مجلة هندية: القوات المسلحة اليمنية تشكل مساراً مرعباً للشحن في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
قالت مجلة أوتلوك الهندية إن بعد حرب إسرائيل على غزة عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، قررت القوات المسلحة اليمنية، تضامناً مع الفلسطينيين، مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة بغية وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في فلسطين.
وأكدت أنه بعيداً عن شوارع غزة المليئة بالحطام، تعمل شبكة من التحالفات على تشكيل مصير الشرق الأوسط.
وذكرت المجلة الهندية أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت جزءاً من “محور المقاومة” الأوسع، الذي يهدف إلى تحدي النفوذ الغربي في المنطقة، واستهداف الولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص..وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، استولت على سفينة شحن تسمى “جالاكسي ليدر”، وحولتها الآن إلى معلم سياحي للناس في اليمن.
وأفادت أن القوات المسلحة استهدفت أكثر من 80 سفينة تجارية في البحر الأحمر بطائرات بدون طيار وصواريخ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023..مرتبطة باسرائيل ولكن بالنظر إلى تأثير الأزمة في البحر الأحمر على التجارة العالمية، قد يتساءل المرء عما إذا كانت قوات صنعاء قامت بمهاجمة السفن المرتبطة بدول أخرى بما في ذلك شركات مقرها المملكة المتحدة واليونان.
وأوردت المجلة أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من إنشاء مسار مرعب على البحر الأحمر، وهو أحد أكثر الطرق البحرية ازدحامًا في جميع أنحاء العالم.. وتشير التقديرات إلى أن 12 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر كل عام، بقيمة تزيد عن تريليون دولار “83 تريليون روبية” لكن العديد من شركات الشحن بدأت في تجنب المنطقة تمامًا.. حيث تختار مئات السفن العملاقة التي يبلغ طولها أكثر من 300 متر مسارًا طويلًا حول إفريقيا بدلاً من الإبحار في البحر الأحمر وقناة السويس في طرقها من آسيا إلى أوروبا.
وتابعت أنه يمثل تغيير مسار هذه السفن الكبيرة تحديات لوجستية كبيرة ويستغرق وقتًا طويلاً.. ونظرًا لأن البحر الأحمر حيوي للشحن العالمي، فإنه يتعامل مع ثلث حركة الحاويات وأجزاء كبيرة من النفط المنقول بحراً والغاز الطبيعي المسال، فقد أدت الاضطرابات إلى زيادة التكاليف العالمية، وخاصة للطاقة.. ومع ذلك تضطر السفن التي تتجنب البحر الأحمر إلى تغيير مسارها حول منطقة القرن الأفريقي، مما يتسبب في تكاليف وقود إضافية تصل إلى مليون دولار..وقد سلكت أكثر من 150 سفينة هذا المسار الأطول منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
بالإضافة إلى ذلك ارتفعت أقساط التأمين على عبور البحر الأحمر بنحو عشرة أضعاف.. وقد نقلت شركات الشحن مثل سي إم إيه سي جي إم هذه التكاليف إلى المستهلكين.. كما واجهت الهند تداعيات الأزمة برسوم شحن مبالغ فيها، وكشف اجتماع عقدته مؤخرا مؤسسة الشحن الهندية عن انخفاض بنسبة 9.3 في المائة في صادرات أغسطس/آب.
عندما بدأت الحرب العام الماضي، أبدى الناس في العالم العربي دعمهم السريع للفلسطينيين.. ومع ذلك، كان التركيز أقل على الاحتجاجات ضد عنف إسرائيل في غزة التي ظهرت في جميع أنحاء العالم العربي.. وقد كافحت الحكومات للسيطرة على هذه الحركات الاحتجاجية، ولم تظهر آثارها طويلة الأجل على السياسة الإقليمية بعد، وفقًا لتقرير صادر عن المركز العربي في واشنطن.
