افتتح الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، بحضور المهندس حازم الأشمونى محافظ الشرقية، اليوم السبت، أعمال التطوير والاحلال والتجديد للملعب الخماسي بمركز شباب أحمد عرابى بالزقازيق، والذى تقدر تكلفته بنحو 477.452 جنيهًا.

 وقال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إنه تم تنفيذ حزمة من الأنشطة والبرامج لتطوير المنشآت داخل جميع المحافظات في ضوء توجيهات القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن الوزارة ماضية في التوسع في المشروعات بالمحافظات المختلفة، والتي تلقى إقبالًا كبيرًا من النشء والشباب.

وأكد وزير الشباب والرياضة أنه يتواجد بشكل مكثف وفعلي في كافة محافظات الجمهورية،  ويسير بخطى ثابتة ومتقدمة في أعمال التطوير، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في أحقية الشباب والأسر المصرية في توفير البنية الرياضية والشبابية، والتي تتكفل لهم بممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية بتلك المنشات، والتي يتم العمل علي تطويرها وتنميتها، ليستفاد بها الشباب والأسرة المصرية.

 وشهد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، فقرة فنية تمثل وقفة الزعيم والقائد أحمد عرابى قائد الثورة العرابية، والتى جاءت فى سياق احتفالات محافظة الشرقية بعيده القومى، متابعًا أنشطة الأكاديميات والفرق الرياضية بمركز الشباب (الكاراتية - كرة القدم)، وتم التقاط الصور التذكارية مع الفرق والأكاديميات الرياضية الموجودة بمركز الشباب.

FB_IMG_1727522024117 FB_IMG_1727522029817 FB_IMG_1727522035103 FB_IMG_1727522018704

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شباب الكاراتيه محافظة الشرقية فقرة فنية القيادة السياسية اعمال تطوير أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الفرق الرياضية مراكز الشباب الصور التذكارية مركز الشباب تطوير المنشأت الإحلال والتجديد وزیر الشباب والریاضة

إقرأ أيضاً:

« التحولات الوطنية بعد ثورة 30 يونيو».. ندوة بمركز شباب قنا

أقام مركز شباب مدينة قنا ندوة تثقيفية توعوية احتفالا بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، حاضر فيها الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، وأدارها أسامة قدوس مصطفى، رئيس مجلس إدارة مركز شباب مدينة قنا.

جاء ذلك بحضور محمد زكي، المدير التنفيذي للمركز، وإبراهيم أحمد محمود، أمين الصندوق، والدكتور محمود مبارك عضو مجلس الإدارة، وعلي نبيل، المنسق الإعلامي للمركز، وأعضاء مجلس إدارة المركز، ولفيف من القيادات الشبابية بمراكز وأندية الشباب، من بينهم أشرف سعد، رئيس مجلس إدارة نادي قنا الرياضي، ومنتصر صلاح، رئيس مجلس إدارة مركز شباب المعنا، ومحمد نصاري، رئيس مجلس إدارة مركز شباب عزبة حامد، وفريدة الزمر، منسق كيان شباب الوطن للريادة والتنمية بقنا، وحسين البارودي، عضو الكيان، كما حضر لفيف من الشباب أعضاء المركز، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية بمحافظة قنا.

من جانبه، قال أسامة قدوس مصطفى، رئيس مجلس إدارة مركز شباب مدينة قنا، إن ثورة الثلاثين من يونيو ستظل علامة فارقة في تاريخ الوطن، إذ أعادت لمصر هويتها الوطنية، وأنقذتها من مصير مجهول كان يهدد كيان الدولة ومؤسساتها، وأكد أن هذه الثورة المجيدة كانت انتصارًا لإرادة الشعب المصري في مواجهة حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت اختطاف الدولة، وأن ما تحقق بعدها من إنجازات في شتى المجالات في ظل القيادة الرشيدة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد أن المصريين كانوا على قدر المسؤولية في حماية وطنهم.

وأضاف "قدوس" أن مراكز الشباب، بدعم من وزارة الشباب والرياضة، تؤدي دورًا مهمًا في رفع الوعي الوطني وتعزيز الانتماء، وأن تنظيم هذه الندوات التثقيفية يأتي في إطار التفاعل البناء مع الأحداث الوطنية، لترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة.

