موقف فرنسي متناقض حيال غزة يعكس ضعف الدور الأوروبي
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
باريس- أشعلت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فتيل المشادات الكلامية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث حثّ على وقف تسليم الأسلحة لإسرائيل وضرورة "العودة إلى الحل السياسي" خلال مقابلة مع وسيلة إعلام محلية أمس السبت.
وكما كان متوقعا، لم يتأخر نتنياهو في الرد بسرعة، وقال في بيان صادر عن مكتبه "بينما تقاتل إسرائيل قوى الهمجية بقيادة إيران، يجب على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل.
وبينما يخشى الاحتلال الإسرائيلي من "تأثير الدومينو" الذي قد يدفع دولا أخرى إلى إصدار قرار لمقاطعة مبيعات الأسلحة له، على غرار المملكة المتحدة وألمانيا وكندا، يرى مراقبون أن الدعم الفرنسي لإسرائيل لا يزال قويا ولم يتغير على أرض الواقع، مما جعل نفوذ فرنسا بالشرق الأوسط "هامشيا" أكثر من أي وقت مضى.
موقف داعموقد أعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه إزاء الحرب التي تدخل عامها الثاني في غزة، رغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار. وقال إن "تجنب التصعيد في لبنان يشكل أولوية، ولا يمكن للبنان أن يصبح غزة جديدة".
وقد فسرت الناشطة الفرنسية الفلسطينية والنائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، إدانة ماكرون "الصارمة" للتوغل العسكري الإسرائيلي بالأراضي اللبنانية بـ"التقارب التاريخي" بين البلدين لبنان وفرنسا، أكثر مما هو تجاه الفلسطينيين "ولأنه يمكن اعتبار اللبنانيين ضحايا حريق إقليمي لم يختاروه حقا".
وقالت النائبة -في حديث للجزيرة نت- إن الدور الفرنسي جزء من الديناميكية الأوروبية، وتضيف "نعلم أن اتفاقية الشراكة الإسرائيلية ليست موضع شك، على الرغم من أن المادة الثانية منها تنص على أنها مشروطة باحترام حقوق الإنسان، ومن المعروف أن عددا من الدول الأوروبية تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة وتربطهم شراكات إستراتيجية".
وأكدت النائبة أنه على الرغم من مطالبة الحركات الطلابية بإنهاء الشراكة والمقاطعة الأكاديمية ـكما كان الحال مع روسياـ لوضح حد للتعامل بمعايير مزدوجة، إلا أنه حتى الآن لا توجد أي عقوبة أو قرار ملموس "وهكذا فإننا نستنتج أن الدعم لإسرائيل يكاد يكون كاملا وفوق الطاولة، ويتم تأكيده كل مرة يختبئون فيها وراء الصيغ الدبلوماسية للإيحاء بأنهم أصوات السلام".
من جانبه، استذكر المستشار السابق بالخارجية الفرنسية مناف كيلاني استمرار شريط هذا الدعم منذ اندلاع الحرب على غزة، بالقول إن "فرنسا أرسلت السفن الحربية بموافقة الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، رغم أن هذا يقع خارج أدوارهما، لأن السياسة الخارجية مجال السلطة التنفيذية، ثم هرع الجميع للقاء المسؤولين الإسرائيليين وإظهار التضامن غير المشروط معهم".
كما وصف المستشار السابق الموقف الفرنسي بـ"المتعرج" فمن ناحية قال رئيس الجمهورية إن "على الحرب أن تنتهي" بينما يؤكد أن الأسرى الإسرائيليين في غزة يجب أن يعودوا، وأن بلاده تدعم إسرائيل وأن أمنها غير قابل للتفاوض، كما أن موقف وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو كان دائما يصب في مصلحة السياسة الإسرائيلية.
