جوحي يراقبني والقضاء يقول كلمته ……..!!
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بقلم : سعد الأوسي ..
منذ ان اغلق الفيس بوك صفحتي ذات المليوني متابع والتي كانت تحوي سفراً حافلاً من مقالاتي وتغريداتي واخباري ومواقفي، وتوصلني بجمهور القرّاء الاصدقاء الذين كانوا وما يزالون بوصلة مساري و متّضح رؤيتي وميزاني الأرجح،
وانا اشعر بخسرانٍ كبير و خيبةِ مسعى وقلّة حيلة وعجز.
وقد كنت اعددت العدّة ليوم كهذا توقعته واحتطت له بشتى الوسائل والكوادر والامكانات، لذلك رفعت الى جمهور متابعيي و قرّائي على الفور صفحتي الثانية التي كنت ادخّرها لمثل هذا اليوم، وفيها اكثر من خمسة ملايين متابع وصديق.
وكنت اريد من هذه الصفحة البديلة ان تكون صلة الوصل (الطوارئ) بيني وبين الاخوة والاصدقاء والقرّاء الذين يتابعون الصفحة وفي الوقت ذاته ان تكون مصيدتي التي تفضح لي هوية الهكرز او الجهة التي تقف وراء غلق صفحتي تلك، لانيي كنت على يقين ان الذي ضرب الصفحة الاولى لابد ان يسعى الى ضرب الصفحة الثانية بذات الاداة والطريقة
، مع انني كنت في شبه يقين من الجاني او الجناة الذين استهدفوها، لانها كانت مصدر قلق وازعاج الفاسدين واللصوص والعابثين من اهل السياسة والسلطة والحكم، فهم وحدهم الذين يمتلكون الموارد والادوات والاموال والقدرة المستمدة من استغلال المنصب الحكومي.
وخلال ثمانية واربعين ساعة فقط اغلقت الصفحة الثانية ايضاً، ثم ضربت صفحة موثقة اخرى عائدة لمؤسستي الإعلامية في اليوم التالي بسرعةٍ ملفتة توحي كأن الآمر بمطاردة وغلق هذه الصفحات كأنه ابن عم الفيس بوك (شگ المنشار) !!!
و قد آليت على نفسي ان اتابع هذا الأمر بكل ما أوتيت من عناد واصرار وقوة وخبرة حتى اصل الى العفريت المختبئ في فمقم الحكومة الذي يلبّي طلباتها بكامل اذعانه وعبوديته وهو يردد شبيك لبيك عبدك وبين يديك.
اتصلت بهيئة الاعلام والاتصالات وبعد مراسلات بينهم وبين العم فيس بوك اكدوا لي انهم لا يعرفون ولن يستطيعوا ان يعرفوا في المستقبل لان عينهم غير بصيرة ويدهم جدُّ قصيرة، ثم اتصلت بجهاز الامن الوطني فقال انه ليس جهة اختصاص في هذا الشأن و سألت اهل العلم الاخوة في جهاز المخابرات فقالوا نعوذ بالله ان نكون من الظالمين !!!!.
حينها عقدت العزم على طرق باب مقام السيد مارك زوكربيرج تقدّس سرّه وشد الراية عند شباكه الطاهر وسؤاله عن سرّ اغلاق صفحاتي الجميلات دون جناية او ذنب، ولان السيد مارك من الاولياء الصالحين وصاحب شارة (ينطيها بالگصة) جاءني جوابه سريعاً موثّقاً قاطع اليقين يفيد بان الايميل والموقع الذي تلاعب وبلّغ لاغلاق الصفحة هو إيميل وموقع رسمي وإذ بالضغط عليه يظهر انه يعود لمكتب رئيس الوزراء في العراق !!!!
وبين العجب والغضب والزعل والخيبة، عاتبت في نفسي دولة الرئيس شخصياً لانني اعتبرت ان الصداقة والاخاء والعهود المشتركة بيننا لسنوات خلت كان يجب ان تمنع عنّي مثل هذا الاستهداف المقصود خاصةً وانني رعيا لذلك الاخاء والمودّة والعهد كثيرا ما منعت قلمي عن الكتابة فيما ارى من اخطاء و مؤاخذات واخفاقات تحصل في الاداء الحكومي، مع شعوري العميق بعدم الرضا وتقصيري في واجبي المهني والاخلاقي الذي يحتم عليّ ان لا اجامل في الحق والواجب، ولكن يبدو ان هوى نفسي غلبني هذه المرة وكان عقابه الرباني العادل العاجل ما لحقني جرّاءه من اذىً وضررٍ اكثر من مرّة كان ختامها غلق صفحاتي على الفيس بوك.