وأكد الدكتور علي الدين القصبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، أن الدولة المصرية بعد 30 يونيو أعادت اكتشاف ذاتها وإمكاناتها، فلأول مرة أصبح لدى مصر خطة مستقبلية واضحة المعالم حتى العام 2030، كما سخرت مصر مواردها بما يعود بالنفع على شعبها ومحيطها، فمعالم ذلك التصحيح بدأت تظهر جلية من حيث حصاد الإنجازات على كافة المستويات، بفضل سياسة ورؤية حكيمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد لمصر الأمن والاستقرار بمحاربته للإرهاب والقضاء عليه، وانتشرت المشروعات التنموية في كافة ربوع مصر بلا استثناء، في الصعيد وسيناء والوجه البحري والمناطق الحدودية، جمهورية جديدة ذات حياة كريمة، مدن جديدة ذكية، تنمية حقيقية في البنية التحتية والطرق السريعة والكباري والتعليم والثقافة والصحة، أَتاحت تدفق الاستثمارات، فضلًا عن نجاح في تمكين الشباب والمرأة بشكل غير مسبوق، بدفعهم إلى الأمام حتى أصبحوا يتولون المناصب القيادية بالدولة، كما تم توفير فرص لكل من يتطلع لعمل جيد بفضل مشروعات التنمية الجديدة التي أعادت لمصر الريادة.

وأضاف: على الرغم من التهديدات الإقليمية والتحديات الاستراتيجية، إلا أن العمل يسير على وتيرة واحدة في مختلف القطاعات والمجالات، سواء المشروعات القومية أو ملف الرعاية والحماية الاجتماعية، ومن ثم كانت 30 يونيو هي البداية الحقيقية للجمهورية الجديدة. وستظل مصر منبعًا للسلام والمحبة والنسيج الوطني الواحد، وواحةً للأمن والأمان والاستقرار، وأن مثل هذه المناسبات والفعاليات الوطنية تعد فرصة طيبة للتأكيد على روح المحبة والمودة والتسامح التي تجمع بين شعب مصر العظيم بمسلميه ومسيحييه كنسيج واحد في جسد الوطن.

وأشار قائلا: من هذا المنطلق حرصت وزارة الشباب والرياضة من خلال مديرية الشباب والرياضة بمحافظة قنا على حث مراكز الشباب لإثارة الوعي القومي وتعميق الانتماء الوطني حول قضايا الوطن، وضرورة عقد مثل هذه الندوات التوعوية التثقيفية لتحقيق الفائدة المرجوة والإجابة على تساؤلات الجمهور، ونجتمع اليوم في مركز شباب مدينة قنا، بهدف تنمية وعي الشباب حول قضايا الوطن المصيرية، وهي قضية الأمن القومي ومواجهة التحديات من خلال قراءة سوسيولوجية تحليلية لأبعادها.

وأكد أنه لولا يقظة الشعب المصري وانحياز جيشنا الوطني العظيم لإرادة شعبه في 30 يونيو 2013، للإطاحة بحكم الجماعة الفاشية الإرهابية، لكانت الدولة المصرية قد سقطت في غياهب الفشل والتحلل، وهو ما كان وما زال مخططًا له بالفعل.

وقال الدكتور علي الدين القصبي: تضافر مع هذه الثورة ونجاها من حرب أهلية أن الجيش المصري مارس مهمته التاريخية في الالتحام والوقوف إلى جانب شعبه واحتضانه، ومن هنا سوف يتذكر التاريخ أن ثورة 30 يونيو هي الابنة الشرعية لثورة 25 يناير وتصحيح واستعادة لها، وأنه منذ ذلك الحين ومصر تسير بثبات على مسار التنمية وبناء الدولة الحديثة.

وأوضح أن مصر شهدت تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية وفقًا لأفضل المعايير العالمية، لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولي، إيمانًا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية. وانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، الأمر الذي كان يمثل الهدف الأساسي للرئيس السيسي خلال الفترة من 2014 إلى 2018، في العمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وترسخ على مدار هذه الفترة أن استعادة مكانة الدولة يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين، وأن عملية البناء والتنمية مستمرة وصولًا إلى مستقبل مشرق، مع التأكيد بأن بناء مصر الجديدة القوية أصبح راسخًا في وجدان الجميع مع الالتزام باحترام حقوق الإنسان، وترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح.

