سودانايل:
2025-06-21@21:41:40 GMT

رحل الدوش .. والساقية لسه مدورة

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

بقلم : صلاح الباشا

الشاعر والمسرحي والمعلم عمر الطيب الدوش .
يظل تاريخ العاشر من اكتوبر في كل عام يحمل في طياته حزناً دفيناً يحمل في جوفه رحيل أجمل مبدعي بلادنا المعطاءة في كافة المجالات وأجناس الإبداع ، ففي هذا التاريخ غادر الدنيا إلي دارالخلود الشاعر الفلسفي والمؤلف المسرحي ومربي الأجيال الأستاذ عمر الطيب الدوش بتاريخ ١٠ اكتوبر ١٩٩٨م، غادر الدنيا وقد كان يتوكأ علي عكازة بسبب الكسر الذي اصيب به في مفصل الفخذ ، غادر بعد أن أعطي الوطن الكثير ، حيث تم إعفائه للصالح العام من عمله إبان هوجة الفصل الكئيبة الظالمة من الخدمة لكل صاحب رأي متقدم وبلا وازع من دين أو أخلاق ، فكان قطع الأرزاق قد طال رقاب كثيرة بلا سبب جنوه ، وبلغ عددهم(٥٠٠ الف موظف).


مما أعطي ومنذ البداية نهجاً سيئا لحركة الإسلام السياسي الباطشة .. نعم ، فصلوه من وظيفته الأكاديمية كأستاذ بكلية الموسيقي والدراما ( قسم المسرح ) والذي أبلي فيه بلاءً حسناً يشهد له فيه طلابه وزملاؤه حتي اللحظة. .
ونحن إذ نتذكره الآن في ذكري رحيله بتاريخ١٠/١٠ من كل عام فإننا نظل نعيش أجمل مفردات قصائده الفلسفية التي ضمها ديوان شعره الوحيد ( ليل المغنين ) والذي صدر عقب وفاته بقليل . وقد سبق له حين كان معلماً بالمرحلة المتوسطة في حقبة ستينيات القرن الماضي أنه قد أشتهر بتلك الأغنية التي أداها الموسيقار الراحل وإمبراطور الغناء السوداني والأفريقي ( محمد وردي ) بذلك اللحن المتعدد النغمات ( الود ) حيث سبق أن طبعت بالقاهرة في أسطوانة وقد أشرف علي توزيع موسيقاها خبير الموسيقي الإيطالي بالقاهرة والذي كان يعمل بالمعهد العالي للموسيقي العربية ( كونسيرت فتوار) وإسمه ( اندريه رايدر ) طلياني. وبعدها لم يغن له وردي قصيدة إلا بعد مرور عدة سنوات ، فجاءت ( بناديها ) تتبختر في خيلاء وترسل رسائل فلسفية عديدة في تلك الحقبة التي كان الضغط فيها عاليا من نظام مايو الحاكم علي رقاب مجمل القوي السياسية الوطنية .
ولما تغيب عن الميعاد
بفتش ليها في التاريخ
وأسأل عنها الأجداد
وأسأل عنها المستقبل
اللسه سنينو بعاد
بفتش ليها في اللوحات
محل الخاطر الماعاد
وفي الأعياد
وفي أحزان عيون الناس
وفي الضل الوقف
مازاد .... بناديها
وجدت تلك القصيدة رواجا كبيرا حين تغني بها الراحل وردي ، ثم لم تمض سنوات طويلة إلا وتأتي القصيدة الأخري لعمر الدوش ، ليغرد بها وردي ، حيث ظل وردي يعتبر أن هذا النوع من الغناء يعتبر ولوجاً إلي ما كان يسميه وردي شخصيا ( بالقصائد الفلسفية ) والتي لايعرف مضامينها إلا الشاعر نفسه أو إجتهاد المستمعين لفن وردي، والقصيدة هي ( الحزن القديم ) والتي سبق أن حكي موقف معين حولها الأخ الأستاذ الشاعر والمسرحي الكبير والصحفي ايضا ( يحيي فضل الله ) المقيم بكندا حيث ذكر في مقال قديم له أن عمر الدوش لايطيق سماع تلك الأغنية ، وقد حكي فيها يحيي أنه حين كان يعتلي مع الدوش تاكسي اجرة ذات مساء من ندوة بجامعة الخرطوم إلي أم درمان حيث يقيمان ، كيف أن الدوش قد أغلق مؤشر راديو العربة التاكسي حين كان يبث أغنية ( الحزن القديم ) فإحتك الدوش مع سائق التاكسي وأوقفه ونزل منه ، إلي أن قام يحيي بشرح الأمر لسائق التاكسي وأن هذا هو عمر الدوش شاعر الأغنية ، وتم التصافي وركب الدوش السيارة وأغلق سائقها الراديو.
ولكن ، للدوش قصيدة قوية جدا ومعبرة وذات مضامين فيها العديد من الحكاوي ، وقام بإعطائها للأستاذ حمد الريح حيث قام موسيقار ملحن بتأليف لحنها المتعدد الألوان الموسيقية وذلك الملحن الأسطورة السوداني واليمني الأصل الراحل ( ناجي القدس ) وهي التي إخترناها لتكون عنوانا لهذا المقال ( الساقية لسه مدورة ) ... هذه القصيدة فسرها الجمهور بأنها ذات مضامين سياسية بحتة إبان سنوات الضغط المايوي في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي ، حتي أن وزير الإعلام والثقافة وقتها الأديب الأريب الراحل العميد عمر الحاج موسي قد أوقف بثها عبر الأجهزة بعد أن تغني بها حمد الريح في سهرة مشهورة علي الهواء من التلفزيون. ولكن كان للدوش رأيا آخر حيث ذكر للصحف وقتها أن القصيدة تحكي قصة حياته منذ كان طفلا في شندي يكابد مع أسرته مشاق الحياة وليس لها علاقة بالسياسة او بالنظام القائم وقتها ، غير أن الجماهير كانت تعتبرها متنفساً ضد النظام وأنها من أشعار المقاومة.
وهنا نود القول أن أستاذنا الكابلي ومن فرط إعجابه بقصائد عمر الدوش قد تغني له بأغنية ( سعاد ) والتي كانت تأخذ إيقاع السيرة (العرضة ) فتمددت ايضا وسط الناس.
وفي مجال الأعمال المسرحية ، فإن الراحل عمر الدوش قد قام بكتابة مسرحية مشهورة تم تقديمها علي خشبة المسرح القومي بام درمان وأخذت حظها من القبول في عدة عروض وقد كانت بعنوان ( ياعبدو.. روق ) .
ومن بعدها غادر الدوش الدنيا الفانية في بيته بامبدة بتاريخ العاشر من اكتوبر 1998م .
ولكن تظل ....
الساقية لسه مدورة ،،،،،

abulbasha009@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شمس البارودي تنعى شقيق الفنان الراحل حسن يوسف: ذهب إليه متعجلا

نعت الفنانة المعتزلة شمس البارودي، اللواء منير يوسف، شقيق زوجها الفنان الراحل حسن يوسف، الذي وافته المنية صباح أمس، وذلك عبر منشور مؤثر على حسابها الرسمي بموقع “فيسبوك”.

بعد 8 أشهر من رحيله.. وفاة شقيق الفنان حسن يوسففي ذكراه.. علاقة الشعراوي بالنجوم.. وصية حسن يوسف واكتئاب عماد حمدي واعتزال كاريوكا

وكتبت البارودي: “لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رحمة الله عليك يا منير، أخو زوجي وحبيبه، ذهب إليه متعجلًا”، في إشارة إلى شقيقه الراحل حسن يوسف الذي توفي قبل نحو 8 أشهر.

وأضافت: “كان منهارًا يوم دفن جثمان حبيبي، وكان أكثر إخواته قربًا له، مع أختهم الصغيرة فاتن، رحمات ربي عليك سيادة اللواء منير يوسف، ولقاؤكم في أعلى جنان الخلد بإذن الله”.

وكان محمد يوسف، شقيق الفنان الراحل، قد أعلن نبأ الوفاة عبر صفحته الشخصية، قائلًا: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله شقيقي الأكبر اللواء منير يوسف، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.. نسألكم الدعاء".

يُذكر أن الفنان حسن يوسف رحل عن عالمنا في أكتوبر الماضي عن عمر ناهز الـ90 عامًا، بعد مشوار فني طويل حافل بالأعمال التي تركت بصمة في تاريخ السينما والدراما المصرية.

طباعة شارك شمس البارودي اللواء منير يوسف الفنان الراحل حسن يوسف رحل عن عالمنا في أكتوبر

مقالات مشابهة

  • كل عيد أب وروحك مرتاحة .. كارول سماحة لزوجها الراحل وليد مصطفى
  • انتصار تستعيد ذكرياتها مع الراحل نور الشريف
  • الشاعر نادر عبد الله يتصَدَّر قائمة المُكرّمين من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية
  • نادر عبد الله يتصدر قائمة المُكرّمين في فرنسا .. وساسيم تمنحه أعلى وسام فني
  • ذمار.. مواجهات مسلحة في مسقط رأس الشاعر عبد الله البردوني
  • أسرة القارئ أبو العينين شعيشع تُحيي ذكرى رحيله في كفر الشيخ.. الاثنين
  • بحضور شمس البارودي.. إقامة عزاء شقيق حسن يوسف في مدينة نصر
  • الأبوذيَّة العراقيَّة وجذورها الريفيَّة
  • شمس البارودي تنعى شقيق الفنان الراحل حسن يوسف: ذهب إليه متعجلا
  • شاهد بالفيديو.. وسط تصفيق وزغاريد وتفاعل الحضور.. عازف العود الشهير عوض أحمودي يفاجئ المعازيم بحفل زواج بالقاهرة ويردد رائعة الهرم وردي “أقابلك”