مفتي الجمهورية:لا يخلو عصر من وجود طائفة تجعل من الإلحاد بوابة تتبوأ بها مكانًا عليًّا
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
قال الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن من أولى القضايا التي نحتاج إلى نقاشها في ملتقى «رؤية إسلامية في قضايا إنسانية»، خلال أسبوع الدعوة الإسلامية الذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر– من أولى هذه القضايا قضية الإلحاد، والإلحاد في أبسط معانيه ينظر إليه على أنه ميل وعدول من حق إلى باطل، يستوي في ذلك الأمر سواء وُصف بأنه أمر صغير أو وُصف بأنه أمر كبير".
وأضاف خلال كلمته بالملتقى مساء اليوم الأحد بالجامع الأزهر الشريف أن قضية الإلحاد من القضايا المهمة التي يلزم عنها القلق والاضطراب، ويلزم عنها الصراع النفسي، ويلزم عنها التجرؤ على الذات الإلهية، ويلزم عنها التهوين من شأن المقدس، ويلزم عنها وضع الأمور في غير موضعها. وحقيقة هذه القضية، عندما نتوقف أمامها لا نستغرب إذ إنها قضية قديمة حديثة، ولا نظن أن عصرًا من العصور يخلو من وجود شبهة أو طائفة تجعل من الإلحاد بوابة لها، ترى أنه به ومن خلاله يمكن أن تتبوأ مكانًا عليا، وأن تحقق لنفسها مكاسب دنيوية أو منافع شخصية، وأن يكون لها مزيج في واقع الناس. ومن ثم تأتي مثل هذه اللقاءات، نحاول أن نفتش عن بعض أسبابها، ولا أقول كل الأسباب، باعتبار أن الوقت محدود والزمن محدود.
وناقش مفتي الجمهورية في كلمته بعض الأمور التي قد تدفع بالإنسان إلى الوقوع في الإلحاد أو في دائرة الملحدين، خصوصًا وأن هذه الأسباب أحيانًا تتجاوز المنطق والعقل والنقل بل والعلم، ولعل أولى هذه الأسباب، يقع الإنسان بسببها في دائرة الإلحاد، هو خوض العقل في غير مجاله، وقد خلق وقده الإنسان منا وأرسل الرسل وأنزل الكتب، ثم أعطى للإنسان قانونًا يمكن من خلاله أن يميز بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، بين الطيب والخبيث، وهو قانون العقل والفكر، يعاونه في ذلك الوحي المنزل والرسالات الإلهية.
وتابع المفتي أن الإنسان منا يمكن أن يصل بعقله إلى ما يريد من بعثة الأنبياء وإرسال المرسلين، لكن الإشكالية أن هؤلاء يظنون أن العقل يمكن أن يصل بالإنسان إلى أمور لا يمكن حصرها، وقد يكون هذا الطرح مقبولًا لكنه في دائرة الأمور المحسوسة أو في دائرة العلوم الدنيوية، وهذه نقطة ينبغي أن نعول عليها، خصوصًا وأن العالم يتنوع إلى نوعين: محسوس وغير محسوس. بل والأعجب من ذلك أن العلم وأن العقل ذاته ربما يخوضان الإنسان إلى الوصول إلى أن ما لا يقع تحت الحسّ أو ما لا يُرى بالعين ليس ذلك دليلًا على عدم وقوعه أو عدم إمكانه، بدليل أن هناك في دنيا الناس أمورًا كثيرة يقر الإنسان بها ويعترف بوجودها إلا أنه يتعذر عليه أن يقف على حقيقتها أو أن يدرك ماهيتها. والدليل على ذلك هذه النفس التي في الجسم الإنساني، والتي تُنظر إليها على أنها أداة الحركة وباب التمييز وسبيل الأداء لمبدأ الاستخلاف الذي فرضه الله تعالى على الإنسان. ولذا قال الله تبارك وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.
وأوضح د. نظير عياد أن الله سبحانه عبّر بهذا: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، إشارة إلى محدودية علم الإنسان ووضع حد للأمور وقطع الكبرياء هذا الإنسان، وقد خلق الله خلقًا وهو أعلم بهم، فهو يعلم بأن الإنسان متى يستوي عوده ويستقيم ظهره حتى يبدأ في المبارزة لله تعالى بالمعصية، معلنًا من نفسه القدرة على الإيجاد والخلق.
