خبراء الصحة والذكاء الاصطناعي يؤكدون أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير القطاع الصحي بالمملكة
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
المناطق_واس
أكد عدد من الأطباء والمتخصصين في القطاع الصحي وخبراء الذكاء الاصطناعي بالمملكة اليوم، أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في هذا القطاع الحيوي لأهميته في تطوير منظومة الرعاية الصحية ورفع جاهزية العاملين في القطاعات الصحية للتعامل مع مثل هذه التقنيات المتقدمة التي يستفيد منها الكثير في تحسين الممارسة الطبية من نواح عدة منها التشخيص، والجراحة، والتدريب، والتعليم.
أخبار قد تهمك ظواهر فلكية فريدة لاقتران الكواكب والمجرات والنجوم سيشهدها شهر أكتوبر 1 أكتوبر 2024 - 6:47 مساءً نيابةً عن وزير الخارجية.. وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة يشارك في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش 1 أكتوبر 2024 - 6:43 مساءً
جاء ذلك خلال أعمال ملتقى” الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصحة” الذي افتتحه اليوم رئيس جامعة الملك سعود المكلف الدكتور عبدالله بن سلمان السلمان، بتنظيم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وجامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الصحة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، بحضور معالي رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في سدايا الأستاذ الربدي بن فهد الربدي، ورئيس هيئة التخصصات الصحية الدكتور أوس الشمسان، وعدد من المسؤولين في وزارة الصحة، وسدايا، وجامعة الملك سعود، وعمداء الكليات الصحية بالجامعة، والمدن الطبية الجامعية، وطلبة الطب بمقر قاعة حمد الجاسر بالجامعة بالرياض.
وألقى نائب رئيس جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي، الدكتور يزيد بن عبدالملك آل الشيخ، كلمة أوضح فيها أن الملتقى يعكس الاهتمام المشترك بتعزيز البحث العلمي والابتكار والتطوير في المجالات الصحية بشكل عام وفي الذكاء الاصطناعي بشكل خاص، حيث يُعد من أهم التقنيات التي تشهد تطورًا متسارعًا في العصر الحالي، ويظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد أكثر التقنيات ابتكارًا وتأثيرًا.
وأفاد أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الذكاء الاصطناعي يرفع كفاءة العمليات الإدارية في المستشفيات بنسبة لا تقل عن 30%، بالإضافة إلى توجه شركات الرعاية الصحية الرائدة عالميًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي في عملياتها الإدارية، مبينًا أن جامعة الملك سعود تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها بدعم البحث والتطوير والابتكار في مختلف المجالات وبفضل الله ثم بدعم القيادة الرشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- استطاعت الجامعة تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات الأكاديمية والعلمية والبحثية الذي كان آخرها حصولها على المرتبة التسعين في تصنيف شانغهاي العالمي للجامعات لعام 2024.
بعد ذلك بدأت أعمال الملتقى التي استهلت بجلسة تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي ومستقبل الرعاية الصحية في المملكة” شارك فيها كل من الأمين العام لهيئة التخصصات الصحية الدكتور أوس بن إبراهيم الشمسان، والرئيس التنفيذي للشؤون الطبية والأكاديمية بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية الدكتور عوض بن عبدالله العمري، والمدير العام التنفيذي للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد صلاح هرسي، والمشرف العام على البيانات والذكاء الاصطناعي بوزارة الصحة المهندس سعد بن عبد اللطيف الحزامي.
وجرى خلال الجلسة بحث موضوعات جاهزية المنظومة الصحية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والاعتبارات الأخلاقية التي يجب الالتزام بها تجاه ذلك، وخصوصية بيانات الأفراد في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، فضلًا عن تأثير هذه التقنيات على تقليص أو توسيع الفجوة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وقدرة المرافق الصحية على الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستفيدين ورفع كفاءة العاملين في المجال الصحي.
تلي ذلك جلسة بعنوان “دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في الابتكار الصحي والأبحاث العلمية” شارك فيها كل من الدكتورة منى بنت فايز المهيد، مساعد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي لقطاع الصحة في سدايا، والدكتور عمرو بن أحمد جمال، رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك سعود، والدكتور عدي بن محمد العويفير، أستاذ طب وجراحة العيون المشارك بجامعة الملك فيصل، والدكتورة شدى بنت عبدالله السلامة، أستاذ مشارك في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود.
وناقش المشاركون في هذه الجلسة فرص الابتكار في الحلول الطبية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيفية توظيف هذه التقنيات لتطوير علاجات جديدة وتحسين الكفاءة في العمليات الطبية إلى جانب تناول دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تسريع وتيرة الأبحاث العلمية في الرعاية الصحية، وتعزيز الاكتشافات الطبية وتحليل البيانات الضخمة، ومناقشة التحديات التقنية والتنظيمية التي تواجه توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرعاية الصحية، وكيفية التعامل الأمثل مع هذه التحديات وتحويلها إلى فرص لدفع عجلة الابتكار.
وتضمنت أعمال الملتقى محاضرة بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصحي” ألقاها مدير إدارة المستشارين في سدايا الدكتور فيصل العتيبي، استعرض فيها دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين الرعاية الصحية، مسلطًا الضوء على حالات الاستخدام المتعددة للذكاء الاصطناعي التوليدي في الصحة، مع التركيز على خمس فئات رئيسية من المستخدمين وهم : مقدمو الرعاية الصحية، والمرضى، وشركات التأمين، وشركات تصنيع الأدوية، والإداريون في المستشفيات أو المؤسسات الصحية.
ويأتي هذا الملتقى ضمن سلسلة ملتقيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تنظمها “سدايا” على مدار العام في مختلف المجالات الحيوية والتنموية في المملكة بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز المعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته، لرفع مستوى الوعي تجاه أهمية هذه التقنيات، وتشجيع الابتكار وتعزيز التعاون بين الباحثين والأكاديميين والقطاع الخاص، إلى جانب مناقشة التحديات واستكشاف الفرص لتطوير المشاريع البحثية المشتركة بين الجامعات والصناعة والقطاعات الحكومية الأخرى.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 1 أكتوبر 2024 - 6:49 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد1 أكتوبر 2024 - 6:07 مساءًمحافظ الطائف يشهد ختام مهرجان “جادة الإبل” أبرز المواد1 أكتوبر 2024 - 5:55 مساءًرابطة روشن تعلن معايير جوائز الأفضلية أبرز المواد1 أكتوبر 2024 - 5:52 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على شخصين لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي أبرز المواد1 أكتوبر 2024 - 5:48 مساءًالأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل وزير الدولة لشؤون الأمن بوزارة الداخلية البريطانية أبرز المواد1 أكتوبر 2024 - 5:45 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر بمحافظة المخواة1 أكتوبر 2024 - 6:07 مساءًمحافظ الطائف يشهد ختام مهرجان “جادة الإبل”1 أكتوبر 2024 - 5:55 مساءًرابطة روشن تعلن معايير جوائز الأفضلية1 أكتوبر 2024 - 5:52 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على شخصين لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي1 أكتوبر 2024 - 5:48 مساءًالأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل وزير الدولة لشؤون الأمن بوزارة الداخلية البريطانية1 أكتوبر 2024 - 5:45 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر بمحافظة المخواة ظواهر فلكية فريدة لاقتران الكواكب والمجرات والنجوم سيشهدها شهر أكتوبر ظواهر فلكية فريدة لاقتران الكواكب والمجرات والنجوم سيشهدها شهر أكتوبر تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: مساء مکافحة المخدرات تقبض على الذکاء الاصطناعی التولیدی فی مادة الإمفیتامین المخدر أبرز المواد1 أکتوبر 2024 والذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة هذه التقنیات بجامعة الملک الملک سعود
إقرأ أيضاً:
الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
عبيدلي العبيدلي
خبير إعلامي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الظواهر التقنية المعاصرة التي يعتقد الكثيرون أنها ستُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين. فمنذ بداية الألفية، تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد كونه فرعًا نظريًا في علوم الحوسبة، إلى محرك فعلي لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وربما العالمي، بما في ذلك تشكيل سلاسل الإنتاج، وأسواق العمل، وأنظمة اتخاذ القرار. ومع كل طفرة في هذا المجال، تتسارع التحولات الاقتصادية، وتتشكل استقطابات فكرية جديدة تتوزع بين مؤيدين يرون فيه أداة فعالة لتحفيز النمو، ومعارضين له لا يكفون عن التحذير من مغبة تداعيات انعكاساته الاقتصادية البنيوية.
يمتاز الجدل حول الذكاء الاصطناعي بطابعه الديناميكي، إذ لا يتصل فقط بفعالية التقنية، بل يتقاطع مع قضايا توزيع الثروة، ومستقبل العمل، والمساواة الرقمية، والسيادة الاقتصادية. وقد بات من الملحّ، بشكل قاطع، التفكير فيه باعتباره قضية سياسية–اقتصادية–أخلاقية بامتياز، تتطلب تجاوز التقييمات التقنية البحتة نحو تحليلات عميقة للبنى الاقتصادية والاجتماعية.
