ماذا وراء التراجع الكبير للصناعات الأوروبية؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على التراجع الكبير الذي تشهده الصناعات الثقيلة في أوروبا نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة المنافسة العالمية والتحول نحو الطاقات البديلة، مشيرة إلى أن هذه العوامل تتسبب في تراجع الإنتاج وفقدان الوظائف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإنتاج الصناعي في أكبر أربعة اقتصادات أوروبية أصبح في المنطقة الحمراء، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الصناعة في القارة.
مؤشرات سلبية
وفقا لبيانات من الوكالة العامة يوروستات، والتي تم الكشف عنها يوم الجمعة 13 أيلول/ سبتمبر، سجلت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، على مدى سنة واحدة، انخفاضا في إنتاجها من السلع الرأسمالية المعمرة والسلع الاستهلاكية.
ففي الفترة المتراوحة بين تموز/ يوليو 2023 وتموز/ يوليو 2024، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 2.2 بالمئة في منطقة اليورو وبنسبة 1.7 بالمئة في الاتحاد الأوروبي.
خلال هذه الفترة، تتعلق أكبر الانخفاضات التي سجلها يوروستات بالمجر (- 6.4 بالمئة) وألمانيا (- 5.5 بالمئة) وإيطاليا (-3.3 بالمئة) وفرنسا (-2.3 بالمئة). وعلى النقيض من ذلك سجلت بعض البلدان نموا متصاعدا، مثل الدنمارك (+19.8بالمئة) واليونان (+10.8بالمئة) أو فنلندا (+6.4 بالمئة).
وحسب الصحيفة، فإن التراجع الملحوظ يظهر افتقار الصناعات الأوروبية إلى القدرة التنافسية في مواجهة المنافسة الأميركية والآسيوية.
في هذا السياق، أعرب فيه الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، في تقريره المقدم إلى المفوضية الأوروبية يوم الاثنين التاسع من أيلول/ سبتمبر عن قلقه من "تباطؤ" الاتحاد الأوروبي مقارنة بالصين والولايات المتحدة، معتبرا أن الدول السبع ومجموعة العشرين محكوم عليها بـ"الموت البطيء" إذا لم تتحرك.
ويعاني المصنعون الأوروبيون بشكل خاص من تباطؤ الطلب المحلي، ونقص العمالة المؤهلة، ومن تأثيرات الحرب في أوكرانيا منذ شباط/ فبراير 2022 ووقف إمدادات الغاز الروسي منخفض التكلفة. ويواجه الاتحاد الأوروبي متوسط أسعار طاقة يبلغ ضعف نظيره في الولايات المتحدة والصين.
ويوضح رافاييل تروتينيون، رئيس قسم الطاقة والمناخ في معهد ريكسيكود الاقتصادي، أن ارتفاع تكاليف الطاقة عائق هيكلي كبير فيما يتعلق بالقدرة التنافسية والإنتاجية للصناعات الأوروبية.
رافعة إزالة الكربون
وفقا لمقياس التوظيف والاستثمار الصادر عن شركة الأبحاث "ترينديو"، والذي نشر يوم الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر، تم خلق أكثر من 31 ألف فرصة عمل في فرنسا خلال النصف الأول من هذه السنة.
نتيجة إيجابية، لكنها بانخفاض 31 بالمئة مقارنة بالنصف الأول من سنة 2023. الأمر نفسه ينطبق على صافي رصيد افتتاح وإغلاق المصانع، حيث كان إيجابيا (+18) خلال الأشهر الستة الأولى من السنة، لكنه بانخفاض قدره 30 بالمئة على مدار الأشهر الستة الأولى من السنة، ولكن بانخفاض بنسبة 30 بالمئة على مدار السنة.
ومن جهته، يعلق ديفيد كوسكيه، مؤسس شركة "ترينديو"، قائلا: "إن التراجع الذي بدأ منذ بداية سنة 2024 لا يزال مستمرا". ويتمثل السؤال في ما إذا كانت فرنسا ستعود إلى نمط نمو أكثر اعتدالا، لكن على أن يبقى إيجابيا، كما كان الحال في الفترة المتراوحة بين 2016-2019.
