نصر الله وما أدراك ما نصر الله
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
وأخيراً وليس آخرً، ها هو سيد النصر، وهازم الأحزاب، يترجل من على صهوة جوادة، منتصراً، عزيزاً، شامخاً، قانتاً لله عابداً، مجاهدا، مسلماً راية النصر بعده إلى شعب كفؤ، قد رباه فأحسن تربيته، وعلمه بأجمل تعاليمه، ليكون أهلا للمهمة الجسيمة، والخطب العظيم، وليقوم بالدور بعده أحسن قيام، ويخلفه في قيادة الأمة الإسلامية، ومسيرة الجهاد المقدس أفضل خلافة، وإنما مثله مثل موسى -عليه السلام- حين قال لأخيه « اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْـمُفْسِدِينَ».
إنه النصر المحتوم قد اقترب، والوعد الصادق الذي ظهر عن كثب، إنه أيقونة النصر، وسيمفونية الجهاد، وعبق الإيمان، وأريج العزة، إنه نصر الله وما أدراك ما نصر الله..
إنه الحبيب ابن الحبيب، إنه النجيب ابن النجيب، إنه القائد العظيم الذي أنجبته الأمة بعد مخاض عسير، وليل دامس طويل، ويا بختنا نحن بك يا نصر الله، ويا بخت أمة أنجبتك، فهي بلا شك لم ولن تنجب مثلك، اللهم إلا من كان من السلالة الطاهرة الزكية، والدوحة العلوية النبوية، وإلا فمثلكم معدوم، وشبيهكم مكتوم، وجهادكم مختوم، ونصركم محتوم، فما أعظم مصابنا اليوم بك يا نصر الله، وما أشد حزننا عليك يا ولي الله، ولله في خلقه شؤون، ونحن إلى أمره في سكون، ولقد دعاك فأجبت، وابتلاك فصبرت، وأنعم عليك فشكرت، وأغدق عليك وعلينا بك فزدت شكرا له ـ سبحانه ـ وتواضعا، وقمت بجهاد عدوه وعدوك طائعا، ولقد يعجز اللسان عن وصفك، وتتبخر الكلمات عن محاولة مدحك، وإنما نعزي أنفسنا بك، ونواسي قلوبنا في حنينها إليك، ونضمد جراحنا ببعض دوائك، كيف لا؟! وأنت الصفي ابن الصفي، والعلي ابن العلي، والرضي ابن الرضي.
نستودعكم الله يا نصر الله، ولله في خلقه شؤون، وفي قضائه حكمة، وفي ابتلائه محبة ونصرة.
ولنعلم علم اليقين أنه إذا فقدت الأمة قادتها فهو أحد أمرين: إما غضب الله قد نزل بسبب خيانة العملاء، وإما بارقة النصر قد لاحت، وهذا ما نرجوه، وكل هذا الذي نأمله من رب رحيم، عزيز عظيم، كل يوم هو في شان، ونعوذ بالله من غضبه، ونستجير به من سخطه، ونلوذ به في صغائر أمورنا وكبارها، ونلتجئ إليه في حلبة حياتنا كلها وضمارها، وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: «دولة التلاوة» يعيد إحياء مدرسة التلاوة المصرية من خلال اكتشاف المواهب
شارك الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد - مفتي الجمهورية، في افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثانية والثلاثين بمسجد مصر الكبير.
وفي كلمته توجه المفتي بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية (يحفظه الله)، على رعايته الكريمة لحفظة القرآن الكريم، وأكد أن القرآن الكريم وصل إلى الأمة محفوظًا كما أنزله الله تعالى، عبر سلسلة دقيقة من التلقي والنقل المتواتر، بدءًا من أمين الوحي جبريل عليه السلام، ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالصحابة الكرام، حتى آل إلى الأمة مصونًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وأضاف أن الأمة ستظل تؤدي هذه الأمانة جيلا بعد جيل، وسيظل أهل القرآن يقرؤونه حتى في الآخرة، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها».
وأوضح أن إعجاز القرآن الكريم قائم على فصاحة ألفاظه، ودقة معانيه، وشمول بيانه، وما جمعه في نظمه البديع من عقيدة وتشريع ومكارم أخلاق، ووعظ وتقويم، وإخبار بالمغيبات، مما يعجز البشر عن الإتيان بمثله، ويقود كل متذوق للغة العربية إلى مزيد من الخضوع أمام عظمة هذا الكتاب الرباني.
القرآن الكريم هو نور الحياة وهدى الوجودوأشار إلى أن القرآن الكريم هو نور الحياة وهدى الوجود، يبني الإنسان على الحق، ويقيم عواطفه على الخير، ويجعل التعاون على البر والتقوى أساسًا للعمران البشري، مؤكدًا أن هذا الإعجاز الفريد جعل القرآن مصباحًا يهدي المؤمنين كما تهدي الشمس العالم بنورها.
واستعاد المفتي في كلمته مسيرة التلاوة المصرية التي أنجبت عمالقة القراء، مثل: الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ محمود علي البنا، الشيخ محمود الحصري، الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، عليهم رحمة الله، مؤكدًا أن مشروع "دولة التلاوة" الذي تبنته وزارة الأوقاف اليوم يعيد إحياء هذه المدرسة المصرية في أدائها الرفيع، من خلال اكتشاف المواهب الشابة ورعايتها في فنون الترتيل والتجويد.
وأشاد بنجاح مشروع "دولة التلاوة" وبنجاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم، موضحًا أن التفاف المجتمع المصري حول هذه المشروعات يؤكد حقيقتين: الأولى أن القرآن الكريم لا ينفصل عن حياة الأمة، والثانية أن العودة إليه ضرورة في عصر تتزاحم فيه الماديات وتتقلب فيه الأحوال.
واختتم مفتي الجمهورية كلمته ببشارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ»، وبشر آباءهم بتاج الوقار يوم القيامة، داعيًا الجميع للتمسك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «عليك بتلاوةِ القرآنِ، وذِكرِ اللهِ؛ فإنَّهُ نورٌ لك في الأرضِ، وذخرٌ لك في السماءِ».