وبيَّن مفتي الجمهورية أن هذه الآية تأتي لتؤكد للإنسان أنه مهما بلغ من العلم وحاذ من الثقافة، هو في دائرة العلم الإلهي محدود، بل محدود جدًا، بدليل أنه ركب الهواء والماء ومع هذا يعجز عن تدارك هذه الحقيقة التي هي سر الوجود وأداة البقاء. ولهذا كان من رحمة الله تعالى على الناس وإنعامه عليهم أنه كما قيل لله في خلقه رسولان: رسول من الظاهر، ورسول من الباطن. أما رسول الباطن فهو العقل، وأما رسول الظاهر فهو الوحي. إلا أن الاستقامة لرسول الظاهر تتوقف على استقامة رسول الباطن. ومن ثم قيل: إن الناس تعرفوا على ربهم بالنقول وبالعقول.
وخلُص في كلمته إلى أنه يمكن القول بأن أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بوقوع الإنسان في دائرة الإلحاد هو عدم الفصل بين المسموح وغير المسموح، بين ما يقع في دائرة البحث وما لا يقع في دائرة البحث. لأن هناك مسلمات قضيّتها أنها حقائق بدائية، يعني واضحة لا تحتاج إلا التسليم والرضا، كالإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، والقضاء والقدر. أما إقحام العقل في مثل هذه الموضوعات فإما أن يقع في غلو أو تفريط.
وأشار د. نظير عياد إلى أن القضية الأولى التي تودي بالإنسان منا إلى الوقوع في الإلحاد هو إقحام العقل في مسائل ليست من اختصاصاته، والله تعالى أطلق العنان للعقل أن يفتش وأن يبحث وأن ينقب وأن يستنتج وأن ينظر في ملكوت السماوات والأرض، في العالم العلوي، في الأرض وما عليها، في النفس الإنسانية، وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ لكن جوانب ينبغي أن نتوقف من أمامها، لأن الخوض فيها يذهب بالإنسان إلى مزالق خطيرة؛ فإما أن يلحد ويتجرأ على الله تبارك وتعالى، وإما أن يصبح أسيرًا لشهواته، عبدًا لشبهاته، فلا هو في دائرة الملحدين ولا هو في دائرة المؤمنين.
وواصل الحديث عن اسباب الإلحاد وقال إن السبب الثاني هو مظنة التعارض بين العلم والدين، وهذه قضية خطيرة جدًا، ذلك أن جل هؤلاء الملاحدة عندما ينطلقون في بث شبههم يعتمدون على نتائج العلم التجريبي، ويظنون بأن القفزات الهائلة في هذه البحوث التجريبية هي التي أودت بالكثير من الناس إلى هذا الحال. والواقع أنهم يخطئون فلا معارضة أو تناقض بين العلم والدين في شيء. لماذا؟ لأن الدين لا تُفهم أسراره ولا يمكن للإنسان أن يقف على معانيه إلا من خلال العلم. وإلا فلماذا قال الله تعالى في أول توجيه قرآني لهذه الأمة من خلال نبيها: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. ثم لماذا أوقف الله تبارك وتعالى المعرفة به على ذاته وعلى الملائكة وعلى العلماء؟ قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}.
وبيَّن مفتي الجمهورية في ختام حديثه أن نتائج العلوم التجريبية هي التي تقود الإنسان منا إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى. هم يدعون مثلًا أن العالم وُجد بالصدفة أو بالمصادفة، والواقع أن العلم يشهد على بطلان هذه الدعوة. لماذا؟ لأن هذه شبهة. لأن الصدفة في المصطلح العادي لدى الناس هي التقابل بين أمرين دون سابق إعداد أو ترتيب، لكن الصدفة في الاصطلاح العلمي تعني إنكار السبب الفاعل أو العلة الغائية. بمعنى بسيط، إنكار أن يكون لهذا العالم موجد أو إله. يكفيني فقط أن أتوقف أمام هذه البنية الداخلية للإنسان، والتي ترى فيها العجب العجاب، والتي ترى فيها القدرة الإلهية مسيطرة داخل هذا الكائن البسيط العاجز الذليل، وهو ما يجعلنا في النهاية نقول في ختام كلمتنا إن الإلحاد إنما نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه ونتيجة مظنة التعارض بين العلم وبين الدين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية الاستقامة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء الاسلامية الله تبارک وتعالى مفتی الجمهوریة الإنسان إلى الله تعالى العقل فی فی دائرة من خلال یمکن أن ا یمکن
إقرأ أيضاً:
10 أسباب تجعل من الإنزال الجوي للمساعدات في غزة عديم الجدوى
عادت عمليات الإنزال الجوي إلى قطاع غزة أمس، مع زعم الاحتلال عن هدنة مؤقتة لعدة ساعات، ألقيت خلالها كميات من المساعدات، سقط بعضها وفقا لمواقع فلسطينية في مناطق يسيطر عليها الاحتلال ويمنع الاقتراب منها، فضلا عن سرقة اللصوص بالقوة الكميات الأخرى الضئيلة التي سقطت.
وكانت حملة الإنزالات الجوية، التي نفذت قبل أشهر، على قطاع غزة، قبيل الهدنة المؤقتة التي انقلب عليها الاحتلال، واجهت فشلا كبيرا، وتسبب في أسوأ أحوالها في استشهاد العديد من سكان غزة، سواء بسقوطها عليهم بشكل مباشر، أو خلال الفوضى التي تخلقها، عند الهجوم عليها من قبل المجوعين، واستشهاد بعضهم خلال التدافع فضلا عن الإصابات.
ونستعرض في التقرير التالي، 10 أسباب تجعل الإنزالات الجوية على قطاع غزة، عملية غير مجدية، لمنع التجويع الوحشي الذي يقوم به الاحتلال، علما بأن عمليات الإنزال لا تتم دون تصريح من الاحتلال للطائرات المنفذة.
كميات ضيئلة
الطائرات التي تنفذ عمليات الإنزال الجوي، لا يمكنها في أفضل الأحوال مهما بلغ حجمها، من حمل الأوزان التي تحملها الشاحنات في البر، ولا يمكن توفير أسطول طائرات، يمكنه حمل أوزان تقترب مما تحمله الشاحنات من أجل إلقائها من الجو في ظل الحاجة إلى مئات الشاحنات بشكل يومي ومتدفق من الأغذية بكافة أنواعها والأدوية والماء الصالح للشرب، فضلا عن الوقود لتوليد الطاقة.
ولا يمكن لطائرة واحدة، إيصال أكثر من 10 بالمئة، من حمولة شاحنة واحدة، ففي الوقت الذي تحمل فيه الشاحنة نحو 80 طنا من المواد، الطائرة تحمل قرابة 8 أطنان فقط، وهو ما ينفي فعالية هذه الوسيلة لإغاثة الفلسطينيين بغزة.
الكلفة العالية
وفقا لتقارير برنامج الغذاء العالمي، فإن كلفة إيصال المساعدات عبر الجو، أعلى بنحو 7 مرات، من عمليات النقل البري، خاصة وأن الموارد محدودو، ولا يمكن للمنظمات تحمل كلفة تجهيز الطائرات بالوقود واستئجارها من الدول، ودفع ثمن المظلات.
وبحسب المنظمات، فإن نسبة كبيرة كلفة عملية الإنزال، تذهب للتجهيزات اللوجستية الخاصة بالعملية، في حين النسبة الأقل من الكلفة هي للمواد التي ستلقى وكميتها قليلة.
الخطورة على المدنيين
عملية الإنزال الجوي، فوق المناطق المأهولة تعد مسألة خطيرة، لاحتمالية تسببها بالأذى للسكان، وفي حالة غزة، فإن انتشار خيام النازحين، تزيد من درجة الخطورة في إلقاء المواد من السماء، لارتفاع نسبة وقوع شهداء وإصاباتها بفعلها خاصة إذا لم تفتح المظلات لحظة الإنزال وهوت بسرعتها الهائلة على رؤوس الناس.
ووثقت الكثير من حالات استشهاد الفلسطينيين، في عمليات الإنزال الجوي، قبل الهدنة المؤقتة، فضلا عن تمزق محتويات بعض الكراتين وسقوطها على رؤوس منتظري المساعدات.
وفي حالات الإنزال في الظروف الطبيعية، بعيدا عن واقع غزة، يجري اختيار منطقة مفتوحة، تلقى المساعدات فوقها، لتجنب أي حوادث غير مرغوبة، وهو ما لا يتوفر في حالة غزة.
إذلال السكان
يستهدف الاحتلال من عمليات الإنزال الجوي، ما يعرف بهندسة الفوضى، وإذلال السكان، وإدامة حالة الجوع، ويوفر لفئة معينة يريدها الاستفادة منها، وهي فئة اللصوص وقطاع الطرق.
ووثقت التقارير خلال حملة الإنزال الأولى، حدوث فوضى عارمة في ملاحقة مظلات المساعدات لحظة سقوطها، وهجوم المئات عليها في وقت واحد، بطريقة لا تحفظ كرامتهم في الحصول على الغذاء، والفئة الوحيدة التي تمكنت من انتزاعها هم اللصوص، عبر التهديد بالأسلحة البيضاء لكل من يقترب من المظلات، وسلبها وبيعها في السوق السوداء.
ووصل الأمر باللصوص في عمليات الإنزال الأولى إلى القتل لمن يحاول الاقتراب من مظلات المساعدات.
عشوائية التوزيع
بحسب تقارير لـ"ذا هيوميانيتيريان"، و"وركر وورلد"، فإن المساعدات تلقى بعشوائية، ولا تمر بإدارة مركزية، أو عملية توزيع ميدانية، لضمان العدالة في توزيعها، ومن يملك القوة عبر تشكيلات العصابات يسيطر عليها ويتحكم بها في حين يحرم الضعفاء منها.
ويرفض الاحتلال اشتراك أي مؤسسات ومنظمات دولية، موثوقة وتمتلك قاعدة بيانات للسكان، في عملية توزيع المساعدات أو إدارتها، لرغبته في إدامة التجويع لإخضاع السكان.
لا تصل للأماكن الأكثر حاجة
علاوة على الكميات الضئيلة التي تلقى من الطائرات، تسقط الكثير من المظلات في أماكن إما ساحلية، أو في عرض البحر، الذي يقتل الاحتلال كان من يقترب منه، فضلا عن نزولها في مناطق المستوطنات والقواعد العسكرية المحيطة بغزة كما وثقت العديد من التقارير ما جرى في الإنزالات الأولى.
كما تتسبب الرياح في عمليات الإسقاط الحر للمظلات، وهي الأقل كلفة، رغم ارتفاعها بالأساس، في عجز وصولها إلى قلب المناطق المكتظة بالسكان، شمال القطاع، ووسطه وحتى في منطقة المواصي التي حشر السكان بها بفعل عمليات الإخلاء التي يقوم بها جيش الاحتلال على الشريط الساحلي.
ولا تستخدم الجهات التي تلقي المساعدات بالمظلات أجهزة التوجيه المرتبطة بنظام الملاحة العالمي، بسبب الكلفة الكبيرة لهذه الأجهزة، والتي تستخدم في المهام الخاصة للجيوش وفي حالات محددة.
التضليل الإعلامي
تنتقد الكثير من المنظمات الحقوقية والتقارير الصحفية، مثل هيومن رايتس ووتش، عمليات الإنزال الجوي، باعتبارها محاولات للابتعاد عن الضغط السياسي على الاحتلال، لإجباره على إدخال المساعدات الكافية برا.
وترى أنها عمليات استعراضية أكثر منها مساهمة فاعلة وذات جدوى في تبديد التجويع الذي يتعرض له السكان بغزة، ويكشف عن تقاعس المجتمع الدولي في كسر الحصار عن الفلسطينيين، وخلق انطباع مزيف للاستجابة حول الكارثة التي تجري على الأرض.
التهرب من المسائلة
قالت العديد من المنظمات الحقوقية، إن عمليات الإنزال الجوي، تسهل على الكثير من الدول الغربية المؤيدة للاحتلال، التهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية، تجاه المجازر والتجويع الجاري على الأرض.
وترى أنها بدلا من ممارسة واجبها في الضغط على الاحتلال، للالتزام بالقانون الدولي، تلجأ إلى دعم هذ الأسلوب، كبديل رمزي لإعفائها من تبعات التجويع، وإسكات المنظمات الحقوقية عن المطالبة باتخاذ خطوات ضد الاحتلال.
ووفقا لمعهد واشنطن فإن الإفراط في استخدام هذا الأسلوب دون نتائج حقيقية، يخلق وهما إنسانيا، يسمح للجهات الدولية بتفادي الحزم مع الطرف المعرقل للمساعدات وتتحول إلى أداة دعائية بدل إنقاذ الأرواح.
شرعنة التجويع:
توفر عمليات الإنزال الجوي، ذريعة للاحتلال، للقول إن أعمال الإغاثة تجري دون أي مشكلات، رغم أن الكميات التي تلقى من الطائرات في أفضل الأحوال لا تعد قطرة في بحر التجويع الممارس بحق الفلسطينيين، وهو ما صدر على لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حين قال أمس، إن المساعدات تقدم ولا أريد أن أسمع عن ذرائع بعد الآن.
ويساعد الأمر الاحتلال الترويج لأعمال الإنزال وتجنب الضغوط لإدخال المواد برا،والتي يمارس أقصى درجات الرفض لإدخالها عبر المعابر وبواسطة الشاحنات لمزيد من تجويع السكان.
معارضة المنظمات الإنسانية الواسعة
تعتبر الإنزالات الجوية غير جدوى بسبب حجم المعارضة الواسعة لها من قبل المنظمات الإغاثية الدولية، التي تؤكد أنها غير فعالية في مواجهة التجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وحذرت منظمات كبرى مثل برنامج الغذائي العالمي، ووكالة الأونروا، من أن الإنزالات الجوية غير مناسبة، ولا يوجد لها نقاط توزيع كما يوجد للشاحنات أو المواد البرية، وهو ما لا يمكن تحقيقه عبر الإلقاء من الجو.