وترى الصحيفة، أنه من الممكن أن تكون إزالة الكربون الرافعة المناسبة لتتمكن الصناعات الأوروبية من التعافي على المدى الطويل. وحسب الخبير الاقتصادي نيل ماكاروف، "فإن استراتيجية صناعية أوروبية حقيقية مقترنة بهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90 بالمئة على الأقل بحلول سنة 2040 [على النحو الذي أوصت به المفوضية الأوروبية في شباط/فبراير] يمكن أن تؤدي إلى اتفاق جديد وإعادة وضع "الاتحاد الأوروبي على خريطة القوى الصناعية العالمية".
ولكن لتحقيق هذه الغاية، يتعين على أوروبا أن تعزز من استثماراتها -وفقا للصحيفة-، حيث أن حجم الاستثمارات الصناعية في 2023، لم يشكل سوى 6.7 بالمئة من الاستثمارات الصناعية العالمية، مقارنة بنحو 54.5 بالمئة لآسيا، و28.5 بالمئة للولايات المتحدة. ويقدر التقرير الذي أعده ماريو دراغي احتياجات الاستثمار بحوالي 800 مليار يورو إضافية سنويًا للاتحاد الأوروبي.
منافسة شرسة
توضح الصحيفة الفرنسية أن الصين تسيطر الصين حاليا على 60 بالمئة من سلاسل القيمة لما يُعرف بالتكنولوجيات "الخضراء" والمواد البالغة الأهمية للانتقال في مجال الطاقة. أما بالنسبة للألواح الكهروضوئية، والبطاريات الكهربائية، وتوربينات الرياح، فإن طاقتها الإنتاجية تتجاوز احتياجاتها بثلاثة أضعاف، مما يسمح لها بإغراق السوق العالمية.
وفي الولايات المتحدة، اجتذب قانون الحد من التضخم الذي قررته إدارة بايدن أكثر من 240 مليار دولار (215 مليار يورو) من الاستثمارات وخلق ما يقرب من 200 ألف وظيفة جديدة في البلاد.
ولمواجهة هذه المنافسة الصينية الأميركية المزدوجة، تطمح أوروبا من خلال قانون الصناعة الأوروبية لصافي الانبعاث الصفري، والتي تم تبنيه في أيار/ مايو، لإنتاج ما لا يقل عن 40 بالمئة من التكنولوجيات اللازمة لإزالة الكربون على الأراضي الأوروبية، وهو هدف يتطلب استثمارات قوية وآليات حماية ضد المنتجات الصينية.
في هذا السياق، يقول غيوم دي جويس، رئيس شركة ألومنيوم فرنسا والرئيس التنفيذي لشركة ألومنيوم دونكيرك "كيف نريد حماية الصناعة الأوروبية وتطويرها إذا تركناها تواجه منافسة لا تخضع لنفس القواعد؟"، محذرا من أنه "لن تكون هناك فائدة من مشاريع إزالة الكربون من الصناعة الأوروبية إذا لم تعد موجودة في غضون سنوات قليلة بسبب الافتقار إلى القدرة على المنافسة".
وتتساءل الصحيفة، عما إذا كانت أورسولا فون دير التي أُعيد تعيينها على رأس المفوضية الأوروبية في يوليو/ تموز، ووعدت بإبرام "ميثاق صناعي أخضر" جديد، قادرة على إنعاش الصناعات الأوروبية خلال ولايتها الجديدة، أم أنها ستتعثر تحت وطأة ضغط حكومات اليمين المتطرف المناهضة لمشاريع التحول المناخي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التراجع أوروبا الصناعة أوروبا الصناعة التراجع أسباب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
طلاب المعهد التقاني للصناعات الكيميائية يتركون بصمتهم في معرض” كيم إكسبو”
دمشق-سانا
شكل معرض “كيم إكسبو” بالنسبة لطلاب المعهد التقاني للصناعات الكيميائية بدمشق، منصة مهمة لعرض مشاريع تخرجهم، من خلال المنتجات التي عملوا على صناعتها وتطويرها خلال فترة دراستهم، إضافة إلى التعريف بقدرات المعهد وطلابه وخريجيه، بهدف إيجاد فرص للتشبيك مع القطاع الخاص، في جوانب التمويل والتدريب والتوظيف مستقبلاً.
وأوضح مدير المعهد المهندس خالد الشلدي في تصريح لمراسل سانا، أن هذه المشاركة تركز على عرض مشاريع التخرج ومنتجات الطلاب، بما يشمل مستحضرات التجميل والمنظفات والكريمات، مؤكداً على أهمية فتح آفاق للتعريف بالمنتجات، وبلورتها لتتحول إلى مشاريع، إضافة إلى تأمين فرص العمل من خلال جذب اهتمام الشركات المشاركة.
ولفت المهندس الشلدي، إلى أن عدداً من مندوبي الشركات زاروا الجناح للاطلاع على هذه المنتجات، والتعرف على مهارات الطلبة، وهو ما يعكس القيمة المضافة التي يمثلها المعرض للمشاركين.
بدورها أوضحت المشرفة على جناح المعهد، منار ملبنجي، أن المشاركة تأتي بهدف إبراز مستوى التأهيل العملي، الذي يتلقاه الطلاب في مجال الصناعات الكيميائية، مشيرة إلى أن الطلبة نفذوا تجارب عملية داخل المخابر، ما أسهم في رفع جاهزيتهم لسوق العمل المحلي، وحتى الدولي، ولا سيما في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
من جانبها اعتبرت الخريجة هدى الحجار، أن المعرض يمثل فرصة حقيقية للتعريف بقدرات الطلبة والمهارات التي اكتسبوها خلال فترة دراستهم بالمعهد، والتي امتدت لعامين، مضيفة: إن مشاريع التخرج لم تكن مجرد أفكار نظرية، بل طُبّقت فعلياً على أرض الواقع، وتنوعت بين منظفات وشامبوهات وكريمات عناية بالبشرة، مشيرة إلى أن فترات التدريب العملي أسهمت في تنمية المهارات الفنية لدى الطلاب.
أما محمد حمصي، وهو أحد الطلاب المشاركين، فأكد أن الهدف من المشاركة هو التعريف بالمعهد، وتكوين علاقات مهنية مع الشركات، مشيرًا إلى أن مشروع تخرجه تمثل في تصنيع مزيل لدهان السيارات، في حين ركز زملاؤه على مستحضرات التجميل والتنظيف، مطالباً بدعم أكبر من الشركات الخاصة، من خلال توفير فرص التدريب والتوظيف للخريجين.
ويستقبل معرض” كيم إكسبو” زواره يومياً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة العاشرة ليلاً، كما تم تأمين باصات نقل داخلي، تنطلق من منطقة البرامكة قرب وزارة الزراعة، بمعدل باص كل نصف ساعة ذهاباً وإياباً، إلى جانب تأمين باصات للزوار من المحافظات، بالتنسيق مع غرف التجارة والصناعة.
معرض كيم إكسبو 2025-07-26SAMERسابق الرئيسان الشرع وماكرون يؤكدان خلال اتصال هاتفي على وحدة سوريا وإدانة التصعيد الإسرائيلي انظر ايضاً منتجات مبتكرة لطلاب المعهد التقاني للصناعات الكيميائية بدمشق في معرض كيم إكسبو
آخر الأخبار 2025-07-26رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يتسلّم النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، ويوجّه بمواصلة التقدّم في مسار العمل لضمان مشاركة شاملة تُعبّر عن إرادة الشعب السوري 2025-07-26الرئيسان الشرع وماكرون يؤكدان خلال اتصال هاتفي على وحدة سوريا وإدانة التصعيد الإسرائيلي 2025-07-26وزير الطاقة السوري يلتقي أبناء الجالية ورجال أعمال سعوديين في الرياض 2025-07-26ملك الأردن يجدد التأكيد على أهمية استقرار سوريا والحفاظ على سيادتها 2025-07-26اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، أكدا خلاله وحدة سوريا، وإدانة التصعيد الإسرائيلي، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار 2025-07-26التجارة الداخلية توقف مؤقتاً منح تراخيص المخابز الخاصة لنهاية العام الجاري 2025-07-26وزير الطاقة السوري يزور محطة السدير للطاقة الشمسية في السعودية 2025-07-26البلخي لـ سانا: إنجاز نظام انتخابات مجلس الشعب وتشكيل اللجان فور المصادقة عليه 2025-07-26قافلة مساعدات للهلال الأحمر العربي السوري تتوجه إلى السويداء 2025-07-26جامعة دمشق تؤجل امتحانات فرعها في السويداء إلى موعد يحدد لاحقاً
صور من سورية منوعات أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25 بحث جديد: جلد القرش الأزرق يخفي تراكيب نانوية تساعده على تغيير لونه 2025-07-25
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |