توصلت طهران وواشنطن إلى اتفاق للإفراج عن خمسة أمريكيين من أصل إيراني محتجزين في إيران وذلك عقب إجراء مفاوضات استمرت لعامين. وفي يوم الخميس، أكد البيت الأبيض أن السجناء الخمسة غادروا سجن إيفين سيئ السمعة، في شمال طهران، وتم وضعهم قيد الإقامة الجبرية بهدف إطلاق سراحهم.

 

وقد أشارت صحيفة لو موند الفرنسية إلى أسماء هؤلاء السجناء بأنهم سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز وأمريكيان إيرانيان آخران لم يتم الكشف هويتهما بعد.

وأنه قد تم تأكيد المعلومات من قبل وزارة الخارجية في طهران. وفي اليوم السابق، أقر رئيس الدبلوماسية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بأن المفاوضات تجري مع واشنطن، عبر دول أخرى، وخاصة سلطنة عمان.


ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، سيسمح أخيرا للمعتقلين الإيرانيين الأمريكيين الخمسة بمغادرة إيران مقابل استرداد طهران لنحو 6 مليارات دولار (5.5 مليار يورو) من عائدات النفط الإيرانية، التي تم حظرها في كوريا الجنوبية نتيجة للعقوبات الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية. وينص الاتفاق على أن هذه الأصول المالية ستستخدم فقط للأغراض الإنسانية. وفي المقابل، ستفرج واشنطن أيضًا عن عدد غير معروف حتى الآن من الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة بسبب التحايل على العقوبات المفروضة على بلادهم.

 

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية رفع التجميد عن 10 مليارات دولار (9.1 مليار يورو)، تعادل الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، وكذلك في العراق. وقال المصدر نفسه إن الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية سيتم تحويلها إلى بنك في سويسرا، حيث سيتم استبدالها باليورو، قبل إرسالها إلى قطر. ولن تسمح إيران للمعتقلين الإيرانيين الأمريكيين الخمسة بمغادرة البلاد إلى بعد نهاية هذه العملية، التي قد تستغرق عدة أسابيع.


أوراق ضغط


في 10 أغسطس، التقى مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية بالمحتجزين الخمسة في طهران، مؤكدين إطلاق سراحهم من سجن إيفين. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي في واشنطن «أعتقد أن هذه هي بداية نهاية كابوسهم والكابوس الذي مرت به عائلاتهم». ويأتي الاتفاق على إطلاق سراحهم في الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة وإيران غير قادرتين، في الوقت الحالي، على التوصل إلى اتفاق لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد في عام 2018.


يتهم الغرب ومنظمات حقوق الإنسان إيران بانتظام باعتقال مواطنين أجانب أو إيرانيين يحملون جنسيات أخرى، حيث أن طهران لا تعترف بالجنسية المزدوجة لمواطنيها، واستخدامهم كأوراق ضغط ومساومة في مفاوضاتها مع الدول الأخرى. في مايو، أفرجت إيران عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل الذي اعتقل في فبراير 2022. وقد استبدلته بروكسل في عمان بأسد الله أسدي، وهو دبلوماسي إيراني حكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا في بلجيكا لتنظيمه هجومًا،تم إحباطه، ضد المعارضة الإيرانية في إحدى ضواحي شمال شرق باريس في يونيو 2018. ورفضت السلطات الإيرانية هذه الاتهامات وشددت على استقلال القضاء الإيراني.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: طهران ايران واشنطن الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: وعود ترامب.. وماذا بعد؟!

يعيش عالمنا المعاصر، العديد من الصراعات الإقليمية والدولية الواسعة. والتي خلفت آلاف القتلي والجرحي والنازحين. فقد شهد العالم في عام 2023، أكثر من 183 نزاعا مسلحا. وهو الرقم الأعلي منذ عقود. حسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في لندن. حيث لا يبدي التقرير، تفاؤلا كبيرا تجاه حالة السلم والأمن الدوليين. بل إنه يرسم صورة قاتمة للعنف المتصاعد في الكثير من بقاع العالم. فمنذ وصوله إلي البيت الأبيض، وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالعمل علي وقف الحروب، وإنهاء الأزمات، واحلال السلام. وعد ترامب، بعالم أفضل. ولكنه هدد بشن حروب في مناطق أخري. فما الذي اسفرت عنه وعود وتعهدات ترامب؟. 


يظل اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحماس، أكثر الملفات أهمية. وقد اتخذت الإدارة الأمريكية، آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاق. علي الرغم من الخروقات الإسرائيلية المتكررة. تقارير أمريكية، تفيد بأن ترامب، يضغط بشدة سعيا للانتقال إلي المرحلة الثانية من الاتفاق. وتشمل إدارة غزة، عبر حكومة انتقالية، ورسم خطة اقتصادية لإعادة اعمار القطاع. بيد أن هذا المسعي، سيظل معلقا بإنتظار الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتانياهو، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. في لبنان، لا يزال الوضع يسوده قلق يومي، جراء استمرار الخروقات الإسرائيلية، برا وجوا. ففي السابع والعشرين من نوفمبر الماضي، وبرعاية أمريكية، جري التوصل إلي اتفاق هدنة بين إسرائيل وحزب الله. إلا أن الاتفاق ظل أبعد ما يكون عن التنفيذ.


أوروبيا، يتذكر العالم، كيف وعد ترامب، بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، في ظرف 48 ساعة. ولحد الآن تواجه خطته لإنهاء الحرب، التي يري مراقبون أنها راعت المصالح الروسية. وقد واجهت معارضة من الأوروبيين، بالنظر إلي أنها لم تحقق تطلعاتهم وتطلعات الأوكرانيين. إلي آسيا، وفي ظل الاشتباكات المتقطعة بين باكستان وأفغانستان، لا تزال الهدنة الهشة علي الحدود. بانتظار ما وعد به ترامب. فقبل شهرين صرح الرئيس الأمريكي، بأنه سيعمل علي إنهاء التوتر بين البلدين سريعا. لكن تطورات الساعات الأخيرة، تشي بمزيد من التصعيد. بعد الاعلان عن مقتل جندي وأربعة مدنيين في أفغانستان. أما النزاع بين تايلاند وكمبوديا، حيث وقع البلدان في أكتوبر الماضي، اتفاق سلام في كوالالمبور، بحضور ترامب. تظهر الأحداث الأخيرة، إنتهاكا للاتفاق، إثر إعلان الجيش التايلاندي مقتل أثنين من جنوده، في مواجهات حدودية مع كمبوديا. وتعهد بالانتقام. كذلك القارة الأفريقية، وبعد تعهد الرئيس الأمريكي، بإنهاء الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا. وقع البلدان بحضوره أيضا، اتفاق سلام مطلع الشهر الجاري، وصفه ترامب، بالتارخي. لكن الاتفاق بات في مهب الريح، بعد إعلان تقدم حركة "أم 23"، المدعومة من رواندا، في شرق الكونغو. فهل الوعود الأمريكية، وصلت إلي خواتيمها؟ وما الذي تحقق من وعود وتعهدات ترامب، حتي اللحظة؟

طباعة شارك الصراعات الإقليمية لندن دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • زيلينسكي: كييف سلمت نسخة محدثة من خطة السلام إلى واشنطن أمس الأربعاء
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • إبراهيم النجار يكتب: وعود ترامب.. وماذا بعد؟!