«نورت يا قطن النيل».. أهالي الدقهلية يستقبلون «طويل التيلة» بالزغاريد
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
استقبل المزارعون محصول القطن بمحافظة الدقهلية، بالزغاريد والغناء، حيث تمتلك المحافظة 42715 فدانا من «الذهب الأبيض» طويل التيلة، مع تخصيص 26 شونة لاستلام وتوريد المحصول.
نورت يا قطن النيل في الأراضي بالدقهلية
«نورت يا قطن النيل، يا غالي على قلوبنا» بتلك الكلمات عبرت فتحية أحمد عاملة بحصاد القطن بالدقهلية لـ «الوطن» عن فرحتها الكبرى وقت حصاد القطن وجنيه بين يدها، كأنها تجني الياقوت والمرجان فهو الذهب الأبيض الذي يملئ الفرحة والبهجة قلوب الجميع.
«زمان كنا نأجل الافراح لموسم القطن طويل التيلة، علشان الفرحة تكون فرحتين، طول عمرنا نعرف أن حصاد القطن يعني فرح، ونستقبله بالأغاني والحب، ده الخير اللي هيعم على البلد كلها» بتلك الكلمات عبرت دعاء إبراهيم العاملة بحصاد القطن بالدقهلية عن الفرحة الكبرى التي يشارك بها الجميع في استقبال موصم حصاد القطن.
غناء أيام متواصلة وفرقة غنائية لاستقبال القطن عادات قديمة مبهجةوعبرت «دعاء» عن الفرحة الكبيرة التي تعم الجميع وقت الحصاد، قائلة: «زي ما بنتابع في الأفلام القديمة، القطن كان الحدث الأهم في كل قرية، كنا نستني من بالليل مع أهالينا والطبل والمزمار زمان يحضر علشان الكل يشهد الحصاد».
القرية بأكملها تشارك في الفرحة والسعادة وقت حصاد القطن
«البلد كانت كلها تتجمع وتنزل الأرض تجني القطن، سيدات وبنات وأطفال وكبار كله موجود وقت الحصاد، ونروح نهني بعض ما هو موسم الخير اللي هيعم على الجميع وصل القطن طويل التيلة» بتلك الكلمات عبر عصام الإمام صاحب أرض قطن بالدقهلية عن أن الفرحة كانت مختلفة وكبيرة وقت حصاد القطن، وهو ما يزال مستمر حتى الآن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قطن النيل حصاد القطن محافظة الدقهلية حصاد القطن طويل التيلة طویل التیلة حصاد القطن
إقرأ أيضاً:
بناء الإنسان بالعلم : طريق طويل لكنه الطريق الوحيد
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير، وتُعاد فيه صياغة العلاقات بين الشعوب والدول، تبقى قيمة الإنسان والمجتمع والدولة مرهونة بمدى ما يُخصص لها من وقت وجهد وموارد في مجالات التربية، والتعليم، والبحث العلمي.
فالأمم لا تنهض بالخطابات،بل بما تزرعه في عقول أبنائها من فكر نقدي، ومعرفة رصينة، ومهارات قادرة على البناء والتطوير.
في هذا السياق، لا يمكن فصل الوعي الفردي والجمعي عن جذوره المعرفية. فالوعي لا يُورث كما تُورث الأرض أو المال، بل يُنتج عبر القراءة، والتعلم، والتدبر.
وما من تجربة تاريخية جسّدت هذه الحقيقة مثل تجربة النبي إبراهيم (ص)،الذي لم يكن مصلحًا دينيًا فقط، بل مفكرًا تحرر من سلطة الكهنوت ومنطق الأصنام، حطّم القيود التي كبّلت العقل، وفتح أبوابًا للبحث عن الحقيقة تتجاوز ما اعتاده الناس من تقليد أو خضوع.
ولم يكن غريبًا أن يبدأ الوحي الخاتم بكلمة واحدة: “اقرأ”، في دعوة مباشرة للعقل الإنساني أن يستيقظ، ويبدأ رحلته نحو التحرر والمعرفة. ولم يكن اعتباطيًا أن تُخصّص سورة كاملة لـ “القلم”، رمز الكتابة والتوثيق والمعرفة: “ن والقلم وما يسطرون.”
إن هذه الرموز ليست مجرد شعارات دينية، بل مرتكزات حضارية، تُرشدنا إلى السبيل الوحيد للسيادة والكرامة والاستقلال: بناء الإنسان بالعلم، لا بالتبعية؛ وبتحرير العقل، لا بتخديره.
واليوم، تعيش شعوب منطقتنا، وعلى رأسها العراق، تحديات كبرى في استعادة سيادتها وقرارها ومكانتها.ولا يمكن مواجهة هذه التحديات بالارتهان إلى ماضٍ مقدّس أو تحالفات خارجية، بل بمشروع داخلي شامل، يجعل من التعليم والتربية والبحث العلمي أولوية وطنية، ويستعيد الإنسان العراقي والعربي ثقته بنفسه وقدرته على التمييز والاختيار والبناء.