق والسمع والبصر.
أعراض ارتجاج الدماغتبدأ العلامات والأعراض عموما بعد الإصابة مباشرة، ولكن بعضها لا يظهر إلا بعد بضع ساعات أو أيام.
الأشياء التي يجب الانتباه إليها هي:
صداع غثيان قيء دوار عدم وضوح الرؤية حساسية للضوء والضوضاء ذهول فقدان الوعي (حتى لفترة وجيزة) تغيرات في المزاج أو السلوكفي حال وجود أعراض أو أي شكوك حول حالة المصاب، تجب مراجعة الطبيب أو الطوارئ فورا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی المخ
إقرأ أيضاً:
شريحة في الدماغ تعيد الأمل لمرضى الشلل
تسعى شركة مختصة في زرع شرائح الأدمغة، لابتكار طريقة تمكن من يعانون من الشلل الرباعي من التحكم في الأدوات الرقمية والمادية بأفكارهم.
وأعلنت شركة نيورالينك لزراعة شرائح في أدمغة البشر، الخميس، أنها ستبدأ دراسة سريرية في بريطانيا لتجربة الطريقة التي قد تمكن بها شرائحها المرضى الذين يعانون من الشلل الرباعي من التحكم في الأدوات الرقمية والمادية بأفكارهم.
وذكرت الشركة المملوكة للملياردير، إيلون ماسك، في منشور على منصة “إكس” أنها تتعاون مع صندوق مستشفيات كلية لندن الجامعية ومستشفيات نيوكاسل لإجراء الدراسة.
وأضافت أن المرضى الذين يعانون من الشلل لأسباب، مثل إصابة الحبل الشوكي أو تعرض الجهاز العصبي لمرض التصلب الجانبي الضموري، مؤهلون للمشاركة في الدراسة.
وجمعت الشركة 650 مليون دولار في أحدث جولة تمويل لها الشهر الماضي، وبدأت التجارب على البشر في 2024 بزرع شريحة في الدماغ بعد معالجة مخاوف متعلقة بالسلامة أشارت إليها إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية التي رفضت في بادئ الأمر طلب نيورالينك في 2022.
وبحسب الشركة فإن خمسة مرضى يعانون من الشلل الرباعي يستخدمون حاليا جهازها للتحكم في الأدوات الرقمية والمادية بأفكارهم.
ونقلت تقارير إعلامية عن شركة للأبحاث والبيانات المالية قولها إن نيورالينك، التي تأسست في 2016، جمعت نحو 1.3 مليار دولار من المستثمرين لتقارب قيمتها حاليا تسعة مليارات دولار.