بعد تصعيده للحرب.. نتانياهو يواصل تقدمه في استطلاعات الرأي
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
منذ الموافقة على الاغتيالات في بيروت وطهران، حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء يتصدر استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، وفق تقرير لجيمس شوتر في صحيفة "فايننشال تايمز".
ووفق التقرير، تعافى موقف بنيامين نتانياهو في استطلاعات الرأي من أدنى مستوياته منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليعيد حزبه الليكود إلى صدارة استطلاعات الرأي الوطنية، في تحول جزئي أعقب إطلاق إسرائيل عمليات أكثر عدوانية في لبنان وإيران.
Benjamin Netanyahu’s polls rebound after aggressive Israeli operations https://t.co/1SYaNK8J3K via @ft
— Andy Keech (@KeechA13) September 24, 2024 تعافي موقف الليكودلقد بدأ التعافي في حظوظ الليكود في وقت سابق من هذا العام، لكنه أصبح أكثر وضوحاً منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي، عندما اغتالت إسرائيل كبار قادة حزب الله وحماس في بيروت وطهران في غضون 24 ساعة، مما مثل تصعيداً دراماتيكياً في حربها مع الأعداء الإقليميين.
وقد استمر هذا التحسن في الأسابيع الأخيرة، حيث وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات المنهكة لحزب الله وكثفت هجماتها على لبنان.
وشمل ذلك غارة جوية يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل العديد من القادة من قوة رضوان النخبة التابعة للجماعة المسلحة. وتبع ذلك يوم أمس الإثنين، أعنف قصف إسرائيلي للبنان منذ حرب عام 2006 بين البلدين.
لقد أثار تصاعد العنف حالة من الذعر في الخارج، حيث دعت الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد وحذر حلفاء إسرائيل من مخاطر اندلاع حرب شاملة.
ولكن في إسرائيل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود استعاد الكثير من الأرض التي فقدها في أعقاب هجوم حماس، والذي يُنظَر إليه على نطاق واسع باعتباره أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل. ولكن حتى الآن، لن يتمكن ائتلاف نتانياهو مع الأحزاب الدينية المتطرفة واليمينية المتطرفة من تحقيق الأغلبية في الانتخابات الجديدة.
وأشارت استطلاعات الرأي التي أجريت في الأسبوعين الماضيين، إلى أن المقاعد التي قد يفوز بها حزب الليكود في الانتخابات الجديدة للبرلمان الإسرائيلي الذي يتألف من 120 مقعداً، قد تتراوح بين 20 و25 مقعداً، ما يمثل ارتفاعاً من أدنى مستوياته عند 16 مقعداً، في الأشهر التي أعقبت 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت داليا شيندلين، وهي خبيرة استطلاعات رأي ومحللة سياسية: "لقد تعافى نتانياهو بالتأكيد من الانهيار الذي أعقب الحرب"، مشيرة إلى أن العمل الإسرائيلي العدواني المتزايد "على المستوى الإقليمي" لعب دوراً في إعادة تأهيله.
وأضافت: "يبدو أن إسرائيل تتخذ زمام المبادرة، صحيح أن الجميع يشعرون بالرعب من العواقب، ولكن في كل مرة كانت العواقب أقل كثيراً من الكارثة التي كان كثيرون يخشونها، ويخرج كثيرون من هذه الأزمة وهم يعتقدون أن نتانياهو استعاد مكانة إسرائيل".
The US warned Israel to avoid full-scale war with Hezbollah, urging restraint and caution amid escalating northern border tensions.https://t.co/Xfoa7gL5h9
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) September 22, 2024 تحول في صالح نتانياهولقد هيمن تصعيد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله ــ والمخاطر التي قد تترتب على ذلك من تحولها إلى صراع إقليمي - على دورة الأخبار في الأسابيع الأخيرة، مما لفت الانتباه بعيداً عن الحرب مع حماس في غزة، والتي كانت الموضوع المهيمن على معظم الأشهر الحادي عشر الماضية.
وقالت شيندلين إن "هذا التحول كان في صالح نتنياهو، لأن إسرائيل ما زالت بعيدة كل البعد عن تحقيق أهداف حربها في غزة المتمثلة في تدمير حماس وتحرير نحو مائة رهينة إسرائيلي ما زالوا محتجزين هناك".
وعلى النقيض من ذلك، كان للمواجهة المتصاعدة مع حزب الله وأعداء إسرائيل الآخرين في ما يسمى "محور المقاومة الإيراني"، تأثير أكبر في حشد الدعم. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون العمل العسكري ضد حزب الله، على الرغم من اختلافهم في رغبتهم في اتخاذ خطوات من شأنها أن تشعل حرباً إقليمية.
وقالت إن "نتانياهو يفقد مصداقيته فيما يتصل بغزة، لأنه يبالغ في الوعد بالنصر الكامل، وتظهر استطلاعات الرأي المتتالية أن الناس يعتقدون أن عملية اتخاذ القرار لديه مدفوعة باحتياجاته السياسية وليس بالمصلحة العامة".
وتابعت "هناك شعور أقوى بكثير بالتجمع حول العلم عندما يتعلق الأمر بحزب الله والتهديد بالتصعيد الإقليمي".
وأما ناداف شتراوشلر، الخبير الاستراتيجي السياسي الذي عمل سابقاً مع نتانياهو، فيرى أن رئيس الوزراء استفاد أيضاً من ضعف المعارضة، حيث لم يتمكن منافسوه البرلمانيون من مهاجمته، كما لم تصل الاحتجاجات في الشوارع إلى المستوى الذي قد يهدده.
وقال شتراوشلر في إشارة إلى الهجمات المتواصلة التي شنها نتانياهو، وحلفاؤه خلال فترة ولايته القصيرة خارج السلطة في 2021-2022: "صدقوني، لو كان نتانياهو في المعارضة، لكان شكل المعارضة مختلفاً، لقد رأيتم كيف كان الأمر في المرة الأخيرة عندما كان في المعارضة، لقد عمل يوماً بعد يوم وأصاب الحكومة بالجنون".
ويمكن القول إن نتانياهو واجه هجمات أكثر ضرراً من داخل حكومته في الأشهر الأخيرة، مع انتقادات متزايدة من وزير الدفاع يوآف غالانت، بما في ذلك فشله في الاتفاق على هدنة مع حماس من شأنها تحرير الرهائن الذين ما زالوا في غزة.
وكان نتانياهو قد فكر في استبدال غالانت بجدعون ساعر، وهو حليف سابق تحول إلى منافس له، وأعلن ساعر يوم السبت أنه لن يتولى المنصب، قائلاً إن تغيير وزير الدفاع في خضم التصعيد مع حزب الله سيكون بمثابة تشتيت غير ضروري.
ولكن أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي الذي شغل منصب رئيس أركان نتانياهو في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21، قال إنه على الرغم من أن ساعر لم ينضم إلى الحكومة، فإن هذه الحلقة تركت نتانياهو مع خيارات سياسية أكثر من ذي قبل.
ما قبل الانتخاباتولكن على الرغم من التحسن في حظوظ الليكود، حذر المحللون من أن الصورة قد تتغير جذرياً بحلول الانتخابات المقبلة، التي لا يتعين إجراؤها حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2026.
إن السياسيين مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذين هم حالياً خارج الساحة السياسية، قد يعودون إلى المعركة، وهو ما من شأنه أن يهز الخريطة الانتخابية، وسوف يلعب مسار الحرب دوراً حاسماً في تحديد مصير نتانياهو.
وقال بوشينسكي: "إذا سألت عما إذا كان من الممكن إعادة انتخابه، فإن ذلك يعتمد على النتائج على الجبهتين، الشمالية والجنوبية، وسوف يتم الحكم عليه على أساس النتيجة النهائية، وليس على أساس الانتخابات النصفية".
ولكن شتراوشلر يعتقد أن نتانياهو – بما أنه سيبقى في منصبه كرئيس للحكومة في حالة وجود برلمان معلق – فإن حظوظه ستعتمد أيضاً على قدرة المعارضة الإسرائيلية على تشكيل ائتلاف لإطاحته.
وفي عام 2021، عندما طُرد نتانياهو من منصبه للمرة الأخيرة، كان الأمر يتطلب ائتلافاً يضم معظم الطيف السياسي في إسرائيل، من القوميين اليهود إلى الإسلاميين، لهزيمته. وفي أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال ستراوشلير إن مثل هذا المزيج من غير المرجح أن يتكرر.
