بوابة الوفد:
2025-07-30@00:49:43 GMT

إعلام سياسى لا يستحي

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

عندما نتأمل بعض المصطلحات المستخدمة عبر النشرات والتغطيات الإخبارية فى أوقات الحروب، سنفهم المواقف السياسية الى يتبناها الإعلام، فعلى سبيل المثال هناك العديد من الصراعات المسلحة حول العالم متعددة الأسباب والمناطق، يروق لأصحابها وحلفائهم أن يروجوا لها بحسب أهدافهم ونواياهم، وأقصد بالترويج هنا التناول الإعلامى لهذه الصراعات عبر مختلف وسائل الإعلام و أتحدث تحديدا عن لغة الإعلام السياسى فى ظل الصراعات، فقبل أكثر من عامين ونصف العام عندما قامت الحرب الروسية الأوكرانية، لاحظنا كيف تبنت وسائل الإعلام الغربية نهجا مختلفا تماما عن وسائل الإعلام الروسية ومن يتبعها، فإعلام الولايات المتحدة ودول الناتو ومعظم دول أوروبا قال إن ما حدث غزو من روسيا لأوكرانيا وعدوان صريح، فى حين تحدثت روسيا وإعلامها أن ما حدث هو عملية عسكرية قالت فى الشهور الأولى إنها محدودة ثم تخلت عن كلمة محدودة ليكون التوصيف «العملية العسكرية»، وبالطبع لو قمنا بتحليل الخطاب الإعلامى الغربى الذى يوصف الحرب فى أوكرانيا على أنها غزوة ستجد أنه على طول الخط يهاجم روسيا ويشيطنها و يصفها بالمحتل الغازى، وبالطبع هذا الخطاب ما هو إلا ترجمة للتحرك السياسى والعسكرى للدول التى تبنته، فعلى سبيل المثال أغدقت الولايات المتحدة وأوروبا بالأسلحة على أوكرانيا لمحاربة  الروس.

على الجانب الآخر لو تأملت الخطاب الإعلامى الروسى وكذلك فى الدول التى تؤيدها ستجد أنه يقول أن روسيا تشن عملية عسكرية محددة الأهداف بعد ما وصفته بـ«تحرش» الناتو بحدودها واضطهاد كل من يتحدث الروسية فى أوكرانيا، وأن روسيا بذلك ترد على مضايقات كانت تتسع لتحمى حدودها وقوميتها.

عندما اندلعت الحرب فى قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر وجدنا معظم وسائل الإعلام الغربية وعلى رأسها إعلام الولايات المتحدة كما لو كان يبث من تل أبيب، حيث تبنى السردية الإسرائيلية على طول الخط ولم يكترث للآلاف من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين قتلتهم إسرائيل فى الأيام الأولى للحرب، وتبنى مصطلحات من عينة «رد فعل» و «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها» و فتحت الولايات مخازن أسلحتها لإمداد إسرائيل بما تحتاجه لتقتل به المزيد من الفلسطينيين!! ولم توجد فى البداية وسيلة إعلامية واحدة فى الولايات المتحدة أو أوربا تدين ما وصفته وقتها بـ«رد فعل إسرائيل» بل بالعكس كانت تسوق المبررات اللا أخلاقية لقتل الفلسطينيين العزل و تجويعهم و إذلالهم، ومع الوقت وبعد أسابيع من المجازر بدأت تتضح الصورة تدريجيا ليظهر أن ما تفعله إسرائيل ليس رد فعل بل هو جرائم إبادة جماعية، فبدأت بعض وسائل الإعلام فى أوروبا تخفف تدريجيا من حدة نبرتها فى الدفاع عن إسرائيل حتى تخلت عن هذا الدفاع من وقع المأساة الإنسانية فى قطاع غزة، لكن حتى اليوم مثلا لم يتخل الإعلام السياسى الأمريكى عن مصطلح من «حق إسرائيل الدفاع عن نفسها».

قبل أيام اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وبدأت بتفجير أجهزة «البيجر» و اللاسلكى وكل يوم هناك عشرات الشهداء، وهنا أيضا لعب الإعلام الغربى نفس الدور الذى لعبه فى بداية العدوان على غزة، ووجدنا فى النشرات وافتتاحيات الصحف الغربية مانشيتات «إسرائيل تؤدب حزب الله» وتوصفت الحزب بأنه مؤسسة إرهابية ومن سياق الحديث تستشعر أن الإعلام الغربى يريد أن يقول «حسنا تفعل إسرائيل!!»

فى الوقت الذى يصرخ فيها عالمنا العربى منددا بما فعلته و تفعله إسرائيل فى غزة و لبنان وتسميه بالعدوان وهو كذلك لم تنطق وسيلة إعلام غربية ببنت شفه أن هذا أو ذاك عدوان، إنها لغة السياسة الفجة التى لا تستحى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المواقف السياسية الصراعات الولایات المتحدة وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)

نظّم ناشطون أمريكيون، مساء الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقار عدد من كبرى وسائل الإعلام الأمريكية في العاصمة واشنطن، للتنديد بما وصفوه بـ"الانحياز الفاضح" في تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، و"المشاركة في تبرير الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

وتجمّع العشرات من المحتجين أمام مقار شبكات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC)، و"إم إس إن بي سي" (MSNBC)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، القريبة من مبنى الكونغرس الأمريكي، رافعين لافتات وصوراً مؤثرة لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

ورفع المشاركون صوراً لأطفال ظهرت عظامهم تحت الجلد، كُتب عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال".

???????? ABD’nin Washington DC kentinde yaşayan aktivistler, NBC News ve FOX News genel merkezlerinin önünde toplanarak Gazze’de derinleşen açlık krizine dikkat çekmeye çalıştı. pic.twitter.com/AVZi0Y5pxl — A Haber (@ahaber) July 29, 2025
كما حملوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية" و"وسائل الإعلام الأمريكية تبرّر جرائم إسرائيل". ورددوا شعارات غاضبة، منها: "الإعلام يكذب.. غزة تموت"، "فوكس نيوز عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".

وأعلن النشطاء نيتهم التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية، وتنظيم وقفات احتجاجية يومية، للضغط من أجل تغيير سياسات التغطية الإعلامية.

"الإعلام يشرعن الإبادة"
وقالت الناشطة حزامي برمدا، إحدى منظمات الفعالية، في كلمة خلال الوقفة، إن وسائل الإعلام الأمريكية "شاركت بشكل مباشر في شرعنة الجرائم الإسرائيلية من خلال تحريف الرواية وتجاهل صوت الضحايا الفلسطينيين".

وأضافت: "بدلاً من فضح سياسة التجويع القسري ومنع دخول المساعدات، أسهم الإعلام الأمريكي في تبريرها، وقلّل من شأن الجرائم، وتجنّب استخدام المصطلحات القانونية التي تصف الحقيقة كما هي، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".

وأشارت برمدا إلى أن المؤسسات الإعلامية الأمريكية "ساهمت بشكل مباشر في إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب، وساعدت على استمرار الدعم السياسي والعسكري الأمريكي له"، مؤكدة أن "لو قام الإعلام بواجبه المهني، لكان الضغط العالمي قادراً على إنقاذ حياة آلاف الأطفال في غزة".


تضليل متواصل رغم الكارثة
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تزايد الانتقادات لتغطية وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الأمريكية، للعدوان على غزة منذ اندلاعه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تُتهم هذه الوسائل بتجاهل المجازر، وتبني الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وتغييب المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في ظل الحصار الخانق والمجاعة المتفشية.

وكانت منظمات حقوقية وصحفية قد وثّقت مقتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين بنيران الاحتلال خلال تغطيتهم للحرب في غزة، في ظل منع تام لدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع، ما جعل مصادر المعلومات محدودة، وأفسح المجال أمام التلاعب بالرواية من قبل الاحتلال.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية الكارثية.

مقالات مشابهة

  • التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
  • ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)
  • السلاح الجديد لتركيا يتصدر المشهد في الولايات المتحدة! “أردوغان يعيد تشكيل المعادلة”
  • إعلام عبري: إسرائيل ستلجأ لضم أراض في غزة حال فشل التوصل إلى اتفاق
  • وسائل إعلام: وفد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين يزور الصين
  • وسائل إعلام أجنبية تبرز نداء الرئيس السيسي لترامب بوقف حرب غزة وتأكيد مصر عدم إعاقة المساعدات
  • إعلام الإبادة
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن: أميركا استنفدت ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل وإيران
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران