1. التأثير الاقتصادي العالمي:

الحروب، خصوصًا عندما تشترك فيها قوى إقليمية أو عالمية، كما هو الحال في أوكرانيا وربما في الشرق الأوسط، تخلق عدم استقرار كبير في الأسواق. يشمل ذلك:

التضخم: من خلال عدم استقرار المناطق المنتجة للطاقة، مثل الشرق الأوسط،حيث تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز. هذا ينعكس على الاقتصاد العالمي بأسره، حيث أن الطاقة ضرورية للإنتاج ونقل البضائع.

بالفعل، دفعت الحرب في أوكرانيا أسعار الطاقة إلى مستويات مقلقة، وسيكون لأي صراع واسع النطاق آخر آثار مشابهة، إن لم يكن أكثر خطورة.

تعطيل سلاسل التوريد: التجارة الدولية ستتعرض لاضطرابات شديدة. على سبيل المثال، أدت العقوبات على روسيا واضطرابات صادرات الحبوب الأوكرانية إلى زعزعة استقرار إمدادات الغذاء في العديد من البلدان النامية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

2. تفاقم التفاوتات والفقر:

تزيد الصراعات الطويلة من حدة الفقر، خصوصًا في البلدان المتأثرة مباشرة أو المعتمدة على التجارة الدولية. وتعاني الفئات الأكثر ضعفًا بالفعل من آثار الأزمات المتعددة:

زيادة الفقر: يؤدي التضخم، إلى جانب ندرة السلع الأساسية، إلى تفاقم الفقر، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة لملايين الأشخاص. وتعاني المناطق المتأثرة بالحرب من تدمير البنية التحتية، وتوقف الأنظمة الاقتصادية، وهجرة جماعية للأشخاص الباحثين عن الأمان.

عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي: يغذي اليأس الناجم عن الفقر عدم الاستقرار الاجتماعي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التصرفات اليائسة: العنف، الجريمة، أعمال الشغب، وحتى الثورات. وقد تصبح الفئات التي تشعر بأنها مهملة من النظام أكثر تطرفًا، مما يزيد من مخاطر الجريمة والإرهاب.

3. العودة إلى « قانون الغاب »:

ربما يكون انهيار الأمن الاجتماعي وزيادة العنف مبررًا. فالأزمات الاقتصادية الواسعة النطاق غالبًا ما تخلق « حالات استثنائية » حيث تصبح المؤسسات مثقلة أو ضعيفة، مما يؤدي إلى العودة إلى أشكال « العدالة الوحشية ».

زيادة الجريمة: عندما تصبح الموارد نادرة، يصبح العنف وسيلة للبقاء بالنسبة للبعض. قد تظهر موجات من الجريمة، خصوصًا إذا فشلت الحكومات في الحفاظ على النظام. نرى بالفعل في بعض البلدان تصاعدًا في العنف خلال فترات الأزمة.

السكان المهمشون: الأشخاص الذين يعيشون في فقر شديد هم غالبًا أول من يتأثر بالأزمة. عندما لا يرون أي مخرج، قد يلجؤون إلى حلول قصوى، مما يزيد من انعدام الأمن في بعض الأحياء والمناطق.

4. الآثار المتسلسلة للأزمات المتعددة:

بعد خروج العالم بالكاد من أزمة كوفيد-19، يواجه الاقتصاد العالمي سلسلة من الصدمات: الحرب في أوكرانيا، عدم الاستقرار في قطاع الطاقة، تصاعد التوترات الجيوسياسية، والآن ربما صراع بين إسرائيل وإيران. هذه الأزمات مجتمعة قد تؤدي إلى:

تفاقم التوترات العالمية: لا يخرج العالم سليمًا من سلسلة من الأزمات بهذا الحجم. الضغوط على الأنظمة المالية والسياسية والاجتماعية قد تجعل الحكومات أكثر هشاشة.

زيادة الهجرة: تؤدي الأزمات أيضًا إلى زيادة أعداد اللاجئين والمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أماكن أخرى. يضيف ذلك تحديات إضافية للبلدان المضيفة، من حيث الاندماج والأمن.

5. كيف يمكن الحد من هذه الآثار؟

إن دور المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، حاسم في محاولة نزع فتيل النزاعات قبل أن تتفاقم وتؤثر أكثر على الاقتصاد العالمي. بالتوازي مع ذلك، يمكن لإدارة أكثر مسؤولية للموارد الاقتصادية، وتضامن دولي متزايد، وسياسات اجتماعية معززة أن تحد من بعض الآثار الأكثر تدميرًا للصراعات والأزمات الاقتصادية.

هذا التعدد في الأزمات قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الاقتصادية والاجتماعية في العالم. المفتاح للحد من هذه التأثيرات سيكون قدرة الحكومات على تنفيذ سياسات دعم، إلى جانب جهود دبلوماسية متضافرة لتقليل مخاطر الحرب وعدم الاستقرار على نطاق واسع.

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاقتصاد العالمی عدم الاستقرار

إقرأ أيضاً:

٧٨ مليار جنيه لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير.. وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري

أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن هناك موازنة طموحة جدًا بدءًا من شهر يوليو المقبل؛ لتمويل مبادرات «المساندة الاقتصادية» للأنشطة الصناعية والتصديرية، في خطوة قوية بمسار الشراكة مع مجتمع الأعمال، موضحًا أنه تم تخصيص ٧٨ مليار جنيه بالموازنة الجديدة لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري.

أضاف أن هناك ٤٥ مليار جنيه بالموازنة الجديدة لتوفير احتياجات القطاع التصديري من أول يوليو المقبل، وضمان عدم تأخير مستحقات المصدرين، وذلك من خلال برنامج محفز لرد الأعباء التصديرية، فى إطار رؤيتنا المتكاملة لتعزيز النمو الاقتصادي.

أشار كجوك، إلى أن هناك ٨،٤ مليار جنيه بالموازنة الجديدة، لدعم الاستثمار السياحي، وزيادة الغرف الفندقية لاستيعاب المزيد من السائحين، لافتًا إلى تخصيص ٢٩،٦ مليار جنيه لدعم الإنتاج الصناعي بمعدل نمو ٦٩٪ عن موازنة العام المالي الحالي لتشجيع توطين وتعميق الصناعة.

أوضح أنه تم تخصيص ٥ مليارات جنيه بالموازنة الجديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية للصناعات ذات الأولوية، و٥ مليارات جنيه أخرى، حوافز نقدية لتمويل مبادرات المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، و٣ مليارات جنيه لدعم صناعة السيارات ومستلزماتها ومكوناتها في مصر، و٣ مليارات جنيه لمبادرات التحول إلى مصادر طاقة أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

مقالات مشابهة

  • أستاذ اقتصاد : استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية يجذب المستثمرين لمصر
  • أكثر من 12 ألف قرار إداري بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل
  • وزير المالية التركي: تجاوزنا أصعب التحديات الاقتصادية!
  • مصر ضمن الدول المستفيدة من صندوق الشراكة المتوسطية لدعم الاقتصاد الأزرق
  • منع الهجرة أكبر تناقض في بنية الإقتصاد العالمي
  • سوريا تعود إلى الاقتصاد العالمي بعد 14 عاما من العزلة
  • الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما
  • ميناء السخنة يستقبل السفينة المالطية «AROYA» وعلى متنها أكثر من 2300 سائح
  • «العمل الدولية» تدعو لمجتمعات أكثر عدلاً
  • ٧٨ مليار جنيه لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير.. وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري