يمانيون:
2025-06-11@02:46:53 GMT

حليف القرآن وإمام الثائرين

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

حليف القرآن وإمام الثائرين

عبدالفتاح البنوس

الحديث عن شخصية بحجم حليف القرآن وإمام الثائرين وقدوة المستبصرين الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، يحتاج إلى مجلدات ومؤلفات كثيرة جدا للإحاطة بسيرته وشمائله وعلمه الواسع وفكره النير ومواقفه الجهادية التي كانت وما تزال وستظل علامة فارقة في تاريخ الدولة الإسلامية، نتحدث عن إمام قاد ثورة الحق ضد الباطل ، ثورة الإيمان ضد قوى الطاغوت والإجرام والتوحش، بقيادة الطاغية هشام بن عبدالملك، على خطى جده الحسين بن علي في ثورته الحسينية ضد الطاغية يزيد وطواغيته عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ومن دار في فلكهم من القتلة المجرمين ، خرج الإمام زيد بعد أن استشعر الخطر الذي يتهددها ، في ظل سلطة الطاغية هشام بن عبدالملك .


حملة قتل وتنكيل بكل محبي أهل البيت ، وسب علني لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- على المنابر ، المجاهرة بالمعاصي والمنكرات من شرب للخمور الخمر وجلب للمغنين والمغنيات ومنحهم العطايا والمكرمات والأموال من بيت مال المسلمين ، وصولا إلى الإساءة للرسول الأعظم وأهل بيته وتدنيس المقدسات واستباحة الحرمات ، وهي منكرات كبيرة دفعت بالإمام زيد للخروج في وجه الطاغية هشام بن عبدالملك بغية إصلاح شؤون الأمة والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث عبر عن ذلك بالعديد من المقولات التي شكلت أيقونة لثورته منها : (والله ما يسرني أني لقيت محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنههم عن منكر، والله ما أبالي إذا قمت بكتاب الله وسنة نبيه أنه تأجج لي نار، ثم قذفت فيها، ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة الله)، وقوله عليه السلام مُخاطباً علماء الأمة: (قد ميزكم اللّه تعالى حق تمييز، ووسمكم سِمَة لا تخفى على ذي لب، وذلك حين قال لكم: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ باِلمعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَيُطِيْعُوْنَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ﴾، فبدأ بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بفضيلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عنده، وبمنزلة القائمين بذلك من عباده … واعلموا أن فريضة اللّه تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها، هينها وشديدها)، وقوله عليه السلام حين شاهد امرأة تأكل من بقايا الطعام: (من أجل هذه كان خروجي) .
فلم يخرج الإمام زيد عليه السلام من أجل مال أو سلطة ولكنه خرج لإصلاح وضع أمته وقال في ذلك : (والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا فأقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأن الله أصلح بي أمر أمة محمد)، فلم يسكت أويجبن أو يتذمر ويتخلى عن المسؤولية والواجب المنوط به، ولذلك كان رده المزلزل على من طلبوا منه عدم الخروج بقوله : (كيف لي أن أسكن، وقد خولف كتاب الله، وتحوكم إلى الجبت والطاغوت، والله لو لم يكن إلا أنا وابني يحيى لخرجت وجاهدت حتى أفنى)، خاض معركة بطولية في سبيل إعلاء راية الإسلام وتصحيح مساره وتقويم حالة الضلال والإعوجاج التي صنعها هشام بن عبدالملك، حيث ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها في ليلة الجمعة (25) محرم سنة (122هـ) بعد إصابته بسهم في جبينه الطاهر، وقام أصحابه بدفنه في مجرى نهر بعد أن عدلوه خلال عملية الحفر للتمويه على الأعداء، ولكن الخبر وصل للمجرم يوسف بن عمر الثقفي فأمر جنوده بإخراج جثته الطاهرة واحتزوا رأسه وبعث به إلى الطاغية هشام بن عبدالملك في الشام والذي أمر بأن يطاف به في البلاد لبث الرعب في أوساط الناس، وقاموا بصلب جثته على شجر الرمان بكناسة الكوفة، وظل مصلوبا قرابة أربع سنوات رافقتها الكثير من الكرامات، إلى أن أمر الطاغية الوليد بن يزيد المجرم السفاح يوسف بن عمر بإحراق جثة الإمام زيد وذرها في نهر الفرات ، بهدف محو ذكره ، ولم يعلموا انهم بذلك أسهموا في تخليد الإمام زيد ودفعوا الناس للالتفاف حول نجله الإمام يحيى بن زيد لمواصلة مسار والده الجهادي الثوري الخالد على مر التاريخ .
بالمختصر المفيد: الإمام زيد عليه السلام صاحب منهجية قائمة على الوسطية والاعتدال، حيث أسس فكره ومنهجه واحدا من أهم وأبرز المذاهب الإسلامية وهو المذهب الزيدي، الذي يجسد سماحة الإسلام، ورقي الرسالة المحمدية، ومنتهى سمو الفكر الإسلامي النير، الإمام زيد عليه السلام، مدرسة في العلم والوعي والبصيرة والاجتهاد، والجهاد والاستشهاد، وسيظل ملهما لكل الثوار الأحرار على مر العصور، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: علیه السلام الإمام زید

