أحمد عبد الوهاب يكتب: اللي يعرف الصقر يعطيه الإقامة الذهبية "تجربة الإمارات نموذجًا"
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
يحتل الصقر مكانة مرموقة في التراث العربي، حيث يُعتبر رمزًا للشموخ والقوة والجسارة. لهذا السبب، يظهر الصقر بقوة في القصص والأغاني التراثية. ومن بين الأمثلة البارزة، الأبيات الشعرية التي كتبها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث شبّه فيها جنود الوطن بالصقور المخلصين، والتي أداها الفنان حسين الجسمي في افتتاح معرض إكسبو 2020:
مــرحبــا يــا هـــلا حــي بالشـهـــامــــة | ** | مــرحبــا بالـصـقـــــور الـمـخـلـصــيــن |
ضامنين الــوطـن صـــانوا احـتـــرامــــه | ** | قـــدرهم عــــنــــدنـا عـــــالي وثـمـيـــن |
الصقر في الأمثال الشعبية الإماراتية:
كذلك نجد الصقر حاضرًا في الأمثال الشعبية، حيث يُعبّر عن قيمته العالية ومعرفته في المثل الإماراتي المشهور القائل: "اللي ما يعرف الصقر يشويه"، حيث تقول القصة أن رجلًا كان يعتمد على صقره في صيد طائر الحبارى، الذي يُعد من الطرائد المفضلة للصقارين.
يضيعه بجهله. الإقامة الذهبية في الإمارات وتقدير المواهب:
تحمل هذه القصة عبرة عميقة: أن عدم تقدير قيمة الأفراد والأشياء يمكن أن يؤدي إلى فقدانها أو استغلالها بشكل غير صحيح. وكما حدث مع الصقر، قد نجد في حياتنا اليومية من لا يقدّرون قيمة المواهب والقدرات الاستثنائية. هؤلاء الأفراد قد يكون لديهم تأثير كبير إذا تم اكتشافهم وتقديرهم بشكل صحيح.
في المقابل، نرى في الإمارات اهتمامًا خاصًا بتقدير الكفاءات والمواهب من خلال مبادرات متنوعة، من أبرزها "الإقامة الذهبية". تُمنح هذه الإقامة المتميزة للأفراد المبدعين والمتميزين والمبتكرين والمستثمرين، وتوفر لهم امتيازات كبيرة، حيث تعكس هذه المبادرة إدراكًا عميقًا لقيمة هؤلاء الأفراد وإسهاماتهم المحتملة في المجتمع وفي نهضته، فهم كالصقور مكانة في التراث العربي والإماراتي. هنا كأني اسمع المثل الشعبي الإماراتي بطريقة أخرى يقول "اللي ما يعرف الصقر يشويه واللي يعرفه يعطيه الإقامة الذهبية". فرسالة شكر وتقدير لحكومة الإمارات التي ترعى المواهب والموهوبين والمتميزين.
رسالتي لبلدي الحبيب مصر، وأنا أعرف التقارب والأخوة العميقة بين مصر والإمارات، وجزء مهم من كتاباتي أن أنقل التجارب الإيجابية المشتركة بين البلدين لتعم الفائدة بما فيه رفعة مجتمعاتنا، أن نسعى لتطبيق مبادرات مشابهة لتلك التي نشهدها في الإمارات والدول المتقدمة لجذب المستثمرين في القطاعات المختلفة من استثمار وعقار وتعليم، وكذلك اكتشاف أصحاب المواهب والأفكار الإبداعية الابتكارية كل في مجاله. فالابتكار هو السبيل الوحيد للتقدم والخروج من الأزمات. ودعونا نأخذ مثالًا عن مدى أثر الأفكار الابتكارية على الاقتصادات العالمية من خلال شركة "أبل الأمريكية"، التي بدأت بفكرة ابتكارية ثم تطورت بفضل الإدارة الابتكارية التي تسعى دائمًا لاستقطاب العقول المتميزة حتى وصلت ميزانيتها إلى أرقام خيالية تصل لثلاثة تريليونات دولار. مثل هذه المبادرات ستمكن مصر من استقطاب العقول المبدعة وتطويرها، مما سيُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
رسالة للمؤسسات والشركات حول العالم:
والسؤال هنا يعود لكل دول العالم وهو: هل سيتمكن جميع المتميزين من الحصول على الإقامة الذهبية؟ بالطبع لا، فالشروط قد لا تنطبق على الجميع رغم تميز البعض. لذلك، يجب أن تلعب للمؤسسات والشركات دورًا رئيسيا في اكتشاف وتقدير تلك المواهب وتنميتها. وبهذا ستكون حركة الإنتاج والإبداع والفكر لا مركزية تبدأ من قاعدة الهرم "الشركات" وصولًا لأعلى القطاعات في الوزارات. يجب على المؤسسات الخاصة والعامة أن تواصل خلق بيئة عمل تعزز الإبداع والنمو. التقدير لا يقتصر على المكافآت المالية فقط، بل يشمل بناء بيئة آمنة تشجع على الابتكار وتدعم التطوير المستمر. على المؤسسات أن تلعب دورًا رئيسيًا في اكتشاف وتقدير المواهب الخفية وتوفير الدعم اللازم لها.
