تعيش آلاف العائلات السورية حالة من المعاناة على وقع رحلة نزوح عكسية فرضها عليهم العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين للعودة إلى سوريا على الرغم من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية وإمكانية تعرضهم للاعتقال.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عائلات سورية عائدة من لبنان وهي تفترش شوارع العاصمة دمشق بعد أن تقطعت بهم السبل، في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات وتعرضهم للإهمال من قبل النظام السوري.



تبدأ بإيجاد مأوى ولا تنتهي بملاحقة النظام لهم..
توجس ومعاناة لدى سوريين عائدين من #لبنان#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/ijTUuzvooi — تلفزيون سوريا (@syr_television) October 6, 2024
وفي السياق، يتوجس العديد من العائدين من إمكانية تعرضهم للاعتقلال على أيدي قوات النظام، لاسيما الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وذلك في ظل تقارير حقوقية وثقت قيام النظام باعتقال عشرات العائدين خلال الأيام الأخيرة.

في غضون ذلك، توجه الآلاف إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري في رحلة نزوح عكسية سيرا على الأقدام، في ظل استغلال كثيرون للأزمة الحالية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواصلات.


واضطر الآلاف للمبيت في العراء دون مأوى أو غذاء نتيجة الإهمال وتقاعس النظام عن تلبية حاجتهم، فضلا عن منعهم من الدخول إلى مناطق شمال سوريا لمدة قبل السماح لهم بالعبور بسبب ما وصف بأنه ناتج عن "دواع أمنية".

يفرون من نيران الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق ليست آمنة من استهدافات قوات نظام الأ سد وروسيا.. آلاف من النازحين السوريين الفارين من لبنان يتوجهون بأعداد كبيرة إلى الشمال السوري رغم صعوبة الطريق والإجراءات الأمنية pic.twitter.com/cXb4lD3kyX — نون بوست (@NoonPost) October 3, 2024
وكان الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أفاد بوصول ما يزيد على 1500 سوري فار من الحرب في لبنان إلى شمال غربي سوريا عبر معبر عون الدادات.

وأوضح أن معظم النازحين، هم من النساء والأطفال وكبار السن وبينهم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن طواقمه قدمت الإسعافات الأولية قدمت لنحو 10 عوائل فور وصولهم وأسعفتهم إلى المشافي.

وحذرت لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، من تعرض السوريين العائدين من لبنان "لخطر الابتزاز، والاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء والتجنيد القسري أو القتل أو الإصابة".

وقالت اللجنة في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "أعدادا كبيرة من النازحين الجدد تصل إلى سوريا، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة ضئيلة تبلغ 25 بالمئة، على الرغم من ارتفاع الاحتياجات المدنية إلى مستويات قاسية مع نزوح العديد منهم عدة مرات بسبب الصراع".

وأعربت اللجنة عن "قلقها بشكل خاص إزاء التأثير الشديد الذي قد يخلفه أي عنف إضافي على المدنيين السوريين، الذين عانوا بالفعل معاناة لا يمكن تصورها. ومثلهم كمثل جميع المدنيين المحاصرين في الصراع، يجب حمايتهم أينما كانوا".

وشددت على "الحاجة إلى أقصى درجات ضبط النفس والهدوء لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، بما في ذلك خفض التصعيد في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك داخل سوريا نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وكان رئيس "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، هادي البحرة، طالب المفوضية السامية لرعاية اللاجئين UNHCR، "بتوفير الحماية الدولية بشكل عاجل للاجئين السوريين الذين فروا من لبنان إلى مناطق سيطرة نظام الأسد وداعميه"، مشيرا إلى "تعرضهم للاعتقال التعسفي"، ومشدداً على "ضرورة عدم تركهم بين خيارين يهددان حيواتهم".


وقال البحرة، في بيان، "نضع بين يدي الأمم المتحدة بما فيها أمينها العام ومجلس الأمن والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، الحالة الحرجة والطارئة التي يعاني منها اللاجئون السوريون الذين فروا من لبنان بسبب الحرب".

وخلال الأيام القليلة الماضية، اجتاز نحو 75 ألف لبناني وأكثر من 212 ألف لاجئ سوري الحدود إلى الأراضي السورية على وقع تصاعد وحشية العدوان الإسرائيلي، وفقا لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.

وكان رئيس النظام بشار الأسد وجه حكومته المشكلة حديثا للبدء في "عملها الآن بالوقوف مع الأشقاء في لبنان في كل المجالات وكل القطاعات دون استثناء ودون تردد"، دون التطرق إلى قضية العائدين السوريين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية لبنان سوريا النظام الاحتلال سوريا لبنان الاحتلال النظام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى مناطق من لبنان

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب الأمريكي يصوت على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا

وافق مجلس النواب الأمريكي على إلغاء قانون قيصر الذي فُرضت بموجبه عقوبات أمريكية على سوريا، وجاء ذلك بعد تصويت المجلس الأربعاء بالأغلبية على مشروع قانون موازنة الدفاع الوطني ومن ضمن بنوده قانون قيصر.

ونص القانون على أن إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر يخضع لشروط معينة، منها أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقريرا أوليا إلى لجان الكونغرس خلال 90 يوما، ثم تقارير كل 180 يوما لمدة 4 سنوات.

وأضاف أن على سوريا أن تؤكد أنها تتخذ خطوات ملموسة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وتحترم حقوق الأقليات، وتمتنع عن العمل العسكري الأحادي الجانب ضد دول الجوار، وتكافح غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتلاحق الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في عهد النظام المخلوع، وتكافح إنتاج المخدرات.

وذكر أنه في حال عدم استيفاء هذه الشروط خلال فترتين متتاليتين من التقارير، يُمكن إعادة فرض عقوبات محددة على جهات معينة.

وسينتقل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ حيث يمتلك الجمهوريون أغلبية مريحة.



ما هو "قانون قيصر"؟
"قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" هو تشريع أمريكي أصدره الكونغرس في عام 2019 ووقعه الرئيس ترامب في حقبته الأولى. وقد سُمي القانون بهذا الاسم نسبة إلى مصوّر عسكري سوري منشق حمل اسمًا حركيًا هو "قيصر"، قام بتهريب آلاف الصور التي توثّق جرائم تعذيب وقتل ممنهجة لسجناء سياسيين على يد النظام السوري السابق.

الأهداف الأساسية للقانون
محاسبة النظام: الهدف الرئيسي كان تحميل نظام بشار الأسد وحلفائه المسؤولية عن الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوري.

تجفيف التمويل: السعي لحرمان النظام من الموارد المالية اللازمة لمواصلة حملة العنف والتدمير.

ردع التعامل الدولي: توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي والشركات الأجنبية بأنه لا ينبغي لهم
الدخول في أعمال أو صفقات تُثري النظام أو تدعمه.


أبرز الإجراءات
العقوبات الثانوية: يفرض القانون عقوبات على أي شخص أو كيان أجنبي (سواء كان دولة أو شركة أو فرد) يقوم بتقديم دعم مادي أو مالي أو تقني للحكومة السورية أو المؤسسات التابعة لها، بما في ذلك:

النفط والغاز: تزويد الحكومة بالمنتجات البترولية أو المساهمة في توسيع إنتاج النفط والغاز.

الطيران والنقل: توفير سلع أو خدمات أو تكنولوجيا مهمة مرتبطة بتشغيل الطائرات المستخدمة لأغراض عسكرية.

إعادة الإعمار: ردع الأجانب عن إبرام عقود مهمة لإعادة الإعمار أو الهندسة في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

العقوبات المالية: فرض قيود على المعاملات المالية وتجميد أصول الأفراد والكيانات المستهدفة، وحظر سفرهم إلى الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • حفل زفاف في سوريا يتحول إلى مأساة كبرى في ريف درعا الغربي.. ماذا حدث؟
  • فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين
  • عاجل- منخفض جوي يعمّق معاناة النازحين في غزة ويغرق آلاف الخيام
  • WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا
  • كلام غير دقيق عن السوريين
  • الكونغرس يمهد لإلغاء قيصر… تحوّل مفصلي في الملف السوري
  • مجلس النواب الأمريكي يصوت على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا
  • مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان
  • سوريا تتهم لبنان بعدم الجدية في ملف المعتقلين السوريين
  • اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض