فضائح ومخدرات ونساء.. هل يجهض نجل بايدن حظوظ والده
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
لطالما شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة استقلال القضاء، في كل مرة كانت إدارته تواجه فيها انتقادات من قبل الجمهوريين، لا سيما الرئيس السابق دونالد ترمب، فكان له ما أراد.
فقد عيّنت وزارة العدل الأميركية قبل يومين، ديفيد فايس مستشارا خاصا، للتحقيق مع نجله هانتر بايدن.
جاء هذا الإعلان بعد أسابيع من انهيار صفقة الإقرار بالذنب بين هانتر الذي يخضع لتحقيق فيدرالي منذ 2019، وبين السلطات القضائية، على خلفية اتهامات ضده بالتهرب الضريبي وحيازة سلاح غير قانوني.
حادث مأساوي
ولد هانتر البالغ من العمر 53 عاما في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير عام 1970، وهو الابن الثاني لبايدن من زوجته الأولى نيليا.
لكن مأساة ضربت العائلة عام 1972، فقد أودى حادث سير بحياة أمه وأخته الرضيعة نعومي، وفق ما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز".
فيما دخل هانتر وشقيقه الأكبر بو المستشفى للعلاج.
وأدى والدهما الذي لم يكن في السيارة حين داهمتها شاحنة مسرعة، اليمين الدستورية إثر انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ، من غرفتهما في المستشفى.
واصلت العائلة حياتها إلى أن تخرج هانتر من جامعة جورج تاون عام 1992.
مساء مدمر
ثم تزوج من كاثلين بول، بعد أن التقيا في العشرينيات من العمر بينما كانا ضمن جمعية تطوعية في بورتلاند، بأوريغون.
وفي العام 96 تخرج هانتر من كلية الحقوق في جامعة ييل.
لكن في 2000 بدأت حياته تأخذ مساراً "مدمراً".
فقد بدأ منذ ذلك الحين يتناول الكحول بكثرة، جراء ضغط العمل في شركة Oldaker وBiden & Belair للمحاماة حيث أصبح شريكًا منذ 2001.
علماً أنه أقر لاحقا بأنه بدأ الشرب وتعاطي الكحول منذ المراهقة وحين كان لا يزال طالباً.
الفضيحة الأكبر
أما الفضيحة الأكبر فكانت سنة 2013، إذ بعد انضمامه لقوات الاحتياط في البحرية الأميركية، وتأديته اليمين الدستورية أمام والده، الذي كان آنذاك يشغل منصب نائب الرئيس، تبين لاحقا أنه يتعاطى الكوكايين، فتم تسريحه من الخدمة، في واقعة وصفها بنفسه لاحقا ب"المحرجة"!
فضائح نجل بايدن لم تتوقف هنا، فقد أدت علاقاته مع النساء وإدمانه إلى انهيار زواجه.
فطلبت زوجته الطلاق عام 2017، واتهمته "بالإنفاق بإسراف على ملذاته، من بينها المخدرات والنساء ونوادي التعري".
وعلى الرغم من اعترافه لاحقا بخيانة زوجته، تورط مجدداً.
إذ في 2019 أثبتت اختبارات الحمض النووي أنه الأب البيولوجي لطفل من راقصة تعرٍّ تدعى لوندن أليكسيس روبرتس.
الصين وأوكرانيا
إلى ذلك، كان لأعماله في الصين وأوكرانيا حصة الأسد أيضا في الجدل الذي ثار حوله وحول والده كذلك.
فقد وجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مراراً، أصابع الاتهام إلى بايدن ونجله حول هذا الموضوع، مؤكدا أن أعمال هانتر التجارية في الخارج مثيرة للشبهات.
فسنة 2014، انضم هانتر إلى مجلس إدارة شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية، بوريسما هولدينغ، حيث ورد أنه كان يحصل على ما يصل إلى 50 ألف دولار شهريا.
جاء هذا الانضمام فيما كان بايدن يشارك في أعمال مكافحة الفساد في أوكرانيا.
وقد دفع نحو إقالة كبير المدعين العامين في البلاد، فيكتور شوكين الذي كان يتهم بعرقلة تحقيقات فساد تطال بوريسما، ولاحقا في عام 2016، أقال البرلمان الأوكراني شوكين.
فزعم ترمب مباشرة أن السبب وراء الإطاحة بشوكين، التحقيق في فساد بوريسما، وراح يكيل التهم لبايدن ونجله!
لكن تلك الاتهامات جرت على عكس ما يشتهي ترمب، بل شكلت محور الحملة لعزل الرئيس الجمهوري عام 2019، بعدما ضغط الأخير على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية للتحقيق في تعاملات هانتر مع بوريسما.
أما اليوم فقد بات كل من جو بايدن وترمب الساعيين للترشح مجددا إلى انتخابات الرئاسة المقبلة في موقف مشابه، إذ أثرت الملاحقات القضائية التي يرزح تحتها الرئيس الجمهوري السابق على صورته، تماماً كما فعلت قضية هانتر مع والده.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر تلك الملاحقات على حظوظ الرجلين في الوصول ثانية إلى البيت الأبيض العام المقبل؟!
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
ذا أتلانتيك تكشف: عميل إيراني منشق شارك في اغتيال عماد مغنية
كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، عبر تقرير موسع نشره مراسلها شين هاريس، تفاصيل جديدة حول مقتل محمد حسين طاجيك، أحد أبرز عناصر الاستخبارات السيبرانية الإيرانية السابقين، الذي تحول إلى متعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ثم انتهت حياته عام 2016 مقتولا على يد والده المقرب من النظام الإيراني، وفق ما نقلته المجلة.
مراسلات سرية
وقال هاريس إنه تواصل لأول مرة مع طاجيك بعدما ظهر عنوان بريده الإلكتروني على لوحة إعلانات نشرتها مجموعة قرصنة إيرانية، داعية الآخرين للتواصل معه. ومن خلال تلك المراسلات، روى طاجيك تفاصيل حياته داخل الجهاز الأمني، وكيف ورث نشاطه الاستخباري عن والده الذي كان عميلا لجهاز الأمن الإيراني خلال ثورة 1979، قبل أن يترقى لاحقا إلى منصب رئيس وحدة الحرب السيبرانية في إيران.
وأشار هاريس إلى أن موهبة طاجيك في الرياضيات والحوسبة، إضافة إلى نفوذ والده، مكنته من الحصول على وظيفة في وزارة الاستخبارات وهو لا يزال في الثامنة عشرة من عمره.
من أرامكو إلى شبكة الكهرباء التركية
وبحسب ما نقله هاريس عنه، أكد طاجيك أن إيران ركزت عملياتها الإلكترونية على إسرائيل والسعودية، مشيرا إلى مشاركته في الهجوم الإلكتروني الشهير عام 2012 على شركة أرامكو السعودية، حيث تم حذف بيانات واسعة من أجهزة الشركة.
كما تحدث عن تنسيق سيبراني بين طهران وموسكو، ودور إيراني في هجوم استهدف شبكة الكهرباء التركية عام 2015، إضافة إلى تورط إيران في الهجوم على البنك المركزي البنغلاديشي عام 2016 الذي سرق خلاله 81 مليون دولار، في عملية اتهمت فيها لاحقا ثلاثة قراصنة من كوريا الشمالية.
وأفاد بأن إيران قامت أيضا بـتدريب عناصر من حزب الله اللبناني على اختراق نظام "سويفت" المصرفي الدولي، زاعما أن الحزب نقل المعلومات التي حصل عليها إلى كوريا الشمالية مقابل صواريخ.
عمليات كبرى ضد إيران وحلفائها
ووفق تقرير "ذا أتلانتيك"، بدأ طاجيك التعاون مع الـCIA في توقيت كانت الوكالة تسجل فيه نجاحات استخباراتية مؤثرة ضد إيران. ونقل هاريس عنه قوله إنه لعب دورا في اغتيال القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية في دمشق عام 2008 ضمن عملية مشتركة أمريكية – إسرائيلية.
كما أشار التقرير إلى أن طاجيك ساهم في كشف منشأة فوردو السرية لتخصيب اليورانيوم، والتي تعرضت لاحقا لضربات أمريكية في 2009، لكنه لم ينسب الفضل لنفسه في ذلك.
ونقل هاريس عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن الوكالة أنهت علاقتها بطاجيك بعدما أصبح "خارج السيطرة"، مع سلوك متقلب يتراوح بين الوعي الكامل وحالات “جنون العظمة”، إضافة إلى خرقه بروتوكولات الوكالة عبر تصوير محتوى من الحاسوب الذي زودته به الـ"CIA"
السجن والتعذيب في إيران
وبعد انكشاف أمره، اعتقلته السلطات الإيرانية، ونقل عام 2013 إلى سجن إيفين، حيث تعرض — وفق هاريس — إلى التعذيب بالماء المغلي وإجباره على الاستلقاء في حفرة ضيقة تشبه القبر.
وبعد أكثر من عام، نقل إلى الإقامة الجبرية في 2014 كـ"تكريم" لوالده الذي كان يعرف شخصيا قاسم سليماني.
قتل على يد والده
قبل شهر من مقتله، عرّف طاجيك الصحفي هاريس على المعارض الإيراني روح الله زم، الذي نقل له لاحقا أن طاجيك قتل في 5 تموز/يوليو 2016 داخل منزله على يد والده، في محاولة أخيرة لـ"حماية شرف العائلة" بينما كان الابن يخطط للهروب خارج إيران.
وتشير سجلات المقبرة الإلكترونية في طهران إلى أن الوفاة سجلت في 7 تموز/يوليو 2016، دون ذكر سببها أو إجراء تشريح للجثة.
وتشير تقارير إيرانية أخرى — نقلتها المجلة — إلى احتمال أن يكون طاجيك قتل قبل شهرين من الإعلان الرسمي، عبر وحدة خاصة من النظام بعدما اشتبهت السلطات بأنه كان يعمل لصالح جهات أجنبية منذ 2013.
المفارقة، كما يشير هاريس، أن روح الله زام — الذي كشف له تفاصيل مقتل طاجيك — وقع لاحقا في فخ استخباراتي بعد استدراجه إلى العراق، ليختطف ويعدم شنقا في إيران عام 2020.