الهضيبي: العالم أصبح ساحة للحروب الفكرية.. والحفاظ على الهوية الوطنية ضرورة في مواجهتها
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أكد الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد ، أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تستهدف من بناء الإنسان المصري، تحقيق المفهوم الواسع والشامل من تعليم وتنمية للمهارات والقدرات، وترسيخ لمفهوم الهوية الوطنية والثقافية والحضارية، وكذا التربية السليمة، التي يصعب اختراقها، مشيرا إلى أن الدول الأن يتم تدميرها من خلال ما يعرف بمثلث تدمير الشعوب والذي يتضمن نشر التطرف والإلحاد والأفكار الشاذة، التي تتعارض مع قيم المجتمع.
وقال " الهضيبي"، إن العالم بات ساحة للحروب ليست فقط العسكرية وإنما أيضا الحروب الفكرية، حيث الترويج للمثلية الجنسية، وتنظيم احتفالات ومسيرات تروج لها بالتزامن مع تزايد مضطرد للإلحاد، والتطاول على المؤسسات الدينية والنيل من مكانتها، فضلا عن أفكار متطرفه تستهدف تكفير الآخر بداية من الكلمة، وصولاً إلى الإقصاء والقتل باسم الدين، ومن ثم انتشار كبير للعنف والإرهاب، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين الدولة والمؤسسات الدينية والمجتمع المدنى من أجل مواجهة هذه الأفكار والحفاظ علي تماسك المجتمع.
ودعا عضو مجلس الشيوخ، جميع وسائل الإعلام ومنابر الفكر والأسرة المصرية وأولياء الأمور للمشاركة بفعالية في تعزيز جهود الدولة في مواجهة هذه الأفكار، وتوعية المجتمع بتداعياتها التدميرية علي المجتمع ، مؤكدا أن امتلاك مجتمع صلب ومتماسك ركيزة أساسية في مواجهة حروب الفكر، فضلا عن كونها نواة لمجتمع قوى راق واع متمسك بهويته الثقافية والدينية مهما بلغت حدة انتشار الأفكار الغربية الشاذة.
وشدد النائب ياسر الهضيبي، علي أن الدولة تعمل علي بناء الإنسان من خلال سلسلة من المبادرات بداية من حياة كريمة والمبادرات الصحية وصولا إلى مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان ، الأمر الذي يعكس حرص الدولة علي إحداث طفرة مجتمعية حقيقية، مطالبا بإطلاق مشروع قومي داخل المدارس المصرية والجامعات لتعزيز الهوية الوطنية وأهميتها في تماسك الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهضيبي الدكتور ياسر الهضيبي الرئيس عبدالفتاح السيسي الدولة المصرية الشعوب الإلحاد الأفكار الشاذة
إقرأ أيضاً:
أحرار العالم في مواجهة الإبادة.. أين العرب من تاريخ العدالة؟
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتفاقم المآسي، تقف غزة شاهدة على واحدة من أفظع جرائم الإبادة في العصر الحديث. بينما يرفع أحرار العالم من أمريكا اللاتينية والعالم صوتهم في وجه هذه الجريمة، ويتحركون على أرض الواقع من خلال محكمة العدل الدولية، يبقى العالم العربي، الذي يفترض أن يكون في طليعة المدافعين، غائبًا بشكل مريب. هذا الغياب ليس فقط غيابًا سياسيًا، بل هو انكسار أخلاقي يطرح سؤالًا مؤلمًا: أين العرب من تاريخ العدالة؟
في الوقت الذي تُحاصر فيه غزة، وتقتل أطفالها ونساؤها بلا هوادة، ترتفع أصوات دول من الجنوب العالمي، كالبرازيل، نيكاراغوا، كولومبيا، تشيلي، بوليفيا، وكوبا، لتعلن بوضوح مسؤولية الكيان الإسرائيلي عن جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب في القطاع المحاصر. فالبرازيل، كدولة كبرى في أمريكا اللاتينية، تتقدم الخطوات النهائية للانضمام إلى الدعوى المقدمة أمام محكمة العدل الدولية، حيث وصف رئيسها، لولا دا سيلفا، ما يحدث في غزة بـ»الإبادة الجماعية الممنهجة»، مؤكدًا أن هذه ليست مجرد صراع عسكري، بل قتل ممنهج للمدنيين الأبرياء.
هذه الخطوات ليست عشوائية أو مجرد بيانات شكليه، بل تحركات قانونية وإنسانية واضحة ترفع راية العدالة الدولية، وتحمل إسرائيل المسؤولية أمام محكمة لاهاي. وعلى النقيض من ذلك، يظل العالم العربي في حالة من الصمت المطبق، أو الأسوأ من ذلك، غارقًا في تحالفات سياسية ضيقة وأعذار واهية تمنعه من التحرك الفعلي على المستوى القانوني.
مفارقة لا تصدق أن دولًا لا تجمعها بفلسطين روابط الدم والقربى تتقدم في ساحات العدالة، فيما تتوارى دول عربية يفترض أنها أكثر حماسة والتزامًا بالقضية الفلسطينية عن هذه المعركة المصيرية. هذا الغياب العربي المروع لا ينعكس فقط على المستوى السياسي، بل هو سقوط أخلاقي مريع يُختزل في تاريخ أمة فقدت موقعها في أعظم قضاياها.
في يناير 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية أوامر مؤقتة بوقف الإبادة وفتح المعابر الإنسانية في غزة، لكنها لم تُحكم بعد في القضية، ما يفتح الباب لكل دولة للتدخل والدفاع عن الحق الفلسطيني. ومع ذلك، بقي هذا الباب مغلقًا أمام العرب، الذين تركوا غزة وحيدة في مواجهة آلة القتل، وتركوا التاريخ يسجل غيابهم المريع.
إن هذا الغياب ليس مجرد تقصير أو إهمال، بل هو خذلان مدوٍّ يطرح علامات استفهام كبيرة حول مصداقية مواقف أمة تدعي الدفاع عن قضايا العدل والحق. فالتاريخ لن يسأل من أدلى ببيان تنديد فقط، بل من وقف في وجه الظلم ورفع راية العدالة.
اليوم، تكتب أحرار العالم فصولًا ناصعة في سجل النضال ضد الإبادة، بينما تُسجل أمة العرب موقفها المؤلم في مقعد الغياب. هذا الاختبار ليس فقط للقضية الفلسطينية، بل هو اختبار لضمير أمة بأكملها. هل يستفيق العرب من صمتهم، ويعيدون كتابة تاريخهم من جديد في ميدان العدالة، أم سيبقى هذا الغياب وصمة لا تزول من ذاكرة الإنسانية؟