ملف “الرجل الثاني” في الهرم الفلسطيني على الطاولة .. كيف يُراوغ عباس في “مِلف الخلافة”؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
سرايا - السيناريو التكتيكي الذي اتّبعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الأسابيع الثلاثة القليلة الماضية في مواجهة ما يسميه مقربون منه بضغط من الزعماء العرب تحت عنوان إقتراحات بتسمية نائب له حسما لملف الخلافة قبل مغادرته السلطة او رحيله في إطار ترتيبات البيت الداخلي الفلسطيني هو ذلك السيناريو الذي لجأ فيه الرئيس خلف الستائر إلى تكتيك دون تقديم جواب استراتيجي على ضغط بعض الدول العربية المهتمة بملف خلافة عباس.
ما فعله واستنادا إلى مصادر عربية تراقب المشهد الرئيس عباس هو أنه ذهب بالمقترح العربي وعنوانه تعيين نائب له وبأسرع وقت ممكن إلى اللجان الأساسية المركزية في منظمة التحرير وحركة فتح وعرض المقترح دون الوصول إلى أي قناعة أو توصية محددة.
ومجرد عرض المقترح بصيغة ضغوط عربية دفع النقاشات للتعدد والتنوع دون تشجيع الرئيس على هذه الخطوة خوفا طبعا من ردة فعله.
وبذلك تشكّلت بين يدي الرئيس عباس قوة استشارية تدفعه لمراوغة الضغط العربي في هذا الإتجاه مجددا مما يعني بأنه مع أن القرار يخصه شخصيا إلا أنه عرضه على طاولات اللجان المركزية الأساسية كان بمثابة تفويت لفرصة ذلك الضغط ومراوغة جدية واضح أن بعض العواصم العربية تنتبه لها بحكم اتصالاتها ببعض القادة الاساسيين في معادلة السلطة الفلسطينية.
عندما عرض عباس المقترح العربي على الفرقاء في منظمة التحرير وحركة فتح جوبه بسلسلة من الاقتراحات والنصائح التي يبدو أنها لا تتفق مع مضمون ومحتوى الضغط العربي لا بل المسالة كانت أشبه بتفريق دم المقترح العربي بين قبائل منظمة التحرير وحركة فتح بمعنى خلق زحام من الأراء والاجتهادات يمكنه أن يساعد الرئيس عباس لاحقا في إبلاغ جميع الأطراف أن المؤسسات الفلسطينية المرجعية ليست متحمسة لخيار من هذا النوع.
منذ سنوات يُراوغ الرئيس عباس فكرة تعيين نائب له ويرفضها لا بل مؤخرا راوغ بشدة الضغط حتى الأوروبي والأمريكي لتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية بصلاحيات واسعة مع ان زعماء عرب نصحوا رئيس السلطة الفلسطينية بإعادة تشكيل الحكومة حتى لا تتوقف اموال المساعدات التي يمكن أن ترسل من دول غربية.
وحتى لا يستثمر وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش في الوضع المعقد إلا أن عباس نجح في مراوغة كل هذه الجهود والاقتراحات بكل حال.
وما تردده هنا أوساط دبلوماسية غربية مطلعة هو أن القيادة السعودية تحدّثت مباشرة عندما زار عباس مؤخرا السعودية وبصفة شخصية عن ضرورة أن يتقدم بتعيين نائب له ويؤسس لتقاليد تظهر من سيخلفه أو سيرث مقعده بدلا من ترك المسالة للاحتمالات.
في عمان جهد واضح في الدفاع الصلب عن الشرعية الفلسطينية وتكثيف في الرسائل التي تقترح لا بل إقترحت مباشرة على الرئيس عباس ان يحسم ملف الخلافة في وجوده وان لا يتركه للصدف والإعتبارات والظروف تجنبا لكمائن اليمين الاسرائيلي.
وفي القاهرة فيما يبدو جبهة تساندها أبو ظبي ايضا وتقترح ربط المساعدات التي يمكن ان تقدم عربيا للسلطة الفلسطينية بإجراءات تنسجم مع المعايير التي يقترحها الأمريكيون عادة تحت عنوان إصلاح هيكلي للسلطة الفلسطينية.
وقد فسّرت عواصم عربية مباشرة لمسؤولين بارزين فلسطينيين أن الإصلاح الهيكلي للسلطة ومؤسساتها له عناوين ملموسة من الآن وهي أن يعين الرئيس نائبا له ويحسم مسالة الخلافة ولا يتركها للصدفة إلى أن تُجرى انتخابات لاحقا بعد استقرار الامور ووقف اطلاق النار في قطاع غزة وعودة الهدوء إلى الضفة الغربية ثم أن يعمل على التأسيس لتشكيل حكومة تكنوقراط فنية نزيهة يقبلها العالم الغربي.
كل تلك الجهود عمليا لاعبها بمهارة حتى الآن الرئيس عباس وهو يسجل معدّلات مراوغة مرصودة.
رأي اليوم
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس محمود الرئيس الرئيس ذهب الرئيس الرئيس الرئيس الرئيس رئيس الحكومة الوضع السعودية السعودية عمان الدفاع الرئيس القاهرة الرئيس غزة العالم الرئيس عمان ذهب العالم الوضع السعودية القاهرة الحكومة الدفاع غزة محمود رئيس الرئيس الرئیس عباس نائب له
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم الجمعة، 12 ديسمبر 2025، أنه سيتم عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وقال الرئيس خلال كلمة ألقاها، أمام المؤتمر السنوي لحزب "إخوة إيطاليا"، إن نيل دولة فلسطين لاستقلالها على خطوط العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الدائمين في منطقتنا.