و لم يحتج الامر مني الى كثير بحث وسؤال لاعرف ان محمد جوحي و مجموعته هم الذين كانوا وراء غلق صفحاتي تلك، في مشروعهم الغبي للسيطرة على وسائل الاعلام واخراس اهل الرأي والفكر في استعادة حقيرة للعهد الدكتاتوري الذي ولّى غير مأسوف عليه. هذا غير عمليات التنصت المشينة التي كانت تمارسها شبكة جوحي على كبار القادة السياسيين والاحزاب الفاعلة والاحتفاظ بتسجيلات خاصة لهم كنقاط ضعف لغرض المساومة السياسية وهي جريمة تعدل الخيانة العظمى في اثرها القانوني وسبق ان اطاحت بالرئيس الامريكي نيكسون و عُدّت نكسةً في التاريخ السياسي الامريكي و سميت وقتها فضيحة (ووتر جيت) ،
ولا ادري هل يجب ان نسمي مافعله جوحي ومجموعته (جوحي غيت) ام يجب ان ننتظر نتيجة التحقيقات القضائية التي ستكشف لنا المسؤول الحقيقي عن هذا الامر لنسميها باسمه ؟؟؟.
وحفظا للحق والحقيقة تقدمت اليوم بشكوى قانونية في المحكمة ضد المدعو محمد جوحي ومجموعته على استهدافهم لي ومحاولتهم اسكات صوتي دون وجه حق في مخالفة قانونية ودستورية يجرّمها ويعاقب عليها القانون، واعتقد جازماً ان خيوط هذه القضية ستكشف هي الاخرى حالات عديدة مشابهة حدثت لزملاء ووسائل اعلام و مواقع وصفحات الكترونية اخرى، وهو امر يجب ان نبتره و نقبره في مهده العفن كي نضمن عدم تكراره مرةً اخرى بالاستقواء والسلطة الغاشمة والطموحات المريضة التي تسعى الى هيمنة مؤبدة على مقاليد الحكم باي شكل وثمن، لاننا لن نتنازل عن حقوقنا في حرية الفكر والرأي وعن مظاهر الديمقراطية التي دفعنا من اجلها انهارا من الدماء الغالية حتى وان بدت متعثرة مرتبكة الاداء في بعض الاحيان لا يماننا انها لابد ان تترسخ وتستقيم وتقوى مهما استغرقت من زمن، وان تداول السلطة هو الحد الادنى من هذه الديمقراطية الذي لن نسمح بان يتلاعب به اصحاب الطموحات والاطماع الذين يريدون اعادتنا الى عهد القائد الاوحد الذي يحكم من المهد الى اللحد هو وابناؤه المقدسون.
الزمن تغيّر والساعة لا تعود الى الوراء و الموهومون مصيرهم سجلات النسيان و عار التاريخ الذي لايرحم.
تنويه أخير / تعبيرا عن قيم الرحمة والتسامح التي تملأ قلبي اعلن انني ساتنازل عن الدعوى التي اقمتها ضد محمد جوحي في حال اعلن ندمه وتوبته عن افعاله الخسيسة واعترف بمن يقف وراءه ومن امره بارتكاب هذه الجرائم !!!؟؟
وعود گولوا سعد الأوسي قاسي
والعباس ازعل عليكم……!!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات یجب ان
إقرأ أيضاً:
الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
شارك على عامر الجعفراوى، شقيق صالح الجعفراوى، الذي استشهد أمس في غزة، وصية مؤثرة كتبها أخوه قبل مفارقته الحياة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، عبّر فيها صالح عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.” أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين.
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب…
أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني؛
مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي.
تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة.
أوصيكم بالمقاومة…
بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به.
فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه.
أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها .. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي
أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي،
يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن،
فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله،
وأن الشوق إليك يسكنني،
كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي،
لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن.
أوصيكم بأمي…
يا أمي، الحياة بدونك لا شيء.
كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت.
دعوتُ الله أن يشفيك ويعافيك،
وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج، وتعودين مبتسمة.
أوصيكم بإخوتي وأخواتي،
رضا الله ثم رضاكم غايتي،
أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها.
كنتُ أقول دومًا:
لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة.
الكلمة أمانة، والصورة رسالة،
احملوها للعالم كما حملناها نحن.
لا تظنوا أن استشهادي نهاية،
بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية.
أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق.
وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ.
لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها
فالحمد لله الذي اختارني لما أحب.
ولكل من أساء إلي في حياتي شتماً أو قذفاً كذباً وبهتاناً أقول لكم ها أنا أرحل إلى الله شهيدا بإذن الله وعند الله تجتمع الخصوم
أوصيكم بفلسطين…
بالمسجد الأقصى…
كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه.
فإن لم أصل إليه في الدنيا،
فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي.