البندقية الأوكرانية تواجه هجمات روسية بـلا هوادة بالمسيرات
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
عواصم " وكالات": في بلدة بلا أقببة، لا يوجد أمام سكان مدينة "البندقية" الأوكرانية المطلة على نهر الدانوب أي سبيل للاحتماء تحت الأرض من هجمات الطائرات المسيرة الروسية الآخذة في الازدياد على موانئ البلاد النهرية والبحرية.
وتقع بلدة فيلكوفا، وهي منتجع سياحي صغير، عند مصب نهر الدانوب، ومثل مدينة البندقية في إيطاليا، فإن القنوات المائية تحل محل الطرق والقوارب تحل محل السيارات بالنسبة للسكان.
ويقول خفر السواحل إن الطريقة الوحيدة لتجنب هجمات الطائرات المسيرة هي إسقاطها. ويتدرب أفراد خفر السواحل باستمرار على ذلك.
وتقول أوكرانيا إن روسيا تتعمد استهداف البنية التحتية للموانئ والسفن التجارية في مسعى لتعطيل صادرات الغذاء الأوكرانية المهمة لملايين الأشخاص في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وتكثفت الهجمات بشكل كبير على مدى الأسبوع المنصرم، وكثيرا ما تكون فيلكوفا في طريق الطائرات المسيرة.
وقال معلم حاسوب سابق، وهو الآن جندي اسمه الحركي (آي.تي)، إن الشاحنات الصغيرة المزودة بمدافع رشاشة وبنادق هجومية وأضواء كاشفة وكاميرات التصوير الحراري تساعد في صد الهجمات.
وأضاف آي.تي "بشكل عام، نتدرب أيضا كل يوم. ويشمل هذا التمرينات البدنية، بالإضافة إلى تجهيز الأسلحة والمركبات وتفقد جميع الأنظمة لضمان أن كل شيء يعمل كما ينبغي، وفي حالة جيدة".
وتابع أن الغضب تجاه روسيا التي تدخلت في أوكرانيا قبل عامين، هو ما يدفع الجنود إلى التحرك.
وذكر آي.تي "فيما عدا ذلك، لا توجد مشاعر على الإطلاق. لذا، يتعين علينا أداء مهمتنا فقط. المشاعر تأتي لاحقا".
وعادة ما تبدأ هجمات الطائرات المسيرة في الظلام حينما تتعذر رؤية الطائرات المسيرة السوداء في سماء الليل.
ومن دون وجود قبو للاحتماء، تحمي يوليا كابيتان مالكة فندق دلتا طفلتها بتغطيتها بجسدها على السرير.
وتقول كابيتان "أقول لها:"يا ميلانا، صمتا..إهدئي"، حتى لا تشعر الطفلة بالخوف الشديد. تظهر أضواء هائلة ثم تنطفئ الأضواء، ثم يحدث الانفجار، صوت الانفجار. دائما ما تتذكر العينان ما تراه في تلك اللحظة".
من جهتها، قصفت القوات الأوكرانية، اليوم مستودعا للوقود ومواد التشحيم، بالقرب من بلدة روفينكي، في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في منطقة لوهانسك.
جاء ذلك في تقرير صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك ونشرته وكالة الأنباء الأوكرانية(أوكرينفورم) اليوم السبت.
وذكر التقرير "تم تنفيذ هجوم اليوم على منشأة لتخزين الوقود ومواد التشحيم، بالقرب من بلدة روفينكي على الأراضي المحتلة مؤقتا بمنطقة لوهانسك".
وأضاف تقرير هيئة الأركان العامة "تلك القاعدة يتم بها تخزين نفط ومنتجات بترول، وتقوم بتزويد الجيش الروسي باحتياجاته، ضمن استخدامات أخرى لها".
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال حريق مستعرا بمستودع للنفط في فيودوسيا، الذي تعرض لهجوم من قبل القوات الأوكرانية منذ أربعة أيام.
وفي شأن آخر، قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان نشر صباح اليوم إن نائب وزير الخزانة والي أدييمو سيسافر إلى لندن في الفترة من الاحد وحتى الثلاثاء المقبل لإجراء مناقشات مع كبار المسؤولين البريطانيين بشأن فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتسخير الأصول الروسية المجمدة.
وأضافت الوزارة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني تيم بارو ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي ووزير الدولة ستيفن دوتي.