غياب المصداقيةوباعتماد خطاب أقل تصالحا تجاه السلطات الإسرائيلية مما كان عليه خلال رحلته الأولى إلى إسرائيل في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، طالب ماكرون بوقف القصف ضد المدنيين في غزة خلال مقابلة مع إذاعة "بي بي سي" البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
غير أن مصداقية تصريحاته لا تزال موضع شك، حيث تعتبر النائبة الأوروبية أن موقف فرنسا تطور على نحو خجول جدا بسبب رغبتها المستمرة في ربط حماس بالحرب الدولية ضد الإرهاب، وبالتالي إنشاء نوع من التكافؤ بين "تنظيم الدولة" والمقاومة الفلسطينية "وقد كان ذلك خطأً في إعلان ماكرون الأول والذي عدله السلك الدبلوماسي بعد أيام قليلة".
وأوضحت الناشطة الفلسطينية الأصل أن هناك صعوبة في التوصل إلى صوت مشترك على المستوى الإقليمي حول هذا الموضوع، وبشكل خاص ألمانيا "وهي الدولة المتورطة تاريخيا، والمسؤولة أيضا عن الإبادة الجماعية لليهود، مما يبرهن كونها الأكثر رقابة وحتى قمعا".
وتضيف موضحة "في فرنسا، تعرض عدد من النشطاء إلى تهمة الدعوة إلى الإرهاب، بينما اتبعت ألمانيا طرق الاعتقالات وقمع الشرطة العنيف للمتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية".
وفي المقابل، وصف المستشار كيلاني تصريحات وزير القوات المسلحة بعدم إرسال الأسلحة لإسرائيل بـ"الادعاءات الكاذبة" التي أفقدت فرنسا مصداقيتها، وجعلت دورها مقتصرا على دور "حامل الرسائل لإسرائيل وأميركا" مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم شبيه بسياسة الرئيس الراحل جاك شيراك لكن "بمزيد من النفاق".
وأشار كيلاني إلى معارضة فرنسا مرتين بالأمم المتحدة وفي جميع الاجتماعات الدولية لمشروع القرار الروسي الرامي لفرض وقف إطلاق النار، فضلا عن عدم إصدارها أية إدانة لعملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أو التوغلات الإسرائيلية في لبنان.
وتابع بالقول "بينما تسعى فرنسا دائما إلى تقديم الدروس بشأن احترام حقوق الإنسان سواء للشرق الأوسط أو لمستعمراتها السابقة، أدينت هي نفسها عدة مرات من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب فشلها في الالتزام بقوانينها".
تراجع دبلوماسيوفي ظل الحماية السياسية والعسكرية التي توفرها الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل، يرى المتحدثان أن تأثير ونفوذ فرنسا في الشرق الأوسط ـبما في ذلك لبنانـ أصبح "هامشيا".
وبحسب الناشطة، فإن ذلك يعود إلى "غياب مسار أوروبي مشترك حول موضوع الحرب على غزة" مما يفسر غياب فرنسا عن الدبلوماسية الدولية، موضحة أن هذا "الفشل الفرنسي الأوروبي يكمن في عدم قدرتهما على انتهاج سياسة خارجية مشتركة، واستمرار ملاحقة ظل ذكرى المحرقة التاريخي الذي يمنع سياسة بعض الدول من احتضان القضية الفلسطينية بشكل واضح".
وتابعت بقولها إنه لا توجد هيكلة موحدة للموقف الأوروبي أو ديناميكية مشتركة تتحدث بصوت واحد، وحتى داخل البرلمان الأوروبي -الذي بات يغلب عليه التوجه اليميني المتطرف- نجد أن موقف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مختلف تماما عن موقف وتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقالت النائبة الأوروبية -في حديثها للجزيرة نت- إن الخطاب الدبلوماسي الفرنسي يقتصر اليوم على الدعوة لوقف النار بدون إصدار أية عقوبة ضد إسرائيل للضغط عليها، رغم توثيق انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي منذ سنوات "لأننا أمام مسألة الاستعمار والاحتلال والحصار غير القانوني على غزة، فضلا عن الفصل العنصري".
أما المستشار كيلاني، فيرى أن "ماكرون وحكومته السابقة أو الحالية لم يأتوا من فراغ، وإنما خلفا لسياسيين آخرين يتبعون العقيدة نفسها في الدبلوماسية الفرنسية" ويعني بذلك العقيدة التي ظلت قائمة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو التي لا تطبقها إسرائيل اليوم "لأنها لا تلبي مصالحها، المتمثلة في توسيع المستوطنات وتقليص الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويعتبر كيلاني أن عقيدة الاسترضاء هذه تهدف إلى "جعل الفلسطينيين يكتفون تدريجيا بمطالب وحقوق أقل، لينتهي بهم الأمر إلى التخلي تماما عن فكرة وجود دولة مستقلة أو الحصول على أي سيادة ولو على جزء من الأراضي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی غزة
إقرأ أيضاً:
"الأنصاري" يوجه باتخاذ الإجراءات الرادعة حيال الحالات غير الجادة بملفي التقنين والتصالح
تابع الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، معدلات ونسب الآداء بملفي تقنين أراضي أملاك الدولة، والتصالح في بعض مخالفات البناء، وموقف الرد على المتغيرات المكانية غير القانونية، والشكاوى الحكومية، وتراخيص البناء والمحال التجارية، وموقف إخلاء المنشآت الآيلة للسقوط الصادر بشأنها قرارات إزالة، موجهًا باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة حيال غير الجادين والمتقاعسين في نهو أعمال ملفات التقنين والتصالح، مؤكدًا على استرداد الأراضي المرفوض تقنينها، في إطار الحفاظ على ممتلكات الدولة وحق الشعب.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري مع رؤساء مجالس المدن، الذي عُقد بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، والأستاذ كامل علي غطاس سكرتير عام المحافظة، والأستاذ أحمد شاكر السكرتير العام المساعد، والدكتور أسامة دياب وكيل وزارة الزراعة، والمهندس محمد عبد الوهاب وكيل وزارة الإسكان، والأستاذ مصطفى زين العابدين مدير عام أملاك الدولة بالمحافظة، والأستاذ هاني الحسيني مدير الدعم الفني ومتابعة المراكز التكنولوجية، والأستاذ محمد عبد المعز مدير عام الشئون القانونية، والمحاسب أحمد خضر مدير عام الشئون المالية والإدارية، والمهندسة أمل حسين رئيس وحدة البنية المعلوماتية المكانية، والأستاذة أمل نادي مدير المنظومة الإلكترونية لتقنين أراضى أملاك الدولة بالمحافظة، ومديري إدارات الأملاك والمراكز التكنولوجية بمجالس المدن، وممثلي الجهات ذات الصلة.
خلال الاجتماع، تابع محافظ الفيوم، معدلات الأداء بملف تقنين أراضي أملاك الدولة، مؤكدًا على أهمية تضافر الجهود وتكثيف عمل اللجان لتسريع وتيرة العمل لنهو كافة الملفات فى المواعيد المقررة، مشددًا على تحصيل الرسوم الخاصة بحق الانتفاع بتلك الأراضي، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة حيال المواطنين غير الجادين في استكمال ملفات التقنين الخاصة بهم، واسترداد الأراضي منهم، وكذا استرداد الأراضي المرفوض تقنينها، والأراضي الفضاء التى لم يتم البت فيها، في إطار الحفاظ على ممتلكات الدولة وحق الشعب.
وأكد المحافظ، أن لجنة البت هي صاحبة القرار بشأن الموافقة أو الرفض لأي طلب تقنين لأراضي أملاك الدولة، موجهًا بسرعة إنهاء ملفات التقنين المستوفاة من خلال الأطر الرسمية والقانونية، وسرعة تحصيل المستحقات بشأن أراضي أملاك الدولة "ماعاد عليه من نفع"، بكل مجلس مدينة من خلال بيانات المنظومة الألكترونية للتقنين، مشددًا على دقة الإجراءات المستندية والمالية والقانونية لأراضي أملاك الدولة المستردة، وكلف المحافظ، سكرتير عام المحافظة، بمتابعة ملف التقنين مع رؤساء مجالس المدن لنهوه فى أقرب وقت، وإحالة المقصرين والمتقاعسين في هذا الملف إلى النيابة العامة.
كما تابع محافظ الفيوم، خلال الاجتماع، معدلات ونسب الأداء بملف التصالح في بعض مخالفات البناء بمختلف قرى ومراكز المحافظة، مؤكدًا على تكثيف عمل اللجان الفنية، وتسريع وتيرة العمل بهذا الملف لنهو جميع الطلبات المقدمة خلال المواعيد المقررة، موجهًا بسرعة نهو ملفات التصالح المتوقفة على الإجراءات الإدارية البسيطة بكل مجلس مدينة، مؤكدًا على تدقيق المراجعة لبيانات طلبات الترخيص قبل البت فيها، واتخاذ الإجراءات الرسمية والقانونية حيال ملفات التصالح غير الجادة.
ووجه المحافظ، مدير الدعم الفني ومتابعة المراكز التكنولوجية بديوان عام محافظة الفيوم، بسرعة إفادة رؤساء مجالس المدن، بملفات التصالح التي لم تستكمل إجراءاتها طرف كل منهم لعدم جدية مقدميها، لعمل إنذارات بخطابات رسمية بعلم الوصول لغير الجادين من المواطنين، لسرعة التوجه للمراكز التكنولوجية لنهو ملفاتهم، أو رفض طلبات التصالح الخاصة بهم والإلغاء من المنظومة في إطار رسمي وقانوني، مع سرعة نهو ملفات التصالح المتوقفة على الإجراءات الإدارية البسيطة من خلال وضع جدول زمني قصير، وسرعة تحصيل مستحقات الدولة مقابل هذا التصالح.
كما تم خلال الاجتماع، استعراض تقرير المتغيرات المكانية، وعدد المتغيرات التي تم رصدها بكل مركز، ووجه المحافظ، رؤساء المدن، بسرعة الرد على المتغيرات غير القانونية التي تم رصدها على منظومة المتغيرات، وتحديد ما تم معاينته منها، وما لم يتم معاينته، وما تم الرد عليه، وما لم يتم الرد بشأنه، وما تم إزالته منها، مشددًا على التعامل الفوري مع المتغيرات الحديثة وسرعة إزالتها إن وجدت، موجهًا رئيس وحدة البنية المعلوماتية المكانية، بإعداد بيان بالمتغيرات المكانية غير القانونية على مدار أسبوعين ماضيين، لتحديد أكثر الأماكن التي بها متغيرات لإزالتها، واتخاذ اللازم حيال القائمين عليها فى إطار من القانون، مؤكدًا أن التنسيق بين الجهات ذات الصلة بملفات التقنين والتصالح والمتغيرات يسهم في سرعة إنجاز الأعمال والارتفاع بنسب الإنجاز للمحافظة.
كما تناول الاجتماع، استعراض موقف تراخيص البناء والمحال التجارية بمختلف مراكز المحافظة، وأعداد الطلبات بكل مجلس مدينة، وعدد المحال التي لم تتقدم بطلبات ترخيص، وعدد الطلبات الجاري فحصها، وعدد طلبات التراخيص التى تحتاج لاستيفاءات، وطلبات الترخيص التى تم الرد عليها، ووجه محافظ الفيوم، بسرعة نهو الطلبات المتأخرة بسبب إجراءات لدى الجهة الإدارية أو من جهة المواطن، مع الإلتزام بتحديث أكواد تراخيص المحلات عند نهو الإجراءات.
كما تم خلال الاجتماع أيضًا، استعراض موقف رد مجالس المدن على كافة الشكاوى الحكومية الواردة إلى كل مجلس، في إطار التخفيف على المواطنين والاستجابة الفورية لمطالبهم ووضع الحلول المناسبة لشكاواهم، كما تم استعراض موقف إزالة المباني الواردة بتقرير لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، وعدد الحالات بكل مركز، وشدد محافظ الفيوم، على رؤساء المدن، بسرعة إخلائها بشكل فوري، وتوفير أماكن بديلة للعاملين بها لتقديم الخدمات للمواطنين، وكذا قطع المرافق عن المباني الخاصة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المواطنين المتقاعسين عن إخلاء المباني التي صدر لها قرار إزالة، حفاظًا على الأرواح والممتلكات.
محافظ الفيوم يتابع سير انتخابات مجلس النواب بالدائرة الثالثة خلال الفترة المسائية من اليوم الثاني 239466 239467 239465