اليمن يُغلق ميناء أم الرشراش “إيلات”
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد أحد عشر شهراً من المعاناة بأعراض الشلل الكلي في حركته التجارية، لفظ ميناء أم الرشراش “إيلات” أنفاسه الأخيرة؛ مختنقاً بالحصار البحري، وضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
وأعلنت إدارة الميناء “الإسرائيلي” -مطلع الأسبوع الجاري- رسمياً إفلاسه، وتوقف نشاطه التجاري على لسان رئيسه التنفيذي، جدعون جولبر، قائلاً: “توقف الميناء بشكل كلي؛ بسبب استمرار الهجمات اليمنية، والحظر البحري الذي تفرضه اليمن على السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر”.
فاتورة الإفلاس
وأضاف: “اضطررنا لتحويل نشاط الميناء بعد إغلاقه إلى موانئ أسدود وحيفا، بعد أن بلغ حجم خسائره 50 مليون شيكل (14 مليون دولار)، ونتوقع خسائر أكبر في ظل استمرار الهجمات”.
وإذ أشار جولبر لصحيفة “معاريف الإسرائيلية” إلى تسريح عدد كبير من موظفي الميناء البالغ عددهم 300، أكد تنصل حكومته عن دعم الميناء.
وأكد موقع “World Cargo”، المتخصص في الشحن والنقل البحري، إفلاس الميناء الصهيوني بشكل رسمي؛ بعد انخفاض نشاطه التجاري بنسبه 85 بالمائة.
ماذا يعني إفلاسه؟
يشكل إغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات” ضربة موجعة تكبِّد اقتصاد الكيان خسائر فادحة؛ بإعتباره النافذة الوحيدة المطلة على البحر الأحمر، التي تربطه بدول المنطقة وقارتي آسيا وإفريقيا، كما يعد بمثابة الرئة التي تتنفس بها “إسرائيل”.
وتواصل القوات اليمنية عملياتها العسكرية بالصواريخ والطيران المسيّر على ميناء أم الرشراش “إيلات”، وفرض حظر بحري مُنذ نوفمبر 2023، على سفن “إسرائيل” والمتوجهة إليها والمرتبطة بها عبر بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي ، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي أعلنتها صنعاء في أكتوبر 2023، نصرة لغزة وإسناداً للمقاومة الفلسطينية.
————————————————
– السياسية : صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: میناء أم الرشراش
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مخطط تحالف “العيون الخمس” الجديد في الشرق الأوسط ودور 6 دول عربية في إبادة غزة ومواجهة اليمن
يمانيون|متابعات
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس السبت، أن عدداً من الدول العربية التي وجّهت انتقادات علنية قاسية لـ”إسرائيل” خلال حرب غزة، حافظت في السر على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق معها، في إطار آلية دفاعية إقليمية سرية تقودها الولايات المتحدة.
ووفقاً للوثائق الأمريكية المسربة التي حصلت عليها الصحيفة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، فإن ست دول عربية على الأقل — هي السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وقطر — شاركت في إطار يُعرف باسم “الهيكل الأمني الإقليمي” (Regional Security Construct)، في حين أُدرجت الكويت وسلطنة عمان كمرشحتين للانضمام مستقبلاً.
وبحسب التقرير، أُنشئ هذا الهيكل الأمني تحت إشراف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ليكون بمثابة شبكة سرية لتبادل المعلومات وتنظيم المناورات والتنسيق العملياتي، بمزاعم مواجهة ما يسمى “النفوذ الإيراني” وتعزيز الروابط العسكرية مع “إسرائيل”.
جميع الاجتماعات صُنّفت على أنها “سرّية ومحمية بالرعاية الأمريكية”، مع تعليمات صارمة تحظر التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام. وتشير الوثائق إلى أن المذكرات الداخلية تناولت حتى تفاصيل “الطعام الكوشر” المخصص للمشاركين الإسرائيليين، بما في ذلك حظر لحم الخنزير والمأكولات البحرية في اللقاءات المشتركة.