ختامًا أهمس في أذن كل مجتمع ومؤسسة، أن هناك صقورًا بشرية تنتظر من يكتشف قيمتها. هؤلاء سيحدثون الفارق في مجتمعاتهم وشركاتهم ومن قبل في نهضة أوطانهم. فهل سنعرفهم في الوقت المناسب، أم نخسرهم كما خسر الراعي صقره؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التراث العربي الصقر اقتصادات العالم الفنان حسين الجسمي مبادرات الإقامة الذهبیة
إقرأ أيضاً:
اللي عنده برد يصلي الجمعة بالبيت.. أحمد كريمة يوجه رسالة عاجلة
رد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال: "الفترة الأخيرة هناك ارتفاع في نسب الإصابة بالأمراض التنفسية، هل يجوز صلاة الجمعة في البيت حالة الإصابة بدور البرد أو الإنفلونزا بدلا من الصلاة في المسجد ويصاب آخرون بنفس المرض".
وقال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، "لا ضرر ولا ضرار" حديث نبوي وهي قاعدة فقهية من السنة النبوية، تعني ألا يضر المسلم نفسه ولا يضر أخاه المسلم، فالشخص المصاب بالبرد يجوز له الصلاة في البيت بدلا من الذهاب للمسجد وإصابة آخرين.
وأضاف كريمة، خلال حواره ببرنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أنه يجوز الصلاة في البيت، وذلك حتى لا يقع الضرر على بعض الأشخاص.
كما طالب الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، المواطنين كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، بالحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي، موضحًا أن هذا اللقاح يتغير كل عام؛ بسبب التغير في الفيروس نفسه.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، أن الفيروس الموجود حاليا ليس جديدا، لكن أعراضه أشد؛ بسبب التحور في الفيروس نفسه.
ولفت إلى أن الفيروسات مُعدية جدا، واللي يعطس في وسط مجموعة؛ بيصيب الكل، ولذلك على الجميع الحذر من التغير في الأحوال الجوية، والإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا.
المصاب يجلس في البيت
وأشار إلى أن الطالب الذي يصاب بدور برد؛ له الجلوس في البيت، مطالبا المدارس بالمساهمة في ذلك؛ لحماية الأطفال الباقين بالفصل من الإصابة بنفس الدور.
وتابع: "ياريت نترك الطالب المصاب يجلس في البيت، وبلاش نخصم لهم درجات من العام الدراسي، لأن تواجده قد يجعل هناك ارتفاعا في نسب الإصابة بدور البرد بين الطلاب في نفس المدرسة".
عوض تاج الدين: 90% من الحالات المصابة حاليا متشابهة
وكشف عوض تاج الدين أن 90% من الحالات المصابة حاليا متشابهة، وجميعها بأعراض “تعب في الحلق، ارتفاع في الحرارة، تكسير في الجسم، عطس”، لافتا إلى أن تلك الأعراض تعالج بالأدوية المُسَكِّنة.