بري لا يناقض نفسه بدعوته إلى طيّ الـ ١٥٥٩ والتمسك بالـ١٧٠١
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
كتبت سابين عويس في " النهار": فيما جدد لبنان الرسمي التزامه تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١، لفت كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري في إطار رده على ما اعتبره تصاعداً في خطاب الداخل لتطبيق القرار ١٥٥٩، معتبراً أن "القرار الوحيد هو الـ١٧٠١، أما الـ١٥٥٩ فصار وراءنا و"ينذكر ما ينعاد". مرّ كلام بري مرور الكرام، من دون أي صدى، رغم التناقض الواضح الذي تضمنه لجهة المقارنة بين القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١، ورفضه الأول وقبوله الثاني.
يظهر التناقض في موقف بري بين داعم للـ ١٧٠١ ورافض للـ ١٥٥٩، رغم أن الأول يستند في حيثياته إلى الثاني.
منذ صدور الـ ١٥٥٩، كان بري من أشدّ المعارضين له، واليوم يعود إلى المجاهرة برفضه، علما أن القرارين ينصان على سحب سلاح الميليشيات. فهل ما يريده بري من الـ ١٧٠١ يقتصر فقط على البند المتعلق بوقف الاعتداءات والخروق البرية والبحرية والجوية لإسرائيل، أما البند المتصل بسحب سلاح الحزب فيصبح حديثا آخر؟
يلاحَظ أن قول بري إن القرار ١٥٥٩ "صار وراءنا وينذكر ما ينعاد"، جاء غداة لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي أعاد تصويب بوصلة الثنائي عقب مبادرة بري من ضمن ثلاثية عين التينة.
من هنا، لا يريد بري فتح نقاش جديد من شأنه أن يحدث المزيد من الانقسامات في الداخل، أو يدفع مجلس الأمن إلى مزيد من التشبث به. ويعتقد أن الأولوية اليوم لتطبيق الـ ١٧٠١، من دون فتح دفاتر الـ ١٥٥٩.
في أي حال، لم تصل جلسة الإحاطة الأممية إلى نتائج جديدة حيال تقدم العمل بتنفيذ القرار، وبدا أن الاهتمام الدولي ذهب الآن في اتجاه حماية القوة الدولية في الجنوب. وقد خصصت جلسة إحاطة أمس لهذا الموضوع في ظل إصرار إسرائيل على إبعاد هذه القوة عن مواقعها جنوباً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رحلة سول بيلو من مونتريال إلى نوبل.. سيرة نجاح مهاجر
في أحد أحياء مونتريال الكندية، وُلد سول بيلو الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده عام 1915 لعائلة يهودية مهاجرة من روسيا.
لم تكن طفولته مترفة ولا سهلة، لكنها كانت غنية بالتجارب، مليئة بصراع الهوية، واكتشاف الذات، والسعي المستمر لإثبات الوجود في مجتمع جديد، بلغته المختلفة وقيمه المتغيرة.
طفل يتحدث اليديشية في البيت، والفرنسية في الشارع، والإنجليزية في المدرسة.
كان تعدد اللغات هذا بداية لموهبة لغوية استثنائية، لكنه كان أيضًا مقدمة لعمر كامل من الأسئلة حول “من أكون؟” سؤال لم يتوقف عن طرحه، لا على نفسه، ولا على أبطاله في رواياته.
انتقلت عائلته إلى شيكاغو وهو في التاسعة من عمره، وهناك بدأ تشكيل وعيه الاجتماعي والثقافي.
بين أحياء المدينة الفقيرة، والتفاوت الطبقي، وأحلام المهاجرين، وجد بيلو مادة خام لأدبه القادم.
رغم أنه درس علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) في جامعة نورث وسترن، إلا أن الكتابة كانت دائمًا هي الملاذ، لم تكن رواياته فقط حكايات؛ كانت محاولات لفهم الإنسان، المجتمع، والحياة الأمريكية بكل تناقضاتها.
في عام 1953، أصدر روايته الشهيرة “The Adventures of Augie March” التي شكلت علامة فارقة في الأدب الأمريكي.
شخصية أوغي كانت تجسيدًا لروح التمرد، والبحث عن الذات، والانطلاق من العدم إلى كل شيء صورة قريبة جدًا من سيرة بيلو نفسه.
ومع مرور العقود، أصبح بيلو أحد الأصوات الكبرى في الأدب الأمريكي،حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1976، لتتوج مسيرة امتدت لسنوات من الكتابة الجادة والعميقة.
وصفته الأكاديمية السويدية بأنه “كاتب يجمع بين الرؤية الثقافية الشاملة والفهم الدقيق للطبيعة الإنسانية”.
لكن وراء هذا المجد الأدبي، ظل بيلو دائمًا “الابن المهاجر”، يحمل قلق البدايات، وفضول الباحث، وألم المنتمي إلى أكثر من عالم ولا ينتمي بالكامل لأي منهم.
في أعماله مثل Herzog وMr. Sammler’s Planet وHumboldt’s Gift، تكررت أسئلة: من نحن؟ إلى أين ننتمي؟ وهل يمكن للفرد أن يفهم نفسه وسط ضجيج العالم.