الوطن:
2025-06-01@18:09:19 GMT

السفير حسين هريدي يكتب: مستقبل الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

السفير حسين هريدي يكتب: مستقبل الشرق الأوسط

بعد عام من الحرب الإسرائيلية الشرسة وغير المسبوقة على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وبعد أسبوعين من اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبنانى، وما تبع هذا الاغتيال من توغل للقوات الإسرائيلية فى جنوب لبنان فى عملية عسكرية وصفها الجيش الإسرائيلى بالمحدودة، وعقب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، فى العاصمة الإيرانية، فى نهاية يوليو الماضى، نستطيع أن نجزم بأن الشرق الأوسط فى المستقبل وليس ببعيد لن يكون مثلما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023، وذلك فى إطار توازن القوة بين إسرائيل ودول الجوار والحركة الوطنية الفلسطينية.

بعد أيام قليلة من هجمات 7 أكتوبر، صرح وزير الدفاع الإسرائيلى بأن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل من وراء حربها على قطاع غزة هو استعادة ما سماه بـ«الردع الاستراتيجى»، وهو المعنى الذى أكد عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الكلمة التى ألقاها يوم الجمعة 27 سبتمبر الماضى، والتى أكد فيها أن خريطة الشرق الأوسط ستتغير بعد أن تقرر إسرائيل متى توقف حربها على فلسطين المحتلة وعلى لبنان، وعلى جميع الجماعات المسلحة الموالية لإيران سواء فى سوريا أو فى العراق أو فى اليمن.

أجمعت آراء الخبراء الدوليين فى تاريخ الصراع العربى - الإسرائيلى على أن خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكور أعلاه ركز على الحرب دون أن يتطرق إلى آفاق التسويات السياسية لأزمات الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وكيفية تنفيذ حل الدولتين.

وحيث إنه يعتمد فى الأساس على الدعم العسكرى الأمريكى المستمر دون انقطاع منذ 7 أكتوبر 2023، والغطاء السياسى والدبلوماسى الذى توفره إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، سواء فى الأمم المتحدة أو جميع المحافل الدولية المختلفة، فهو يثق أن الولايات المتحدة ستسانده إلى أبعد مدى ودون حدود لتحقيق أطماعه فى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وبصفة خاصة الدول الخليجية، دون أن يرتبط هذا التطبيع بإنشاء دولة فلسطين المستقلة داخل حدود معترف بها دولياً. وهو هدف تدفع إليه الإدارة الأمريكية الراهنة فى سياق التزامها بنهج الاتفاقيات الإبراهيمية خلال ولاية الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، التى تم بموجبها إقامة علاقات دبلوماسية بين عدد من الدول الخليجية والعربية، وهو النهج الذى سارت عليه الإدارة الأمريكية الحالية.

والجدير بالذكر أن «الكنيست» الإسرائيلى كان قد أصدر تشريعاً فى الصيف الماضى يرفض فيه إقامة دولة فلسطينية على «أرض إسرائيل»، حسب منطوق التشريع، وهو ما يعنى أن إسرائيل تخطط لفرض سيادتها على أغلب أجزاء الضفة الغربية، وهذا هو الهدف الاستراتيجى الأكبر للحرب التى تشنها إسرائيل منذ عام على الفلسطينيين وعلى الشعب اللبنانى.

ما تقدم يطرح التساؤل عما هو الموقف العربى إزاء المخطط الإسرائيلى؟

من نافلة القول أن هناك إجماعاً عربياً على حتمية تنفيذ حل الدولتين، وأن ذلك مفتاح التطبيع مع إسرائيل، ونرى أن الالتزام بهذا الربط هو العنصر الأساسى فى الردع العربى إزاء النزعة التوسعية الإسرائيلية. أما العنصر الثانى فهو الربط بين معدلات التبادل التجارى مع إسرائيل والخطوات الجادة التى تتخذها الأخيرة فى تنفيذ حل الدولتين.

والعنصر الثالث فى الردع العربى هو تحدث جميع الدول العربية بصوت واحد عن أهم القضايا والأزمات التى تحل بالعالم العربى، أى قطع الطريق على جميع المحاولات الرامية لبث الفرقة فى الصف العربى.

من ناحية أخرى، لن يكتمل الردع العربى دون توحيد الصف الفلسطينى، بحيث تكون هناك سلطة فلسطينية واحدة تمثل الشعب الفلسطينى أمام العالم أجمع، وهى التى تتمتع حصرياً بقرار استخدام السلاح.

وأخيراً وليس بآخر ربط مسار العلاقات العربية - الأمريكية بمدى فاعلية الدور الأمريكى فى تحريك القضية الفلسطينية والعمل على تنفيذ حل الدولتين.

مجمل القول أن رسالة الدول العربية لإسرائيل هى أنها لن تسمح بهيمنة إسرائيلية على مصائر وأقدار الأمة العربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة تنفیذ حل الدولتین الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟

تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.

ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو  رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.

وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.



وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.

ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.

ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد الرؤية الأوروبية في تنفيذ حل الدولتين
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • د.حماد عبدالله يكتب: "العشوائيات وتأثيرها السلبى على السلوك "!!