عربي21:
2025-12-13@20:45:12 GMT

ماذا وراء التراجع الكبير للصناعات الأوروبية؟

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

ماذا وراء التراجع الكبير للصناعات الأوروبية؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على التراجع الكبير الذي تشهده الصناعات الثقيلة في أوروبا نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة المنافسة العالمية والتحول نحو الطاقات البديلة، مشيرة إلى أن هذه العوامل تتسبب في تراجع الإنتاج وفقدان الوظائف.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإنتاج الصناعي في أكبر أربعة اقتصادات أوروبية أصبح في المنطقة الحمراء، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الصناعة في القارة.



مؤشرات سلبية
وفقا لبيانات من الوكالة العامة يوروستات، والتي تم الكشف عنها يوم الجمعة 13 أيلول/ سبتمبر، سجلت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، على مدى سنة واحدة، انخفاضا في إنتاجها من السلع الرأسمالية المعمرة والسلع الاستهلاكية.

ففي الفترة المتراوحة بين تموز/ يوليو 2023 وتموز/ يوليو 2024، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 2.2 بالمئة في منطقة اليورو وبنسبة 1.7 بالمئة في الاتحاد الأوروبي.

خلال هذه الفترة، تتعلق أكبر الانخفاضات التي سجلها يوروستات بالمجر (- 6.4 بالمئة) وألمانيا (- 5.5 بالمئة) وإيطاليا (-3.3 بالمئة) وفرنسا (-2.3 بالمئة). وعلى النقيض من ذلك سجلت بعض البلدان نموا متصاعدا، مثل الدنمارك (+19.8بالمئة) واليونان (+10.8بالمئة) أو فنلندا (+6.4 بالمئة).

وحسب الصحيفة، فإن التراجع الملحوظ يظهر افتقار الصناعات الأوروبية إلى القدرة التنافسية في مواجهة المنافسة الأميركية والآسيوية.



في هذا السياق، أعرب فيه الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، في تقريره المقدم إلى المفوضية الأوروبية يوم الاثنين التاسع من أيلول/ سبتمبر عن قلقه من "تباطؤ" الاتحاد الأوروبي مقارنة بالصين والولايات المتحدة، معتبرا أن الدول السبع ومجموعة العشرين محكوم عليها بـ"الموت البطيء" إذا لم تتحرك.

ويعاني المصنعون الأوروبيون بشكل خاص من تباطؤ الطلب المحلي، ونقص العمالة المؤهلة، ومن تأثيرات الحرب في أوكرانيا منذ شباط/ فبراير 2022 ووقف إمدادات الغاز الروسي منخفض التكلفة. ويواجه الاتحاد الأوروبي متوسط أسعار طاقة يبلغ ضعف نظيره في الولايات المتحدة والصين.

ويوضح رافاييل تروتينيون، رئيس قسم الطاقة والمناخ في معهد ريكسيكود الاقتصادي، أن ارتفاع تكاليف الطاقة عائق هيكلي كبير فيما يتعلق بالقدرة التنافسية والإنتاجية للصناعات الأوروبية.

رافعة إزالة الكربون
وفقا لمقياس التوظيف والاستثمار الصادر عن شركة الأبحاث "ترينديو"، والذي نشر يوم الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر، تم خلق أكثر من 31 ألف فرصة عمل في فرنسا خلال النصف الأول من هذه السنة.

نتيجة إيجابية، لكنها بانخفاض 31 بالمئة مقارنة بالنصف الأول من سنة 2023. الأمر نفسه ينطبق على صافي رصيد افتتاح وإغلاق المصانع، حيث كان إيجابيا (+18) خلال الأشهر الستة الأولى من السنة، لكنه بانخفاض قدره 30 بالمئة على مدار الأشهر الستة الأولى من السنة، ولكن بانخفاض بنسبة 30 بالمئة على مدار السنة.

ومن جهته، يعلق ديفيد كوسكيه، مؤسس شركة "ترينديو"، قائلا: "إن التراجع الذي بدأ منذ بداية سنة 2024 لا يزال مستمرا". ويتمثل السؤال في ما إذا كانت فرنسا ستعود إلى نمط نمو أكثر اعتدالا، لكن على أن يبقى إيجابيا، كما كان الحال في الفترة المتراوحة بين 2016-2019.

وترى الصحيفة، أنه من الممكن أن تكون إزالة الكربون الرافعة المناسبة لتتمكن الصناعات الأوروبية من التعافي على المدى الطويل. وحسب الخبير الاقتصادي نيل ماكاروف، "فإن استراتيجية صناعية أوروبية حقيقية مقترنة بهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90 بالمئة على الأقل بحلول سنة 2040 [على النحو الذي أوصت به المفوضية الأوروبية في شباط/فبراير] يمكن أن تؤدي إلى اتفاق جديد وإعادة وضع "الاتحاد الأوروبي على خريطة القوى الصناعية العالمية".