وأضاف إن دولة فلسطين حين تكون كاملة السيادة، لن تشكل عبئا أمنيا على أحد، بل ستكون عنصر استقرار إقليمي، وشريكا مسؤولا في حفظ الأمن وبناء السلام.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عباس كامل ة:
السيدة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني،
السيدات والسادة قادة وأعضاء حزب "إخوة إيطاليا"،
السيدات والسادة ضيوف المؤتمر،
أود في البداية أن أهنئ السيدة ميلوني وقيادة حزبها، حزب "إخوة إيطاليا"، على انعقاد مؤتمرهم السنوي الذي يعكس حيوية الحياة السياسية في ايطاليا، وأشكركم على دعوتي للمشاركة فيه.
وأغتنم الفرصة لكي أؤكد على عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والقائمة على الاحترام المتبادل.
ونثمّن عالياً مواقفكم الداعمة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددين الشكر لإيطاليا على مساندة جهودنا في بناء مؤسسات دولتنا وتدريب الشرطة المدنية الفلسطينية، وتقديم المساعدات الإنسانية لشعبنا، وعلاج الجرحى من الأطفال، والمشاركة في قوة المراقبة الأوروبية في معبر رفح .
السيدات والسادة،
خيارنا الاستراتيجي هو السلام القائم على حل الدولتين وفق القانون الدولي. ونؤمن أن نيل دولة فلسطين استقلالها على خطوط العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وسلام متبادلين، هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الدائمين في منطقتنا.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة، أن غياب الدولة الفلسطينية المستقلة لا يشكل فقط ظلما تاريخيا لشعبنا، بل هو أحد جذور عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، ويغذي دوائر العنف والتطرف، ويؤثر على أمن المنطقة وأوروبا وإيطاليا على حد سواء.
نحن نميز بوضوح بين حق أي دولة في الأمن، وهو حق مشروع، وبين استمرار الاحتلال وسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة، التي لا تحقق أمنًا دائمًا لأحد.
إن دولة فلسطين حين تكون كاملة السيادة، لن تشكل عبئًا أمنيًا على أحد، بل ستكون عنصر استقرار إقليمي وشريكا مسؤولا في حفظ الأمن وبناء السلام.
السيدات والسادة،
أقف أمامكم اليوم ممثلًا لشعب يتطلع إلى أن يعيش في وطنه بحرية وكرامة، في دولة حديثة تؤمن بالديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، والتعددية، والمساواة، ونبذ العنف، مؤكدين اننا سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب.
نحن نبني ركائز دولتنا لتكون شريكاً ملتزما في المعاهدات والمعايير الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، عبر برنامج وطني شامل للإصلاح المؤسسي والمالي والإداري والقضائي والتعليمي والاجتماعي، قائم على سيادة القانون والشفافية والمساءلة. ونلتزم التزامًا كاملًا بمبدأ: دولة واحدة، قانون واحد، سلاح شرعي واحد. وإن الالتزام بهذه المبادئ ينطبق على جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء.
لقد اختارت دول عدة في الفترة الأخيرة الاعتراف بدولة فلسطين، والتي وصلت إلى 160 دولة، وذلك انطلاقًا من قناعتها بأن هذا القرار هو استثمار إيجابي في مستقبل السلام والاستقرار، وليس موجّهًا ضد أي طرف، والتي نشكرها جميعاً.
ونحن نتطلع بثقة إلى أن تواصل إيطاليا، بتاريخها العريق ودورها المحوري ومسؤولياتها الدولية، التقدم نحو هذا المسار، بما يسهم في حماية حل الدولتين وترسيخ أسس السلام في منطقتنا، وتعزيز ثقة الشعوب بالنظام الدولي، وألا يتم استبدال منطق العدالة وحق تقرير المصير بمنطق القوة الغاشمة.
ونقدر عالياً مواقف الجماهير الإيطالية التي عبرت، من خلال تحركاتها، عن تضامنها الإنساني مع معاناة أهلنا في قطاع غزة، ودعمها الثابت لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
السيدات والسادة،
نتطلع إلى توسيع آفاق التعاون الفلسطيني– الإيطالي في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، والتعليم، والسياحة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز استقرار منطقتنا المتوسطية التي تجمعنا.
وفي الختام، أتقدم بالشكر مجددًا لدولة رئيسة الوزراء ميلوني ولقيادة حزب "إخوة إيطاليا" على هذه الدعوة الكريمة، وأؤكد استعداد دولة فلسطين للعمل مع الحكومة الإيطالية ومع مختلف القوى السياسية في إيطاليا من أجل سلام عادل ودائم وأمن متبادل.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة حاضرة في اجتماع الرئيس عباس مع رئيسة وزراء إيطاليا المنظمة الدولية للهجرة: أمطار وسيول تهدد حياة مئات آلاف النازحين في غزة حماس: انهيارات المنازل وسقوط الشهداء في غزة امتداد لحرب الإبادة الأكثر قراءة محدث: نتائج قرعة كأس العالم 2026 كاملة - الأردن والجزائر بالمجموعة العاشرة دول عربية وإسلامية تعقب على نية إسرائيل فتح معبر رفح باتجاه واحد أوتشا: تضاعف إصابات الفلسطينيين على يد المستوطنين في الضفة العام الجاري رئيس وزراء مالطا يعود طفلا جريحا من غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025