أظهر تقرير الاستقرار المالي، الصادر عن البنك المركزي المصري أكتوبر الجاري، استمرار النظام المالي المصري - بمكونيه المصرفي وغير المصرفي - في أداء دوره الرئيسي في القيام بالوساطة المالية خلال العام المالي 2023 وحتى الربع الأول من العام 2024، وذلك من خلال توفير التمويل اللازم لكافة القطاعات وتقديم المنتجات المالية المتنوعة والاعتماد على ودائع القطاع العائلي المستقرة كمصدر أساسي للتمويل.

البنك المركزي: 2.4% نسبة نمو الاقتصاد المصري حتى مارس 2024

وأشار التقرير إلى استمرار الاقتصاد المصري في النمو، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي معدل 2.4% خلال الفترة من يوليو 2023 إلى مارس 2024 مقابل 4.1% خلال فترة المقارنة، وذلك في ظل التحديات الراهنة على الساحة العالمية ومنها تفاقم التوترات الجيوسياسية الإقليمية واستمرار معدلات التضخم وأسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.

أصول القطاع المصرفي 116.9% من الناتج المحلي الإجمالي

وأوضح التقرير أن أصول القطاع المصرفي تمثل 116.9% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي و92.3% من إجمالي أصول النظام المالي في نهاية العام المالي 2023، مشيرًا إلى تطور بنود المركز المالي للقطاع وتمتعه بمؤشرات سلامة مالية جيدة حتى مارس 2024، فضلًا عن تجاوز جميع النسب الرقابية المحددة من قبل البنك المركزي المصري ومتطلبات لجنة بازل بصورة كافية، وهو ما عزز ثقة المتعاملين مع القطاع.

ورصد التقرير استمرار القطاع المصرفي في أداء دوره في الوساطة المالية بالعملة الأجنبية وتمويل عمليات التجارة الخارجية، وذلك في اطار الالتزام بتنفيذ الإجراءات والإصلاحات الهيكلية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي، حيث ساهم تطبيق نظام سعر صرف مرن وتحسن النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري في ارتفاع تدفقات الاستثمارات الأجنبية وتحقيق فائض في ميزان المدفوعات خلال الفترة من يناير إلى مارس 2024، وكذلك ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي وتحسن نسبة السيولة بالعملة الأجنبية، ودعم رصيد صافي الاحتياطيات الدولية ليستمر في تغطية الدين الخارجي قصير الأجل.

الإقراض في البنوك

وأظهر التقرير استمرار القطاع المصرفي في توفير التمويل اللازم لقطاع الاعمال والقطاع العائلي دون الإسراف في المخاطرة، الأمر الذي ساهم في انخفاض احتمالية تكون مخاطر نظامية خاصة بإخفاق المقترضين.

ويأتي ذلك في ضوء نجاح البنك المركزي في تعزيز بيئة الائتمان، واستمرار التنسيق بين السياسات الاقتصادية - المالية والنقدية - والسياسة الاحترازية الكلية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي، حيث استمرت السياسة المالية في إجراءات الضبط المالي، كما استمرت السياسة النقدية في اتجاهها التقييدي للحد من الضغوط التضخمية من خلال رفع أسعار العائد، بالإضافة إلى استمرار نسبة الاحتياطي الإلزامي بالعملة المحلية لدى البنك المركزي عند 18%.

لتحميل المستند اضغط هنا

على الجانب الآخر، أبقت السياسة الاحترازية على الحد الأقصى لنسبة إجمالي أقساط القروض لأغراض استهلاكية عند 50% من مجموع الدخل الشهري متضمنة أقساط القروض العقارية عند نسبة 40% من مجموع الدخل الشهري.

وكشف التقرير عن انخفاض احتمالية تكوّن المخاطر النظامية الخاصة باضطرابات أداء المالية العامة على مستوي القطاع المصرفي، وذلك في ظل اتخاذ الحكومة لإجراءات الضبط المالي - من خلال رفع كفاءة الإنفاق العام وتعظيم الإيرادات وخفض الدين العام - وكذلك استمرار الأداء الإيجابي للمالية العامة مع انخفاض نصيب الأوراق المالية الحكومية كنسبة من إجمالي أصول القطاع المصرفي تزامنًا مع ارتفاع حصة المستثمرين الأجانب في سوق أذون الخزانة المحلية.

وأوضح التقرير أن القطاع المالي غير المصرفي يمثل 9.8% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي و7.7% من إجمالي أصول النظام المالي، كما شهد العام المالي 2023 تطورًا كبيرًا في أداء أنشطة القطاع المالي غير المصرفي، فضلًا عن تميز أداء سوق المال المصري خلال العام وحتى الربع الأول من العام 2024.