وأردف قائلاً: "يعتقد الناس أن نتنياهو يحتاج إلى الفوز في الانتخابات المقبلة، لكن هذه هي الطريقة الخاطئة للنظر إلى الأمر، فهو يحتاج إلى عدم الخسارة،وهذه لعبة مختلفة تماماً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو لبنان حماس حزب الله غزة وإسرائيل نتانياهو لبنان حزب الله استطلاعات الرأی تشرین الأول حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
FT: تحول في الرأي العام الإسرائيلي تجاه حرب غزة
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفي نيري زيلبر، قال فيه إنّ: "بضع عشرات من الأشخاص، مرتدين قمصانا أرجوانية داكنة، تجمعوا في وسط تل أبيب، الأسبوع الماضي، في محاولة نادرة في إسرائيل للتشكيك في أخلاقيات حرب غزة، التي لطالما اعتبروها عادلة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "بدلا من الاكتفاء بترديد المطالب القديمة بإنهاء القتال وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، أشار المتظاهرون أيضا إلى محنة سكان غزة، والدمار الشامل الذي لحق بالقطاع الفلسطيني".
"قالت شوهام سميث، كاتبة قصص أطفال، وهي ترفع ملصقا لطفل فلسطيني شهيد: هذا مستحيل، هذا القتل المستمر. تحت وجه الطفل، كُتبت رسالة تدعو طياري سلاح الجو الإسرائيلي إلى "رفض" الخدمة" تابع التقرير نفسه.
وأضاف: "حكومة بنيامين نتنياهو ليست غريبة على الاحتجاجات. يخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع كل سبت، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفعل أي شيء -بما في ذلك إنهاء الحرب- لاستعادة الأسرى. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 60 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون هذا الموقف".
وأكد التقرير: "في الأسابيع الأخيرة، تغير شيء ما"، مردفا: "تعرض قنوات الإعلام الإسرائيلي الرئيسية، وإن كان ذلك في لقطات قصيرة، الخسائر البشرية في غزة. ويتساءل بعض السياسيين عما إذا كانت إسرائيل لا تزال تخوض حربا عادلة. وعلى هامش مظاهرات الأسرى، يقف نشطاء مناهضون للحرب وقفات احتجاجية على أرواح ضحايا فلسطين. وقد ازدادت أعدادهم، وساروا حاملين الشموع وصور الأطفال القتلى في موكب صامت يوم السبت".
واسترسل: "شرعت جماعة سميث اليسارية "نقف معا" الأسبوع الماضي، في مسيرة مناهضة للحرب لمدة ثلاثة أيام، من تل أبيب جنوبا إلى حدود غزة، وهو احتجاج اعتقدت أنه كان مستحيلا في المرحلة الأولى من الحرب. وقالت: لقد انتزعوا الملصقات من أيدينا".
وأورد التقرير نفسه: "بعد حوالي 20 شهرا من الحرب، أصبحت محنة المدنيين في غزة، عاملا في النظرة المتصلبة والمصدومة للتيار الإسرائيلي السائد"، مردفا: "يُعد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، من بين مجموعة من السياسيين الذين بدأوا في تناول هذا المحظور، مدركين أنهم سيُدانون علنا على الأرجح بسببه".
وأشار إلى أنه في مقال رأي نُشر في أيار/ مايو في صحيفة "هآرتس" اليسارية العبرية، كتب أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي "ترتكب جرائم حرب في غزة"، واصفا إياها بـ "حرب إبادة، شملت قتل المدنيين بلا هوادة ووحشية وإجرامية".
وأضاف: "قبل ذلك، أثار يائير غولان، وهو زعيم سياسي يساري ونائب رئيس أركان سابق، عاصفة من الجدل بتحذيره من أن إسرائيل على وشك أن تصبح "منبوذة" لأنها "تقتل الأطفال كهواية" في غزة. وأوضح لاحقا أن انتقاده كان موجها إلى خطاب وسياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، وليس إلى تصرفات الجنود الإسرائيليين".
ومضى بالقول إنّ: "مثل هذه التصريحات، كانت نادرة خارج أوساط اليسار الإسرائيلي المتطرف طوال معظم فترة الحرب. وكان مصير الأسرى، واستنزاف القوات، والمكانة الدولية يُستشهد بها عادة كحجج أكثر أهمية -أقل إثارة للجدل- لوقف القتال".
واستطرد: "مع ذلك، بالنسبة لعدد متزايد من المعارضين، أصبحت أخلاقية الحملة العسكرية برمتها الآن موضع تساؤل. فيما طالب أكثر من 1300 ضابط عسكري كبير متقاعد الشهر الماضي، بإنهاء ما أسموه: الحرب السياسية في غزة، والتي قد تهدد الجنود الإسرائيليين: بارتكاب جرائم حرب".
"انتقدت عريضة مماثلة أصدرها أكثر من 2,500 فنان وكاتب وناشط سلام الشهر الماضي "حرب الخداع" المستمرة، مضيفة أنّ: الحرب التي يُقتل فيها أكثر من 15600 طفل ليست أخلاقية" بحسب التقرير ذاته الذي نشر في الصحيفة الأمريكية.
وأضاف: "حتى وقت قريب، كان من النادر رؤية صور في وسائل الإعلام الإسرائيلية لمدنيين فلسطينيين مصابين أو قتلى. وبدلا من ذلك، كانت وسائل الإعلام تعرض مقاطع فيديو لمبان مُدمرة وأحياء مُدمرة -عادة ما تكون خالية من السكان. والآن، حتى وسائل الإعلام الرئيسية الناطقة باللغة العبرية بدأت، على هامشها، في كسر تعتيمها الذاتي المفروض على الدمار البشري".
وبيّن أنّ: "موقع Ynet، أكبر بوابة إخبارية إلكترونية، قد نشر مؤخرا قصة مترجمة من وكالة أسوشيتد برس في أعلى صفحته الرئيسية بعنوان: لا مستشفى يستطيع المساعدة: عندما مات الرضيع جوعا. القصص التي يراها العالم من غزة. وحملت القصة صورة لحشد غزاوي مصطف أمام تكية، يحملون أوان فارغة".
واستدرك: "بعد أربعة أيام، بثّ برنامج الأخبار المسائية الأكثر شعبية في إسرائيل، على القناة 12، قصة عن الأهوال التي ظهرت في التغطية الدولية للصراع. واستهل البرنامج بغارة إسرائيلية على خان يونس، الشهر الماضي، قُتل فيها تسعة أطفال -تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر و12 عاما- من عائلة واحدة".
"تخلل التقرير المصور عن آثار الحرب الضارية صور للأشقاء مبتسمين من قبل الحرب، تلتها مقابلات مع أصدقاء وزملاء لأفراد العائلة الناجين" تابع التقرير، مردفا: "وعرض البرنامج أيضا جزءا من تقرير لليندسي هيلسوم من قناة الأخبار البريطانية الرابعة، انتقدت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، بالقول: من الممكن تماما أن يختار الإسرائيليون تجاهل ما يُرتكب باسمهم، وعدم معرفة المعاناة والألم والجوع في غزة".
ونقلا عن المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هاريل، الذي دأب على انتقاد التغطية الإعلامية المحلية منذ الأيام الأولى للحرب، قال التقرير إنّه: "أقرّ بوجود بعض التغيير في التغطية"، مضيفا: "هناك عدد أكبر من الناس يتحدثون عن [الخسائر في الجانب الفلسطيني]، وهو جزء أكثر شرعية من ذي قبل. لكن لا يزال الحديث يدور عادة حول العواقب الدولية على إسرائيل وفشل الدبلوماسية الإسرائيلية".
وأضاف أنّ: "هذا التحول قد يكون راجعا أيضا إلى الحجم الهائل للخسائر الفلسطينية، والتي تستمر في الارتفاع يوميا وأسبوعيا وشهريا"، متابعا: "الواقع يحدق بك وجها لوجه... الأعداد هائلة. فقد قُتل ما يقرب من 55000 فلسطيني خلال الحرب المستمرة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين".
واختتم التقرير مبرزا أنّه: "إلى جانب أكثر من ثلاثمئة جندي احتياطي إسرائيلي آخرين التحقوا بالخدمة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقّعت الآن عريضة ترفض الاستمرار في الخدمة".