وقالت الوزارة إن أدييمو سيؤكد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتنسيق البلدين بشأن التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي للتدخل الروسي.
وسيناقش أدييمو أيضا العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب بعد تدخل موسكو في أوكرانيا.
وقالت الوزارة "في هذه المحادثات، سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بشكل أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضا سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران ووكلائها من ممارسة أنشطتهم.
ستكون هذه أول زيارة لمسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية إلى بريطانيا منذ صعود كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى السلطة في يوليو، على الرغم من أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين التقت مع نظيرتها البريطانية ريتشل ريفز في يوليو تموز على هامش اجتماع مسؤولي مالية مجموعة العشرين في البرازيل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطائرات المسیرة
إقرأ أيضاً:
المصانع الصينية.. كيف تقف وراء تفوق روسيا في حرب أوكرانيا؟
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الصين ساعدت روسيا بشكل ملموس على تحقيق ميزة ميدانية مهمة في حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن الصين "زادت بشكل كبير خلال الصيف من صادرات المكونات الأساسية اللازمة لصناعة الطائرات المسيّرة المزودة بالألياف البصرية، والتي مكّنت موسكو من التغلب على الدفاعات الأوكرانية في خطوط المواجهة".
وأبرزت أن "الزيادة الحادة في صادرات كابلات الألياف وبطاريات الليثيوم أيون، إلى جانب مكونات أخرى للطائرات المسيّرة، تُظهر – بحسب محللين – كيف أن الشراكة الوثيقة بين الشركات الروسية والصينية تساعد موسكو على تحقيق تفوق حاسم في النزاع".
في هذا الصدد، قالت كاتيرينا بوندار، الزميلة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "الأمر حاسم للغاية"، مشيرة إلى دعم الصين لتقدم روسيا في الخطوط الأمامية.
وأضافت: "الصينيون يلعبون دورا كبيرا هنا لأنهم مستعدون لتعديل خطوط إنتاجهم بسرعة".
هذا وتدّعي بكين أنها محايدة في الصراع الأوكراني-الروسي، وقد خفّضت الشركات الصينية – التي تمثل 80 بالمئة من سوق الطائرات التجارية المسيّرة عالميا – صادراتها المباشرة من الطائرات الجاهزة إلى روسيا.
لكن بيانات التجارة الرسمية الصينية تُظهر، وفق "واشنطن بوست"، أن بكين سمحت بزيادة حادة في تصدير المكونات التي تمكّن المصنّعين الروس من بناء طائرات مسيّرة بالألياف البصرية، والتي باتت موسكو تعتمد عليها بشكل كبير "لأنها أقل عرضة للاعتراض".
وأوضح صامويل بينديت، الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن: "من الصعب الدفاع ضدها (الطائرات المسيرة)، ويمكنها إلحاق أضرار كبيرة".
بيانات الجمارك الصينية تُظهر أن شحنات الكابلات الليفية إلى روسيا زادت بنحو عشرة أضعاف بين يوليو وأغسطس، بعد أن سجلت أرقاما قياسية في مايو ثم يونيو. كما ارتفعت صادرات بطاريات الليثيوم أيون – التي يُرجّح أنها تُستخدم لتشغيل تلك الطائرات – خلال الصيف مع تصاعد الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما قال ميك رايان، الزميل البارز في معهد لوي للدراسات العسكرية في سيدني، إن الصين تقيّد الوصول إلى المكونات والتقنيات لأوكرانيا وداعميها، بينما "تفتح الأبواب على مصراعيها للمكونات الخاصة بالطائرات الروسية".
وأبرز أن قدرة الصين على إنتاج كميات ضخمة من المكونات بأسعار منخفضة، وسرعة تطويرها لنماذج وتقنيات جديدة، تمنح روسيا تفوقا كبيرا على أوكرانيا.
وأشارت بوندار: "إذا نظرت إلى كيفية تغيّر خطوط الجبهة، ترى أن روسيا تسيطر على أراضٍ تتناسب مع مدى طيران الطائرات المسيّرة بالألياف البصرية"، مضيفة أن موسكو تستخدم هذه الطائرات لتدمير خطوط الإمداد ومراكز القيادة ومعدات التشويش خلف الخطوط قبل شن هجومها.