مسقط- الرؤية

استعرضت سلطنة عمان تجربتها في استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية، وذلك ضمن مشاركتها في فعاليات الملتقى العربي الثاني للإعلام البرلماني، تحت عنوان "دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء البرلماني.. الفرص والتحديات"، بالعاصمة البحرينية المنامة.

وشارك في الملتقى عدد من مديري رؤساء البرلمانات العربية والإقليمية وأعضاء البرلمانات العربية، ومديري القطاعات الإدارية في عدد من البرلمانات العربية والأجنبية، إلى جانب الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وخبراء الإعلام بالمجالس التشريعية وغيرهم.

وأوصى الملتقى بضرورة أن يتلقى أعضاء البرلمان والمشرعون الدعم البرلماني والفني المتخصص حول كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التحليل واتخاذ القرارات، لضمان استخدام هذه الأدوات بفاعلية في العمل البرلماني، وتشجيع الابتكار في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات البرلمانية اليومية، وإنشاء فرق من خبراء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي داخل البرلمانات لدعم الأعضاء  في تحليل البيانات ودعم اتخاذ القرارات، إضافة الى الاستثمار في تحديث البنية التحتية التكنولوجية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما أوصى الملتقى بتطوير روبوتات محادثة برلمانية (Chatbots) متخصصة تتعامل مع مواضيع معينة مثل الشكاوى الاستشارات القانونية، أو استفسارات حول الانتخابات مما يسهم في تحسين جودة الإجابات المقدمة للمواطنين، ووضع إطار تشريعي مرن وقابل للتعديل لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال مع مراعاة خصوصيات المجتمعات العربية.

ودعا الملتقى العربي الثاني للإعلام البرلماني إلى العمل على التعاون بين المشرعين المعنيين في مجال الذكاء الاصطناعي لضمان إشراك الخبراء والمطورين في عملية صياغة القوانين واللوائح المنظمة، ونشر الوعي المجتمعي حول استخدامات الذكاء الاصطناعي وفهم المكاسب والمخاطر الناتجة عنه، إلى جانب مراعاة القيم الدينية والأخلاقية في المجتمعات العربية، وتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية للحد من الاعتماد على التطبيقات المستوردة وضمان ملاءمتها للبيئات المحلية.

وشهد خلال أعماله مشاركة واسعة من سلطنة عُمان بحضور ممثلين من مجلس الشورى العَماني ووزارة الإعلام وجمعية الصحفيين العُمانية.

وقدمت الدكتورة أمل بنت طالب الجهورية مديرة دائرة الإعلام بمجلس الشورى العُماني ورقة  بعنوان  "استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية الممكنات والتحديات"، ناقشت خلالها الأهمية التي يشكلها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية، وتحديد مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية، وبحث الآليات التي يمكن من خلالها الحد من التأثيرات السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، واستعراض تجربة سلطنة عُمان في استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر

في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً

مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.

يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.

الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.

هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.

سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي  الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة «عجمان للتميز الحكومي» يعزز ثقافة الابتكار في بيئة العمل الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية

تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.

الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا  أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.

كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.

ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.

مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.

والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • تأهيل 10 آلاف شخص في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
  • ميتا تحارب تطبيقات صينية مثيرة للجدل تسيء استخدام الذكاء الاصطناعي
  • إيمان كريم تستعرض في نيويورك استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز شمول الأشخاص ذوي الإعاقة
  • «محاكم دبي» تبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في القضاء
  • تحذير.. الذكاء الاصطناعي يهدد السلم المجتمعي في العراق
  • محاكم دبي تبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في القضاء
  • استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عند أبواب المسجد الحرام
  • توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالعواصف والأعاصير
  • توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير نشاط الاستزراع السمكي في عُمان
  • سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر