فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر.. 8 أسباب تجعلك تداوم عليها
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
لاشك أن فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر تعد من أهم الأسرار التي ينبغي العلم والعمل بها ، حيث إنها من كنوز العبادات في خبر الأزمنة المباركة ومن ثم فإن فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر وثوابها العظيم، من شأن معرفته أن تزيد الحرص على اغتنامه ، فوقت الفجر يعد من تلك الأوقات التي تتنزل فيها النفحات والرحمات والعطايا الربانية، ولهذا حثنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على اغتنام كنوز الفجر، وحيث إن قرآن الفجر كان مشهودا لذا ينبغي معرفة فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر وثوابها العظيم .
ورد في فضل قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر ، أن سورة الواقعة، هي إحدى سور القرآن الكريم، وترتيبها بين السور، السورة السادسة والخمسون من بين مئةٍ وأربع عشرة سورة، وعدد آياتها ستٌ وتسعون آية، وعدد كلماتها ثلاثمئةٍ وتسعةٍ وسبعون آية، وعدد حروفها ألف وستمئةٍ واثنان وتسعون حرفًا، وهي من السور المكية، التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتقع في الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، وقد ابتدأها الله سبحانه وتعالى بأسلوب الشرط : « إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ »، نزلت قبل سورة الشعراء، وبعد سورة طه.
وتعد سورة الواقعة من السور التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يداوم على قراءتها في صلاة الفجر، وقد أوصت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النساء بقراءتها، لما لها من فضلٍ عظيمٍ، وأجرٍ كبير.فضل سورة الواقعة قبل النوم فضل سورة الواقعة قبل النوم .
ورد في فضل سورة الواقعة عددٌ من الأحاديث الضعيفة التي تُثبت أنَّ قراءتها كلَّ ليلة تمنع الفقر، وتجلب الرزق، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قرأَ سورةَ الواقِعَةِ في كلِّ ليلةٍ؛ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا»، وهذا الحديث سنده ضعيف، وأجمع على ضعفه العديد من كبار المحدِّثين، إلَّا أنّ تلاوة سورة الواقعة وغيرها من سور القرآن الكريم يعدّ من الأعمال الفاضلة، ولا حرج على المسلم إن قام بأداء فضائل الأعمال، حتى لو لم يرد في فضلها إلَّا أحاديث ضعيفة، وقيل أيضًا أنَّ ابن مسعود كان يأمر بناته بقراءتها في كلِّ ليلة.
سورة الواقعةسورة الواقعة هي سورة مكيّة بالإجماع، تقع في الجزء السابع والعشرين من المصحف، وعدد آياتها ستٌّ وتسعون آية، ونزلت بعد سورة طه، وقبل سورة الشعراء، وترتيبها في المصحف هو السادس والخمسون.
سبب تسمية سورة الواقعة بهذا الاسموجاء في مسألة سبب تسمية سورة الواقعة بهذا الاسم ، والواقعة هو اسمٌ من أسماء يوم القيامة، ويعود سبب تسمية السورة بهذا الاسم إلى ورود لفظ الواقعة فيها، وافتتاحها به، فقد ورد هذا اللفظ في الآية الأولى منها، وبدأت هذه السورة بوصف هذا اليوم العظيم في بدايتها، واستخدمت آياتها الأولى أسلوب الشرط، وذلك في قوله تعالى: «إإِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)» من سورة الواقعة.
فوائد سورة الواقعة1- مداومة قراءتها بتفكر وتدبر آياتها، تمنع الفقروالفاقة.
2-تجلب الرزق.
3- تمنع البؤس.
4- قد سميت بسورة الغنى.
5- من داوم على قراءتها لم يُكتب من الغافلين، لما فيها من ترهيبٍ وذكرٍ لأهوال القيامة والحساب والعقاب والاحتضار، فلا تترك من يقرؤها فرصة أن يكون غافلًا أبدًا، ما رواه ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.
6- روى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: «قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ».
7- من أصحّ ما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ».
8- قراءة الواقعة بابٌ من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سُمّيت في موضعٍ آخر بسورة الغِنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل قراءة سورة الواقعة سورة الواقعة فوائد سورة الواقعة صلى الله علیه وسلم رسول الله رضی الله
إقرأ أيضاً:
«التريند».. ولو دخلوا حجر ضب لدخلتموه معهم
عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كان حريصا على تأسيس مشروع إصلاحي متكامل يهدف إلى تمييز الأمة الإسلامية في عقيدتها وسلوكها وهويتها، فكان يرسخ مبدأ الاستقلال الديني وإبعاد المسلمين عن أي تقليد أعمى لأهل الكتاب، خصوصا في الشعائر الدينية والذوق العام.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على مخالفة اليهود، في كل تفاصيل الحياة، بل وحذر من التشبه بهم، فقال رسول الله عليه وسلم: «نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود»، أي نظفوا فناء بيتكم ولا تتشبهوا باليهود في قذارتهم، كما أنه كان يخالفهم في أفعالهم العامة، فقد روي أن «رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا اتَّبعَ جنازةً لم يقعُدْ حتَّى توضعَ في اللَّحدِ فعرضَ لَهُ حبرٌ من اليهود فقالَ هَكذا نصنَعُ يا محمَّدُ فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وقالَ: خالِفوهم»، ونجد في هذا الأمر إصرارا على التميز، حتى في أصغر التفاصيل، وحتى فيما يُظن أنه لا يؤثر على العقيدة.
وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي، فقد تحدث عن وقائع لم تكن في زمنه، لكنها تحققت ولا تزال تتحقق على مر العصور، مما يؤكد على صدق نبوّته، ومن هذه الوقائع والأمور هو تشبه المسلمين بغيرهم من أهل الشرك والضلال من اليهود والنصارى، في حديث صريح يستشرف المستقبل من خلال الوحي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتَتِّبِعُنَّ سُنَنَ مَن كان قَبلَكم باعًا بباعٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، وشِبرًا بشِبرٍ، حتى لو دَخلوا في جُحرِ ضَبٍّ لدَخَلتُم معهم، قالوا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنَّصارى؟ قال: فمَن إذنْ؟!».
والمتأمل في هذا الحديث ومعانيه ودلالاته يدرك أنه تنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم وتحذير شديد اللهجة، يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع مستقبلا، من انجراف كثير من المسلمين إلى مسارات التقليد والانبهار، والركض خلف نماذج ثقافية واجتماعية غريبة عنهم، حتى لو كانت وضيعة وخطيرة، وهو ما تمثله «ثقافة التريند» في يومنا الحاضر، وما نراه من التفاهة المبثوثة في جميع وسائل التواصل الحديثة، فقد انتشرت مظاهر لسلوكيات وأفكار وعبارات وتحديات تظهر في الغرب، ثم يقلدها المسلمون دون وعي بحقيقتها أو أثرها أو مشروعيتها، فنجدهم يقلدون أسلوب اللباس، والرقص والأغاني، والنكات والمقالب، وحتى الإلحاد أو الشذوذ، لمجرد أنها منتشرة، ولا يعيرون أي اهتمام لموضوع الدين والأخلاق والعادات والتقاليد ولا حتى الذوق العام.
ومن عجائب هذا الحديث تأكيده على شدة التقليد والاتباع فقال: «باعًا بباعٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، وشِبرًا بشِبرٍ» فهو كناية عن التقليد الدقيق حتى في أصغر الأمور، دون تمييز بين حسن وقبيح، وجده يؤكد على هذا الوصف بتشبيه ذا دلالة عند العرب ومعروف في البيئة العربية، فقال أنكم لشدة اتباعكم لهم أنه لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ودخلتموه معهم، ومن المعلوم أن بيت الضب ضيق ومعوج، فهذا تعبير عن غاية التقليد الأعمى، حتى في ما هو ضيق وضار وغير عقلاني.
وهذا الحديث يدل أيضا على فطنة الصحابة رضوان الله عليهم، وحبهم في تجلية الموضوع ووضوحه، فقالوا يا رسول الله هل تقصد اليهود والنصارى؟ وكان جوابه تأكيدا على ذلك أن مقصده اليهود والنصارى، وهذا ما نراه جليا في هذا العصر، فأغلب هذه التريندات قادمة من الغرب، التي تروج لها الآلة الضخمة من الشركات الإعلامية العملاقة ووكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات مشاهير العالم في تلك الوسائل.