خلال السنوات الثلاث الماضية، نظّم هذا الإطار سلسلة من القمم الأمنية والتدريبات العسكرية في دول عربية وغربية، من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد في قطر، وصولاً إلى قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأميركية. أحد التقارير السرية وصف تدريبات ميدانية على تحديد وتدمير الأنفاق تحت الأرض — وهي التكنولوجيا التي استخدمتها “إسرائيل” في مواجهاتها مع حماس — فيما تحدثت وثيقة أخرى عن مناورات جرت في مصر في سبتمبر الماضي، شاركت فيها قوات من الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر.
الهدف المعلن من هذه المبادرة، وفق الوثائق، هو تحقيق تنسيق لحظي بين أنظمة الدفاع والرادارات والاتصالات السيبرانية ومنظومات الدفاع الصاروخي، بحيث تندمج بيانات الرادار والمستشعرات للدول المشاركة في شبكة أمريكية موحدة لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. كما كشفت الوثائق أن دولتين عربيتين — لم يُذكر اسمهما — قدمتا معلومات استخباراتية مباشرة لسلاح الجو الأمريكي، وأن المشاركين باتوا يستخدمون منصة تشفير خاصة للتواصل الفوري مع واشنطن والعواصم الحليفة.
تجاوز التعاون البعد الإقليمي ليصل إلى تحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في مؤشر على الطابع العالمي للمشروع. وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء “مركز الشرق الأوسط للأمن السيبراني” و ”مركز دمج المعلومات” لتسهيل تبادل البيانات وإجراء تدريبات رقمية مشتركة بين الخبراء “الإسرائيليين” والعرب.
وتوضح الوثائق أن السعودية لعبت دوراً محورياً داخل هذا الإطار، إذ قدمت معلومات استخباراتية لـ”إسرائيل” ولدول عربية أخرى بشأن الأوضاع في سوريا واليمن. كما شاركت في اجتماع كبير عُقد في يناير الماضي بقاعدة فورت كامبل الأمريكية، تضمن تدريبات على كشف الأنفاق الهجومية وتحييدها — وهي تقنية تستخدمها “إسرائيل” في حربها ضد غزة. وتضمنت اجتماعات أخرى احاطات سعودية–أمريكية عن النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تحديثات حول تهديدات “الحوثيين” في اليمن.
وشددت الوثائق على أن هذا التعاون “لا يشكل تحالفاً جديداً”، وأن جميع الاجتماعات يجب أن تبقى “خارج نطاق العلن”، بينما واصل القادة العرب في الوقت ذاته إصدار بيانات حادة ضد “إسرائيل”. فقد وصف أمير قطر العملية العسكرية التي شنّها الاحتلال في غزة بأنها “حرب إبادة”، فيما اتهمت السعودية “إسرائيل” بارتكاب “تجويع وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين”. واعتبر محللون تحدثوا للصحيفة أن الوثائق تؤكد معادلة التناقض العربي: فالدول الخليجية تخشى “إسرائيل” المنفلتة لكنها تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية وتخاف من تصاعد “القوة الإيرانية”.
وترى واشنطن في هذه المنظومة امتداداً لاتفاقيات التطبيع، ومحاولة لبناء تطبيع أمني تدريجي بين “إسرائيل” والعالم العربي، تمهيداً لتشكيل منظومة دفاع إقليمي أوسع. وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نشرت مؤخراً 200 جندي في المنطقة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، بينما صرح ترامب بأن الدول المشاركة في الشبكة قد تساهم لاحقاً بقوات ضمن بعثة دولية لإدارة قطاع غزة. ومع أن هذه الدول أعلنت تأييدها العلني لخطة ترامب لإنهاء الحرب — بما في ذلك إنشاء قوة متعددة الجنسيات وتدريب شرطة فلسطينية جديدة — إلا أنها لم تقدم حتى الآن أي التزام فعلي بإرسال قوات، مفضّلة إبقاء التطبيع الأمني في نطاق السرّ لا العلن.