ولكن لتحقيق هذه الغاية، يتعين على أوروبا أن تعزز من استثماراتها -وفقا للصحيفة-، حيث أن حجم الاستثمارات الصناعية في 2023، لم يشكل سوى 6.7 بالمئة من الاستثمارات الصناعية العالمية، مقارنة بنحو 54.5 بالمئة لآسيا، و28.5 بالمئة للولايات المتحدة. ويقدر التقرير الذي أعده ماريو دراغي احتياجات الاستثمار بحوالي 800 مليار يورو إضافية سنويًا للاتحاد الأوروبي.

منافسة شرسة
توضح الصحيفة الفرنسية أن الصين تسيطر الصين حاليا على 60 بالمئة من سلاسل القيمة لما يُعرف بالتكنولوجيات "الخضراء" والمواد البالغة الأهمية للانتقال في مجال الطاقة. أما بالنسبة للألواح الكهروضوئية، والبطاريات الكهربائية، وتوربينات الرياح، فإن طاقتها الإنتاجية تتجاوز احتياجاتها بثلاثة أضعاف، مما يسمح لها بإغراق السوق العالمية.

وفي الولايات المتحدة، اجتذب قانون الحد من التضخم الذي قررته إدارة بايدن أكثر من 240 مليار دولار (215 مليار يورو) من الاستثمارات وخلق ما يقرب من 200 ألف وظيفة جديدة في البلاد.

ولمواجهة هذه المنافسة الصينية الأميركية المزدوجة، تطمح أوروبا من خلال قانون الصناعة الأوروبية لصافي الانبعاث الصفري، والتي تم تبنيه في أيار/ مايو، لإنتاج ما لا يقل عن 40 بالمئة من التكنولوجيات اللازمة لإزالة الكربون على الأراضي الأوروبية، وهو هدف يتطلب استثمارات قوية وآليات حماية ضد المنتجات الصينية.

في هذا السياق، يقول غيوم دي جويس، رئيس شركة ألومنيوم فرنسا والرئيس التنفيذي لشركة ألومنيوم دونكيرك "كيف نريد حماية الصناعة الأوروبية وتطويرها إذا تركناها تواجه منافسة لا تخضع لنفس القواعد؟"، محذرا من أنه "لن تكون هناك فائدة من مشاريع إزالة الكربون من الصناعة الأوروبية إذا لم تعد موجودة في غضون سنوات قليلة بسبب الافتقار إلى القدرة على المنافسة".

وتتساءل الصحيفة، عما إذا كانت أورسولا فون دير التي أُعيد تعيينها على رأس المفوضية الأوروبية في يوليو/ تموز، ووعدت بإبرام "ميثاق صناعي أخضر" جديد، قادرة على إنعاش الصناعات الأوروبية خلال ولايتها الجديدة، أم أنها ستتعثر تحت وطأة ضغط حكومات اليمين المتطرف المناهضة لمشاريع التحول المناخي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التراجع أوروبا الصناعة أوروبا الصناعة التراجع أسباب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

بنك التنمية الآسيوي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الصين

رفع بنك التنمية الآسيوي توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي بمقدار 0.1 نقطة مئوية مقارنة بالتقديرات السابقة، مشيرا إلى مرونة الصادرات واستمرار برامج التحفيز المالي في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

كما يتوقع البنك ومقره العاصمة الفلبينية مانيلا نمو اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 5.1 بالمئة خلال العام الحالي مقارنة بـ 4.8 بالمئة وفقا للتوقعات السابقة.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ألبرت بارك كبير المحللين الاقتصاديين في بنك التنمية الآسيوي القول إن "تشكل الأسس الاقتصادية المتينة في آسيا والمحيط الهادئ أساسا لأداء قوي للصادرات ونمو مطرد للاقتصاد، على الرغم من بيئة التجارة العالمية التي اكتنفتها مستويات تاريخية من عدم اليقين خلال العام الماضي"، على خلفية سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكان البنك الدولي قد توقع نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.9 بالمئة في 2025، وتوقع نموا 4.4 بالمئة لعام 2026، عازيا ذلك إلى استمرار ظروف غير مواتية.

وهذا الأسبوع رفع صندوق النقد الدولي أيضا توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني لعام 2025 إلى 5 بالمئة من 4.8 بالمئة، لكنه حذر من أن الضعف في قطاع العقارات ومديونية الحكومات المحلية وتراجع الطلب المحلي سيواصلون اختبار صانعي السياسات.

مقالات مشابهة

  • بسبب تعريفات ترامب.. الصين غيرت استراتيجياتها وحققت صادرات مذهلة
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي
  • تقرير أممي يكشف ارتفاع وفيات مواليد غزة بنسبة 75 بالمئة في الأشهر الأخيرة
  • ماذا وراء استبعاد توني بلير من مشهد إدارة غزة في المرحلة المقبلة؟
  • ميسي يواصل التراجع في «القيمة السوقية»!
  • الطقس السيئ وراء إحجام المواطنين عن المشاركة في الإسكندرية
  • اقتصاد الإمارات غير النفطي ينمو بـ 5.7% في 6 أشهر
  • بنك التنمية الآسيوي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الصين
  • سببان وراء التراجع المفاجئ
  • ما السبب وراء رفض أميركيين إعطاء حقن فيتامين «ك» لمولوديهم؟