ولو تأملنا محتوى هذه التريندات لوجدنا أنها أحد معاول الهدم للقيم والأخلاق، فهي لا تخضع لمعايير أخلاقية أو رقابية دينية أو مجتمعية، بل غالبا ما تحكمها الخوارزميات، ويعززها اللهاث خلف الشهرة والمال، مما يجعلها مرشحة لاختراق المجتمعات من أضعف أبوابها، فنجدها تنتشر وفق «المحتوى الأكثر مشاهدة» أو «الرقم واحد»، يتزاحم الناس على المتابعة والتقليد والمشاركة، وكأن كثرة المتابعين تزكي الفكرة، ولو كانت سطحية أو مدمرة للأخلاق.
بل والأخطر من ذلك أن فكرة «التريند» ومحتواها التافه أصبح يتسلل إلى فئة الأطفال واليافعين، والشباب من خلال مقاطع «الريلز» وكذلك الألعاب الإلكترونية، فبمتابعتي البسيطة لأحد الألعاب المشهورة جدا على مستوى العالم مثل لعبة «فورت نايت» تجد أن من ضمن أدوات هذه اللعبة وخياراتها المتاحة «رقصات الشماتة» التي توفر حقيبة المشتريات داخل اللعبة، ونجد أن الأطفال في المجتمع وفي حياتهم اليومية يقلدون تلك الرقصات التي أصبحت تريندات عالمية، فتبقى مصدوم من هول التغيير في أفكار هؤلاء الأطفال وفكرهم، وكيف أنهم أصبحوا يقلدون كل ما يشاهدونه، وهذا يتجاوز الأطفال إلى مراحل اليافعين والشباب.
وأصبح التقليد لأجل التقليد لا غير، وأصبح منهج التفكير الجديد يقوم على مبدأ افعل ما يفعله الجميع لتكون مقبولا، وهكذا تتشكل عدوى السلوك الجمعي، بحيث ينسى الفرد ذاته ويذوب وعيه في وعي القطيع، ويفرغ الإنسان من هويته وأخلاقه وأعراف مجتمعه، ويجعله التريند أداة تمرير لأفكار لا يفقهها.
والمسؤولية الكبرى في تصحيح هذا الوضع تقع في المقام الأول على عاتق الوالدين، فيجب أن يحملا أمانة تربية الأبناء على قدر المسؤولية، فيجب أن ينشأ الطفل منذ نعومة أظفاره على التعلق بالقرآن الكريم، ومبادي الدين الإسلامي بما يتناسب مع عمره، وفق أدوات تربوية عصرية، يتم فيها غرس القيم من خلال أدوات حديثة، قائمة على الاطلاع والقراءة في الأساليب التربوية الحديثة، وليس مجرد التربية العشوائية، كما ينبغي أن يكون الوالدان صارمين فيما يتعلق بامتلاك أجهزة الاتصال الحديثة، وما هي المحاذير والطرق الأنسب في الاستخدام؟ وما هي القنوات الصفحات والبرامج الهادفة التي يسمح للطفل بمتابعتها واستخدامها وفق رقابة أبوية دائمة؟ بعد أن ينشأ الطفل على الرقابة الذاتية، ومناقشته فيما يستحسن ويستقبح من الأفكار المبثوثة في هذه الوسائل. لكي يكون على وعي ومعرفة يستسيغ في الطيب وينفر فيها من القبيح المستقذر.
ولينصب الوالدان من ذاتهما قدوة لهذا الطفل، فعند مشاهدة مقطع معين مع أطفالهما يخبرانه أننا ضغطنا زر الإعجاب على هذا المقطع للأسباب التالية المتعلقة بفكرة هذا المقطع وفائدته لنا وبسبب حثه على الأخلاق والتعاليم الهادفة المفيدة، وإن عرض عليهم مقطع يتعلق بالتفاهة فيجب أن يبين لهذا الطفل أننا ضغطنا على زر عدم الإعجاب للأسباب المتعلقة بعدم الفائدة، وغياب الأخلاق والمبادئ، وبهذا يمكن أن نضع معايير لدى الطفل تمكنه من النقد واستعمال العقل فيما هو مناسب وغير مناسب.