التخطيط: إطلاق أول سوقٍ طوعي لتداول وإصدار الكربون يُعزز التنمية الاقتصادية الخضراء
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، باعتبارها متحدثًا رئيسًا في فعاليتين حول "حلول الديون المقاومة للمناخ لتعزيز المرونة في الاقتصادات النامية"، و"شفافية أسواق الكربون"، وذلك في إطارِ المناقشات الدولية الجارية حول الجهودِ المبتكرة للعمل المَناخي.
حلول الديون المقاومة للمناخ لتعزيز المرونة في الاقتصادات الناميةوفي جلسة حلول الديون المقاومة للمناخ، أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى أهمية إيجاد آليات تمويلية مبتكرة لضمان الاستقرار المالي طويل الأجل للبلدان النامية بما يخفف العبء الاقتصادي عن هذه الدول، وتُعدُّ مبادرة مبادلة الديون للتنمية المستدامة، التي سبق وأطلقتها لجنة الأسكوا التابعة للأمم المتحدة، من ضمن هذه الآليات المبتكرة، حيث تتيح المبادرة الفرصة للبلدان المدينة والدائنة للتضامن من أجل تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التعافي وتعزيز التعاون الإنمائي بما يمكّن البلدان من تحقيق التنمية وتنفيذ اتفاق باريس للمناخ.
كما أشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن المبادرة تهدفُ أيضًا إلى تخفيف الضغوط المالية على البلدان النامية والاقتصادات الناشئة، ودعمها في تنفيذ خُطط التنمية من خلال تخفيض مدفوعات الديون الخارجية المستحقة، وتحويلها إلى استثمارات محلية، لتنفيذ مشاريع في مجالات التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وتمويل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أنّه على الرغم من الاهتمام الدولي بمبادلة الديون من أجل العمل المناخي والتنمية، إلا أن حجم برامج مبادلة الديون عالميًا لا يزال منخفضًا ولا يلبي طموحات الدول النامية والناشئة، حيث أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى الحاجة إلى آلياتٍ أكثرَ ابتكارًا مثل مبادلة الديون بالمناخ لمعالجة تغير المناخ، ومساعدة الدول النامية على تخفيف أعباء ديونها واستثمار تلك الأموال في مشروعات التنمية التي تكافح التغير المناخي.
واستعرضت جهود مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن ضمنها إطلاق "الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر"، التي تم إطلاقها على هامش فعاليات أعمال الدورة رقم 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، بالإضافة إلى البرامج المنفذة في مجال مبادلة الديون من أجل العمل المناخي، ضمن برنامج «نُوَفِّي»، مع ألمانيا، وكذلك البرامج المنفذة في وقت سابق مع إيطاليا، ومذكرة التفاهم التي تم توقيعُها حديثًا مع الصين. وأكدت أن التجربة المصرية في مجال مبادلة الديون تقوم على نهج متكامل وقواعد حوكمة واضحة ودقيقة لتعظيم الاستفادة من تلك البرامج، وتحقيق نتائج قابلة للقياس، وتنفيذ مشروعات محددة ذات أولوية في العديد من القطاعات .
شارك بالجلسة الدكتور موريتز كرايمر، كبير الاقتصاديين ورئيس قسم الأبحاث في بنك LBBW الألماني و فيرا سونغوي، مؤسس مرفق السيولة والاستدامة، و/ آنيليز دودز، وزيرة الدولة للتنمية، وزارة الشئون الخارجية والتعاون الدولي الإنجليزي، و/ إيلان جولدفاجن، رئيس البنك الوطني الأمريكي للتنمية.
شفافية أسواق الكربونفي سياق متصل، شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، باعتبارها متحدثًا رئيسًا بالحلقة النقاشية تحت عنوان " شفافية أسواق الكربون"، حيث تحدثت عن قيام الحكومة المصرية بإطلاق أول سوق لتسجيل وإصدار وتداول أرصدة الكربون، التي تُعد خُطوةً مهمة نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية، كما يعكس أيضا التزام جمهورية مصر العربية بتبني سياسات مبتكرة للتخفيف من آثار تغير المناخ.
كما أوضحت أن إطلاق أول سوق للكربون هو نتاجٌ للعمل التشاركي والتنسيق مع البنك الدولي، وقد دعم برنامج تمويل سياسات التنمية، الذي تنفذه وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع البنك الدولي، حيث إنّ إطلاق هذا السوق قد تم من خلال تعزيز الإصلاحات الهيكلية وتقديم الدعم الفني للهيئة العامة للرقابة المالية.
وذكرت أن أسواق الكربون تعد أدوات فعالة، تشجع الشركات على تقليل الانبعاثات الضارة من خلال توفير أرصدة الكربون القابلة للتداول للمستثمرين والشركات التي تكافح من أجل خفض انبعاثاتها. ويمكن أن يؤدي تداول أرصدة الكربون إلى خفض تكلفة تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا بأكثرَ من النصف، كما تُعزز مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج المحلي الإجمالي، ويزيد الاستثمارات الخضراء، ويحقق النسب المستهدفة في مختلف جوانب الاقتصاد الأخضر. بالإضافة إلى ذلك فإنه يعدُّ وسيلة فعالة لتأمين التمويل اللازم للتحول الأخضر.
كما ألقت الضوء على الجوانب الرئيسة لضمان نجاح أسواق الكربون التي تشمل الشفافية والتخفيف الحقيقي من آثار المناخ والفوائد الملموسة، وخاصة بالنسبة للدول النامية. وتعتبر أرصدة الكربون أصولاً قابلة للتداول، تعمل بشكل مماثل للأوراق المالية أو الأصول المالية، مما يجعل القطاع المالي محوريًا، باعتباره ممولًا وتاجرًا لأرصدة الكربون، وذلك بما يتماشى مع الجهود العالمية الجارية لضمان النزاهة المالية لأسواق الكربون.
شاركت في الجلسة الدكتور يوخن فلاشبرت - وزير الدولة بالوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والدكتورة كريستيان لايباخ - عضو مجلس إدارة بنك التعمير الألماني، والدكتور عارف هافاس أويغروسينو - سفير إندونيسيا لدى ألمانيا، وهايكي فيسبر - الرئيس التنفيذي للصندوق العالمي للطبيعة في ألمانيا، و تيم كريستوفرسن - نائب رئيس الأسواق في شركة سيلزفورس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رانيا المشاط وزيرة التخطيط مؤتمر هامبورج للاستدامة أسواق الكربون حلول الديون وزیرة التخطیط والتنمیة الاقتصادیة والتعاون الدولی أسواق الکربون مبادلة الدیون أرصدة الکربون الدیون ا رئیس ا من أجل
إقرأ أيضاً:
اختناق بغاز أول أكسيد الكربون يسجل 9 حالات وفاة في الأردن
شهدت مدينة الزرقاء في الأردن مأساة إنسانية جديدة بعد تسجيل 9 حالات وفاة نتيجة اختناق بغاز أول أكسيد الكربون المتسرب من مدافئ غاز غير مزودة بأنظمة أمان، في يوم واحد، الأمر الذي يسلط الضوء على خطورة استخدام المدافئ دون احتياطات السلامة.
سجل الطب الشرعي في الأردن وفاة 9 أشخاص في الزرقاء نتيجة اختناق بغاز أول أكسيد الكربون المتسرب من مدافئ غاز غير مجهزة بأنظمة أمان، ما أثار مخاوف واسعة حول الاستخدام الآمن للمدافئ داخل المنازل.
تفاصيل الوقائعتوفي أربعة أفراد من عائلة واحدة، هم الأب والأم في السبعينات من العمر وولداهم في العشرينات، نتيجة اختناق بغاز أول أكسيد الكربون. وذكر مصدر مقرب من التحقيق أن الوالدين زارا المستشفى قبل يوم من الحادث لشعورهما بالتعب، ثم عادا إلى المنزل.
حضر أحد الأبناء في يوم الحادث إلى المنزل وقضت العائلة وقتا معا قبل أن يخلد الجميع للنوم، تاركين المدفأة مشتعلة مع إغلاق جميع النوافذ والأبواب، ليتم العثور عليهم لاحقا متوفين. وأكد المصدر أن استخدام مدفأة غاز دون نظام أمان أثناء النوم تسبب في زيادة تركيز الغاز داخل الغرفة، مما أدى إلى الوفاة الفورية.
سجل الطب الشرعي في نفس المنطقة وفاة خمسة أفراد من عائلة عربية أخرى، بينهم أم حامل وأطفالها الأربعة، نتيجة اختناق بغاز أول أكسيد الكربون أثناء النوم، بعد أن أغلقت الغرفة بالكامل. وأوضح المصدر أن سبب الوفاة مشابه للحالة الأولى، حيث استخدمت مدافئ غاز دون أنظمة أمان تحمي الأسرة عند نقص الأكسجين، ما زاد من خطورة الوضع وأدى إلى الوفاة الجماعية.
القاسم المشترك بين الحادثتينأكد المصدر أن القاسم المشترك بين الحالتين هو الاستخدام الخاطئ للمدافئ داخل الغرف المغلقة، دون وجود أنظمة أمان أو تهوية مناسبة، ما يجعل اختناق بغاز أول أكسيد الكربون أكثر خطورة ويهدد حياة جميع أفراد الأسرة.
وأشار المصدر إلى أن الحوادث الأخيرة تأتي بعد واقعة مشابهة مطلع ديسمبر الماضي، أودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في الزرقاء نتيجة تسرب الغاز أثناء النوم، ما يوضح أن المشكلة ليست معزولة وتتطلب اتخاذ إجراءات صارمة للسلامة داخل المنازل.
دعوة للتوعية والسلامةحثت السلطات المحلية المواطنين في الأردن على ضرورة الالتزام بمعايير السلامة عند استخدام مدافئ الغاز، وضرورة تركيب أجهزة كشف تسرب الغاز لضمان تجنب أي حالات اختناق بغاز أول أكسيد الكربون مستقبلية، خصوصا خلال موسم الشتاء وارتفاع الحاجة للتدفئة داخل المنازل.