شبكة اخبار العراق:
2025-10-12@22:55:27 GMT

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار كلكامش

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار كلكامش

آخر تحديث: 17 أكتوبر 2024 - 1:22 مترجمة: حميد ونيس كشف فريق من الباحثين باستخدام الذكاء الاصطناعي عن الأسرار القديمة باستخدام الخوارزميَّات ومعالجة البيانات. وكان الهدف الأخير لبحثهم هو ملحمة كلكامش، أحد أبرز أبطال أساطير وادي الرافدين، والتي تمثل أقدم قصّة ملحميَّة للإنسانيَّة.في العام 2017 أطلق العلماء من معهد الآشوريّات ضمن جامعة لودفيغ ماكسيمليان في ميونخ بحثاً باستخدام خوارزميَّة الأبحاث الرقميَّة لترجمة وتحليل النصوص المسماريَّة بسرعة لا يمكن تصورها للعلماء.

وهذه الخوارزميَّة التي يطلق عليها خوارزميَّة الشظايا تسمح بالوصول إلى أجزاء مفقودة وإعادة بناء الأجزاء غير المعروفة من ملحمة كلكامش، وغيرها من النصوص البابليَّة، مما يُسرّع بشكل كبير العمليَّة التي كانت تعتمد في السابق على ذاكرة علماء الآشوريات وعلى نسبة من الحظ في النجاح. ومن المعروف أنَّ ملحمة كلكامش تعود إلى نحو أربعة آلاف عام تم نقلها فقط من خلال نظام كتابة منقرض تمَّ بناؤه بأحرف مشابهة لشكل المسامير ترسم على ألواح الطين. لقد أعطى الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة لهذه الجهود، لأنَّ خوارزميَّة الشظايا دفعت العمل على نحو أسرع بكثير من عالم الآشوريَّات البشري وترجمة هذه النصوص التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين من الحضارة السومريَّة والأكديَّة الأصلية في غضون ثوانٍ معدودة، ما يؤدي إلى تسريع عملية إعادة بناء وفهم الملحمة. تحكي الملحمة قصة (نصف إله) الذي أعطى الكتاب عنوانه، كلكامش، ملك مدينة أوروك السومريَّة وصديقه إنكيدو، الرجل البري. يقتل الاثنان حارس الغابة، الوحش خمبابا، وتنتقم الآلهة بتنفيذها قتل إنكيدو. ونتيجة لحزنه الشديد، يذهب كلكامش للبحث عن سلفه أوتنابيشتيم، الذي نجا من الطوفان الذي تناولته صفحات قصص التوراة، على أمل أن يتعلّم هذا البطل سرَّ الخلود.مرّت آلاف السنين، ظلت خلالها الكتابة المسماريَّة المنقوشة على الألواح الطينيَّة البابليَّة التي تحكي هذه القصّة كلغزٍ لا يمكن فكّه. وفي القرن التاسع عشر أصبح جورج سميث، الباحث في المتحف البريطاني، أول عالم حديث يقرأ ملحمة كلكامش في العام 1872. لكن المؤلم أن سميث توفي بعد أربع سنوات فقط فقد صرعه مرض وبائي عمَّ المنطقة، وهو بعمر 36 عاما، أثناء رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط بحثاً عن المزيد من أجزاء القصيدة المفقودة لتلك الملحمة، ومنذ ذلك الحين، ظل الباحثون يعيدون بناء القصة قطعة فأخرى مع ظهور نصوص مسماريَّة جديدة، حتى أخذ هذا التكامل في القطع منحى غير متوقع. ولادة جديدة لكلكامش خلال مدة أقل من عقد من الزمن، أعطى الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة لهذه الجهود، لأنّه يمكنه العمل بشكل أسرع بكثير من امكانيات عالم الآشوريات البشري التقليدي، وتمكن من ترجمة هذه النصوص القديمة من النصّين السومري والأكدي الأصليين في غضون ثوانٍ معدودة، مما يُسرِّع عملية إعادة البناء والفهم للملحمة.يقود البروفيسور إنريكي كيمينز من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ هذه الثورة الرقميَّة في علم الآشوريات: حيث يعمل مع فريقه على رقمنة جميع الألواح المسماريَّة الباقية منذ العام 2018. ولديه بالفعل أكثر من 28 ألف لوح مكتوب بحروف صوتيَّة تحتوي على ما يزيد عن 417 ألف سطر من النصوص.ويوضح كيمينز أن أجهزة المختبر الحديثة الرقميَّة لم تكن موجودة من قبل، وإنما كانت عبارة عن قاعدة بيانات ضخمة من الأجزاء. ومن المعتقد أنّها يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في إعادة بناء الأدب البابلي، مما يسمح بالتقدم بشكل أسرع بكثير من المراحل السابقة، لا سيما أنه الآن أصبح لديه مساعد رقمي لا يشكو من التعب ويمكنه تجربة ملايين المجموعات في غضون ثوانٍ معدودة، وكانت النتيجة مذهلة عندما ظهرت مشاهد جديدة من ملحمة كلكامش الى النور. وهكذا أصبحنا نعرف الآن مشاهد غير منشورة من الملحمة؛ يعود الفضل فيها الى تلك الاجهزة المختبريّة الحديثة. حيث تظهر هذه الصور إنكيدو وهو يحاول أن يثني كلكامش عن قتل الوحش خمبابا. ثم انطلق البطلان في رحلة لزيارة الإله إنليل في نيبور.وهناك المزيد، إذ ظهر لوح من العام 130 قبل الميلاد، إنَّ قصّة الملحمة كانت لا تزال من أكثر الكتب مبيعاً. وبعض الترجمات الجديدة أيضاً قدمت اختلافات مدهشة عن القصّة المعروفة. فعندما يخبر أوتنابيشتم كلكامش كيف أعد السفينة لمواجهة الطوفان، يذكر أنّه “أغدق” الطعام والشراب على البنّائين. لعبة فكّ الرموز يقول بنيامين فوستر، أستاذ علم الآشوريات في جامعة ييل: “لم تكن لدينا كلمة “بذخ” من قبل”. “وفي رأيي، يشعر كلكامش بالذنب لأنّه يعلم أن كلَّ الأشخاص الذين يساعدونه في بناء السفينة سوف يغرقون في غضون أيّام قليلة”. يعاملهم بكرم ناشئ عن الندم. إنّها تفاصيل تضيف نوعاً من التنازع الأخلاقي للقصة. الشيء الأكثر إثارة هو أنَّ هذه هي البداية فقط. إذ تؤشر التقديرات الى وجود نحو 30 بالمئة من كلمات الملحمة بحاجة إلى فك رموزها. ومع تحويل جميع الأجزاء إلى شكل رقمي بالفعل، سواء لدى مؤسسة المتحف البريطاني أو المتحف العراقي في بغداد، فإنَّ احتمالات اكتشافات جديدة هائلة في الطريق إلينا. يعلق كيمينز بحماس: “هناك آلاف القطع التي يمكن للجميع فكّ رموزها باستخدام آلة المختبر الرقميَّة”. ومن هنا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة أساسيَّة لكشف أسرار الماضي، مما يسمح بفهم أفضل للحضارات التي سبقتنا بواسطة كلماتها الخاصة. لقد أشعل نجاح مشروع خوارزميَّة الشظايا “فراغمنتاريا” شرارة الاندفاع نحو الآثار الأدبيَّة في مختلف أنحاء العالم مع مماثلة على نصوص قديمة أخرى. ففي مدينة هيركولانيوم الرومانيَّة، يستخدم العلماء الذكاء الاصطناعي لقراءة طبقات البردي المتفحّمة بسبب ثوران جبل فيزوف. وفي مصر، قد تساعد خوارزميات مماثلة على فك رموز الهيروغليفية التي لم تُفهم بعد، وكشف أسرار الفراعنة. وحتى مخطوطات البحر الميت قد تكشف أسرارا جديدة بفضل هذه التقنيات.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی غضون ة التی

إقرأ أيضاً:

وادي السيليكون يخشى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي

في أروقة وادي السيليكون، التي لطالما اعتُبرت مهد الثورة التكنولوجية، يتصاعد الخوف من أن الطفرة غير المسبوقة في قطاع الذكاء الاصطناعي قد تكون مقدّمة لفقاعة مالية جديدة تهدد بانفجار واسع يطال الاقتصاد العالمي.

فبعد عام من الصعود المتسارع في تقييمات الشركات الناشئة واستثمارات بمئات المليارات، بدأ خبراء ومصرفيون يحذرون من أن الأسعار “مضخّمة على نحو مصطنع” نتيجة ما يسمّونه “هندسة مالية” تحاكي ما حدث في فقاعة الإنترنت مطلع الألفية، وفقًا لتقرير موسّع نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ألتمان: شيء حقيقي يحدث

وخلال مؤتمر مطوري "أوبن إيه آي"، قدّم الرئيس التنفيذي سام ألتمان مداخلة نادرة اتسمت بالشفافية، قائلا: "أعلم أن إغراء كتابة قصة الفقاعة قوي، لأن بعض مجالات الذكاء الاصطناعي تبدو فعلا فقاعة في الوقت الراهن".

التحذيرات تتوالى من فقاعة ذكاء اصطناعي تهدد بتقويض استقرار الأسواق العالمية (غيتي)

وأضاف: "سيرتكب المستثمرون بعض الأخطاء، وستحصل شركات سخيفة على أموال مجنونة، لكن في حالتنا، هناك شيء حقيقي يحدث هنا".

لكن هذه الثقة لم تقنع الجميع، فخلال الأيام الأخيرة، صدرت تحذيرات متطابقة من بنك إنجلترا وصندوق النقد الدولي، وكذلك من رئيس بنك "جي بي مورغان"، جيمي ديمون، الذي صرّح لبي بي سي بأن "مستوى عدم اليقين يجب أن يكون أعلى في أذهان معظم الناس".

تقدّر مؤسسة غارتنر أن الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيبلغ نحو 1.5 تريليون دولار قبل نهاية العام.

أموال ضخمة وأخطار أكبر من فقاعة الإنترنت

وفي مناظرة احتضنها متحف تاريخ الحوسبة في وادي السيليكون، قال رائد الأعمال جيري كابلان، الذي خاض 4 فقاعات سابقة منذ الثمانينيات، إن حجم الأموال المتداولة اليوم "يتجاوز بكثير" ما كان عليه الحال في فقاعة الإنترنت، مضيفًا: "حين تنفجر هذه الفقاعة، سيكون الوضع سيئا جدا، ولن يقتصر الضرر على شركات الذكاء الاصطناعي فقط، بل سيجرّ معه بقية الاقتصاد".

ووفق بيانات بي بي سي، فإن شركات الذكاء الاصطناعي شكّلت 80% من مكاسب سوق الأسهم الأميركية خلال عام 2025، في حين تقدّر مؤسسة غارتنر أن الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيبلغ نحو 1.5 تريليون دولار قبل نهاية العام.

تشابك استثمارات “أوبن إيه آي” يزيد المخاوف

وفي مركز هذه العاصفة المالية تقف شركة أوبن إيه آي، التي حوّلت الذكاء الاصطناعي إلى ظاهرة جماهيرية منذ إطلاقها شات جي بي تي عام 2022.

إعلان

فقد عقدت الشركة في سبتمبر/أيلول الماضي صفقة ضخمة بقيمة 100 مليار دولار مع شركة الرقائق الأميركية إنفيديا لبناء مراكز بيانات تعتمد على معالجاتها المتقدمة، تزامنًا مع اتفاق جديد لشراء معدات بمليارات الدولارات من منافستها إيه إم دي، مما قد يجعلها واحدة من أكبر المساهمين في الأخيرة.

وبحسب بي بي سي، فإن شبكة التمويل حول “أوبن إيه آي” لا تتوقف هنا؛ إذ تمتلك مايكروسوفت حصة كبيرة فيها، فيما وقّعت أوراكل عقدًا بقيمة 300 مليار دولار لدعم مشروعها العملاق "ستارغيت" في ولاية تكساس، بالشراكة مع مجموعة سوفت بنك اليابانية. كما تستفيد الشركة من بنية تحتية تقدمها شركة كور ويف المدعومة جزئيًا من إنفيديا.

ويرى محللون أن هذا التشابك الاستثماري الكثيف "قد يشوّه صورة الطلب الحقيقي" في السوق، إذ "تستثمر الشركات في عملائها لتمكينهم من شراء منتجاتها"، وهو ما وصفه خبراء الاقتصاد في وادي السيليكون بأنه "تمويل دائري" يرفع التقييمات بشكل مصطنع ويخلق وهم الطلب.

تشبيهات مقلقة وتاريخ يعيد نفسه

ويستعيد بعض المحللين تجربة شركة نورتل الكندية التي انهارت بعد استخدامها أساليب تمويل مشابهة لتغذية الطلب المصطنع على منتجاتها، مما جعلها رمزًا كلاسيكيًا للفقاعات التكنولوجية.

لكن المدير التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ، دافع عن شراكته مع “أوبن إيه آي” عبر شبكة سي إن بي سي قائلا: "الشركة ليست مجبرة على شراء تقنياتنا بالأموال التي نستثمرها فيها… هدفنا الأساسي هو مساعدتها على النمو ودعم النظام البيئي للذكاء الاصطناعي".

أصوات متفائلة ترى أن الاستثمار الزائد سيبني بنية تحتية رقمية لعقود قادمة (غيتي)فقاعة أم بنية تحتية لمستقبل رقمي؟

في المقابل، يرى بعض المتفائلين أنه حتى لو كان هناك تضخم مفرط في الأسعار، فإن الاستثمارات الحالية لن تذهب هباءً.

ويقول جيف بودييه من منصة "هاجنغ فايس" إن "الإنترنت بُني على رماد فقاعة الاتصالات في التسعينيات"، مضيفًا أن "الاستثمار الزائد في بنية الذكاء الاصطناعي اليوم سيُنتج منتجات وتجارب جديدة لم تُتخيل بعد".

قلق بيئي وسباق على الموارد

وحذّر المستثمر جيري كابلان من بُعد بيئي خطير للسباق الحالي قائلا: "نحن نخلق كارثة بيئية من صنع الإنسان، مراكز بيانات ضخمة في أماكن نائية مثل الصحارى، ستصدأ وتسرّب مواد سامة عندما يختفي المستثمرون والمطورون".

وتشير بي بي سي إلى أن "أوبن إيه آي" تخطط لجمع 500 مليار دولار لإنشاء مجمع حوسبة بقدرة 10 غيغاواط في ولاية تكساس بحلول نهاية العام.

ومع تضخم تقييمات الشركات واشتداد المنافسة على الرقائق والطاقة والبيانات، يبقى السؤال مفتوحًا في وادي السيليكون: هل ما نشهده اليوم هو عصر ذهبي حقيقي للذكاء الاصطناعي أم مجرد فقاعة جديدة تنتظر الانفجار؟

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحاول إقناع المستخدمين بمواصلة المحادثة
  • مجدي سلامة يكتب: من خط يده.. الذكاء الاصطناعي يكشف الوجه الخفي للدكتور مدبولي
  • كيف يمكن أن تتفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • وادي السيليكون يخشى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت: "العمل الاهتزازي" ثورة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي في أوفيس
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟
  • تسريب نادر يكشف أسرار iPhone 16e.. خطأ من هيئة الاتصالات الأمريكية يضع آبل في مأزق