ها هي الأيام والأسابيع تتوالى على التوقفات والإضرابات التي تعرفها قطاعات حيوية ومصيرية في حياة مجتمعنا وبلدنا، وها أنتم تستثمرون في الصمت والإهمال جمود حكومتكم فوق كراسي المسؤولية، وتحت موقف متخاذل يتقلب ما بين احتقار انشغالات موظفين وبين الحيرة التي فضحت عجز حكومتكم على مقدرتها الإسراع بتقديم جواب حقيقي و إيجاد الحلول المستعجلة والملحة والحاسمة للنظر في مطالب موظفي وموظفات العدل والتعليم والصحة وغيرها … ومطالب المحاميات والمحامين وغيرهم من مساعدي القضاء؟

فماذا يعني في بلد مثل المغرب وفي وضع تتكاثر فيه الأزمات الطبيعية والمناخية والاقتصادية والمائية وغيرها أن تتفجر أوضاع اكبر واخطر القطاعات الاستراتيجية و أنتم عن كل هذه الأوضاع غافلون ومصممون على أن تسير الرياح نحو تقلبات ضاربة؟

ماذا يعني عجز حكومة بكل أحزابها وبعد شهور طويلة من الشلل عن اخراج عبقريتها التي تخلق الاطمئنان وترجع الحياة لهذه المرافق الحيوية وتقدم الحلول التي يتوقف معها الانهيار الذي وصلت إليه حالة المرافق المعنية؟ ماذا يعني فشل حكومتكم و وزراءها في الاختيارات السياسية والتي أكدها الإختناق والاحتجاجات لدرجة اصبح واقعها يهدد وجود ومستقبل المغاربة وخصوصا الطلبة والمرتفقين والمتقاضين ومصير عشرات الآلاف من الملفات والقضايا التي تعتبر حكومتكم المسؤولة عن تدهور مالها ط؟

و ماذا يعني غياب حكومتكم خارج واقع مشتعل بنيران موقدة كانت اختيارات حكومتكم خطبها، وكأنكم تتولون السلطة في بلد في وسط البحر الهندي او الباسفيكي، أو أن حكومتكم انهت مهمتها بالزيادة في المواد الغذائية والزيادة في الضرائب ورفع الرسوم في عدد لا يحصى من الحاجيات وأغلقت آذانها وعيونها؟

فإلى أين تسيرون بالمغرب وبالمغاربة السيد رئيس الحكومة، ومن أجل من انتم في كراسي المسؤولية إن كانت الأوضاع العامة تتدهور و كان المغاربة في سلة المهملات تحت أقدام الحكومة تحتقرهم ولا تولونهم و لمطالبهم و لفئات الموظفات والموظفين في القطاعات الثلاثة آية عناية؟

وهل أنتم مغاربة أم أعداء المغاربة؟ وكيف لكم أن تتصرفوا كالأجانب في المغرب لا تعنيكم راحة المغاربة ولا همومهم و تنظرون للبلد كالبقر الحلوب الذي أغدق عليكم كل ما يعجبكم وما يريحكم من قدسية وحماية ومناعة ومراتب و مناصب و اموالاً وثروات بكل العملات؟

لم تتوجهوا ولو بكلمة واحدة للرأي العام وللمغاربة، ليس لترفعوا عنهم عناء هم وحيرتهم، بل ليفهموا فقط من انتم كحكومة ، وماهي عقلياتكم و منطقكم و ما هي أمراضكم السياسية والنفسية و حرارتها و درجاتها، و لم تخرجوا لا في الإعلام ولا في ندوات ولا في لقاءات جماهيرية ولا قطاعية لتناقشوا مع الرأي العام ومع مكوناته المجتمع ومنظماته المدنية ليثق في سياستكم وفي حكومتكم كما يفعل زملاؤكم في الدول التي تحترم مواطنيها .

.

إن الإضرابات، ولعلمكم، ابتدأت بعيد شهر رمضان تقريبا، ولم تجدوا من موقف إنساني وسياسي إلا الهروب من وجهها و الهروب من أي جواب يضع الحد للانهيار، وانتم تشاهدون وتسمعون من داخل مكاتبكم إضرابات واحتجاجات ومواجهات مع طلبة الطب، ومع كتابة الضبط بالمحاكم ومع المحامين، ومع نساء ورجال التعليم، ومع المفوضين القضائيين … ، والكل يعرف بأن هذه الأوضاع ربما لا تزعجكم ولا تهم حكومتكم ، و الكل يعرف بأنكم وحكومتكم لن تأتوا بحل أو جواب….

عليكم السيد رئيس الحكومة، أن تنتظروا مع حكومتكم حكم التاريخ، لأنكم اليوم تكسرون ركائز مجتمع صبر ولا زال صابرا على فشل حكومتكم وعلى مفهومها الخاص بمصالحة المغاربة، وتضعون المغرب في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي وتتسببون في الضربات التي يتحملها المغرب و المغاربة نتيجة التردد والتوقف و الفساد المالي والإداري الذي انتشر وشاع في عهد حكومتكم، وما الدليل على كل هذا الإخفاق النتائج التي تأتي بها تقارير المنظمات الدولية التي تعري وجه الحكومة وسياساتها في قطاعات استراتيجية، كما يتضح من تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سنة 2023 2024 الذي رتب المغرب في الدرجة 120 و مؤشر الأنظمة الصحية الذي رتب الغرب لسنة 2024 في الدرجة 91 عالميا بين 94 دولة، والمرتبة 7 افريقيا.

إن كانت حكومتكم مكونة من سياح أجانب فسيروا للسياحة و للسهرات فأنتم الطلقاء، وإن كنتم بحق تتحملون مسؤولية قيادة الشأن العام فقدموا استقالتكم الجماعية وهذا حل سياسي عاجل قد يكون منقذا لكم ، وإن كانت حكومتكم مصرة على سياستها فالوضع يتطلب تدخل رئاسة النيابة العامة لتتحمل مسؤوليتها لحماية المجتمع من المخاطر ومن الانهيار، لأن هذا دورها وواجبها الدستوري و عليها أن تأمر بفتح تحقيق ضد حكومتكم من أجل المس بسلامة المجتمع وأمنه الاداري والاقتصادي و بسلامة المواطنين وبحقوق فئات الموظفين والموظفات في قطاعات العدل والصحة والتعليم ، ومن أجل الإخلال بالطمأنينة العامة و بالنظام العام، من أجل المس بسمعة المغرب إقليميا ودوليا …. فأي مصير تختارون؟

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

البورصة تجذب اهتمام المغاربة و إقبال غير مسبوق على شراء الأسهم

زنقة 20 | خالد أربعي

تعرف بورصة الدارالبيضاء، طفرة غير مسبوقة مع إقبال واسع من المستثمرين الأفراد على الاكتتابات العامة، حيث جمع اكتتاب شركة كاش بلس 750 مليون درهم بمشاركة 80,759 مشتركاً من 75 جنسية، ما يعكس ثقة المغاربة في إمكانات الشركات المدرجة ورغبتهم في الاستفادة من النمو الاقتصادي الجاري.

ويأتي هذا النجاح في ظل اكتتابات سابقة ناجحة مثل بنك CFG الذي جمع 600 مليون درهم مع طلبات اكتتاب بلغت 21 مليار درهم،  “SGTM”، حيث بلغ عدد المكتتبين 173,000 شخص، وأكديطال التي زادت رأسمالها مليار درهم وتمت تغطية الاكتتاب 29 مرة، وبنك مصرف المغرب الذي باع حصة أسهم بمليار درهم وتمت تغطية العملية 18 مرة، ما يظهر زيادة ملحوظة في اهتمام المستثمرين الأفراد الذين تضاعفت مشاركتهم خمس مرات خلال الربع الثاني من العام.

وتواكب هذه الطفرة مشاريع استثمارية ضخمة بقيمة 100 مليار دولار مخطط لتنفيذها بحلول نهاية العقد الجاري، أبرزها الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، بما يشمل بناء الملاعب وخطوط النقل والبنية التحتية، إضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر والطاقة المتجددة، وتطوير شبكة الطرق والسكك الحديدية وإعادة إعمار مناطق متضررة من الزلازل، وهو ما يشكل محفزاً رئيسياً للبورصة ويجذب المستثمرين للتحرك مبكراً للاستفادة من الفرص الاستثمارية.

و أصبحت ثقافة البورصة تتوسع شيئا فشيئا داخل المجتمع المغربي، حيث يمكن للمواطنين العاديين الاستثمار بمبالغ صغيرة، وهو ما يؤكد انفتاح السوق المالية أمام الجميع، رغم بعض الأصوات التي لا تنظر بعين الرضا إلى هذا التطور و تريد أن تبقى البورصة دائما في حوزة “النخبة المالية”.

ومع استمرار الطروحات العامة الأولية لشركات مغربية وتنامي المشاريع الكبرى، من المتوقع أن تستمر البورصة المغربية في تسجيل مستويات قياسية من النشاط والإقبال، مع التطلع إلى إدراج أكثر من 300 شركة بحلول 2035، ما يعزز مكانة المغرب كوجهة استثمارية واعدة.

تابعوا آخر الأخبار من زنقة 20 على Google News

مقالات مشابهة

  • «لن تسير وحدك أبداً يا ملك» .. الدوري الإنجليزي يوجّه رسالة دعم لـ محمد صلاح
  • تعرف على قوائم المجموعة الأولى فى بطولة الأمم الأفريقية 2026 بالمغرب
  • جامعة قنا تناقش رسالة دكتوراه للباحثة «شيماء مسلم» حول جراحة منظار الصدر بمستشفى قنا الجامعي
  • أخنوش: المغرب ملتزم بتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي ودعم التبادل الحر
  • ما أسباب الانهيار غير المسبوق للعملة الإيرانية؟
  • أخنوش: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب رافعة لتحولات صناعية في أفريقيا
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا
  • صدمة طنجة تتصاعد بعد حادث الغرق داخل فيلا سكنية بالمغرب
  • ورطة إسلامي الإصلاح من الدّاخل المغاربةُ مع التّطبيع
  • البورصة تجذب اهتمام المغاربة و إقبال غير مسبوق على شراء الأسهم