تهدف هذه المقالة إلى تفكيك هذا الجدل من خلال عرض شامل لحجج المؤيدين والمعارضين، وتحليل القضايا المحورية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، مع تقديم حالات واقعية تجسد الاتجاهين، وأخيرًا استشراف مآلات هذه التحولات على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
مواقف المؤيدين: الذكاء الاصطناعي رافعة للتحول الاقتصادي
يرى المؤيدون أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة نوعية في تاريخ التطور الإنتاجي للبشرية، مكافئة لاختراع الكهرباء أو الإنترنت. وتتركز مبرراتهم في خمسة محاور أساسية هي:
رفع الإنتاجية وتقليل التكاليفتُظهر التجارب أن الذكاء الاصطناعي قادر، وبكفاءة غير مسبوقة، على مضاعفة إنتاجية القوى العاملة البشرية من خلال الأتمتة الذكية وتحليل البيانات والتعلّم الآلي. فالشركات التي تبنت أدوات تحليل البيانات والتنبؤ باستخدام AI – كـ Amazon وAlibaba، نجحت في خفض تكاليف التشغيل، وزيادة كفاءة سلسلة الإمداد، وتسريع دورة الإنتاج. وتُشير دراسة صدرت في العام 2022 عن مؤسسة PricewaterhouseCoopers (PWC) إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030.
خلق نماذج أعمال جديدةلا يقتصر أثر الذكاء الاصطناعي على تحسين العمليات التقليدية، بل يفتح الباب أمام نماذج أعمال جديدة بالكامل. فالخدمات المالية مثلًا شهدت ظهور شركات FinTech تستخدم الذكاء الاصطناعي في تقييم الجدارة الائتمانية والتسعير التفاعلي. وفي الطب، بات التشخيص القائم على AI يتفوق على بعض القدرات البشرية. هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي العمل البشري، بل يُعيد تعريفه.
تمكين الدول النامية عبر القفزات التقنيةمن أبرز وعود الذكاء الاصطناعي قدرته على مساعدة الدول النامية في تجاوز مراحل التصنيع التقليدي. ففي الهند مثلًا، ساعدت أدوات الذكاء الاصطناعي المزارعين في التنبؤ بالمواسم الزراعية وتحسين الإنتاج. أما في كينيا، فتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة شبكات الكهرباء المحدودة لتعظيم كفاءتها. هذا الاستخدام "التنموي" يخلق أملًا بإعادة التوازن العالمي عبر التكنولوجيا.
تعزيز الحوكمة واتخاذ القرار الاقتصاديتُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي اليوم في تحليل اتجاهات الاقتصاد الكلي، وتقييم المخاطر الائتمانية، وضبط التهرب الضريبي. فالهند طوّرت نظامًا رقميًا يعتمد على AI لرصد التجارة غير الرسمية والتهرب من الضرائب، مما ساعد في رفع الإيرادات العامة بنسبة 14%. كما تلجأ بعض الحكومات إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة نتائج السياسات الاقتصادية قبل تطبيقها.
تسريع البحث العلمي والابتكاربفضل قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات، ساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة البحث العلمي، خاصة في مجالات الأدوية، والطاقة، والمناخ. كما أدى إلى تخفيض تكاليف الابتكار، مما يُمكّن الشركات الناشئة من المنافسة في مجالات كانت سابقًا حكرًا على الشركات العملاقة.
مواقف المعارضين: الذكاء الاصطناعي كتهديد اقتصادي بنيوي
رغم الحماس الذي يُبديه أنصار الذكاء الاصطناعي، فإن معارضيه يُثيرون مخاوف جوهرية تتجاوز المسائل التقنية إلى بنية الاقتصاد العالمي نفسه. يرى هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي، في صيغته الحالية، وجوهر أدائه التقني، لا يخدم التنمية الشاملة، بل يُكرّس الاحتكار، ويقضي على الوظائف، ويُعمّق الفجوة الطبقية، ويُضعف قدرة المجتمعات على السيطرة على مستقبلها الاقتصادي ويمكن تلخيص دعوات المنتقدين في النقاط التالية.
تهديد سوق العمل وتفكيك الطبقة الوسطىيشير المنتقدون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الملايين من الوظائف، خاصة في المجالات المتوسطة المهارة التي شكلت تاريخيًا عماد الطبقة الوسطى. فعلى سبيل المثال، تعمل تقنيات الترجمة الآلية على تقليص الحاجة للمترجمين، وتقوم خوارزميات المحاسبة بتقليل الطلب على المحاسبين التقليديين، بينما بدأت السيارات ذاتية القيادة تُهدد وظائف سائقي الأجرة والنقل.
وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2023)، من المتوقع أن تستبدل الأتمتة نحو 85 مليون وظيفة بحلول العام 2025، رغم خلقها وظائف جديدة. إلا أن هذه الوظائف تتطلب مهارات عالية في البرمجة، وتحليل البيانات، والرياضيات، وهي مهارات لا تمتلكها الغالبية العظمى من العاملين حاليًا. هذا الخلل قد يؤدي إلى بطالة هيكلية مزمنة وتآكل الاستقرار الاجتماعي.
تعميق الاحتكار وتركيز الثروةيرى كثيرون، ممن يقفون في وجه توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي، أنه بوعي أو بدون وعي، يُعزز من هيمنة الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تمتلك البيانات الضخمة والبنى التحتية السحابية. فشركات مثل Google وMeta وAmazon تملك من المعلومات والقدرات الحسابية ما يُمكّنها من احتكار الابتكار وتوجيه السوق وفق مصالحها. وهذا الوضع يخلق ما يسميه بعض الاقتصاديين "الرأسمالية الخوارزمية"، حيث يتحول السوق إلى مساحة مغلقة تديرها خوارزميات بلا شفافية.
هذا التركّز لا يُضعف فقط المنافسة، بل يخلق فجوة عميقة بين الشركات العملاقة وبقية الفاعلين الاقتصاديين، ويمنع الشركات الناشئة في الدول النامية من الدخول الجدي إلى السوق.
إخفاقات أخلاقية وتمييز منهجيالعديد من حالات سوء استخدام الذكاء الاصطناعي كشفت عن ميل هذه التكنولوجيا إلى إنتاج نتائج متحيزة وغير عادلة. تعود هذه المشكلة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرَّب على بيانات تاريخية تعكس أوجه التمييز الطبقي أو العرقي أو الجندري في المجتمع. على سبيل المثال، في عام 2018 اضطرت شركة Amazon إلى سحب نظام توظيف آلي تبين أنه يقلل تلقائيًا من تقييم السير الذاتية للنساء.
تنعكس هذه التحيزات في القرارات الاقتصادية: من يُمنح قرضًا؟ من يتم قبوله في الوظيفة؟ من يُصنف كزبون مميز؟ الذكاء الاصطناعي هنا لا يُعيد إنتاج التمييز فقط، بل يُخفيه تحت قناع "الحياد الرقمي".
تقويض السيادة الاقتصادية الوطنيةيرى النقاد أن الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال صنع القرار الاقتصادي، يُضعف قدرة الدول على التحكم في سياساتها. فمع ازدياد الاعتماد على خوارزميات خارجية في القطاعات الحيوية، تفقد الحكومات، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الصغيرة أو النامية، السيطرة على أدوات الرقابة والتنظيم. في حالات عديدة، باتت قرارات تتعلق بالإقراض أو التوظيف أو الاستثمار تُتخذ بناء على أنظمة خوارزمية مملوكة لشركات خاصة لا تخضع للرقابة العامة.
الأمر لا يقتصر على الدول النامية، بل يمتد إلى الاقتصادات المتقدمة، حيث بدأت البنوك والشركات الكبرى تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي من تطوير شركات خارجية، ما يخلق تهديدًا حقيقيًا لـ "السيادة الاقتصادية الرقمية".
نشوء أزمات اقتصادية خوارزميةأحد المخاوف الكبرى يتعلق بالقدرة المحدودة للبشر على توقع وتفسير سلوك أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة. فقد نشهد في المستقبل أزمات مالية أو تجارية أو استهلاكية ناتجة عن قرارات آلية غير مفهومة أو تفاعل تلقائي بين أنظمة متنافسة. مثال على ذلك ما حدث في "الانهيار الخاطف" (Flash Crash) في بورصة نيويورك عام 2010، حيث أدت معاملات آلية إلى انهيار الأسواق خلال دقائق دون تدخل بشري.
لذا يحذر المعارضون من أخطار تنامي استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي أنه إذا استمر الاعتماد المفرط على أنظمة لا يمكن تفسيرها أو مساءلتها، فقد نصل إلى نقطة تفقد فيها المؤسسات الاقتصادية سيطرتها على أدواتها نفسها.
رابط مختصر