بوابة الوفد:
2025-12-14@10:03:07 GMT

حرب لبنان الثالثة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

فى افتتاحية الواشنطن بوست كتب المحلل الأمريكى ديفيد أغناطيوس «المنطق الصارم للحرب أثبت أنه أقوى من المنطق الناعم للسلام». وهو ما حدث بالفعل كان امتداد حرب غزة إلى لبنان أمرًا لا مفر منه. ما يحدث يحمل دلالات كبرى لها تداعياتها، ليس فقط على مستقبل لبنان، لكن على المنطقة بأسرها. التصعيد الإسرائيلى الأخير على حزب الله، وخاصة اغتيال نصر الله، وجه ضربة قاسية لقدرات الحزب العسكرية وعلى مستوى القيادة الميدانية، الأمر الذى أتاح لإسرائيل الفرصة لتحقيق هدفها المعلن المتمثل فى إجبار الحزب على وقف هجماته على شمال إسرائيل وفى مرحلة تالية سحب قواته من الحدود إلى شمال نهر الليطانى.

على عكس إسماعيل هنية؛ مثل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله ضربة أشد وطأة لإيران. ورغم أنه حدث خارج إيران، فمن المرجح أن يُنظَر إليه ليس فقط من منظور مهنى، بل ومن منظور شخصى أيضاً. فقد ارتبط نصر الله والمرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى لمدة أربعة عقود، ولم يشتركا فى أيديولوجية سياسية فحسب، بل وأيضاً أيديولوجية دينية. فحزب الله يقبل المفهوم الإيرانى لولاية الفقيه يقبل حزب الله فيه أيضاً المرشد الأعلى الإيرانى باعتباره السلطة العليا. 

وكما كان العالم قبل أحداث 11 من سبتمبر غير العالم بعده، الشرق الأوسط على وجه التحديد ما قبل هجمات السابع من أكتوبر غير الشرق الأوسط بعدها، والوضع كله ما قبل استهداف نصر الله والرد الصاروخى الإيرانى غير الوضع بعده. على مستوى الداخل اللبنانى، تبدو الحاجة ملحة لتوافق لبنانى - لبنانى حول المرحلة القادمة، مع تراجع ولو مؤقتا لحزب الله من المشهد السياسى اللبنانى، وهو ما يتطلب تنفيذ ما تم الإعلان عنه من جانب نجيب ميقاتى ونبيه برى حول الإسراع فى انتخاب رئيس للبنان يكون لديه القدرة على استعادة الوحدة اللبنانية، وإعادة التأكيد على دور القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها القوة المسلحة الوحيدة فى الأراضى اللبنانية، وتفعيل أركان الدولة دستوريا وتشريعيا، بما يمكن لبنان من المضى قدما فى المواجهة السياسية والدبلوماسية خاصة فيما يتعلق بتنفيذ بنود القرار 1701.

أما على الجانب الإيرانى، وحتى ما بعد الضربة الصاروخية التى جاءت لاستعادة الردع مع إسرائيل حتى ولو بشكل نسبى، ومن جانب آخر رفع الروح المعنوية لقواعد ومقاتلى حزب الله واحتواء حالة الغضب لديهم على مقتل نصر الله دون وجود رد مناسب. لكن رغم حزن قادة إيران الشديد على فقدان نصر الله فإن الأولوية القصوى لطهران تظل استقرار النظام الإيرانى وأمنه. وإيران لا تقل نفوراً عن أى طرف آخر فى الشرق الأوسط من الانخراط فى حرب واسعة النطاق، وهو الصراع الذى قد ينتهى بالتصفية الكاملة لحزب الله أحد أبرز أذرع الردع الإيرانية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب لبنان الثالثة د وليد عتلم التصعيد الإسرائيلي اغتيال نصر الله القيادة الميدانية نصر الله

إقرأ أيضاً:

«كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة

أشادت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بدور مصر فى تثبيت اتفاق غزة، جنبًا إلى جنب مع الدور الأردنى فى حماية المقدسات، والحفاظ على الإرث المسيحى بالأراضى المقدسة.
ودعا أعضاء المجلس، بحضور الأنبا توماس عدلى مطران إيبارشية الجيزة، والفيوم، وبنى سويف للأقباط الكاثوليك، إلى ضرورة العمل الجاد لإحلال السلام بالأراضى اللبنانية، وتعزيز الاستقرار، والتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية فى موعدها الدستورى، بما يضمن مشاركة عادلة لجميع المواطنين.
وشددوا على أهمية بناء سوريا جديدة قائمة على المواطنة، وحقوق جميع المكونات، معرجين على أنّ المكوّن المسيحى هو جزء أصيل من تاريخ البلاد، وهويتها، كما دعوا إلى وقف العنف فى فلسطين، ولا سيما فى غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى سلام شامل يضمن حق الحياة لكل إنسان.
وأعرب أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن أملهم فى تشكيل حكومة عراقية تلبى تطلعات الشعب، وجددوا الدعوة لوقف الحرب الأهلية فى السودان.
وجددت اللجنة نداءها للإسراع فى كشف مصير المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم، وبولس اليازجى، وجميع المخطوفين من الإكليروس، والعلمانيين.
وجدد أعضاء المجلس الصلاة من أجل أن يحمل العيد تعزية للمتألمين، وشفاءً للمرضى، وعونًا للأيتام، والأرامل.
واختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، أعمال اجتماعها الدورى، ببيروت يومى العاشر، والحادى عشر من ديسمبر الجارى، برئاسة ممثلى العائلات الكنسية الأربع: الكاثوليكية، الأرثوذكسية الشرقية، والأرثوذكسية، والإنجيلية.
شارك فى الاجتماع أعضاء اللجنة من لبنان، وسوريا، والعراق، ومصر، والأردن، وقبرص وفلسطين، إلى جانب الأمين العام ميشيل عبس، وفريق أمانة المجلس.
وخلال أعمال اليوم الأول، زار أعضاء اللجنة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، حيث جرى التداول فى جملة ملفات أبرزها الحضور المسيحى فى المنطقة، ودور المجلس فى تعزيز هذا الحضور كنسيًا، ومجتمعيًا، وترسيخ الحوار والحفاظ على الكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • الهيئة المنظمة للاتصالات تنشر نظامَي الترخيص وإدارة الترددات في الجريدة الرسمية
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • الرئيس عون لمجلس كنائس الشرق الأوسط: رسالتكم هي توطيد الحضور المسيحي في الشرق ليكون ثابتا في خدمة قضية الإنسان
  • اتصال هاتفي بين رجي ووزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: التعاون لمنع أي تصعيد إسرائيلي