«نصر أكتوبر».. إرث خالد وحافز للتقدم!
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
فى كل عام، تتجدد الذكريات وتتدفق المشاعر مع حلول ذكرى نصر أكتوبر المجيد، ذلك الحدث الفارق فى تاريخ الأمة العربية، والذى أضاء شمعة الأمل فى نفوس الملايين، نصر أكتوبر لم يكن مجرد انتصار عسكرى، بل كان ثورة على اليأس والاستسلام، وأثبت للعالم أجمع أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تحقيق المستحيل، ومن الضرورى أن تعرف الأجيال الحالية والقادمة أهمية هذا النصر العظيم، والدروس المستفادة منه، وكيف يمكننا نقل هذه التجربة إلى الأجيال الجديدة، والاستفادة منها فى مواجهة التحديات الراهنة.
ويعد نصر أكتوبر من أهم الأحداث فى التاريخ المعاصر، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من تحقيق انتصار تاريخى على قوات العدو، واستعادة جزء كبير من الأراضى المحتلة، هذا النصر العظيم لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لتخطيط دقيق وتضحيات جسام قدمها أبطالنا، الذين استمدوا قوتهم من إيمانهم بقدسية القضية، وحبهم للوطن.
ولنصر أكتوبر أهمية لكونه يمثل رمزاً خالدًا للكرامة والعزة الوطنية، وألهم الأجيال المتعاقبة بالفخر والاعتزاز بانتمائهم إلى هذه الأمة العظيمة، وأيضا غير نصر أكتوبر خريطة المنطقة، وأعاد التوازن للقوى، وأصبح نقطة تحول فى تاريخ الصراع العربى مع الكيان الصهيونى، وكذلك كان دافعا للتغيير والتطوير، وحافزًا قويًا للشعب المصرى للعمل على تطوير بلاده فى شتى المجالات، وتحقيق التنمية الشاملة.
ولنصر أكتوبر دروس مستفادة لا بد من التعرض لها، ومنها أن نصر أكتوبر أثبت أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف الشعبى فى مواجهة التحديات، وأظهر أن القوة والإرادة هما السلاح الأقوى فى مواجهة أى عدو، وأن نجاح عملية العبور كان نتيجة تخطيط دقيق وتنظيم محكم، ورغم الظروف الصعبة تمكن المصريون من تحقيق النصر بفضل إيمانهم بأهدافهم وتفاؤلهم بالمستقبل.
ولتعريف الأجيال الجديدة بنصر أكتوبر، يجب على المدارس والجامعات أن يكون تاريخ نصر أكتوبر جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية التى تدرس بها، وأيضا على وسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بدور فعال فى نشر الوعى بأهمية نصر أكتوبر، وتسليط الضوء على قصص البطولة والشجاعة، وكذلك الاحتفال بذكرى النصر سنويًا، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية تعبر عن فخرنا بإنجازات جنودنا البواسل الأبطال.
وللاستفادة من نصر أكتوبر فى مواجهة التحديات الحالية التى تواجهنا، يمكن الاستفادة من روح التحدى والعزيمة التى ميزت المصريين فى حرب أكتوبر، لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية، وأن نستلهم من نصر أكتوبر قوة الجيش المصرى وشجاعته فى حماية الوطن من أى تهديدات أو تحديات أمنية تواجه المصريين، كما يمكن الاستفادة من تجربة الوحدة الوطنية التى تحققت فى حرب أكتوبر، لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وتلاحمًا لمواجهة التحديات الاجتماعية.
وفى الختام.. نصر أكتوبر ليس مجرد ذكرى، بل هو إرث خالد يجب أن نحافظ عليه ونستلهم منه الدروس والعبر. إننا مدعوون جميعًا إلى مواصلة مسيرة البناء والتنمية، والعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات التى تليق بهذا الوطن العظيم، ففى كل تحدٍ نواجهه، يجب أن نتذكر أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر، وأن نستلهم من نصرهم العظيم القوة والإرادة والعزيمة لتحقيق المستقبل الذى نصبو إليه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار نصر أكتوبر محمد على محمد مواجهة التحدیات نصر أکتوبر فى مواجهة
إقرأ أيضاً:
"مركز التعلّم" بالموج مسقط.. نافذة تربط الأجيال بالتراث العُماني وتعزز حضور المتحف الوطني في المجتمع
مسقط- العُمانية
يمثّل "مركز التعلّم" بالموج مسقط- التابع للمتحف الوطني- خطوةً استراتيجية نحو توسيع نطاق الوصول إلى المجتمع، وتعزيز حضور المتحف ثقافيًّا خارج مقره الرئيس، ويُعد نموذجًا متقدّمًا في مجال التربية المتحفيّة، وإيجاد بيئات ثقافية حية قادرة على استيعاب تطلعات الأفراد وتعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي لسلطنة عُمان، بما ينسجم مع توجهات سلطنة عُمان في جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من التنمية الشاملة، وبناء إنسان متصل بجذوره ومنفتح على العالم، إذ يوظّف أساليب تفاعلية مستوحاة من مقتنيات المتحف، تجمع بين التعليم، والفن، والترفيه، بما ينسجم مع احتياجات شرائح متنوعة من المجتمع المحلي والزوار الدوليين على حد سواء.
وقالت أمينة بنت عبد الله العبرية، رئيسة قسم مركز التعلّم: "إن مركز التعلّم بالموج مسقط يهدف إلى تقديم تجربة تعليمية مزدوجة للزوار من مختلف الجنسيات، ويسهم في توسيع دائرة الجمهور المستهدف؛ إذ تُقام فيه فعاليات متنوعة تشتمل على حلقات عمل فنية للكبار، وحلقات تدريبية لطلبة الجامعات والكليات، وعروض مسرحية للأطفال، مما يسهم في تقديم تجربة تعليمية وثقافية متميزة ومتكاملة للأطفال ولكافة أفراد الأسرة".
وأضافت: "يقدم المركز فقرة "الحكواتي" ضمن سلسلة أدب الطفل من خلال قراءة السلسلة القصصية (سلطنة عُمان في الزمان والمكان) وهي عبارة عن (٦) قصص باللغة العربية، موجّهة خصيصًا للأطفال وطلبة الحلقة الأولى، وتُبرز مراحل مهمة من حياة شخصيات عُمانية تاريخيّة عاشت في أزمنة وأمكنة مختلفة، بين القرن الثاني الهجري والقرن العشرين الميلادي، كما يقدم برامج فنية متخصصة لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة، تسهم في دمجهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، بما يعزز الفهم والمعرفة لديهم في المجال المتحفي".
وأشارت إلى أن مركز التعلّم بالموج مسقط، وبدعم من شركة (بي بي عُمان)، نفّذ فعاليات البرنامج الصيفي "صيفنا إرثٌ وهويةٌ"، من خلال حلقات عمل فنية متخصصة استمرت أسبوعين، خلال الفترة (من 13 إلى 24 يوليو 2025م). وقد استُوحي محتوى كل حلقة من أحد مقتنيات المتحف أو مما يرتبط بالموروث العُماني، لتكون نقطة انطلاق للطلبة في تنفيذ مشروعاتهم الفنية، باستخدام خامات متعدّدة مثل الورق، والطين، والألوان، والنسيج. ولا تقتصر أهمية البرنامج على الجانب المعرفي فحسب، بل تمتد إلى غرس الهوية الوطنية، وربط الطلبة برموز وتاريخ عُمان.
وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من أنشطة وبرامج فرع مركز التعلّم بالموج مسقط، خلال الفترة من تأسيسه في عام (2023م) حتى (نهاية يوليو 2025م) (3657) مستفيدًا، مما يعكس الإقبال المتزايد على المبادرات الثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز، ويؤكد على حضور المتحف الوطني في الفضاء المجتمعي خارج مقره الرئيس.
ومنذ بداية العام الجاري استضاف المركز حلقة فنية حول رسم الطبيعة العُمانية بألوان الباستيل، قدمتها الفنانة الأمريكية "مادلين دياز"، وشارك فيها عدد من الطلبة الذين عُرضت أعمالهم لاحقًا في المعرض الفني "مسارات جديدة" في المتحف الوطني، وهو ما يعكس التكامل بين البرامج التعليمية والمعارض الفنية، كما شهد تنظيم سلسلة من العروض المسرحية بالتعاون مع "موسكو ليزا بارك"، ومسرح الأطفال "سكازكين دوم".
يشار إلى أن مركز التعلم بالمتحف الوطني يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وهو مجهّز وفق أعلى المقاييس الدولية، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة تهدف إلى رفع الوعي العام بالتراث العُماني، وتشمل برنامج الزيارات المدرسية، وبرنامج طلبة الجامعات والكليات، وبرنامج العائلات، وبرنامج التعليم المستمر، وبرنامج الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبرنامج قراءات في أدب الطفل، وبرنامج التوعية المجتمعية، مما يوجد المزيد من الاهتمام بين جميع الزوار بالتاريخ الثقافي العريق لعُمان.