المقاومة الإسلامية في لبنان توسع دائرة نيرانها وتلهبُ “حيفا وطبريا”
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
يمانيون|
تواصلُ المقاومةُ الإسلامية في لبنان – حزب الله، استهدافَها، من الحافة الأمامية للحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلّة، مواقعَ وتحشداتِ الاحتلال الإسرائيلي ومغتصباته الشمالية، عبرَ توسيعها دائرة النيران وتكثيفها.
وفي مستجدات عملياتها لـ 24 الساعة الماضية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، صباحَ السبت، مدينة “طبريا” المحتلّة بصلية صاروخية، وظهرًا، استهدفوا تجمّعًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنة “المطلة” بصلية صاروخية كبيرة، واعترف إعلام العدوّ بإطلاق حوالي (220) صاروخًا، السبت، من لبنان وإصابة (15) شخصًا في المغتصبات، بالإضافة إلى نزول مليون مستوطن إلى الملاجئ.
وفي توقيتٍ زمني موحَّدٍ؛ استهدف مجاهدو المقاومة 4 مواقعَ مختلفة:- الأول: تجمّعًا لجنود الاحتلال في مستوطنة “كفريوفال” بصلية صاروخية، والثاني: قاعدة الاتصالات في “كرن نفتالي” بصلية صاروخية كبيرة، والثالث: تجمّعًا لجنود الاحتلال في مستوطنة “خربة نفحا” بصلية صاروخية، والرابع: تجمّعًا لجنود الاحتلال في مستوطنة “كفر جلعادي” بصلية صاروخية.
وفي بيانات متلاحقة البالغ عددها الـ20، أكّـدت المقاومة أن مجاهديها استهدفوا تجمّعاتٍ لجنود الاحتلال في مستوطنة المنارة بقذائف المدفعية، كما استهدفوا تجمّعًا آخرَ في “مسكاف عام” بقذائف المدفعية.
وكانت المقاومة قد نفّذت منذ فجر السبت وحتى الصباح، سلسلة عمليات، كان أبرزها استهداف قاعدة “7200” جنوبي مدينة حيفا، مستهدفةً مصنع المواد المتفجّرة فيها بصلية من الصواريخ النوعية، مؤكّـدةً أنّها ستبقى جاهزةً للدفاع عن بلدها وشعبها الأبي والمظلوم.
في غضون ذلك، أعلنت المقاومة الإسلامية عن عمليتين نفّذتهما، عصر الجمعة، حَيثُ شنّ المجاهدون هجومًا جويًّا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على “عين مرغليوت”، وأصابت أهدافها بدقة، وهجومًا جويًّا آخرَ بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة الدفاع الجوي في “كريات إيلعيزر” غربي مدينة حيفا، وأصابت أهدافَها بدقة.
في الإطار؛ قالت شبكة “CNN” الأمريكية: إن “المعركةَ مع حزب الله صعبة، ونقلت عن مدير مستشفى زيف بأن المستشفى يستعدُّ لسيناريو دموي إذَا استقدم جيشُ الاحتلال المزيدَ من القوات إلى الشمال”.
وما لا يعترفُ به كيانُ الاحتلال وجيشُه صراحةً عن ضراوة المعارك على الحدود لبنان وحجم الخسائر في المواجهات مع حزب الله، يظهَرُ جزءٌ يسيرٌ منه في وسائل الإعلام الصهيونية والغربية.
حيث نشر موقع الشبكة الأمريكية، مقالًا أقر فيه بأن مستوى المقاومة من جانب حزب الله فاجأ العديد من المراقبين للعمليات في جنوب لبنان، بالنظر إلى أن كيان الاحتلال اغتال معظم قياداته، بما في ذلك أمينه العام السيد حسن نصر الله، كما يشير المقال.
وأضافَ الموقع أن “حزبَ الله يواصل إطلاق الصواريخ على كيان الاحتلال بشكل منتظم موقعًا قتلى”، أما في المعارك البرية، فتنقل عن العديد من الجنود الصهاينة الذين يقاتلون حَـاليًّا في لبنان أن التضاريس الجبلية المفتوحة في منطقة المعارك تجعل العملية صعبة.