وقال إن مظاهر منجزات ثورة 30 يونيو 2013م تشمل: بقاء الدولة وترسيخ استقرارها، محاصرة الإرهاب وكسر شوكته، بناء جمهورية جديدة، تحقيق التنمية المستدامة، ترسيخ العدالة الاجتماعية، والحوار الوطني.

وأوضح أن الدولة المصرية مضت على مدار 12 سنة فائتة في مساري بقاء الدولة وترسيخ أركانها وبناء المستقبل، إذ انتقلت من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، انطلاقًا من قناعة ثابتة بأن استعادة مكانة الدولة يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين، ووجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية غير المسبوقة، مدعومة باصطفاف ودعم الشعب خلف قيادته، لتحقيق نهضة شاملة وغير مسبوقة بكافة مناحي الدولة.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية المعنية نجحت خلال الفترات الماضية في تحقيق نجاحات غير مسبوقة، كان من شأنها القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه من جانب، وكذلك مكافحة الجريمة المنظمة والحد منها.

وأكد الدكتور علي الدين القصبي أن ثورة الثلاثين من يونيو كانت سدًا منيعًا ضد الإرهاب، حيث كان من ثمار تلك الثورة محاربة الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار الداخلي، ومواجهة كافة التحديات والأزمات التي كادت أن تكون جزءًا من الحياة اليومية للشعب المصري.

وأضاف: شهدت مصر تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة عصرية وفقًا لأفضل المعايير العالمية، لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية، إيمانًا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية.

وقال القصبي إن ثورة 30 يونيو كان لها انعكاس كبير على مفهوم بناء الإنسان في كافة القطاعات، خاصة مع تدشين الجمهورية الجديدة التي ترفع شعار "بناء الإنسان المصري"، وتهتم بتحسين مستوى معيشته وثقافته ووعيه، وتغرس فيه الهوية الوطنية. وقد شكّلت قضية الهوية وحماية الوعي المصري من الاستهداف الفكري على رأس أولويات مشروع الجمهورية الجديدة، فبجانب البناء والتعمير الحاصل في مدن ومحافظات مصر، كان لبناء الإنسان فكريًا وثقافيًا النصيب الأكبر، وتُدرك الدولة المصرية الجديدة المعادلة بين بناء الحجر وبناء الإنسان، فلا قيمة لأي مجتمع سليم إلا بوجود وعي قائم ضد أي محاولات لاستهدافه أو استمالته.

وقال القصبي إن الدولة المصرية بعد ثورة يونيو رسمت خطتها المستقبلية واضحة المعالم في "رؤية مصر 2030"، والتي تُعد النسخة المصرية من أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة في عام 2015، والتي أقرت عددًا من الأهداف التنموية في عدة مجالات، وحددت العام 2030 لتحقيقها على المستوى الدولي.

وقد نجحت مصر في إنشاء 8 مطارات جديدة، وإنشاء 26 مركزًا سياحيًا، و22 مدينة صناعية، واستصلاح 4 ملايين فدان، وإنشاء مشروع طرق عملاق بأطوال تصل إلى 4800 كيلومتر، وإنشاء 3 محطات لتوليد الكهرباء، والمجلس الأعلى للاستثمار، ومحور تنمية قناة السويس، وإنشاء محطات الضبعة النووية، وزيادة نصيب المواطن من الدعم، وإطلاق قمر صناعي جديد، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وحول جهود الدولة المصرية في ترسيخ العدالة الاجتماعية، أطلقت مبادرة "حياة كريمة" في مستهل عام 2019، كمبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة لفئات المجتمع الأكثر احتياجًا في كافة المجالات، كالصحة والتعليم. وتكمن أهمية المبادرة في كونها أول وأكبر برنامج من نوعه لتطوير الريف المصري بالكامل على مدار التاريخ المصري الحديث، وهي واحدة من أكبر البرامج التنموية في العالم، قياسًا بعدد المستفيدين المباشرين منها، والذي يُقدر بحوالي 58 مليون مواطن يمثلون قرابة 56% من سكان مصر، ونطاقها الجغرافي الذي يغطي نحو 4500 قرية موزعة على 22 محافظة، وشمول تدخلاتها لكافة قطاعات التنمية، حيث تتخطى الموازنة المرصودة لتنفيذها تريليون جنيه مصري، ما يضمن لأهالي قرى الصعيد خدمات طال انتظارها لعشرات السنين.

وتحدث "القصبي" عن الحوار الوطني باعتباره مقدمة لمرحلة جديدة من الإصلاحات السياسية تتواءم مع الجمهورية الجديدة، حيث فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في 27 أبريل 2022 بالدعوة إلى حوار سياسي جامع مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز. وقد قوبلت هذه الدعوة بترحيب شديد من مختلف الأوساط السياسية والشارع المصري، وانطلقت أولى جلسات الحوار الوطني في 5 يوليو 2022، بمشاركة كافة أطياف المجتمع، واستنادًا إلى ثلاثة محاور رئيسية: الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بهدف إعلاء مصلحة الوطن أولًا وترتيب أولويات العمل الوطني للجمهورية الجديدة.

كما تحدث الدكتور علي الدين القصبي عن التهديدات الإقليمية وخريطة توزيع القوة بين الفاعلين الدوليين والإقليميين.

وأوضح أن الولايات المتحدة: عملياً، لا تزال تمثل القوة العظمى ذات نفوذ واسع في أوروبا والشرق الأوسط، رغم ما تواجه من تحديات غير مسبوقة بسبب صعود قوى جديدة وتغير الأولويات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن الحرب في أوكرانيا كانت اختباراً لمدى قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على قيادتها للنظام العالمي في وجه التحديات الروسية، في حين أن الشرق الأوسط هو اختبار لدورها المستجد في حال خسرت المعركة في أوروبا أمام روسيا. وتُعد المنطقة العربية نفوذ تقليدي للولايات المتحدة بسبب أهميته الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصاً مع احتياطيات النفط الضخمة. لكن في السنوات الأخيرة، شهدنا تغيرات ملموسة في الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة، مدفوعة بسياسات استراتيجية عدة أولها التوجه نحو آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة النفوذ المتزايد للصين، مما أدى إلى تراجع نسبي في اهتمامها بالمنطقة العربية. ثانيها تراجع اعتماد واشنطن على نفط الشرق الأوسط مما عزز من التزامها العسكري والسياسي في التوجه شرقاً إلى آسيا. وأدى ذلك إلى صعود قوى إقليمية جديدة على طول ساحة الشرق الأوسط.

وقال: استغلت كل من روسيا والصين تراجع النفوذ الأميركي لزيادة حضورها في المنطقة بالرغم من انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، فإنها لا تزال تحتفظ بنفوذ مهم في الشرق الأوسط وتعاون عسكري واقتصادي بارز مع دول إقليمية على حساب الولايات المتحدة. بينما تسعى الصين باعتبارها قوة اقتصادية في الأساس إلى تعزيز حضورها في الشرق الأوسط من خلال مبادرات مثل الحزام والطريق وعقد شراكات اقتصادية طويلة الأجل مع دول الخليج، مما يُعد تحدياً للنفوذ الأميركي التقليدي.

وقال "القصبي": من المفيد استعراض معالم المسرح الإقليمي الشرق أوسطي وما يحمله من تهديدات ومتغيرات جيوسياسية في المنطقة كلها، نابعة من الأطراف الفاعلة فيه وتناقض مصالحها والتفاعلات الناجمة عن هذه التناقضات. وتنحصر مشاكل الدول العربية مع دول الجوار في ثلاث دول هي: إيران وتركيا وإسرائيل، نتيجة محاولاتها صوغ تفاعلات إقليمية تخدم مصالحها والتدخل في الشؤون الداخلية العربية، دون مراعاة قواعد القانون الدولي الناظمة للعلاقات بين الدول، في سعي علني وواضح لتعزيز نفوذها وتعظيم أدوارها الإقليمية على حساب الدور العربي. وتنطبق هذه الأطراف من حرصها على استغلال المرحلة الراهنة، التي تشبه إلى حد بعيد ما حصل في أوروبا الشرقية والبلقان، حيث إن هذه المنطقة ذاهبة إلى صياغة جغرافية وسياسية جديدة، وبالتالي هناك فرصة إستراتيجية سانحة للمشاركة في هذه الصياغة بحيث يكون للعرب الدور الأساس في تحديد معالمها.

وقال إن إسرائيل غالبًا ما تدّعي حقها في تأمين مساحة أمان تحميها من قاطني المنطقة العربية، مبررة ذلك بأن مساحة العالم العربي تزيد عن 14 مليون كيلومتر مربع، في حين لا تتجاوز مساحة إسرائيل آلاف الكيلومترات، وكأنها تريد القول إن إسرائيل التي تتفوق قوتها على قوة العالم العربي مجتمعة، تستحق أن يكون لها سيطرة على أراضٍ أكبر، وبالتالي لا يحق للعرب المطالبة بأراضيهم المحتلة.

وأشار إلى أن الأطماع الإسرائيلية في البلاد العربية حول عدة عناصر: المياه، والأرض، والغاز، والنفط.

وأوضح أن إسرائيل لا تخفي طمعها في المياه العربية، في لبنان وسوريا وفلسطين، وتعتبر الجولان السورية مصدرًا مهمًا للمياه، لذلك تسعى إلى التشبث بها من خلال استغلال الأزمة في سوريا. كما تتجسد أطماعها في الأرض من خلال محاولات إسرائيل الدؤوبة للسيطرة على القدس وجزء كبير من الضفة الغربية، بالإضافة إلى منطقة غور الأردن، وكذلك هضبة الجولان السورية، وتسعى إسرائيل للسيطرة على منابع النفط والغاز المكتشفة في لبنان وغزة، والادعاء بأنها تقع ضمن مياهها الإقليمية.

وأضاف: كما أن إسرائيل في حربها على غزة تسعى للقضاء على حماس، كما قضت على حزب الله، وعلى الأسد، وحتى على الحشد الشعبي في العراق، وتهاجم إيران. لكن الحوثي يعتقد أنه أقوى من كل هؤلاء لأنه بعيد بعض الشيء عن إسرائيل، ولا يعلم أن إسرائيل قتلت رئيس حماس وهو في حضن "الخامنئي" في إيران.

وقال "القصبي": في حال تمكنت إسرائيل من إخراج الميليشيات الموالية لإيران من دائرة التأثير الإقليمي، فإن هذا التحول الدراماتيكي سيؤدي إلى انهيار المشروع الإيراني الإقليمي، ويعيد تشكيل النفوذ الأميركي والإسرائيلي كقوة لا منازع لها في المنطقة.

وعن إيران قال "القصبي" إن إيران نسجت من البوابة الشرقية للعرب نفوذًا بلغ ذروته بالإقامة عند ضفاف البحر الأبيض المتوسط. فإيران كانت متغلغلة في العراق وسوريا بذريعة تحرير العراق من الاحتلال الأميركي، ودعم سوريا في مقاومة إسرائيل، مع أن نخبة الحكم العراقي، الصديقة لإيران، هي من استدعت القوات الأميركية، ومع أن النظام السوري كان قد أغلق جبهات الصراع مع إسرائيل منذ عقود طويلة. وتعتمد إيران على استراتيجية شاملة لحيازة المكانة والنفوذ الإقليميين، قائمة على تعزيز عناصر القوة وملء الفراغات الناشئة عن التغيرات الحاصلة في اختلالات التوازن المستمرة التي تشهدها المنطقة باطراد.وتستهدف إيران السيطرة على العراق بالصورة التي لا تسمح بقيام عراق مهدد لها مجددًا كما كان في السابق، وكذلك تذليل العراق كسوق خلفية لها. ولتحقيق هذه الأهداف، عملت إيران على السيطرة على المشهد العسكري بالكامل عن طريق الميليشيات المختلفة المتدربة والممولة من فيلق القدس، لتمنع قيام أي قوة عسكرية أخرى خارج نطاق نفوذها.

وأشار إلى أن إيران تسعى إلى نزع الهوية العربية عن المجتمعات العربية وتحويلها إلى هويات طائفية، عبر سياسات خشنة وناعمة في آن واحد، حيث دمرت المجتمعات المحلية "السنية" في سوريا والعراق بذريعة محاربة الإرهاب، كما تستخدم "التشييع" لتغيير هوية هذه المجتمعات، عبر استغلال المجتمعات التي حطمتها الحروب وأفقرتها. وفي نهاية المطاف، سيعتمد مستقبل النفوذ الإيراني على قدرتها على التكيف مع التغيرات المتسارعة في المنطقة، وعلى قدرتها على الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية ودعمها.

وقال: تتوزع خريطة المناطق التي تستهدفها الأطماع التركية على مساحة واسعة من الجغرافيا العربية، ويمكن حصرها كالتالي: مناطق غرب العراق: الموصل وكركوك، إذ طالما ادعت تركيا أن هذه المناطق امتداد لهضبة الأناضول، وأن سكانها من الأكراد والتركمان من أصول تركية، وتدعي أن لها حقوقًا في نفط هذه المناطق. ومناطق شمال سوريا: من حلب إلى القامشلي، حيث تعتبر تركيا حلب جزءًا منها، وبقية الشمال السوري عمقًا إستراتيجيًا وحيويًا للدولة التركية، وتتذرع بحماية التركمان في هذه المناطق. و ليبيا: حيث تتذرع تركيا بحجة الوقوف مع الحكومة المعترف بها دوليًا "حكومة الوفاق"، وحماية الليبيين من أصول تركمانية الموجودين في مصراتة ومدن أخرى، وتدعي أن عددهم يبلغ مليون نسمة. والسودان والقرن الأفريقي: سعت تركيا في السنوات الأخيرة إلى بناء قواعد عسكرية في السودان، وتمددت في جيبوتي، وتحاول شركاتها التنقيب عن النفط في الصومال، وقد استثمرت حاجة هذه البلدان إلى المساعدات الاقتصادية وتهميشها من قبل المحيط العربي.

وتطرق "القصبي" إلى عملية "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3" مشيرًا إلى المواجهة بين إسرائيل وإيران، قال انه على الرغم من أن إيران لم تترك المفاوضات، وكانت تستعد بالفعل لجولة جديدة من التفاوض مع واشنطن بوساطة خليجية قبل الهجوم الإسرائيلي عليها فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025، فقد شنت إسرائيل هجمات مفاجئة على إيران في إطار ما أطلقت عليه عملية "الأسد الصاعد"، والتي شكلت تحولًا نوعيًا من نمط "حرب الظل" إلى مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق، تتجاوز من حيث الحجم والتأثير أي تصعيد سابق شهده الشرق الأوسط. وتستند "حرب الظل" إلى العقيدة الأمنية الإسرائيلية، التي ترتكز على الأعمال الاستخباراتية والاغتيالات والعمليات النوعية في دول معادية مثل: التخريب واغتيال شخصيات سياسية وعسكرية وعلمية، كتصفية علماء في البرنامج النووي وشخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني. وقد جاءت عمليات الاغتيال بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة جُمعت منذ عام 2010م، وتكفلت بها وحدة "أمان"، من خلال زرع جواسيس داخل إيران وتتبع المقربين من العلماء.

وأشار الدكتور علي الدين القصبي إلى أن جهاز "الموساد" نفّذ على مدى الأشهر الأخيرة "عملية سرية معقدة" داخل الأراضي الإيرانية، أدت إلى تهريب ذخائر وقطع غيار لطائرات مسيرة، ومعدات دقيقة التوجيه، تم تمريرها عبر حقائب سفر وحاويات شحن إلى داخل إيران. كما تم إنشاء قاعدة سرية للطائرات المسيرة قرب العاصمة الإيرانية طهران، واستخدمت بطاقات الاتصال المتصلة بالإنترنت كمنصة للتخطيط والإسناد وتنفيذ العمليات العدوانية. وقد أُعيدت فرق من الكوماندوز التابعة للموساد إلى داخل إيران بعد تلقيهم تدريبات في دول ثالثة، وتمركزوا في مواقع استراتيجية قبل انطلاق الضربات الجوية. وكشفت السلطات الإيرانية، بعد المسوحات الميدانية ومقارنة إحصائيات انقطاع الإنترنت على منصة "نت بلوكس" مع أوقات الاغتيالات، أن عدد الاغتيالات انخفض بنسبة 85% خلال فترات انقطاع الإنترنت. كما دعت السلطات المواطنين إلى اليقظة والإبلاغ عن تحركات أو أشخاص مشبوهين، بعد أن تبيّن أن عملاء لإسرائيل شاركوا في تنفيذ عمليات معادية لإيران.

وفي رد فعل سريع، شنت إيران في نفس اليوم هجمات واسعة على إسرائيل، أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في مختلف أنحاء إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، في محاولة واضحة لإظهار قدرتها على الرد السريع والموجع، وخلق توازن، أو على الأقل الحد من التفوق العسكري الإسرائيلي، وتوجيه رسالة مفادها أنها لن تظل تحت تهديد الضربات المباشرة دون رد.

وكان الرد الإيراني مفاجئًا في قوته وسرعته، حيث أحدث تغييرًا جذريًا في المزاج العام داخل إسرائيل، وخلق صدمة عميقة داخل المجتمع والنخبة السياسية والعسكرية على حد سواء. وقد تشير تلك العملية إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية الأكثر تعقيدًا وطولًا بين إسرائيل وإيران. أما الضربات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية صباح الأحد 22 يونيو، فكانت محكمة للغاية، حيث استخدمت واشنطن ثلاث طائرات من طراز B-2 لتنفيذ الهجوم على منشأة فوردو النووية، المحصنة تحت جبل بعمق يقارب 300 قدم. وقد كانت كل طائرة مجهزة بقنبلتين خارقتين للتحصينات من طراز GBU-57، وهي من أثقل القنابل غير النووية في الترسانة الأميركية، وتبلغ تكلفة هذه الضربة حوالي سبعة مليارات دولار، مما يثبت أن واشنطن أرادت إحداث شلل جزئي للضغط دون السقوط في فخ حرب استنزاف، بالإضافة إلى بعث رسالة إلى الداخل الأميركي بأن هيبة الردع قد عادت دون جر الجيش إلى حرب شاملة.

وقال القصبي إن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل توقفت بعد مرور 12 يومًا، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن الهدف الأهم من تدخله هو استغلال ضعف إيران ودفعها للدخول في مفاوضات تتعهد خلالها، وهي في موقف استسلامي، بتخفيض حاد في ترسانتها من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وقدرات تصنيعها.

وعن الأمن القومي المصري، أكد الدكتور القصبي أن الدولة المصرية تواجه تهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، في مقابل قوة مصرية شاملة تستند إلى أدوات متعددة، منها الدبلوماسية، والقوات المسلحة، وأجهزة الأمن، والتي تشكلت بعد ثورة 30 يونيو، لحماية الداخل والتصدي لأي مخاطر خارجية، وضمان استقرار البلاد وحق الشعب في البقاء والازدهار.

وشدد على أن مصر تظل صامدة وقوية أمام حجم التحديات الإقليمية، بفضل تماسكها الداخلي، ووعي شعبها، وتكامل مؤسساتها. وأكد أهمية التماسك المجتمعي والاصطفاف الوطني في مواجهة الضغوط الداخلية والتهديدات الخارجية، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط تستهدف تفكيك وحدة المجتمع وتضليل الرأي العام، ما يتطلب مزيدًا من اليقظة والوعي.

وأكد الدكتور علي الدين القصبي أن شباب الأمة هم كلمة السر في المستقبل، وأيقونة التحدي في الحاضر، فمصر ستبقى بسواعد شبابها الأوفياء، الذين يحملون وعيًا حقيقيًا بمجريات الأمور، ولا يمكن الاستخفاف بهم أو تضليلهم. فهم، كأجدادهم، صناع حضارة لا تُمحى، ونحتوا أمجادهم في الصخور، وهم على وعي بالأخطار المحدقة بالأمن القومي.

وشدد على أن أفضل وسيلة لحماية الأمن القومي هي تكاتف الشعب خلف قيادته، مستعدًا دائمًا للتهديدات، وواعيًا بأهداف الدولة، مؤمنًا بمكانتها. فمصر ستظل قوية بفكر قائدها، وصمود شعبها، وقوة شرطتها، وبأس جيشها.

مقالات مشابهة

  • « التحولات الوطنية بعد ثورة 30 يونيو».. ندوة بمركز شباب قنا
  • وزير الإسكان يُعلن الانتهاء من تنفيذ وتسليم مركز شباب نموذجي ببدر
  • وزير الإسكان يتابع أعمال التطوير ومشروعات مركز مارينا العلمين السياحي
  • وزير الإسكان: الانتهاء من مركز شباب نموذجي بمنطقة النوادى بمدينة بدر
  • وكيل الشباب والرياضة بالفيوم يشهد فعاليات قرعة دوري الكيانات الشبابية
  • مديريات الشباب والرياضة تحتفل باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • بتكلفة 3.5 مليون جنيه.. إنشاء ملعب سباعي بمركز شباب قرنفيل بالقليوبية
  • محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير ورفع كفاءة ميدان الخالدين وتحسين مستوى الخدمات
  • محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير ميدان الخالدين وحديقة الفردوس بأشمون
  • مدير الشباب والرياضة بقنا يستقبل فريق شباب يدير شباب YLY