إقرأ أيضاً:

سكان يرشقون دورية للأمم المتحدة بالحجارة في جنوب لبنان

بيروت- أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الثلاثاء 10 يونيو 2025، تعرض إحدى دورياتها للرشق بالحجارة من قبل سكان قرية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن "استمرار استهداف" قواتها "غير مقبول".

 وقوة اليونيفيل، هي أحد الأعضاء الخمسة في لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية أميركية فرنسية، وأنهى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، أعقبت نحو عام من تبادل القصف بين الطرفين.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تزايدا في وتيرة الحوادث المماثلة بين السكان ودوريات الأمم المتحدة في مناطق يتواجد فيها مناصرون لحزب الله.

وقالت القوة الدولية في بيان ان "مجموعة من الأفراد بملابس مدنية في محيط (قرية) الحلّوسية التحتا، جنوب لبنان"، عرقلت دورية تابعه لها "باستخدام وسائل عدوانية، بما في ذلك رشق جنود حفظ السلام بالحجارة".

وأضافت "لحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات".

وأشار البيان إلى أن الجيش اللبناني بُلغ على الفور، ووصل إلى موقع الحادث، وواصلت الدورية عملها بعد أن "تمت السيطرة على الوضع بسرعة".

وكانت اليونيفيل أعلنت في أيار/مايو أن الجيش اللبناني، أعاد بدعم من قواتها، انتشاره في أكثر من 120 موقعا دائما جنوب نهر الليطاني. وقالت إن جنودها عثروا على "أكثر من 225 مخبأً للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني".

وجددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة الثلاثاء على ضرورة ضمان "حريّة الحركة" لقوات اليونفيل وعملها "باستقلالية وحيادية".

وشددت أنه "من غير المقبول استمرار استهداف جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل" داعية السلطات اللبنانية إلى "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أداء قوات حفظ السلام التابعة لها".

وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، قُتل جندي إيرلندي من قوات حفظ السلام في هجوم استهدف آليته في الجنوب، وأوقف حزب الله المشتبه به وسلمه للسلطات حيث بقي موقوفاً لنحو عام.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يفترض أن ينسحب حزب الله، الذي أُنهك في الحرب مع إسرائيل، من جنوب نهر الليطاني، وأن يفكك كل البنى التحتية العسكرية المتبقية في المنطقة.

ويقضي الاتفاق بأن تنتشر فيها فقط قوات حفظ السلام والجيش اللبناني.

ورغم الاتفاق، لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل خمس نقاط حدودية، وتواصل تنفيذ ضربات تقول إنها تستهدف مواقع أو عناصر تابعة لحزب الله.

تنتشر قوة اليونيفيل منذ العام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان وإسرائيل. وتضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو خمسين دولة.

مقالات مشابهة

  • أمسيات ثقافية في تعز بذكرى يوم الولاية
  • تدشين فعاليات عيد الولاية في مديريات مربع تهامة بحجة
  • نفحات من ولاية الإمام علي” عليه السلام”
  • أمسيات ثقافية في حجة بذكرى الولاية
  • سكان يرشقون دورية للأمم المتحدة بالحجارة في جنوب لبنان
  • آيات الشفاء من الحسد والأمراض المستعصية.. خذ بالأسباب واستعن بالله
  • لقاءات جماهيرية وفعاليات ثقافية في محافظة صنعاء بمناسبة يوم الولاية
  • فضل ماء زمزم.. ردد هذا الدعاء عند شربه والتضلع منه
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • نجم الأهلي السابق: انتقال زيزو للأهلي ليس مفاجأةً.. وإمام عاشور الأفضل في مصر