وأشار التقرير إلى اتجاه الهيئة العامة للرقابة المالية إلى تبني المزيد من المرونة وسرعة الاستجابة لمواجهة المتغيرات المتزايدة، وتعزيز كفاءة الأسواق المالية، لتحقيق التوازن بين تنمية الأسواق والحفاظ على استقرارها.

وأشار التقرير إلى انعكاس تلك التطورات على مؤشر الاستقرار المالي حيث ارتفع ليسجل 0.44 في مارس 2024 مقابل 0.34 في مارس 2023، نتيجة تحسن مؤشري أداء القطاع المصرفي والأسواق المالية بشكل ملحوظ وكذلك تحسن مؤشري الاقتصاد الكلي ومناخ الاقتصاد العالمي نسبيًا.

وأكد التقرير أن نتائج اختبارات الضغوط المختلفة أظهرت صلابة النظام المالي - بمكونيه المصرفي وغير المصرفي - وقدرته على مواجهة الخسائر غير المتوقعة والتي قد تنتج عن المخاطر النظامية المحتملة في ظل افتراض ظروف اقتصادية ومالية وبيئية وجيوسياسية معاكسة، وذلك من خلال قياس تأثير تلك المخاطر على مدى كفاية رأس المال والسيولة لكل من القطاع المصرفي والقطاع المالي غير المصرفي.

ولفت التقرير إلى أن البنك المركزي المصري يولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الشمول المالي بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية بهدف توسيع نطاق الحصول على الخدمات المالية للمساهمة في توفير التمويل المستدام والاستقرار الاقتصادي، حيث بلغ عدد المواطنين المشمولين ماليًا 47.4 مليون في مارس 2024. كما يولي البنك المركزي أهمية قصوى لبناء وتطوير البنية التحتية المالية لنظم وخدمات الدفع الرقمية مع ضمان إتاحتها وتأمينها وفقًا لأحدث المعايير العالمية المعتمدة، لما لها من تأثير على تحقيق وضمان الاستقرار المالي.

وأكد التقرير على اتخاذ البنك المركزي المصري خطوات فعالة لترسيخ مبادئ حماية حقوق العملاء وتعزيز ثقة العملاء بالقطاع المصرفي وذلك من خلال استكمال إصدار التعليمات الرقابية التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات المالية والمصرفية وضمان حصول العملاء على حقوقهم بما يساهم في تعزيز ثقة العملاء في القطاع المصرفي وتحقيق الاستقرار المالي.

أهم النقاط الواردة في تقرير البنك المركزي المصري «الاستقرار المالي لمارس 2024»

- استمرار النظام المالي المصري في أداء دوره الرئيسي في القيام بالوساطة المالية من خلال توفير التمويل اللازم لكافة القطاعات وجذب مصادر تمويل مستقرة.

- استمرار الاقتصاد المصري في تحقيق معدل نمو موجب مع أداء إيجابي للمالية العامة في ظل التحديات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية العالمية الراهنة.

- تمتع القطاع المصرفي بمؤشرات سلامة مالية جيدة مع تجاوز جميع النسب الرقابية المحددة من قبل البنك المركزي المصري ومتطلبات لجنة بازل بصورة كافية.

- استمرار القطاع المصرفي في أداء دوره في الوساطة المالية بالعملة الأجنبية وتمويل عمليات التجارة الخارجية، مع تحسن نسبة القطاع من السيولة بالعملة الأجنبية ودعم رصيد صافي الاحتياطيات الدولية.

- نجاح البنك المركزي في تعزيز بيئة الائتمان من خلال استمرار التنسيق بين السياسات الاقتصادية والسياسة الاحترازية الكلية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي.

- ارتفاع مؤشر الاستقرار المالي في مارس 2024 مع تحسن ملحوظ في مؤشري أداء القطاع المصرفي والأسواق المالية.

- اختبارات الضغوط المختلفة تظهر صلابة النظام المالي مع استمرار نسب كفاية رأس المال والسيولة في تخطي النسب الرقابية المحددة.

- اهتمام كبير من البنك المركزي المصري لبناء وتطوير البنية التحتية المالية لنظم وخدمات الدفع الرقمية وتعزيز الشمول المالي وحماية حقوق العملاء.

اقرأ أيضاً«البنك المركزي المصري» يستضيف الدورة 48 لمجلس محافظي المصارف المركزية

المركزي: 473.22 مليار جنيه فائضا في صافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية خلال أغسطس

البنك المركزي: ارتفاع صادرات مصر من السلع غير البترولية إلى 26.838 مليار دولار خلال العام المالي الماضي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البنك المركزي البنك المركزي المصري تقرير الاستقرار المالي الناتج المحلی الإجمالی البنک المرکزی المصری بالعملة الأجنبیة الاستقرار المالی القطاع المصرفی النظام المالی توفیر التمویل العام المالی فی أداء دوره التقریر إلى غیر المصرفی المصری فی مارس 2024 من خلال

إقرأ أيضاً:

مصدر: استمرار عمل فروع البنك الأهلي المصري للخامسة مساء مع عودة كافة الخدمات

أكد مصدر بالبنك الأهلي المصري أن فروع البنك مستمره في استقبال العملاء وتقديم خدماتها المصرفية حتى الساعة الخامسة مساء، لحين إشعار آخر.