—————————————
– 26 سبمبر نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
يوم للعزة والكرامة ومنعة عُمان وصلابتها
في تاريخ الأمم والشعوب هناك أيام خالدة لا يمكن تجاوزها دون التفكير في دلالتها العميقة وما أضفته من رمزية على حركة النضال الشعبي والتضحيات الكبيرة من أجل وحدة التراب وصون مقدسات الوطن واستقلاله. وينظر العمانيون إلى يوم الحادي عشر من ديسمبر، وهو يوم القوات المسلحة، بأنه يوم خالد من أيام عُمان الذي تتجلى فيه خلاصة تاريخ طويل من التضحيات التي خاضها الجندي العماني ـ وكل العمانيين جنود من أجل الوطن ـ عبر التاريخ ليبقى هذا الوطن شامخا وحرا يعيش أهله في أمن وكرامة.
وهذا اليوم -وإن ارتبط بداية بعام 1975- فإنه امتداد في الحقيقة لسلسلة طويلة من المواقف التي أثبت فيها العمانيون أن الدفاع عن الأرض شيء متأصل في وجدانهم منذ مالك بن فهم حتى الأئمة والسلاطين الذين حفظوا هذا الكيان السياسي والجغرافي من الأطماع المتشابكة والمعقدة إلى هذه اللحظة التي يمر فيها الإقليم بحالة من الارتباك والتحول وإعادة التشكل من جديد. وبذلك يغدو يوم القوات المسلحة يوما يرمز إلى القوة العمانية والمنعة في وجه كل من تسوّل له نفسه التفكير في النيل من أمن أو استقرار عُمان. وهذا الذي يحول هذا اليوم إلى ذكرى وطنية يحتفي بها العمانيون جميعا.
وتحضر قوات السلطان المسلحة باعتبارها المنظم لكل الذاكرة العسكرية والأمنية العمانية، وهي مؤسسات تجاوزت وظيفتها القتالية والأمنية لتصبح مؤسسات حديثة عالية التنظيم تستطيع إسناد الدولة في السلم كما في الحرب، من تأمين الحدود وحراسة الممرات البحرية وخطوط الطاقة، إلى الحضور في الأنواء المناخية والكوارث الطبيعية، وعمليات الإغاثة والإخلاء الطبي، وتمتد أدوار القوات المسلحة إلى تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع العُماني في المدن والجبال والقرى البعيدة.
ومن المهم القول إن دور هذه المؤسسات مرتبط بكل مفاصل الحياة، فلا تنمية بلا أمن ولا تنويع اقتصادي بلا بيئة مستقرة تحمي الاستثمار وتؤمّن حركة التجارة واللوجستيات. في هذا المعنى، تبدو المعسكرات والثكنات، والبرامج التدريبية المتقدمة، وأنظمة التسليح الحديثة، جزءا من البنية الأساسية غير المرئية للاقتصاد الوطني. الجندي الذي يحرس الحدود، والطيار الذي يؤمّن سماء عُمان، والبحّار الذي يراقب الممرات البحرية، جميعهم شركاء في حماية فرص العمل الجديدة، والمناطق الاقتصادية، والموانئ التي تتطلع لأن تكون عقدة وصل بين آسيا وأفريقيا والخليج.
ولا بد أن تعرف أجيال عُمان الجديدة أن الاستقرار والهدوء الذي يعيشون في ظله اليوم لم يأتِ صدفة، ولكنه صُنع عبر مسار طويل من الصبر والشجاعة والانضباط، وأن صورة الجندي في الوعي العام ليست صورة القوة المجردة، بل صورة الانضباط الأخلاقي، واحترام المدنيين، والالتزام بقيم الدولة التي يحميها.
وفي هذا اليوم الذي يرمز أيضا إلى عزة العمانيين وكرامتهم ومنعتهم، لا بد من تذكر الشهداء الذين ارتقوا في كل جبهة من جبهات التاريخ العُماني من أجل أن يصان حمى الوطن وأن يبقى شامخا كشموخ الجبال. وهذا يفرض علينا تذكر وشكر من يواصلون اليوم، في البر والبحر والجو، مهمة صون تراب هذا الوطن الغالي، وأن نجدد العهد خلف القائد الأعلى، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، بأن نبقى جميعا درعا للوطن وجسرا بين ماضٍ مليء بالتجارب الوطنية المجيدة ومستقبل تُبنى فيه القوة لخدمة السلم والتنمية وكرامة الإنسان العُماني حيثما كان.