عربي21:
2025-08-01@16:48:32 GMT

الغرق في الوحل

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

لم يعد خافيا اليوم، بعد مرور سنة وأكثر عن “طوفان الأقصى”، الذي حرك المياه الآسنة، والتي كانت ستؤول حتما إلى صفقة بيع للقضية الفلسطينية، تنهي الصراع من أجل التحرر، حتى ولو كان إلى حين، كون جذوة المقاومة لا يمكن إطفاؤها بالصفقات والمناورات السياسية والدسائس والتطبيع مع غير المعني، لم يعد خفيا أن العدو الصهيوني بات يعرف أكثر من غيره أن وهو القزم المتغول بمال وسلاح وحماية الغير من الأغيار المقربين قدميه باتتا متوحلتين في رمال متحركة في غزة وفي الضفة من جهة ولبنان من جهة ثانية.



تمطر عليه الطيور الأبابيل حجارة من سجيل من اليمن والعراق، ومن إيران وغزة ولبنان، من بين أيديهم وأرجلهم.

لقد انكشف للقيادة الصهيونية المعمية بحمى الانتقام الإجرامي الحيواني المتوحش الذي لا حدود له، المأزومة داخليا، المهددة بالسقوط، المنقسمة على نفسها، المتكالبة فيما بينها، أن التمادي في الحروب، كسياسة للهروب إلى الأمام لتجميع أشتات المستوطنين الباحثين عن العز والرخاء والجنة الموعودة لهم في التوراة، حسب زعمهم، ما هو إلا وهم وسراب وخديعة للنفس.

هذه الجنة الموعودة لم تعد كذلك، بل عادت جحيما لا يطاق، ولا يمكن من الآن أن يفكر أحدٌ في شد الرحال إلى “أرض الميعاد”، بل العكس هو كذلك: أربعون ألفا فقط هذه السنة شدّوا الرحال خارج الأرض المحتلة، والعدد مرشح ليتضاعف مرارا بفعل تنامي المقاومة التي وصلت مدياتها إلى قلب عاصمة الكيان وموانئ حيفا وإيلات، ووصلت مئات الصواريخ والمسيَّرات والمقذوفات إلى كل منطقة “غوش دان”، مركز وجوهرة الكيان الاقتصادية والمالية.

هذا الوضع، لم يكن الكيان يتخيله قبل سنة: فقد كان يرى، ومن معه في فلك الجريمة بلا عقاب، من الغرب الأوربي والغرب الأمريكي، أن فلسطين قد بيعت جزئيا تحت الطاولة بتفاهمات تطبيعية، وأن البقية سيأتي عليها الزمن بعد حين.
فوجئ الكيان ومن معه والعالم كله والعرب المطبعون والصامتون، بقوة الزلزال الذي سيغير وجه المنطقة والمعادلة برمتها
خلال هذا الحين، فوجئ الكيان ومن معه والعالم كله والعرب المطبعون والصامتون، بقوة الزلزال الذي سيغير وجه المنطقة والمعادلة برمتها. وها هي سنة تمر على حملة التخريب والإبادة في غزة وشعبها الباسل صامدٌ خلف مقاومته الباسلة: صمود مبهر أمام آلة القتل والتشريد والتدمير الوحشي. كل هذا، في غياب أي رد فعل من الغرب “الناعم” و ”الخلوق” و ”الإنساني”، والداعم، وأمريكا المناصرة، المبشِّرة بتغيير المنطقة من قبل ضمن مشروع قديم متجدد: “الفوضى الخلاقة”.

بلا شك، أن توحّل أقدام الوحش الورقي في رمال غزة، والصداع المزمن الذي سبّبته له المقاومة في الشمال، جعله ينسى قدميه ويبحث عن “دواء كان هو الداء”، فحوّل قضية غزة بعد عام على البحث عن تحقيق “نصر كامل” إلى ساحة “منسية” لا تزال تدمي قدميه تحت الرمال الحارقة: فإذا بالصداع يتحول إلى ألم لا يطاق، بعد أن كان يعتقد أنه، وبضربة فاصلة غاشمة ماحقة، عبر جريمة تفجير “البايجر والطالكي والكي” الخمسة آلاف، والتي لم يُستعمل منها إلا أقل من النصف، ثم اغتيالات جبانة للقيادات بأطنان من المتفجرات الأمريكية الصنع في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت المأهولة بالسكان، ثم باغتيالات قيادات من المقاومة، كان يمكن في اعتقاده أن يفصل الرأس عن الجسد، ثم يدخل سائحا برًّا في لبنان.

غير أن المفاجأة كانت أقوى، وها هو اليوم ينتظر أن يردّ على الرد الإيراني، وها هي إيران تنتظر الرد على الرد لترد، وها هو الشمال، والوسط، وطبريا وصفد وحيفا ونهاريا تُدكّ بالمسيّرات والصواريخ.. وكما تدين تدان ولو في “غوش دان”.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة لبنان لبنان غزة حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شاهد/ صاروخ يمني يبث الذعر في الكيان وينشر البهجة لدى الفلسطينيين ..فيديو

وقالت وسائل اعلام العدو ان صافرات الانذار دوت في مناطق عدة في الاراضي الفلسطينية في حين اغلق مطار بن غوريون ابوابه اثر ايقاف عمليات الاقلاع والهبوط خوفا من الصاروخ اليمني

واكد إعلام العدو: ان "الجيش" اضطر لاستخدام منظومتي حيتس الإسرائيلية وثاد الأمريكية في محاولة اعتراض الصاروخ اليمني.

الصاروخ اليمني يرعب الصهاينة والعدسات توثق حالة الذعر pic.twitter.com/Dnp7SXtnHR

— نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) July 29, 2025

مقالات مشابهة

  • “حرس حدود تبوك” ينقذ (3) مواطنين من الغرق أثناء ممارسة السباحة
  • 5 جهات حكومية تتحد للتوعية بسبل الوقاية من الغرق في رأس تنورة
  • حرس الحدود في تبوك ينقذ 3 مواطنين من الغرق أثناء ممارسة السباحة
  • 6 وفيات في حوادث المرور والغرق خلال 24 ساعة
  • نجاة بأعجوبة.. إنقاذ صياد مسن بعد حادث مروّع بسواحل المكلا
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • هيئة شؤون الأسرى: أكثر من 10 آلاف معتقل لدى الكيان الصهيوني
  • استجابوا بنداء الحياة.. كوادر الدفاع المدني تنقذ “شهم” من الغرق في عين الباشا
  • إطلاق صاروخ باليستي من اليمن على وسط الكيان
  • شاهد/ صاروخ يمني يبث الذعر في الكيان وينشر البهجة لدى الفلسطينيين ..فيديو