وعادت خدمات البنوك لطبيعتها صباح اليوم الأربعاء، بعدما تضررت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين جراء توقف خدمات الاتصالات والإنترنت بعد حريق مبني سنترال رمسيس.

وأشار المصدر إلى أن فروع البنك الأهلي تتيح في الوقت الحالي سحب نقدي يومي يبلغ 500 ألف جنيه بدلًا من 250 ألف جنيه، وذلك لكافة العملاء أفراد وشركات.

وقال المصدر في تصريحات خاصة لـ "الأسبوع" إن خدمتي السحب والإيداع عبر ماكينات الصراف الآلي التابعة للبنك الأهلي بدأت تعود إلى العمل في أمكان عدة، منوها إلى أن جارى العمل على استعادة تقديم الخدمات بكامل طاقتها.

وأوضح أن خدمة الإنترنت والموبايل البنكي للبنك الأهلي المصري عادت لطبيعتها لتقديم خدمات التحويل والاستعلام عن الرصيد بالإضافة لشراء شهادات الادخار وربط الودائع.

مواعيد عمل فروع بنوك مصر

وقرر البنك المركزي المصري السماح بمد مواعيد العمل ببعض فروع البنوك لخدمة الجمهور حتى الساعة الخامسة مساءً، بدلًا من الساعة الثالثة عصرًا، وذلك خلال أيام العمل الرسمية من الأحد إلى الخميس اعتبارًا من أمس الثلاثاء.

وأشار البنك المركزي إلى أنه بالنسبة لفروع البنوك المتواجدة داخل المراكز التجارية" المولات" تكون مواعيد العمل بها من الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 8 مساءً لتقديم كافة الخدمات المصرفية طوال أيام الأسبوع بما فيها الجمعة والسبت.

وأفاد المركزي أن فروع البنوك المتواجدة بالمراكز التجارية ولها باب على الشارع للتعامل مع الجمهور فستعمل حتى الساعة 5 مساءً خلال أيام العمل الرسمية فقط من الأحد إلى الخميس.

أما بالنسبة للفروع المتواجدة بداخل النوادي الرياضية والاجتماعية تكون مواعيد العمل بها حتى الساعة 8 مساءً لتقديم كافة الخدمات المصرفية طوال أيام الأسبوع بما فيها الجمعة والسبت للتعامل مع رواد النادي.

وفيما يخص فروع البنوك المتواجدة بالنوادي ولها باب على الشارع للتعامل مع الجمهور فتعمل حتى الساعة 5 مساءً خلال أيام العمل الرسمية فقط من الأحد إلى الخميس.

وبالنسبة للفروع المتواجدة بالفنادق تكون مواعيد العمل بها حتى الساعة 5 مساءً لتقديم كافة الخدمات المصرفية طوال أيام الأسبوع بما فيها الجمعة والسبت ويكون استبدال العملة بعد ذلك (5: 9 مساءً) في حالة طلب البنك ذلك.

أما بالنسبة للفروع الملحقة بالفنادق ولها باب على الشارع للتعامل مع الجمهور فتعمل حتى الساعة 5 مساءً خلال أيام العمل الرسمية فقط من الأحد إلى الخميس، ويكون استبدال العملة بعد ذلك وفقًا للمواعيد المقررة.

اقرأ أيضاًبعد قرار المركزي.. البنك الأهلي يعلن مد عمل فروعه حتى الخامسة مساءا

بعائد 27%.. شهادات الادخار في بنكي مصر والأهلي قبل اجتماع المركزي

خبير اقتصادي يكشف توقعات سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي الخميس المقبل

مقالات مشابهة

  • لماذا ثبت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة؟ خبير يوضح
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنك المركزي اليوم
  • هل يخفض المركزي المصري الفائدة مجددًا؟ قرار مصيري يصدر مساء اليوم
  • سعر الفائدة.. لماذا فضّل البنك المركزي المصري التثبيت؟
  • المركزي ينظم ورشة عمل حول دور القطاع المصرفي بإحياء مشروعات الإسكان والتنمية العمرانية
  • البنك المركزي المصري يحسم سعر الفائدة في اجتماع اليوم
  • اليوم.. البنك المركزي المصري يحسم أسعار الفائدة للمرة الرابعة في 2025
  • بعد تراجع التضخم.. هل يخفّض البنك المركزي المصري سعر الفائدة غدًا؟
  • البنك المركزي المصري يناقش تحديد أسعار الفائدة غدًا الخميس
  • مصدر: استمرار عمل فروع البنك الأهلي المصري للخامسة مساء مع عودة كافة الخدمات