أما على صعيد الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، نقلَ الموقع الأمريكي عن “سلمان زرقا”، مدير مستشفى “زيف في صفد”، وهو جندي احتياط وقائد سابق لمركز الخدمات الطبية التابع لجيش العدوّ، أن “هناك تدفُّقًا مُستمرًّا للجنود المصابين منذ بدء العملية البرية“.
وأشَارَ “زرقا” إلى أن “المستشفى استقبل أكثر من مئة جندي في الأيّام القليلة الأولى فقط. والمستشفى في حالة تأهب قصوى، وتم تعليق العمليات الجراحية غير العاجلة ونقل جميع المرضى بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة إلى تحت الأرض”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: لجنود الاحتلال فی مستوطنة بصلیة صاروخیة حزب الله تجم ع ا
إقرأ أيضاً:
من يقف خلف مقتل العميل ياسر أبو شباب في رفح؟
غزة- أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الخميس، مقتل زعيم العصابة المتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ياسر أبو شباب، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي الساعات الأولى للحادثة تضاربت المعلومات المتداولة حول كيفية مقتل أبو شباب، سواء بوقوف المقاومة الفلسطينية خلف تصفيته عبر زرع عنصر داخل عصابته، أو من خلال اشتباك مسلح مباشر مع أفراد المقاومة المحتجزين داخل أنفاق رفح، أو إثر تصفيته من قبيلته التي ينتمي إليها بسبب تعاونه مع الاحتلال، أو حتى نتيجة خلافات داخلية بين أفراد عصابته.
ويعيد مقتل أبو شباب مع اختلاف سيناريوهات القضاء عليه ملف الجرائم التي ارتكبها بحق سكان قطاع غزة بحماية جيش الاحتلال، مما جعله هدفا رئيسيا لفصائل المقاومة والأجهزة الأمنية التي توعدت بمعاقبته.
هدف للمقاومة
وكشف مصدر أمني مسؤول في غزة، أن الأجهزة الأمنية والمقاومة وضعت التشكيل الإجرامي الذي يقوده أبو شباب هدفا مباشرا لها، بعد ارتكاب عناصره جرائم قطع الطرق، وتورّطهم في سلسلة من الجرائم، باعتبارهم أحد أخطر الأذرع العميلة التي تشكل تهديدا للأمن الداخلي وللسلم المجتمعي في القطاع.
وشدد المصدر الأمني في حديث للجزيرة نت على أن المعلومات الأمنية أثبتت أن هذه العصابة ارتكبت جرائم بالغة الخطورة تمثلت في:
القتل العمد ومحاولات الاغتيال. خطف شخصيات مجتمعية وتسليمها للاحتلال كاختطاف الطبيب مروان الهمص وابنته الممرضة تسنيم. التعاون الأمني المباشر مع العدو. السطو المسلح، وسرقة المساعدات. ترويع المواطنين والنازحين، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. تهريب السلاح والمخدرات.وأكد المصدر الأمني المسؤول أن مقتل العميل أبو شباب أبرز عناصر العصابات الخطيرة يأتي في سياق الهدف الذي حددته الأجهزة الأمنية والمقاومة منذ البداية، والقائم على ملاحقة كل عميل ومتورّط في جرائم تهدد أمن الشعب الفلسطيني، ومحاسبته وفق القانون وبما يحمي الجبهة الداخلية ويصون المجتمع من الفوضى والعبث.
إعلانوقال المصدر: شرعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في حملة أمنية شاملة ومنظمة ومنسقة لإعادة ضبط الحالة الداخلية، وذلك بعد أشهر طويلة من العدوان وما رافقه من اضطراب أمني استغلته العصابات الخارجة عن القانون لتنفيذ جرائم مروّعة بحق أبناء شعبنا.
وأوضح أنه خلال هذه الحملة، تم تنفيذ عمليات نوعية ودقيقة ضد أوكار العصابات الأخطر، وأسفرت إحداها في مدينة غزة عن القضاء على أكثر من بؤرة إجرامية كبيرة.
وكشف المصدر الأمني المسؤول لأول مرة أن المقاومة والأجهزة الأمنية حاولت، خلال الأسابيع الماضية، تصفية العميل حسام الأسطل ولكن تم إلغاء العملية في اللحظات الأخيرة نظرا لظرف ميداني خطير، وسيتم إعلان عن تفاصيل ذلك لاحقا.
وأعاد المصدر التأكيد أن كل رؤوس العمالة سيتم قطفها في الوقت القريب وستكون عبرة لمن يعتبر ولمن لا يعتبر، حسب قوله.
اختراق العصاباتوربط المصدر الأمني المسؤول الإفصاح عن ظروف وتفاصيل مقتل العميل أبو شباب المتورّط مع الاحتلال، حينما يأتي الوقت المناسب وبالقدر الذي يخدم التحقيقات والجهود الأمنية المستمرة.
وأشار إلى أن أمن المقاومة والأجهزة الأمنية نجحت قبل ذلك في عدة عمليات مزدوجة تمكنت عبرها تحييد أخطر العملاء، وتحقيق اختراق واسع في هذه العصابات، أدت إلى رصد تحركاتهم أولا بأول.
وأكد المصدر الأمني المسؤول أن الأجهزة الأمنية المختلفة لن توقف حملتها على العملاء قبل إغلاق هذا الملف بالكامل، وأنها تعمل وفق القانون وبأعلى درجات الانضباط والدقة، بهدف حماية الشعب الفلسطيني وتعزيز السلم الأهلي، وصون الجبهة الداخلية من أي محاولات للعبث أو الخيانة أو التعاون مع الاحتلال.
وفي هذا الإطار نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقديرات إسرائيل تشير إلى أن زعيم المليشيا أبو الشباب قتل بعد تعرضه للضرب المبرح في صراع داخلي وليس بنيران حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتعرّض للضرب وليس لإطلاق نار.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أنه تم القضاء على أبو شباب خلال شجار مع عناصر آخرين في تنظيمه بسبب ما يبدو أنها خلافات داخلية. وذهبت القناة 14 الإسرائيلية وإذاعة الجيش إلى السيناريو ذاته.
وولد أبو شباب في فبراير/ شباط عام 1990، وكان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزة منذ العام 2015، بتهمة تجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وحكم بالسجن لمدة 25 سنة.
وبعد أيام من انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تمكن أبو شباب من الهروب من سجن أصداء الواقع غرب مدينة خان يونس، بعد تصاعد موجات القصف الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين أعاد تواصله مع الجيش الإسرائيلي وبدأ تهيئته لقيادة عصابات إجرامية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل قطاع غزة.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة، في حديث للجزيرة نت، أن مشهد مقتل أبو شباب مفتوح على أكثر من رواية وتتدرّج بشكل لافت ما بين:
إعلان عملية تصفية من المقاومة. خلاف عشائري بين أفراد القبيلة التي ينتمي إليها أبو شباب. صراع داخل العصابة نفسها. جزء من عملية أوسع ينفّذها الاحتلال لإعادة هندسة العصابات التي شكّلها بنفسه داخل المناطق العازلة، بعدما وصل لقناعة أن رئيس العصابة لم يعد مناسبا للمرحلة التي بدأ الاحتلال بترسيمها، وتحتاج بحسب تقديرات إسرائيلية إلى وجوه أكثر تجميلا، وأكثر قابلية للدمج في مشروع تحويل العصابات إلى ميليشيات منظّمة.كيف قتل ياسر أبو شباب؟.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري يرصد سيناريوهات المشهد#الأخبار pic.twitter.com/JvIPLMZNn2
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 4, 2025
حضور حماسوعلى اختلاف السيناريوهات السابقة، يعتقد محرر الشؤون الفلسطينية في القناة "12" العبرية، اليؤر ليفي، أن تصفية أبو شباب داخل منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي يثبت المثبت الذي حاولت إسرائيل تجاهله وهو أن حماس تسيطر على جماعات وأشخاص خارج مناطق سيطرتها مثل رفح، وأنه حان الوقت ليفهم الجميع الحقيقة المرة أن حماس لن تغيب عن المشهد سواء بشكل علني أو سري.
وقال ليفي: المؤسسة الأمنية تعمدت الضبابية حول من يقف خلف مقتله حتى لا تخسر بقية الميليشيات في القطاع خشية مصير مشابه، لكن حقيقة مقتله في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل تختزل الحكاية: لقد حان الوقت لنتعلم من أخطاء الماضي.
وشدد على أنه لا يمكن الاعتماد على عدة مليشيات مسلحة في غزة لتقوم بالمهمة القذرة أمام حماس، لأن ذلك فشل سابقا وسيفشل اليوم.