عاجل:- الزلزال السابع في إثيوبيا: مخاوف متزايدة بشأن سد النهضة وتأثير الزلازل المتتالية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شهدت إثيوبيا زلزالًا جديدًا بقوة 4.8 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لما أعلنه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عبر صفحته على فيسبوك.
هذا الزلزال هو السابع الذي يضرب إثيوبيا خلال فترة لا تتجاوز 20 يومًا، مما يثير مخاوف بشأن تأثير الزلازل المتتالية على البنية التحتية الهامة في البلاد، بما في ذلك سد النهضة.
في مساء 16 أكتوبر 2024، تحديدًا عند الساعة 11:11 مساءً بتوقيت القاهرة، ضرب زلزال بقوة 4.8 ريختر مناطق في إثيوبيا.
وأشار الدكتور شراقي إلى أن مركز الزلزال يقع على عمق 10 كيلومترات في منطقة الأخدود الإثيوبي، وهو امتداد طبيعي لما يُعرف باسم الأخدود الأفريقي العظيم. الزلزال وقع على بعد 570 كيلومترًا شرق سد النهضة و140 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا.
سلسلة من الزلازل المتتاليةالزلزال الأخير هو جزء من سلسلة من الزلازل التي بدأت في 27 سبتمبر 2024. أول زلزال في السلسلة كانت قوته 4.9 درجة، وبعد نحو ثماني ساعات ضرب زلزالان تابعان بقوة 4.5 درجة.
ثم تتابعت الزلازل، مع زلزال رابع في 30 سبتمبر، وزلزال خامس في 6 أكتوبر بقوة 4.9 درجة، وزلزال سادس في 13 أكتوبر بقوة 4.6 درجة.
رغم أن هذه الزلازل تُعد من الزلازل المتوسطة القوة، فإن تواترها المستمر يثير القلق بشأن تداعياتها المحتملة على سد النهضة، خصوصًا مع ارتفاع مستوى المياه داخل السد إلى 60 مليار متر مكعب.
تأثير الزلازل على سد النهضةمن حيث التأثير المباشر، أكد الدكتور عباس شراقي أن الزلازل المتتالية التي وقعت حتى الآن لم تؤثر بشكل كبير على سد النهضة، نظرًا لكونها زلازل متوسطة القوة وبعيدة نسبيًا عن موقع السد.
ومع ذلك، حذر من إمكانية وقوع زلزال أقوى وأقرب إلى السد في المستقبل، مما قد يمثل خطرًا حقيقيًا على السد الضخم.
سد النهضة يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، ويعتبر مصدرًا حيويًا لتوليد الطاقة الكهرومائية، ولكن حجمه الهائل يجعله عرضة للمخاطر الطبيعية مثل الزلازل.
في حالة حدوث زلزال قوي في المنطقة القريبة من السد، قد يتسبب ذلك في تصدعات أو حتى في انهيار السد، مما يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية هائلة.
التوقعات المستقبلية والمخاوفعلى الرغم من أن الدكتور شراقي أكد أن تأثير الزلازل الحالية ضعيف على سد النهضة، إلا أن تكرار الهزات الأرضية في فترة قصيرة يثير القلق بشأن ما قد يحدث في المستقبل. وأشار شراقي إلى أن "سد النهضة بهذا الحجم يشكل قنبلة مائية قابلة للانفجار في أي وقت".
هذا التصريح يعكس قلقًا عميقًا من أن تزايد الزلازل قد يؤدي إلى وقوع كارثة في حال استمرار الزلازل بقوة أكبر.
السيناريوهات المحتملة
إذا استمرت الزلازل في المنطقة بنفس الوتيرة أو ازدادت قوتها، فقد تضطر الحكومة الإثيوبية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها فيما يتعلق بالأمان الهيكلي لسد النهضة.
من الممكن أن يتم تكثيف الدراسات الجيولوجية والمراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي في المنطقة لضمان سلامة السد، وكذلك تطبيق تدابير إضافية لتعزيز هيكل السد.
على الجانب الآخر، قد تشكل هذه الزلازل ضغطًا دبلوماسيًا على إثيوبيا من قبل الدول المجاورة، خاصة مصر والسودان، اللتين لطالما كان لديهما مخاوف بشأن سلامة السد وتأثيره على تدفق مياه النيل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عاجل زلزال اثيوبيا سد النهضة على سد النهضة زلزال ا
إقرأ أيضاً:
إثيوبيا تتهم مصر بالسعي للهيمنة على النيل
أصدرت إثيوبيا اليوم الاثنين بيانا ردّت فيه على ما وصفته بـ"اللهجة التصعيدية من جانب مصر" بشأن نهر النيل وسد النهضة، معتبرة أن ذلك يأتي ضمن ما قالت إنه "محاولات مصرية للهيمنة على موارد النهر".
يأتي ذلك عقب يوم من اتهام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إثيوبيا بإلحاق الضرر عبر سد النهضة بدولتي المصب مصر والسودان، داعيا إلى تحرك دولي وأفريقي لعقد اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل وملء السد، مؤكدا أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي".
وقال السيسي -في كلمة مسجلة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لـ"أسبوع القاهرة الثامن للمياه"- إن مصر انتهجت على مدار 14 عاما مسارا دبلوماسيا "نزيها اتسم بالحكمة والرصانة"، سعيا للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن السد الإثيوبي، يراعي مصالح جميع الأطراف.
وأضاف الرئيس المصري أن القاهرة قدمت خلال هذه السنوات "بدائل فنية رصينة تلبي الأهداف المعلنة لإثيوبيا، وتحفظ مصالح دولتي المصب"، إلا أن هذه الجهود "قوبلت بتعنت لا يفسر إلا بغياب الإرادة السياسية، وسعي لفرض الأمر الواقع، مدفوعا باعتبارات سياسية ضيقة، ومزاعم باطلة بالسيادة المنفردة على نهر النيل".
وتتهم أديس أبابا القاهرة بأنها تتجاهل احتياجات وحقوق الدول الأخرى، ترى أن حلّ الخلافات لا يمكن أن يتم إلا من خلال حوار مباشر بين الأطراف المعنية، وأن "الأمن المائي" يجب أن يُبنى على الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل بين جميع دول الحوض.
كما شددت على أن سدّ النهضة ليس المشروع الوحيد في دول المنابع العليا للنيل، وأن مصير مصر مرتبط ببقية دول الحوض، مما يتطلب من القاهرة التعامل بندّية وحُسن نية، حسب البيان.
وكانت وزارة الري المصرية قد اتهمت في الـ3 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إثيوبيا بالقيام بتصرفات "متهورة وغير مسؤولة" في إدارة سد النهضة، مؤكدة أن تلك التصرفات "ألحقت أضرارا بالسودان، وتشكل تهديدا مباشرا لأراضٍ وأرواح مصرية".
إعلانوتشهد مناطق عدة في السودان ومصر فيضانات خلال الأيام الأخيرة، نتيجة ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل، في ظل استمرار تعثر الاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي بدأ بناؤه عام 2011.
وتطالب مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم قبل استكمال مراحل الملء والتشغيل، في حين ترى إثيوبيا أنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة، مما أدى إلى تجميد المفاوضات منذ عام 2024، بعد استئنافها لفترة قصيرة في 2023.
ويأتي هذا التصعيد الجديد وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي الفيضانات إلى تأجيج التوتر بين دول الحوض، في وقت تتعثر فيه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول السد.